الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقة الشعوب بقدراتها على التحرر اقوى اسلحة البشرية لاجتباز اصعب المراحل الانتقالية واخطرها

سعاد خيري

2012 / 8 / 31
العولمة وتطورات العالم المعاصر


ثقة الشعوب بقدراتها على التحرر
اقوى اسلحة البشرية لاجتياز اصعب المراحل الانتقالية واخطرها
وفرت الثورة العلمية التكنولوجية امكانيات هائلة امام البشرية للتحرر من علاقات الانتاج الراسمالية وكل تبعاتها من استغلال واستعباد شعوب وحروب وتهديد بالابادة الشاملة بالاسلحة النووية والبايولوجية او الخضوع والاستسلام. وتحت ضغط الازمة العامة ركز اقطاب الراسمالية على استغلال التدين السياسي والارهاب واشكال الافساد والمخدرات. وبذلوا الملايين على اقامة المعابد على اختلاف مناهجها واتجاهاتها ,الموغلة بالتطرف والمعتدلة , السلمية والمسلحة , السلفية والمعاصرة, لقتل كل تفكير سياسي يطمح الى التحرر. واستنزاف كل الطاقات في نشاطات دينية اوفعاليات انتقامية واشكال من التمييز والتفرقة لخلق اعداء وهميين. واشغال الشعوب بصراعات متنوعة لقتل كل ثقة بقدراتها على التحرر.
فالثقة بالنفس وبالشعوب وبالبشرية عموما , تطلق طاقات الانسان الفكرية والابداعية وتمكنه من اكتشاف كل ما توفره الحياة والطبيعة والكون من امكانيات لاجتياز مصاعب هذه المرحلة التي لابد من نهايتها . ويتوقف ذلك على مدى قدرته على انجاز مهامه المعاصرة وفي مقدمتها التطور العلمي التكنولوجي . فالتطور العلمي التكنولوجي يوفر لعموم البشرية امكانية الحصول على وسائل انتاج كل ما تحتاجه لاستمرار الحياة وتطورها جماعيا وفرديا. والانسان بطبعه اجتماعي يحب المشاركة والتعاطف فضلا عن التمتع برقفة ارقى واجمل ما انتجته الطبيعة, اخاه الانسان!!
يدرك اقطاب الراسمالية هذه الحقائق ويعملون باستماته على اطالة عمر نظامهم بكل طاقاتهم وبكل ما يملكون من وسائل ابادة ودمار, دون ان يعبأوا بالمخاطر التي تهدد البشرية والكرة الارضية جرائها. ويعمدون الى تخريب البيئة بتجفيف الانهار وتصحر اليابسة واثارة العوصف والبراكين فضلا عن استغلال الفضاء المحيط بالكرة الارضية بل والكون.
ولكن الراسمالية في كل ما حققته من جبروت وهيمنة, كان بفضل منتجي وسائل وادوات هذه القدرات, من علماء وشغيلة وجنود . وكل هؤلاء من مكونات عوائل وشعوب وبشر لهم روابطهم العاطفية والاجتماعية والسياسية , الطبقية والوطنية والاممية. ولهم امالهم الانية والمستقبلية , وفي مقدمتها التحرر من الحاجة وكل انواع التبعية والاستغلال. واذ بدأت بوادر ذلك بتهرب المجندين من الالتحاق بالخدمة العسكرية وحتى بالانتحار , الامر الذي دفعها الى استغلال المرتزقة , والى اسلحة الابادة كما جرى في العراق ويجري اليوم في سوريا سواء على يد القوات التابعة لاقطاب الراسمال العالمي وتوابعه من امثال قطر والسعودية اوعلى يد النظام الذي مهما بلغ تناقضه مع الهيمنة الامريكية ومهما كانت حدود هيمنته وقدراته فهو قطب من اقطاب الراسمالية ولايتورع عن ابادة شعبه من اجل الحفاظ على كرسيه. وقد هدد فعلا باستخدام الاسلحة الكيمياوية والبايولوجية اذا ما تعرض بلده لتدخل اجنبي , دون ان يعبأ بما يسببه ذلك من ابادة الشعب السوري وشعوب المنطقة. حيث لا تعرف هذه الاسلحة الحدود بين الدول.
وهكذا تتسارع وتائر الاستقطاب العالمي وتتكشف ستر الخداع واستغلال بساطة او جهل الشعوب. وتتكشف مواقف المنظمات الدولية التي اقامها اقطاب المعسكرين الراسمالي والاشتراكي بما فيها هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن, للحفظ على توازن القوى بينهما , نتيجة لبروز وتعاظم التناقض الرئيس في عصرنا بين عموم الانظمة الراسمالية والشعوب. وتتهاوى المنظمات التي اقامها اقطاب الانظمة البرجوازية, المتحررة من الهيمنة الامبريالية, كمنظمة عدم الانحياز , لثبوت انحياز اقطابها الى احد المتنافسين من اقطاب الراسمالية المهيمنة او المتهاوية وليس الى الشعوب. في حين تاخذ الشعوب بيدها زمام امورها في مواجهة قطبي الراسمالية , الخارجية وادواتها , والداخلية وادواتها . مسلحة بثقتها بقدراتها وبدعم ومؤازرة شعوب العالم , وبكل ما حققته البشرية من انجازات علمية وتكنولوجية , على اجتياز اخطر واصعب المراحل الانتقالية في تاريخ البشرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا