الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان إلى تمرد داخلي ، و الأحزاب الحقيقية إلى ظهور

أحمد حسنين الحسنية

2012 / 9 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تحدثت من قبل عن تقاسم السلطة بين قيادة الإخوان و أعوان مبارك في إطار صفقة عقدت أثناء ثورة 2011 بين قيادة جماعة الإخوان مع المخابرات السليمانية ، بهدف الإلتفاف على الثورة ؛ و إشرت إلى كثير من الخطوات التي تشير إلى تلك الصفقة الدنيئة في مقالات سابقة ، لكن يبدو أن التحالف الذي ينص على تقاسم السلطة بين الإخوان و أعوان مبارك تحول إلى هيمنة من أعوان مبارك على مؤسسة الرئاسة التي تنتمي للقيادة الإخوانية ، بحيث حول أعوان مبارك مرسي إلى مجرد ستار يستر سيطرتهم على شئون الدولة .
منذ فترة بدأ المباركيون في الحديث عن عفو صحي عن مبارك ، و منذ بضعة أيام قلائل قرأت في مقال أن هناك ضغوط من وزير الداخلية الحالي لإعادة العمل لإعادة العمل بقانون الطوارئ ، و أن نائب مرسي في رئاسة الجمهورية المستشار مكي يبحث تعديل القانون قبل إصداره ، بما يشير إلى أن هناك موافقة رئاسية على الخطوط العريضة للفكرة ، إن صح الخبر ، أو لم يتم نفيه أو التراجع عنه ، و أقول إن صح الخبر ، أو لم يتم نفيه أو التراجع عنه ، على أساس إنني في المنفى - و الذي سأنهيه قريباً بإذن الله - أحيانا أتعرض لحصار معلوماتي لمنعي من الكتابة بشكل غير مباشر .
مجرد الحديث عن عفو صحي عن مبارك منذ فترة ، و الآن عن إعادة العمل بقانون الطوارئ ، و لو بعد تعديله ، مع علم الجميع أن قانون الطوارئ كان أحد أسباب ثورة العام الماضي ، دليل دامغ على هيمنة مطلقة من المباركيين على شئون مصر ، و إنهم هم من يديرون مصر في الحقيقة و أن مرسي ليس إلا دمية في أيديهم ، يتلاعبون بها كما يرغبون ، و عندما يريدون ، و يرغمون تلك الدمية على العمل وفق مشئتهم الخبيثة .
هل يتعارض ما أقوله الآن ، ظهيرة الثاني عشر من سبتمبر 2012 ، مع ما كتبته في الثامن من هذا الشهر ، سبتمبر 2012 ، عن إمبراطورية إخوانية ستظهر ؟؟؟
لا ، لا تعارض ، و لم أغير رأي عن الإمبراطورية الإخوانية ، و لا أتراجع عن رأيي الآخر في أن هناك هيمنه من المباركيين على مرسي ، و أضيف الآن : أن تلك الهيمنة تؤكد ما ذكرته في مقال واضح من عنوانه هو : المخابرات السليمانية إخترقت القيادة الإخوانية ؛ و هو المقال الذي كتبته العام الماضي ، و تحديداً في الثامن عشر من يوليو من العام الماضي ، 2011 .
كيف يجتمع الإثنان إذا ، ضعف القيادة الإخوانية ، و في نفس الوقت إمبراطورية إخوانية ؟
الإجابة هي : الخريطة السياسية المصرية الداخلية ، أو بالإختصار : الخريطة الحزبية ، لم ينتهي رسمها بعد ، فرغم هذا العدد الوافر من الأحزاب المسجلة و الحركات السياسية المتمتعة بالتغطية الإعلامية الرسمية و الإقليمية و الدولية ، إلا إنها كلها لا تعبر عن الواقع السياسي الحقيقي ، كما ذكرت في مقال كتبته و نشرته في هذا الشهر ، و تحديداً في الثاني من سبتمبر 2012 ، و عنوانه : إنهم يتلاعبون في الإنتخابات من المنبع ، و مرسي يقر إستخدام الأساليب الأمنية القذرة .
لازالنا كشعب في بداية الطريق لحياة حزبية سليمة تعبر عن رأي الشعب ، بل إننا كشعب لم نخط أي خطوة حقيقية في سبيل تشكيل حياة سياسية - حزبية جادة حقيقية تعبر عن الواقع السياسي الداخلي في مصر بعيدا عن سيطرة المباركيين .
ما ينطبق على الأحزاب ، و التيارات السياسية ، ينطبق على الإخوان ، فهم و إن كان لهم حزب مسجل رسمياً بالفعل ، و هم شركاء في السلطة - و لو إسما – إلا إنهم ليسوا محصنين ضد الإختراق و التدجين .
لكن هذا المناخ السياسي غير السليم لا يمكن أن يستمر طويلاً ، و سيأتي وقت يبدأ فيه التحرك لتصحيحه ، و أرى أن هذا الوقت قريب ، فمثلاً حزب كل مصر - حكم سيبدأ ، بإذن الله ، أولى خطواته العملية لحشد التوقيعات اللازمة لتسجيله ، و ذلك في الشهر القادم ، أكتوبر 2012 ، و بالنسبة لي شخصيا فإنني أرتب شئوني للعودة لمصر خلال هذا الشهر ، سبتمبر 2012 ، أو الربع الأول من الشهر القادم على الأكثر ، إن شاء الله .
بالنسبة للإخوان فأتوقع أن يحدث دخل جماعتهم ، و ربما داخل حزبهم ، تمرد ، أو حركة تصحيحية ، تقوم بها جماهير الإخوان ، و التي لم يتم إختراقها أو تدجينها ، على إختلاف توجهاتها السياسية ، بهدف إنقاذ جماعتهم ، و حزبهم ، لأنهم سيلاحظون أن إستمرار هيمنة المباركيين على مرسي ستؤدي لتناقص شعبيتهم ، و بالتأكيد إلى إنهيار جماعتهم ، لأن خضوع مرسي بهذا الشكل المهين و الخطر أصبح لا يمكن تفسيره أبداً ، حتى عند أكثر الإخوان تعصباً للقيادة الإخوانية ، على إنه مناورات سياسية ، و بالتأكيد لاحظت جموع الإخوان الفارق بين نسبة الأصوات حصلوا عليها في أول إنتخابات برلمانية بعد الثورة ، و بين الخمسة و عشرون بالمائة تقريباً التي حصل عليها مرسي في الجولة الأولى للإنتخابات الرئاسية .
أتوقع حدوث تمرد تصحيحي ، قد يصل إلى إنقسام يؤدي إلى إنشقاق إن فشل التصحيح ، داخل جماعة الإخوان المسلمين ، على يد مجموعة لا يعجبها المسار الحالي الذي يسير عليه مرسي ، مجموعة مخلصة لأهداف الجماعة ، و هنا يجب أن يلاحظ القارئ الكريم إنني لم أتحدث عن متشددين و معتدلين ، لأن التمرد سيكون مبعثه إنقاذ جماعة الإخوان من سيطرة المباركيين المدمرة ، و طرد عملاء المباركيين ، و بالتالي ليس له أي سبب أيديولوجي .
هؤلاء الذين سيقودون التمرد ، و الذي قد يصل إلى إنشقاق ، هم الذين يجب أن نتوقع منهم أن يبنوا الإمبراطورية الإخوانية ، لأن العملاء لا يبنون الإمبراطوريات .
أيضاً أتوقع ظهور أحزاب سياسية أخرى حقيقية تعبر عن التيارات الحقيقية ، مثل التيار السلفي الحقيقي ، أو الحر ، كما أسميته في مقال : السلفي الحر ، و السلفي الحكومي ؛ و الذي كتبته و نشرته في العام الماضي ، و تحديداً في : الخامس و العشرين من مايو 2011 ؛ كما أتوقع ظهور أحزاب ليبرالية و يسارية حقيقية بعيدة عن هيمنة المباركيين .
الخريطة السياسية الحزبية المصرية لم ترسم بعد - كما ذكرت عالية - و المجتمع السياسي المصري في حراك ، لأنه واعي ، و لن يسمح بأن يسيطر عليه المباركيين الناصريين .
السيطرة الحالية للمباركيين الناصريين على الحياة السياسية المصرية هي سيطرة مؤقتة .
ملحوظة : إنتهيت من هذا المقال في ظهيرة الأربعاء الموافق الثاني عشر من سبتمبر 2012 .
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
12-09-2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخبز يعيد بارقة الأمل الى سكان غزة | الأخبار


.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني يضع دول المنطقة أمام تحديات سياس




.. العاهل الأردني: الأردن لن يكون ساحة معركة لأي جهة وأمنه فوق


.. هل على الدول الخليجية الانحياز في المواجهة بين إيران وإسرائي




.. شهداء وجرحى جراء قصف قوات الاحتلال سوق مخيم المغازي وسط قطاع