الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن لا نتجنى على أحد، -انتقادات قبطية لدعوة تطالب بتقسيم مصر.-

إسماعيل محمود الفقعاوي

2012 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


بالأمس نشر الحوار المتمدن، منبر أحرار العرب سواء قوميين أو ناصريين أو ماركسيين أو ليبراليين أو علمانيين، أو كلها مجتمعة في شخص واحد، مقالة لي بعنوان، "وهابيون مصريون يناصرون أقباطاً عملاء ل CIA والموساد في مطلبهم سلخ جنوب مصر دولة لهم. " واتصل البعض متسائلين فيما إذا ما كتبته كان صحيحاً. نحن القوميين والناصريين والماركسيين والليبراليين ... لسنا في حاجة لاختلاق الأكاذيب على الخصوم السياسيين كي ننصر ادعاءات أو قضايا لنا، انتصارها سيكون مؤقتاً لحين اكتشاف الإختلاق والكذب، وتكون النتيجة خسران الجماهير التي نحاول ان نناضل من أجلها وقبلاً منها من أجلنا نحن، وفقدان احترامها لما نصوره من حال وضعها، وفقدان الإيمان، أولاً وأخيراً، بالثورة التي ندعوا الجماهير اليها ضد جلاديها ومضطهديها وسالبيها ثروات وطنها باسم العائلة المالكة أو الطبقة المالكة. ونحن لسنا بحاجة إلى الكذب أو الادعاء أو الاختلاق، ذلك لأن الحكام الظالمين الطغاة المستبدين اللصوص، ملوكاً أو رؤساء وطبقاتهم، كل ما يمارسونه، من ألفه إلى يائه، خطايا وجرائم في حق الشعوب العربية، فمادة كشفهم ظاهرة بادية في كل بيت عربي، لا حرية، لا مساواة، لا عدل اجتماعي، لا تفكير علمي معاصر حضاري، لا لقمة عيش نظيفة طاهرة ينالها المواطن العربي بعرق جبينه وشرف فقط يجدها الغلابة في حاويات قمامة الأثرياء، لا شغل، لا تعليم، لا صحة، لا ولا ولا ... فلماذا الاختلاق والكذب من قبلنا. ما علينا كمناضلين من أجل غد عربي حر مستقل كريم إلا أن نتمسك بشرف الكلمة الصادقة، وبالمنهج العلمي في تحليل ودراسة الواقع، والانتماء الصلب الذي لا يتزعزع بجماهير العرب وقضاياهم حتى الانتصار أو الشهادة. وإن تمسكنا بهذه المبادئ الثلاثة سيكون من السهل تشريح تلك الخطايا والجرائم بكل وضوح وإثبات ودليل وتقديمه للشعب الذي هو الحاكم الوحيد لنفسه.
سألني أحدهم قائلاً، "أنت تكتب، بشكل سياسي واجتماعي، تحليلات صحيحة بنسبة كبيرة لواقعنا، ولكن يا أخي تعرضك لقضايا الفتاوي الغبية أو للوهابية، يظهرك وكأنك معادٍ لديننا الحنيف، الإسلام. أكتب ما شئت سياسياً واجتماعياً، فأنا سعيد به، ولكن لا تقترب من الدين. ممكن؟" قرائي الكرام، لا مساس مطلقاً في ديننا المستنير والحضاري، ولكن تذكروا أن الطغاة يستغلون الدين بشكل سياسي في معركتهم الأيديولوجية ضد الشعوب العربية من أجل تخنيعها وتركيعها وإخضاعها لهم. إنهم ينشرون بين الجماهير العربية نسخة من ديننا صنعوها هم ومشايخهم حسب مشاربهم ومصالحهم وأهوائهم، تحقق أغراض سيطرتهم على الجماهير. إن الصورة التي يبثوتها بين الناس قائمة على تفسيرات لبعض الآيات الكريمة بعد حرف تفسيرها عن روح الآيات كي تبعث الرعب والخوف في قلوب الجماهير، ويتناسوا الآيات الحاضة للناس بالثورة على الحكام الظلمة والمستبدين والفجرة اللصوص لمال الشعوب ومهدريها على القمار في الريفيرا ولاس فيجاس وغيرها، وعلى المواخير والداعرات، وعلى لواط الغلمان، وعلى شراء ذمم مرضى الضمير من المشايخ الذين لا يرعون في الله لا إلاً ولا ذمة، ولا في الشعب من بعده. إبن باز مفتي السعودية سابقاً وابن عثيمين، يكفران خروج الجماهير المسلوبة بالثورة على الحاكم الجائر بل والفاسق المستبد (إلا إذا كان قد أعلن كفراً بواحاً)، وينادون بالنصح له وفقط، مع أن التاريخ الإسلامي شهد ثورات عدة من نفس ابناء العائلة الحاكمة على بعض خلفائها المستهترين بالناس وحقوق الناس وبشرع الله الحق أمثال الوليد ابن يزيد الذي قتلوه شر قتله، وغيره (حديث ابن باز والعثيمين مسجل علة فيديو لبعض شباب السلفية الذين كانوا