الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيء ما جعلني - ج2

على عثمان على

2012 / 9 / 7
الادب والفن


2
كانت الظروف قاسية جدا كما العادة فلم يجدي في تغيرها الدعاء بصلاة أو من دونها ،مما أطرني إلا العمل كبائع متجول اعرض بضاعتي والتي كانت عبارة عن أشرطة الكاسيت كنت امشي مسافات طويلة بالمنطقة الصناعية - طرابلس أو ما يسمى " بسوق الثلاثاء" من محل إلي ورشة، كان تعامل أصحاب الورش والمحلات وعمالها من المصرين والسودانيين والشاميين حسن ... لا أدري لماذا ؟!
هل كانت أخلاقهم هي ما تجعلهم يحسنون معاملتي ، إما لصغر السن فقد كنت في التاسعة أو العاشرة .
لم أكن أخرج لاعب كما كان يفعل أصدقائي ، فقد كنت أعود للمنزل في وقت متأخرة لأجد أمي باسمة الوجه عند كل دخول وشي أخر لم أكن اعرف ما هو في ذلك الحين .. هو الحزن .
ابتسامة وحزن !!!.
تبتسم !! في منزل كنت أراء ضوء النهار من تحت أسقفه .. اذكر ذات يوم أنها احتضنتني وبدأت بالدعاء كنا نجلس على سجادة من البلاستيك أو ما نسميه نحن " بالحصيرة "
فتكرر..وتكرر.
"يا ربنا احفظ لي أولادي وثبت لينا سقف البيت عشان ما يقع فوق رأسنا " .
ولم تقل حينها "يا ربنا غير لينا البيت بواحد أخير ؟!..
لأنه لم نكن نمتلك ثمن إيجار بيت جديد..
بالفعل استجاب الرحمن الرحيم لتلك الدعوة ولم يسقط البيت على رؤوسنا حتى بلغت من العمر الثامنة عشرا ..
ندعو الله أن يغير حالنا من إلى حال فلا يفعل سوى أن يبقي حالنا كما الحال...
نشكر الله على كل حال هكذا كنت تقول أمي " احمد الله " يا علوبة "الحمد لله" ..
في ذلك اليوم سمعت احد أصدقائي ينادي ..
يا " علي" اشترينا خروف العيد .. اشترينا خروف العيد
كان سعيدا جدا وان أيضا كنت سعيدا لحاله ، ذهبت وشاهدت عن بعد " خوفا من هذا المخلوق " كان غريب الشكل ، لم يكن له قرون فجميع الخراف لها قرون،
إلا هذا المسكين!! ..
ذهبت لأحكي لامي .... فكنت أتحدث وأتحدث و أتحدث : قالت لها لا نريد خروف من دون قرون.
فقالت أن شاء الله يا "علوبة - حيكون بقرون و قرون كبيرة شديد "..
فبدا السؤال :
جاء خروف العيد ؟! .
لسه في الطريق
جاء خروف العيد ؟! .
لسه في الطريق
جاء خروف العيد يا أمي الساعة 11 ليلا؟! .
مازال في الطريق " انت نوم ولمن يجي الخروف بصحيك من النوم ... خلاص " .
وبالفعل كان أول ما رأيت في أول أيام عيد الأضحى هو وجه أمي...
صباح الخير يا "علوبة " .
كنت متلهفا...
فكان جاوبي ..جاء خروف العيد ؟!
ما في خروف عيد يا ولدي...
اذكر بكاء ذاك اليوم جيدا.. كان بكاء حتى النوم
اذكر رائحة الشواء في منازل الجيران ،عدا منزلنا القبيح ، قبيح بقبح الظروف والقدر فيبح بقبح من سطر كلما ذكر..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة