الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الناقوس
هادي عباس حسين
2012 / 9 / 1الصحافة والاعلام
قصة قصيرة (الناقوس)
عيد ميلاد رأس السنة ,والمواعيد والتحضيرات لهذا اليوم كثيرة ومتعددة ,فوجدت كل من في هذا البيت المسيحي يتهيأ لأجل الاحتفال ,لم يبقى لونا واحدا من شتى الألوان إلا وقد وقع عليه بصري ,سوى اللون الأسود التي غطى جسد ابنة أخي عامر بعد إن فارقها الأب في رحلة مفاجئة ,سفره كان غريبا وعجيبا وتخللته إحداث ظلت مخطوطة هنا داخل جمجمتي ,وكل تفاصيلها بقت تدور في مخيلتي لكن ما العمل أنها إرادة الله,إنا الوحيدة المسلمة في هذا البيت الذي قضيت فيه مقبل سنوات عمري بعدما حل الضياع بعائلتي التي لن اعد اعرف عنها شيئا ,ابي تزوج بعد طلاق أمي التي هي الأخرى تزوجت من رجل لن أراه لحد ألان ,اسمع باسمه لكني لن التقي به,كنت الضحية الوحيدة التي لا يمكن إن يرحمني الزمن لو لم اتجه للعمل في بيت هؤلاء الناس الذين طوقوني بحبهم ,احتضنوني واعتبروني واحدة منهم ,اقتربت لي صغيرتي وقالت
_الم يأتي ابي عامر هذه السنة الم تخبروني العام الماضي سيأتي العام الحالي ..؟
كل دمعاتي محبوسة في عيني وراودني تفكير بان أقول لها الحقيقة التي لا مفر منهالا ,لكني خشيت إن اترك أثرا وجرحا عميقا في روحها ,ابتسمت لها وقلت
_انه سيأتي يوما ما ..؟
سألتني بعصبية ونطقت
_متى ...اخبروني متى إني سأنتظره طوال عمري ...
مثل كل سنة يتجمع إفراد العائلة في هذا القصر الفخم ويلتقطون الصور التذكارية التي يلحون بان أكون واحدة منهم ,مما اضطر إن أغير ملابسي وارتب حالي حتى يأتي مصور العائلة ولدهم أدور ليرتب وقفتنا جميعا ,ويلتقط لنا صورة تذكارية تبقى مدار الحديث لعام أخر ,ضحك بوجهي أدور وقال لي
_هذا العام أنت ستكونين بالمقدمة والكل خلفك ..
لعل كلامه قد راق لي لكن لم يعجب الأخريين فأجبته بالحال
_لأنها صورة ..لا يفرق مكان وقوفي فيها ..
سرت رعشة كبيرة في جسدي عندما وجدت أدور يمسكني من يدي ويوقفني في الصف الأول ,حاولت التملص منه لكني كنت مستجيبة له حتى قلت له
_أترجاك يا أدور لا تحرجني إمام الحاضرين ..
دوما اشعر بحبه وحنية قلبه فأجده أكثر المهتمين بي وطوال السنة يغرقني بهداياه والحاجيات التي يشتريها لي ,دون إن يشعرني بأي فراغ أعيشه ,حتى بدأت زوجته جاكلين بالغيرة مني لولا تفهمها الصحيح لتصرف زوجها ,أكثر المهتمين بي في هذه العائلة أدور وعامر الذي فارقنا في سكتة قلبية ,ذرفت كل ما املكه من دمع على فراقه لكن ما جدوى ذلك فالميت لا يعود ,الإحزان تمليء وجوه الحاضرين والجميع عند باب الكنيسة وعيني ما زالت تنظر إلى ناقوسها الكبير وفي قلبي حسرة وندم لأنني لم أجد ما يهدا من روعة وخوف صغيرتي وهي لا تجد جوابا لسؤالها الذي راح صداه يمتزج مع دقات ناقوس الكنيسة عندما سمعتها تقول
_متى سيأتي ابي الم تخبروني سيأتي في رأس السنة ....؟
ماذا يحدث لو أخبرتها بالحقيقة ,وجدت صوتا هتف بإذني نازلا من الناقوس
_لا تجرحيها أنها ما زالت صغيرة....
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مقتل عشرات العسكريين السوريين في غارات إسرائيلية على حلب
.. بوليتيكو: البنتاغون في -محادثات مبكرة- لتمويل قوة حفظ سلام ف
.. رغم استمرار خطر الهجمات.. النازحون الفلسطينيون يريدون العودة
.. رئيس الأركان الأميركي: إسرائيل لم تتسلم كل الأسلحة التي طلبت
.. بحضور أوباما وكلينتون.. بايدن يجمع 25 مليون دولار لحملته الا