يردون على أحد إخوان مصر مهاجماً أحد علمائهم، وهذا الفيديو موجود على صفحتي في الفيسبوك). إنهم ينشرون صور تخريفية عن ديننا كما سمعتم وتسمعون طفح تلك الفتاوي. الإسلام هو دين الحرية والعدل الاجتماعي واحترام فردية الإنسان واستقلاليته، وبناء الشخصية المؤمنة بناءً علمياً لا تخريفياً ومن أوائل آياته الحض على القراءة، وعلى احترام الإنسان لعقله واستقلال هذا العقل في التفكير. نحن، كما نحاول أن نكون مناضلين بالكلمة، نعمل على كشف وجه الإسلام الحقيقي الحضاري والإنساني وغير الإرهابي "كما القاعدة والتكفيريين وغيرهم" الذين لا يحملون في قلوبهم وعقولهم إلا الحقد والكراهية للمواطنين العرب الشركاء في الوطن بسبب الاختلاف في الفكر أو العقيدة سواء كان هؤلاء الشركاء الشرفاء مسلمين أو مسيحيين أو ماركسيين أو ليبراليين أو علمانيين. إننا نحاول كشف هذا الوجه التقدمي والعلمي والحضاري والإنساني للإسلام الذي تحاول هذه الأنظمة الظالمة إخفاؤه، وان اكتشفه أحد وراح ينشره للناس كذبوه وكفروه وسفهوه وشوهوه. عقيدتنا ليست ملك مؤسسة أو فرد بعينة يصوغها على أهوائه وأهواء مستأجريه وسادته ومستعبديه، بل هي ملك لكل إنسان مؤمن بها، فهي جزء اساسي من هويته الذاتية، وهو إمام نفسه بالبحث والتنقيب والاطلاع والاختيار. ليس في ديننا كهنة ولا عرابون ولا باباوات تقف حائلاً بين الإنسان وربه، بل وتطالب الناس باستجداء صكوك غفران منها.
تحدثت في مقالتي المشار اليها أعلاه حول ما تقود إليه كراهية بعض من استغفلتهم الوهابية السعودية، العفنة والمتخلفة والرجعية والمعادية للتقدم والحضارة والعلم (ابن باز مثلاً يكفر كل من يؤمن بكروية الأرض – راجعوا حديث العلامة الشيخ الدكتور عدنان ابرهيم في أحد خطبه المسجلة على الفيديو)، وقلت أن كراهية هؤلاء الساذجين لمكونات المجتمع المصري، خاصة الأقباط، تجعلهم يناصرون طلب عملاء CIA والموساد الإسرائيلي من بعض أقباط الخارج في أمريكا وكندا، لسلخ جنوب مصر دولة لهم، سواء كان يدرك هؤلاء الساذجون ذلك أو لا يدركون. وانا استميح الرفاق في إدارة موقع الحوار المتمدن الموقر أن ينشروا هذه المقالة التي كتبها أنس زكي (مصري) ونشرها على الجزيرة نت بالأمس الأحد 2 سبتمبر 2012، بعنوان، "انتقادات قبطية لدعوة تطالب بتقسيم مصر." كي أؤكد لكل قرائي بأنني لا أكتب إلا ماهو حق موثق ومبرهن ومدلل عليه، وإن حدث وكتبت شيئاً اتضح فيما بعد أنه خاطيء وأنني كنت ضحية فبركة ما، فأنا لن اتوانى مطلقاً إلى التنوية لذلك والاعتذار بسببه. إن بيان المرء لأخطائه والاعتذار عنها هو مصدر لدعم الثقة فيه. وها هو المقال للكاتب أنس زكي:
انتقادات قبطية لدعوة تطالب بتقسيم مصر
الجزيرة نت الأحد 2 سبتمبر 2012
أنس زكي-القاهرة
عبر محللون ونشطاء مصريون أقباط عن انزعاجهم ورفضهم لما تردد عن قيام عدد من الأقباط المصريين المقيمين في الخارج بالدعوة إلى تقسيم مصر إلى خمس دول، بينها دولة قبطية تكون عاصمتها الإسكندرية، إضافة إلى دول إسلامية ويهودية ونوبية ودولة لبدو سيناء. ووصل الأمر إلى قيام عضو لجنة الحريات في نقابة المحامين السيد حامد بتقديم بلاغ إلى النائب العام يتهم فيه مجموعة من أقباط المهجر -بينهم موريس صادق، وإيليا باسيلي، وآخرون- بالدعوة إلى تقسيم مصر، ويطالب بتوجيه تهمة الخيانة العظمى إليهم. ووصف حامد البيان المنسوب لأقباط المهجر في هذا الشأن -والذي تداولته وسائل إعلام محلية في الأيام الماضية- بأنه محاولة لتخريب الدولة المصرية وإشعال حرب أهلية بين أبناء الوطن الواحد، مؤكدا أن من يقدم على ذلك يستحق أقصى العقاب، كما أنه لا يستحق أن يحمل الجنسية المصرية . وأضاف أن على الأقباط الذين يعيشون في الخارج أن يراجعوا أنفسهم، وأن يعلموا أن المصريين جميعا مسلمين ومسيحيين يعيشون على أرض مصر دون تمييز، وأن الجميع متساوون فى الحقوق والواجبات .
خيانة عظمى
وبدوره عبر الناشط السياسي جورج إسحق عن انتقاده لهذه الدعوات، ووصفها بأنها نوع من الخيانة العظمى، مؤكدا أنها لا يمكن أن تكون مخططا مسيحيا وإنما هي في واقع الأمر مخطط صهيوني ، مضيفا أن مثل هذه الدعوات الشريرة لن تؤثر في مصر التي شهدت عبر تاريخها وحدة متماسكة قائمة على مفهوم المواطنة، وأن مصر بلد واحد لكل المصريين.
وحمل المفكر القبطي جمال أسعد على أصحاب هذه الدعوة، وقال إنها تذكر بـ مخطط أميركي صهيوني كشفت عنه وسائل إعلام مصرية عام 1982، وكان يهدف إلى تقسيم منطقة الشرق الأوسط على أسس طائفية لتسهيل الاستيلاء عليها من الدولة الصهيونية والإمبريالية الأميركية في ذلك الوقت.
وسخر أسعد من أصحاب الدعوة، وقال إن المخطط السابق كان يتحدث عن تقسيم مصر إلى دولتين إسلامية ومسيحية، أما الآن فهم يتحدثون بشكل مستفز عن خمس دويلات بينها دويلة خاضعة للوصاية اليهودية، وهو أمر في منتهى الخطورة . ونبه إلى أن الادعاء بأن هذه المخططات في صالح أقباط مصر هو ادعاء كاذب وحقير ، ولا علاقة للأقباط ومشاكلهم بهذه المخططات الاستعمارية الخطيرة، كما أنه غير مرتبط بعموم أقباط المجهر ومعظمهم من الوطنيين، واصفا الدعوى بأنها خائنة ومشبوهة وموريس صادق بالخائن الذي أسقطت عنه الجنسية المصرية.
رفض
أما الكاتب القبطي كمال زاخر فقال إن هذا البيان الأزمة لم يصدر عن عموم أقباط المجهر وإنما صدر عن شخصين مرفوضين من المجتمع القبطي سواء في الداخل أو الخارج، وقد تعودا على إطلاق مثل هذا الكلام بدون وعي وبدون فهم لطبيعة مصر ووحدتها وحضارتها الضاربة في القدم .
ويرى زاخر أنه يجب عدم الاستخفاف بمثل هذه الدعوات، بل يجب النظر إليها بجدية لأنها قد تخفي وراءها مخططا تديره قوى تتربص بمصر، خصوصا مع القول بدويلة يهودية.
ومن جانبه، عبر رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان ومستشار الكنيسة القبطية نجيب جبرائيل عن رفضه لهذه الدعوات شكلا وموضوعا، خصوصا أنها صدرت عن أشخاص بعضهم لم يزر مصر منذ عقود ويتحدث عن أمور لا يعيشها.
لكن جبرائيل تحدث في الوقت نفسه عما اعتبره مشكلات وتجاوزات واضطهادا يعاني منها الأقباط في مصر ، وإن اعتبر أن هذا لا يعني الوصول إلى الحديث عن تقسيم مصر، خاصة أن هناك من المسلمين من يدافع عن حقوق الأقباط أكثر من الأقباط أنفسهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي