الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قتل أباه وكبّر

كامل حسن الدليمي

2012 / 9 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قتل أباه وكبر
كامل حسن الدليمي
في أغرب الفصول العشائرية وأخطرها مضمونا ونتائج على الصعيدين الديني والإنساني كنت قد حضرت في مضيف الشيخ الجليل الحاج رعد الحاج علاوي المحمدي الدليمي شيخ مشايخ المحامدة الدليم في بابل والفرات الأوسط في منطقة البكرلي مركز محافظة بابل وهو من شيوخ العراق الساعين للملمة الشمل وتسوية الجراحات النازفة بروح وطنية معبرة عن معدن العراقي الأصيل الواعي لخطورة المرحلة ، وقد أسهم خلال هذه السنوات العجاف إسهاما مباشرا في توعية وتوجيه أبناء عشيرته وسواهم بضرورة التوحد من أجل العراق ، متواصلا مع كل شيوخ العراق الشرفاء حاثا على العمل لتفويت الفرصة على أعداء الإسلام والعروبة، ولعظم ما حدث ويحدث في البلاد بعد عام 2003 المشؤوم الذي أدخل على العادات والتقاليد والأعراف العراقية المدخلات التي تشمئز منها النفوس، وترفضها العقول، وتتناقلها الألسن للتندر لغرابة مضامينها عن بلد يعد قلب العروبة النابض ، وفيه عمق كبير للإسلام وللعروبة مهما حصل.
في يوم الجمعة الموافق الثلاثين من أب توافد رؤساء العشائر العراقية الشرفاء من اغلب مدن العراق لإنهاء نزاع دام قرابة ست سنوات على خلفية اختطاف وقتل شاب في مقتبل العمر يسعى للعيش بكرامة ، يمارس عمل نقل طابوق البناء من ديالى إلى محافظات الفرات الأوسط ، وقد حضر شيوخ أجلاء وحكماء واعيان من كل من العاصمة بغداد الحبيبة ومدينة البرتقال التي تحولت إلى مدينة دم دافق من أجساد العراقيين على اختلاف انتماءاتهم لان أهلها طيبون كرماء ، ومن مدينة الكرم والسخاء والشجاعة انبار الاصالة وقيم الشرف، ومن مدينة صلاح الدين الأيوبي رمز البطولة والتضحية ومن الموصل الحدباء أم الربيعين ، ومن النجف الاشرف مدينة العظماء ، وكربلاء المقدسة مدينة الأبطال والشهداء ، والقادسية التي أعلت راية الإسلام وأطاحت بعنجهية الفرس على العرب وربما حضر آخرون من مدن حبيبية فاتني ذكرها ، وجلس الرجال مجلس العرب الأخيار آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر داعين بجهد كبير لإصلاح ما فسد بين عشائر أصيلة وقع أبناءها ضحية التيارات الدخيلة وانجرفوا دون وعي مصدقين برؤية الجهاد والمجاهدة لإخراج الغاصب المحتل للأرض والمنتهك لكل القيم الإنسانية وتناسى الشباب أن للمحتل أساليب متطورة للإيقاع بالمواطنين والوقوف بعيدا عنهم هازئا ومتفرجا وهم يقتتلون مع بعضهم بسند وتمويل منه وليس في القصة بحد ذاتها تكمن الغرابة فهي حدثت ولا زالت تحدث المئات منها يوميا رغم الترقيعات التي يتظاهر بها الإعلام السياسي الذي يحاول جاهدا تغطية الفشل الذريع في القضاء المبرم على أذناب المحتل ممن عاهدوه على الإيفاء بالتزاماتهم الرامية تفتيت النسيج العراقي المتماسك بعون الله وهمة الغيارى من أعمدة القوم كمثل هؤلاء الشيوخ الذين حضروا اليوم.
قلت ان الغرابة لم تكن في القصة التي اجتمع الشيوخ من أجلها بل بالقصص التي رواها بعض المشايخ الكرام عن حالات لم تحدث لا في جاهلية العرب ولا زمن الرسول (ص) ولا عبر عصور ضعف الأمة ضاربة بكل أدبيات الإسلام عرض الحائط خارجة عن كل أديان الأرض ولن أنقل هنا قصة ألفها العراقي في ظل الاحتلال بل سأروي بعض الأمثلة الأكثر غرابة :
حدثني شيخ جليل من شيوخ مدينة ديالى بالقول :
( أن لرجل ابناً كان قد انتمى لما يسمى بدولة العراق اللاأسلامية قاصدا جهاد المحتل حسب زعمه قدم يوما على والده لينهيه عن التدخين وان شيوخه قد أفتوا له بحرمة السيجار وان متعاطيه كافر الحسنة في قتله ، حذر الشاب والده ومضى لسبيله،ولما عاد ووجد اباه لم يزل يدخن حمل سكينه وذبحه أمام عائلته ذبح الخراف قائلا " ماذا سأقول لرسول الله عندما يحاسبني عنك وانت مدخن لاتنتهي" مكبرا باعلى صوته حازاً رأس والده الذي نهى الله عن زجره بأف .
هذه رواية بشهود كرام حصلت بالفعل وهي ليست من نسج الخيال ليعلم الجميع أن المؤامرة على العراق أخطر من قاعدة أو دولة لا إسلامية أو ....
أما الرواية الثانية التي يقشعر منها البدن هي الأخرى من الدخائل الخطيرة :
( أن لرجل من أهالي مدينة ديالى أيضا ثلاثة بنات شابات جميلات لهن شقيق يعمل مع هذه المجاميع الضالة ، قاد ثلته العفنة لتزويج أخواته منهن دون عقد نكاح والتي ترفض تقتل على مسمع ومرأى الشقيق وقد رفضت أخواته الثلاثة فتم ذبحهن أمامه دون أن يرف له جفن )
وقد نقل لي بعض المشايخ الكرام قصص يندى لها الجبين عن أفعال لازالت تحدث في هذه المدينة التي ابتلاها الله وغضب على أهلها الطيبون لتراخيهم عن الاعتماد على أنفسهم والتناخي لطرد شراذم الاحتلال وأيتامه الضالين والسيطرة على أبناءهم المغرر بهم .
والحق أقول أنه لو تهيأ للمجتمع عدد من أمثال الشيخ الجليل رعد الحاج علاوي الدليمي بهذه الروح الوطنية الوثابة وبهذه القدرة على تصريف الأمور والتقريب بين وجهات النظر لسرنا في طريق الإصلاح بوقت اقصر مما نتوقع فقد خرج الجميع في نهاية الجلسة "حبايب" ليس كما يفعل سياسيو اليوم يبتسمون للكاميرات فقط وتكفهر وجوههم وتتغير مواقفهم بعد الجلسات ، شكرا للرجل الرمز شيخا ورجل ثقافة لما يحمل من صفات خير لا يمكن اختصارها بهذا المقال الموجز لقد علمتنا درسا جديدا أبا أحمد رعاك الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية


.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في




.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك




.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر