الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وطن كبير بحجم مخيم !

خالد عياصرة

2012 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


طرق مستغيثا، ففتح له الباب، استقبل بالترحاب، حللت أهلا ووطئت سهلا، هكذا كان الجواب.

بعد فترة، إستعاد الضيف عافيته، وبدلا من تقديم الشكر لراعية، كشر عن أنيابه، وإستل سيفه، مهدداً أهل البيت، وكلما قيل له لما فعلت ذلك، رد : إن الأوضاع المزيريه التي وضعني بها صاحب البيت دعتي للتصرف بهذه الطريقة. الحقيقية غير ذلك، فرب البيت، لم يدخر جهدا في سبيل إكرام ضيفه، بالرغم من إعتراض الكثير من أطياف اسرته.

الضيف هنا، هو الأخ السوري الذي تخطى حاجز الضيافة واللباقة، فضرب وجرح أبناء قواتنا الأمنية في مخيم الزعتري للاجئين، بحجة الأوضاع المزرية التي يعاني منها المخيم. أما المضيف، فهو الأردني الذي وقف حائرا من هول التصرف !

********************************************

في سياق أخر، قبل عقود تم زرع مجموعة من المخيمات في أخصب الأراضي الأردنية تمهيدا لإحتلال فلسطين عام 1948م (الوحدت، البقعة، مخيم جرش، مخيم اربد وغيرها، هذه المخيمات محاطة بأسلاك شائكة، وأخرى أمنية، تحكمها قوانين وقيود من الذل والقهر).

أساس الفكرة الصهيوينة المتمثله الـ " جيتو " فتم استنساخ فكرة " المخيم" المغلق والمراقب !

هذه الخطوة أنجحت سياسة التهجير القسري المعتمده من قبل المحتل، سيما وأنها دعمت فكرة إنشاء " جيتو فلسطيني " تحت أسم "مخيم"، مغلق، ومراقب، ومنبوذ من قبل المجتمع المحيط به.

بعض الأنظمة العربية وجدت الخطوة سبيلا للاستغلال فسارت في تشجيعها، من خلال دعمها للخروج من وطنه، بحجة أن فعلهم يمثل خطوة أولى في طريق التحرير وتمهيدا لدخول فرق الكشافة العربية ! إنتهت النكبة، ولم يعد فلسطيني واحد إلى أرضة. غاب الوطن الأمل بتواضع، وحضر المخيم بقوة.

في 1967م، تكررت السيمفونية عينها، أخُرج المزيد، وبنُيت دفعة جديدة من المخيمات!

********************************************

بقيت المعضلة الأخلاقية والتاريخية، وسام فشل على جباه القادة العرب دون أن تراوح مكانها، بقيت فلسطين محتله، وبقيت المخيمات، وبقي الشعب مشردا في أرجاء الدنيا.

أردنيا، ، كُويت الدولة بنار المخيمات أكثر من مرة، وصلت ذروة الأحداث في فترة السبعينيات، حيث سيطر على العديد من المحافظات، تكللت بمصائب أيلول الأسود.

هذه الاحداث خرجت اولاً من قلب المخيمات التي مثلت قواعد للتنظيمات، وجدتها راضا خصبه للإستغناء السريع، من خلال تحويل الثورة إلى ثروة، وإعتمادها أكاذيب بعض القادة التي تعتبر إحتلال عمان أولى من تحرير القدس، وصولا إلى إعتبار عمان هانوي الثورة الفلسطينية وقاعدتها التي ستحرير الأرض !!

بقيت المخيمات رابضة لم ولن تراوح مكانها، خصوصا بعد إسقاط فكرة تحرير الوطن، والقبول بالمخيم.

********************************************

الصورة تتكرر من حيث السيناريو والإخراج، وإن بشكل جديد، مع الإحتفاظ بالمضمون.

اليوم يصار إلى تأسيس دفعة من المخيمات بحجة إستقبال سوريين هاربين من بلادهم، - وصل عددهم إلى اكثر من 200 الف لاجئ - لن يعودا إلى أراضهم، سواء أبقي النظام السوري أم رحل، ففي كلتا الحالتين تسير سوريا صوب التقسيم.

لكن، مع هذا لنتذكر، أن ساكني المخيم انتفضوا، بسقوط آمال عودتهم إلى أرضهم، فكان أيلول الأسود، فهل تتكرر الصورة تجرع السم مرتين !

********************************************

ما الفرق إذن بين المخيم القديم والجديد ؟

لقد تحول الأردن إلى مخييم كبير جدا تحت اسم وطن، وطن كما عمارة ذات طوابق، في كل طابق ثمة مكان لقادم جديد، ولا مكان لصاحبها، اللهم عدا عن كونه تحول بوابا يفتح الباب ويغلقه، لكل من هب ودب.

********************************************

لما لا يتم إنشاء مخيمات للاجئين السوريين على الحدود الاردنية السعودية مثلا ؟! لما يصر النظام على إيجاد المبررات لنشر الفوضى .

ختاما: هل سيبقى الباب مفتوحا على مصرعية، هل سيبقى الضيف يحمل بيده سيفا يهدد به رقابة الوطن؟

أسئلة بحجم خوفنا ووجعنا على وطن لا نملك غيره، ولا نريد أن نتحول بعده إلى لاجئين، وأرقام يمر عليها مرور الكرام.


خالد عياصرة
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مش مشكلة
jamal alsalim ( 2012 / 9 / 2 - 06:12 )
يا سيدي يجي كل اهل حوران عنا مش مشلة ناس زينا وما رح يتكبروا علينا المشكلة بالفلسطينيين اللي شايفين حالهم علينا شعب الله المختار وما بشوفوا فينا غير رعيان غنم يا سيدي المشكلة صعب حلها الان كان لازم حلها بال 48 الان الاردن خلص ضاع وسيتم تسميته قريبا شرق فلسطين مثل ما بدهم الفلسطينية

اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق