الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع القاص حسن برطال

عزيزة رحموني

2012 / 8 / 17
الادب والفن


سارد نحت اسمه عميقا في شجرة القصة القصيرة جدا...بين انامله تزهر القصيصات و تنشر اريجا يشد المتلقي...في ظلال حسن برطال وقفنا نسافة حوار شيق ...لنتابع:
قبل البدء، الكلمة لك استاذ برطال ؟
• أختي المبدعة عزيزة سوزان شكرا على اهتمامك بالقصة القصيرة جدا و أتمنى أن أكون قصيرا جدا تماشيا مع مبدأي في الحكي ..


* من أي الأبراج يُطل حسن برطال على متلقيه ..؟؟

الأبراج بمفهومها الأنطولوجي للكلمة و أعني بها ناطحات السحاب فهي أطول و أعلى من القاص القصير جدا قامة و إبداعا أحيانا لأنها ( واقعا ) تنفع الناس وليست ( زبد ) يذهب جفاءا..لقد فتحتُ شرفتي من ( ورق ) /( المجموعة القصصية أبراج) لأبني واقعا تتعايش فيه تلك الحشرات الصغير / النمل / الق ق ج لأنها الأقدر على التحدي و التفوق على الإسمنت المسلح في تشييد صرحا من لبنات الحرف لما تمتاز به
هذه الخلية من تضامن و جد و نشاط ، إنه فضاء الكلمة ( السامي ) و ليس ( العالي ) و الذي تتداخل فيه ظروف الزمان و المكان معا كالتاريخ / الزمن ..الذي يُعنى بتسجيل الأحداث و التطورات / المكان
عكس الأبراج الفلكية و التي أعتبرها ( ظروف أمكنة ) فقط ولهذا نسيتُ ( برج الأسد ) لأنني من مواليد
شهر غشت .. و نسيتُ ( برج إيفل) لأنني أكره الطول الزائد أحب أن نكون جميعا في قامة واحدة لتكون
العين) على (العين ).. ( الأذن ) على ( الأذن ) .. و ( القلب ) على( القلب) ..

* بين الرياضيات و الأدب ..هل هناك معادلة ما ..؟ كيف يحلها حسن برطال..؟

الرياضيات علم و تدريب كالرياضة منه نستمد القوة في الدقة و أشياء أخرى( العقل السليم في الجسم السليم ) ..أما الأدب فهو تربية و خُلق قبل كل شيء ( أدبني ربي فأحسن تأديبي ) .. ( و إنك لعلى خلق عظيم ) ..لكن نقطة التماس بين شَقَي المعادلة هي نقطة ( عمياء ) بدون خلايا ( بصرية ) و لهذا يستحيل
العثور على مخزون من الصُور و الدلائل نعزز بها تفسيراتنا و حلولنا داخل ( مجال تعريفي ) لدالة
( منطق / أدب ) كتربية بحس عقلاني لأن الميتافيزيقا و الواقع خطين متوازين و بدون نقط تقاطع ..
أللهم إذا حاولنا التدرج عبر متتالية هندية مدخلها الأول هو الأدب/كفَن ليتحول فيها العلم / الرياضيات
أداة تعبيرية ..تأتي الكلمة بحسبان و ليس بحساب كالومضة التي أعتبرها آخر صورة و التي لا يمكن
تجاوزها على مستوى الاختزال في (الق ق ج )..و حيت كذلك الكلمات محسوبة كالعدد الكسري في آخر
مرحلة من اختزاله..


* تتعدد منابر الحرف عند حسن برطال بين قص و نظم ونقد ..لماذا التعدد و ليس التخصص ..؟؟
واحدة لاتكفي ..؟

بالنسبة لي الأدب كفن مرتبط ب ( مكتوبنا ) هو كرياضة الكولف و لكل ضربة عصاها الخاصة
حسب صعوبة المسلك و المسافة الفاصلة بين الكرة و الحفرة و الكاتب بطبيعته لا عب ( كولف )
على مسالك الأدب و أنا واحد من هؤلاء اللاعبين أكون ناقدا /عاشقا حينما أعشق أكتب قراءات
عاشقة خطوطها العريضة ترتكز على تجربة خاصة لا ٌقل و لا أكثر بعيدة كل البعد عن الدراسات
الأكاديمية ..و أحيانا أكون نضاما حينما يجرفني تيار المدح و الغزل ..و أكون قاصا حينما تمتلئ
معدتي و أشعر بالقيء ..هذه الأشياء إفرازات (جسدية إبداعية ) لايمكن قمعها و عناصر تبدو غير
متجانسة لكن يصعب الفصل بينها ..هذا من جهة ..
و من جهة أخرى فبالنسبة لي فواحدة تكفي ..لأن المولود الشرعي هو من يُدَون في سجل ( الولادات)
يعني المنشور الورقي بكل صفاته و مواصفاته ( الكتاب ) لم يسبق لي أن نشرتُ كتابا نقديا و لا ديوانا
شعريا ..كل المنشورات هي عبارة عن مجاميع قصصية قصيرة جدا لا غير...


* ما موقع النكتة و الحكاية الشعبية في كتاباتك ..؟؟

النكتة ..الحكاية الشعبية بالإضافة إلى الصورة و اللغز ..كل هذه الأشياء أعتبرها
( توابل )..( رأس الحانوت ) يكون لها تأثير إيجابي على مستوى حاسة الذوق لأن الفن الخالي من للذة
لا يمتع و بما أن القراءة تغذية روحية لابد من تحضير أطباقا شهية..و لهذا تراهن القصة القصيرة جدا
على هذه الوصفات للكتاب متعته ..


* للسياسة نكهة في كتاباتك ..هل ترى أن المثقف العربي قادر على التغيير في بلده ؟؟

السياسة في دمنا لا نعيش في معزل عنها .. المثقف .. الأمي ..العالم .. الجاهل ..الحيوان .. النبات
الكل يمارس السياسة فهي القوة التي تمنح البقاء و تحمي من الانقراض خلف سياج محمية هذا الكون
البحث عن الرزق سياسة بالنسبة لجميع الكائنات ..و كذلك التزاوج و التوالد ...و لهذا لابد من ممارسة السياسة في كتاباتي ( القصصية القصيرة جدا ) من أجل الاستمرارية و البقاء..لأن الأجسام الضخمة
بدون سياسة تنقرض ك ( الديناصورات ) ..و حينما يكون الكاتب على علم بهذا المعطى و الذي أعتبره
عنصرا من عناصر الحياة لابد أن يُحَوله إلى طقس من طقوس العبادة و ليس الكتابة فحسب لأن المعبود
حي لا يموت ..يكون معنا أينما كنا .. هو في كل شيء ..و هذا أعتبره تغييرا بصورة أخرى..و كذلك
الإبداع هو رسالة من المفروض أن تخرجنا من الظلمات إلى النور و ( الخروج ) كلمة انفصال
وحركة تشير إلى تغيير المكان ..إنشطاين .. نيوتن ..منديل .. مركان و آخرون قد غيروا العالم لأنهم مبدعون حقيقيون ..تأملي في الكون و تغييراته لأن مبدعه عظيم فوق العادة../


*الملتقيات و الندوات و المنابر الرقمية ما تضيف للمبدع بحكم أ ن العربي لا يقرأ إلا سطرا في السنة

بالنسبة للمبدع أن الندوات و الملتقيات و.. هي فضاءات بكل عناصر الحياة من ماء ..هواء وخارج هذه المجلات يموت الكاتب .. بعيدا عن هذه الأمكنة يصبح واحدا من أصحاب ( الكهف ) يعيش في غربة
كتجربة وجودية و تعني نفي الذات في زمان و مكان غير ملائمين لطبيعتها .. و هذا هو الهدف الأسمى للمبدع و هذا هو ما نبحث عنه بالأساس في هذه المَحارب حيث الرؤى موحدة .. بغض النظر عن علاقة
المبدع بالقارئ علينا أن نستمتع قبل أن نُمتع الآخر ولا نكون عليه بمسيطرين..هذه الأمور إضافات
لا قيمة لها بالنسبة للمبدع ../


*كيف تقيم الق ق ج في المغرب ..؟؟ النقد لا يوازي غزارة الإنتاج الأدبي في كل المجالات محليا و عربيا ..لماذا ؟؟ هل هو تقصير أم ضعف ..؟؟
حال الق ق ج في المغرب بخير..بحيث وصل منتوج الأدباء المغاربة إلى 64 مثنا قصصيا قصيرا جدا
حسب بيبلوغرافيا الدكتور جميل حمداوي .. هناك ملتقيات للقصة القصيرة جدا تُنظم في كل ربوع المملكة
هناك جوائز للقصة القصيرة جدا تحفز على الكتابة ..ظهور عدة انطولوجيات تهتم بالقصة القصيرة جدا
أما في ما يخص النقد المغربي فلا أرى منه تقصيرا ..فهو يُعتبر مرجعا عربيا لا يمكن الاستغناء عنه..
الدراسة في المتون ) للدكتور جميل حمداوي ..( القصة القصيرة جدا ..تصورات و مقاربات ) لسعاد مسكين ..( مضمرات القصة القصيرة جدا ) للناقد محمد يوب ..و كتب د عيسى الداودي ..وعبد العطي الزياني .. و د جمال بوطيب بالإضافة إلى أسماء تأتت الساحة النقدية المغربية .. ركاطة حميد .. محمد الداني ..عبد الحق ميفراني ..محمد رمسيس ..حسن مؤدن ..حميد الحمداني ..سلمى لبراهمة .. نور الدين الفيلالي .. أنس فيلالي ..محمد محقق ..أحمد بوزفور.. إدريس الواغيش.. محمد أيت حنا..سعيد بوعيطة.. و آخرون..لا خوف على الق ق ج فهي أداة المستقبل ../


* الإبداع و النشر أية معادلة ..؟؟

علاقة الإبداع بالنشر .. أو علاقة المبدع بالناشر .. نقطة حساسة .. ومنعطف إما يكون المبدع أو لا يكون أتمنى أن تكون( أسرية ) .. بمعنى علاقات و روابط ( دموية ) ..إذا كان المبدع هو ( الرحم الولود ) فعلى الناشر أن يكون ( الحاضن ) و المربي ../



* كلمة أخيرة
الشكر كله للقصة ( القصيرة جدا)..التي أهدتني إخوة و أخوات ( عمالقة ) قامة و قيمة إبداعية ..
• ------------------
• اجرى الحوار : عزيزة رحموني /المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا