الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الممانعة ومنع حرية الصحافة

عمر سعد الشيباني

2012 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


لقد عرف المواطن السوري العادي معاني مفردات حافظ اسد ووريثه، فهما من اكثر الحكام العرب متاجرة في القضايا ، بما فيها الارض والوطن . وقد انشأوا حزب ودربوه في لبنان اسمه حزب الله على المتاجرة بالقضايا الكبرى مثلهم - بعد أن قضوا على المقاومة الوطنية اللبنانية غير الطائفية - اولها وليس اخرها القضية الفلسطينية. لكن من يملك عقلا بسيطا يدرك بعد جرد حساب للأسد ووريثه وحزبه في لبنان، أنهم جميعاً ومنذ أن اعلنوا المتاجرة بقضية فلسطين، لم يتحرر منها شبرا واحدا. وعلى العكس فقد قوي عص الصهيونية العالمية واسرائيل وزادت من بناء مستعمراتها. أي مجرد كلام فاضي يبيعوه للسذج الباحثين عن تحرير الارض بالكلام. فماذا فعلت خطب حسن نصر الله وصراخه وعياطه في الحرب ضد غزة الاخيرة. عندما يصرخ الرجل تظن أنه قد اخذ حقنة أو جرعة من (رد بول انيرجي) وعندما تقلب إلى المحطة وتسمعه يخطب بالصدفة عليك خفض صوت التلفاز لأن الصوت عالِ ومزعج. هل تتحرر الأرض بالصراخ. وهل تتحرر الأرض بالشعارات التي اولها فلسطين وآخرها سيطرت ايران على الشرق الاوسط بواسطة تشييع العرب كما فعلت الدولة الصفوية قديما.
وكما عرفنا أن الصحافة السورية بعد سيطرت حزب البعث بشكل عام والاسد بشكل خاص قد انتكست إلى العصر الحجري، واصبحت الصحافة عبارة عن نشرات امنية يشرف عليها مجموعة خاصة من قماشة الاسد وغلب عليها لون واحد وانحصرت تولي المناصب فيها من اناس من منطقة حافظ اسد بالذات. لتشكل توجهات امنية تخيف المواطن وتبث الرعب فيه، وفي من يفكر بالخروج على طوق العبودية. أما اتحاد كتاب العرب فقد ضمنوا له رجل له مؤهلات في المسرح أن يكون رئيس له لعشرات السنين وظيفته كتب تقارير بمن تسول له نفسه الخروج عن حظيرة الرعب. وكان احيانا يطارد الصحفيين بالكندرة لأنهم تجرأوا أن يصوروا احد اجتماعات الاتحاد. وهذا على زمة شاهد عيان كان عضوا هناك. وكان رئيس الاتحاد يتفلسف كثيرا في العروبة والثقافة والامبريالية. لكنه كان يؤمن أن وظيفة الصحافة هي تعداد قدرات حافظ اسد ومن بعده وريثه. هذا الرجل كان علي عقلة عرسان. واتى من بعده حسين جمعة ليكمل المشوار الذي خطته اجهزة الأمن السورية لهم.
وعلى لسان احد الصحفيين الذين عملوا في صحافة حافظ الاسد عشرات السنين حكم البابا الذي الف كتاب بعنوان على ما اذكر (الكتاب الاسود) في الصحافة السورية يشرح الرجل كيفية صناعة الخبر والمعلومة بأن أي جملة مفيدة أو غير مفيدة يجب أن تدخل عبر مخبر اجهزة امن حافظ الاسد. وشخص اخر خدم النظام من قبل تحت لقب جمال الطويل هو ( نضال معلوف) صاحب سيريانيوز الذي كانت وظيفة صحافته تلميع وجه حافظ الاسد الاجرامي ووريثه . يقول في مقاله الاخير عن الثورة: "اليوم بعد ان أمنت لنا التضحيات التي قدمها السوريون رؤية مختلفة لم نكن نعرفها وهامشاً اوسع لم نكن نتصور بان نمتلكه، يمكنني التأكيد بان الاحترام الذي كنت اعتقد باني احظى به والكرامة التي كنت احتفظ بها شبيهة الى حد كبير بما يمتلكه سجين (عاقل) يتقيد بالانظمة وقوانين السجن وبالتالي ينال احترام وتعاطف سجانيه". وهو الرجل الذي مازال يضع علم الاحتلال على صفحات جريدته الالكترونية وهو علم حافظ اسد رمز المذلة للشعب السوري خلال خمسون عام. ثم يضيف كيف تعاملوا معه رجال الامن وهو يعتبر إلى جانبهم :" والحدثان الاخران هما احتجازي لفترتين في احدى الجهات الامنية لمدة تقارب الـ 20 يوما في كل فترة لاسباب اقل ما يقال فيها انها تافهة وغير مقبولة ، ويتحول من خلالها رئيس الجهة الذي كان يبدي لك الود والاحترام طوال الوقت، الى سجان بوجه قبيح ويشهر في وجهك عصا غليظة ليوجه لك رسالة انتبه .. غير مقبول .. وهي المرة الاخيرة قبل ان ننهيك؟ بدا لي الجهاز الذي يدير البلد هو عبارة عن جماعة من "المعاقين" او في احسن الاحوال مسلوبي الارادة والصلاحيات عديمي الكفاءة والامكانيات ( وهي القاعدة العامة مع وجود بعض الاستثناءات ) ".
كما أنه يشرح أن الخطوط الحمر كثيرة في مثال يسوقه : " حتى ان احد اسباب احتجازي في احدى المرات ( ومسؤولون كبار يشهدون على ذلك ) انه ورد في مقال كتبته ذكر للطريق الواصل الى القصر الجمهوري ( كطريق فيزيائي اعني الزفت ) ، فتم اعتبار هذا تطوالا على رئيس البلاد وحُجب الموقع وحجبت انا معه 20 يوما".
واخيراً وليس آخرا، نأتي إلى زيارة محمد مرسي إلى ايران. من الناحية النظرية، الرجل حر في ذهابه إلى حيث يشاء. لكن رجل انتجته ثورة شعب وكرامة، هل يليق به أن يزور بلد طائفي يساهم في قتل شعب عربي سوري. وما السر في زيارة ايران في وقت كهذا، وتصريح حل الازمة السورية. هل حلها بالتصريحات من ايران. والله تصريحات الرئيس الفرنسي اكثر نارية من محمد مرسي، الذي يرى أن الانفتاح في المنطقة يبدأ من ايران وليس من جيرانه العرب. وعلى ذكر مرسي، فقد قال لي صديق مصري يحب النكتة أن مرسي رسى بالكرسي. ولاادري أن رسى، يرسوا هي من مجموعة لواصق الحكام العرب التي تعنى تأبيد السلطة.
وبعد أن تكلمنا عن اصول الممانعة، هل هناك شك في أن الممانعة هي سياسة المنع في البلد وهي استئساد على الشعب وارنبة على حدود اسرائيل. والله وعرفت الامبريالية من تختار لخمسين سنة حكاما لسوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير