الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة البيادق

سالم الصادق

2012 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


مايلز كوبلاند مؤلف كتاب ( لعبة الأمم ) يكشف الكثير من خبايا السياسة الأمريكية وأنشطة المخابرات المركزية في أنظمة الدول في مختلف القارات ، ويفضح علاقات زعماء دول بارزين بهذه الدوائر السرية ، وكيف كانت تخطط وتنفذ بأيدي هؤلاء الحكام أهدافها .
يظن المواطن ( العربي )المغيَّب أن ما يحدث حوله بعيد عن الصفقات ، والمصالح العابرة للبحار بين القادة والساسة والدوائر السرية ، وأن قادته التاريخيين الذين نزلوا ( بقفة ) من السماء أنقى من أن تشوبهم شائبة ، أو تدنس أثوابهم البيضاء بقعة من الخيانة أوأدنى شبهة من التنازلات ، وهم منزهون عن أية زلة ، وآراؤهم هي الصائبة والسديدة دائماً لا يتخللها شك لا من يمين ولا من يسار ولا من فوق ولا من تحت ، هؤلاء القادة ( الضرورة ) صادروا باستبدادهم حق القرار القاطع غير القابل للطعن الخائن ، أوللنقاش المشبوه ، أو الاعتراض المتخاذل ، وهذه القيادات الأسطورية تتصرف انطلاقاً من خطورة المرحلة التاريخية المستدامة لشعوبها ، والمؤامرة الأبدية على هذه الشعوب ، فتتصدى لذلك كله بحنكتها المعهودة التي كثيراً ما كانت في نهاية المطاف اتجاهاً إجبارياً نحو التهلكة ، ولا أدل على تلك الحنكة القاتلة ما ارتكبه القائد المفدى الذي دُفع دفعاً دولياً وإقليمياً للحرب ضد ثورة وليدة في طهران قوضت سلطة شرطي الخليج الأمين على نفطه الأمريكي ، في وقت كان فيه العراق في أوج ازدهاره الاقتصادي والعلمي والثقافي مما سيخرجه من حظيرة الدول النائمة بعد عقدين أو أكثر من الزمن . فكان أن حول العراق من بلد فائض الميزانية إلى بلد يترنح اقتصادياً ، ولكنه ظل يملك مقومات الوقوف ثانية ، وهذا مالم يحقق أهداف السياسة الأمريكية بعد، فأُعطيَ الضوء الأخضر لغزو الكويت ثم كانت الضربة القاضية للعراق في الغزو الأمريكي الذي حول العراق إلى مستنقع من الدماء ، ومزاداً تتقاسم غلاله لصوص الداخل والخارج ، وجعله محمية إيرانية تنفذ تعليمات الملالي المباركة ، وأجندات العم سام بالتوافق فيما بينهما.
النوذج العراقي للقائد الفذ يتكرر في سوريا اليوم وعلى يد قيادة رهينة للخارج تنفذ ما لا يفصحون عنه من أهداف بعيدة ، ولكن هذه المرة دون خسائر كما حدث في أفغانستان والعراق ، فالخسائر هنا لا يدفعون شيئاً من فاتورتها التي يدفعها الشعب السوري دماً وأرواحاً واقتصاداً .
المطب نفسه يقع فيه القائد الفدالصغير مدفوعاً بعصابات العمائم السوداء التي تُعدُّ فواتير حسابتهامع تجارالفودكا الحمراء ، وسالخي رؤوس الهنود الحمر من غنائم ما بعد الدمار الكامل الذي لم تكن إسرائيل تحلم بتحقيقه على مدى عقود من غير أن تدفع شاليطاً واحداً . السيناريو يتكرر وإن تعدد كتَّابه ، والأضواء الخضراء التي أُعطيت لنظام القائد المراهق نفسها أعطتها سفيرة الولايات المتحدة للمهيب الحكيم ، ولا تخفى هذه الإشارات على أحد من خلال تصريحات المسؤولين الغربيين والأمميين وغيرهم ، ومهل القتل والدمار التي منحوها لطبيب العيون الأعمى ، وآخرها وأوضحها ما يتعلق بتحريك أو انتقال ترسانة الأسلحة الكيماوية ليفهم النظام عديم الفهم أن ما دون ذلك مسموح به ، وهذا ما يفسر هيستيريا التدمير التي فاقت حد الجنون ، فنظام العصابة الأحمق يعتقد بذلك أنه سينهي الثورة سريعاً، ولم يفكر أنه ينهي بلداً من أعرق بلدان العالم ، ولا يدرك أيضاً أنه يعجل بتنفيذ السيناريو المرسوم له أيضاً بنهاية تراجيدية أعد حبكتها كتاب كثر. و مالم يره طبيب العيون ( البصير ) الذي أعمته السلطة والمال المنهوب أيضاً أن حكامناالأشاوس لهم صلاحية محددة ، وأن طائرته ستحلِّق لاحقاً بحثاً عن مهبط آمن بحث عنه قبله الشاهنشاه (حارس نفط الخليج ) وشين الفاسقين ( كنز إسرائيل ) ، لكن ما يرجوه كل مكلوم من أبناء الشعب السوري أن يكون مهبطه غير الآمن حفرة أو مجروراً للصرف الصحي أو زنزانة في لاهاي أومصيراً كمصيرجلاد رومانيا ، فهل يعتبر؟ ، لا أظن ، فزمن الاعتبار قد ولَّى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل