الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيء ما جعلني - ج1

على عثمان على

2012 / 9 / 5
كتابات ساخرة


1
شي ما جعلني أقول ما داخلي فهل هناك عيب ... الصدق الإخلاص الأمانة والإيمان وأشياء كثيرة تتساقط أمامي .. ستقولون ...لا يا صديقي .. لأنه كذا ولا كذا وكذا ..وأنا سأقول لكم لانه كذا وكذا ....
وكذا الخاصة بي لا يعرف أو يدرك معناها إلا أنا ..
فسخف الزمان يرمي علينا الكثير فنقابله بالدعاء (والله كريمة .....والله يحلها .... إن الله مع الصابرين ) إلى أخر المطاف من هذه الأشياء التي تساقطت كأوراقُ الخريف ، مثلي أنا ألسن بشرا ،فانا بشرا ....
الله كريمة"يا زول "
كريمة !!!! ،لم أرى منه شي منذ المهد وبكل ثقة حتى اللحد .
أمي وكعادتها بعد كل صلاة كانت كثيرة الدعاء إلي الله ...(بربي فرج عنا وساعدنا ...يا الله اجعل كل هذه الظروف مجرد ذكري ).
كنت اجلس من خلفها وأنا اعد واجباتي المدرسية .. أو مستلقيا بعد عناء يوم طويل في بيع الجرائد في بلد أهلها لا يعرف سوء الشتم "اذهب يا عبد... يا سوداني ... يا زول... اذهب يا ابن الكلب وأشياء كثيرة ، لم استطع الرد على كل هذه الشتائم لسبب بسيط جدا ، انه يجب علي أن أعود في اليوم التالي لنفس المكان حاملا الجرائد ..اكرر نفس الكلمات في نفس الزمان والمكان جرائد جرائد ...المقاهي ..أماكن العاهرات...محلات الذهب والشوارع .. كنت أجد أصدقائي في تلك الأسواق ...ليس طلبا للعمل ...وإنما برفقة أسرهم لتبضع وشراء الملابس والألعاب .
سألني احدهم ذات مرة.. ماذا تفعل يا "علي" وما هذه الجرائد ...رأيت في أعين أبيه الشفقة ....أبيعها ،فاشترى أباه واحدة من باب العطف والإحسان ...وكلي يقين بأنه سيمسح بها نوافذ السيارة ..كان أبى عامل بسيط وكان أباه عقيد ...كانت من اوئل الصف وكان صديقي"الطيش" ، وانصرفت ... كنت مستعجلا جدا فقد كانت هناك منافسة حتى في بيع الجرائد ،إلا أنني كنت اردد خلف أمي .. أمين ...أمين ... لم تفرجها الآلهة حتى يومنا هذا ... لم تصبح هذه الظروف مجرد ذكري كما طلبت في قيام الليل أليس الله من قال (هل من سائل فأعطيه .. هل من داع فاستجيب له .. هل من مستغفر فاغفر له) ، أمي دوما كنت السائل والداعي والمستغفر !!!
لكن كما قال "أَسمَعت لَو نادَيت حَياً وَلَكن لا حَياةَ لِمَن تُنادي".
أمي التي لا احلف بها كذبا ...أمي التي هي كل ما اشتهى ..أمي التي رايتها في صفحات الأدب ...أمي التي كانت تقف أمامي قوية بعد كل صلاة ... من اجل ماذا ولماذا ..!!!
هل هو الأمل الذي يتولد بعد كل صلاة ...ومع مرور الأيام أيقنت انه لا حَياةَ لِمَن تُنادي .
قد تقولون ربنا يحفظها من باب المجاملة ،سأقول شكرا.
ستقول اصبر الله كريم .
سأبتسم ولكن ليس هنا باب القصيد ....في كل ما ذكر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير