الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آل الاسد وتاريخ من الخيانات

عمر سعد الشيباني

2012 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


يقول المثل إذا اردت التخلص من الفئران فعليك بالقط. واخيراً تمت كثير من البحوث على التخلص من حشرات الزراعة بحشرات مضادة تبيدها عوضا عن استعمال الكيميائيات التجارية. ومن هنا، فقد ادركت فرنسا منذ معركة ميسلون عام 1920 بقياة الجنرال غورو أن السيطرة على البلاد يأتي من تقسيمها جغرافيا ومناطقيا وطائفيا. فقد قسمت سوريا إلى اقاليم دولة حلب ودولة العلويين ودولة الدروز ودولة دمشق ودولة جبل لبنان ودولة انطاكيا. لكن ردا على هذا التقسيم انطلقت الثورة بعد خمس سنوات من جبل الدروز رفضا للتقسيم. واستمر الوضع حتى عام 1936 عندما استسلمت فرنسا لإرادة السوريين في وحدة الوطن والتراب. وتم توقيع معاهدة الاستقلال وتوحيد البلد تحت دولة واحدة وعلم واحد. وكاعترض على بوادر الاستقلال قام كل من وجهاء جبل العلويين في دولة اللاذقية والموارنة في جبل اللبنان. ومن ثم استسلم السوريين لانفصال جبل اللبنان بعد أن الحق به اربع اقضية البقاع وصيدا وطرابلس وبيروت. وكأنه كان مشروع استعماري بإقامة دول على أساس الدين والملة، ابتداء بالدولة اليهودية ثم دولة الموارنة في لبنان وثم دولة العلويين في اللاذقية. نجح مشروع الدولة في لبنان وفشل مشروع الدولة العلوية في سورية رغم التصدي من وجهاء الطائفة العلوية له عام 1936. وهنا نحن لانلوم الطائفة رغم تورط وجهاءها في الخيانة العظمى التي سنسردها بعد قليل. وأظن أن المشروع فشل بسبب وعي السوريين بحجم اللعبة التي تحيكها فرنسا لهم. وفي هذا السياق نذكر تدعيما لكلامنا في إقامة كيانات طائفية ودينية كما حدث بالهند. فقد ظهرت على الوجود دولة باكستان وبنغلادش واسرائيل.
فالمسألة ليست مؤمرة على سوريا فقط، بل هي سياسة يستعملها الاحتلال في فرق تسد. وخلافا عن مما كان المسلمين يتعرضون للأذى في الهند من الهندوس والسيخ، لم تكن الاقليات تتعرض في سوريا للأذى. وإلا لما انطلقت الثورة السورية ضد الاحتلال من الاقلية الدرزية في حوران بشكل عام والسويداء بشكا خاص، ثم صالح العلي في اللاذقية. وهنا يؤلمني أن اذكر الموقف المخزي الذي اعلنته ابنة الشيخ صالح العلي عندما سمى الثوار السوريون احد الجمع بجمعة صالح العلي. لتأتي وتعلن على تلفاز آل الاسد بأنها تدين وتشجب (الارهابين) لتلويث أسم ابيها . فقد سمت الشعب السوري المنتفض بالارهابي. ولانريد أن نسمع بأنها كانت تحت ضغط من سلطة الاسد. لأن هذا موقف تاريخي وسيسجله التاريخ السوري كما سجل الموقف المشرف لأبنة سلطان الاطرش (منتهى سلطان الاطرش). هذه المرأة لم تخف واعلنت وقوفها مع الثورة. ربما ظنت ابنة صالح العلي أن ابوها اخطأ في القتال ضد الفرنسيين.
وفي العودة إلى عام 1936 اجتمع وجهاء الطائفة العلوية كرد فعل على توقيع معاهدة الاستقلال لسوريا وضم الاقاليم برفض الاستقلال ورفض الضم. وكان من بين هؤلاء الوجهاء أحد اشهر الشخصيات التي سيخرج من سيحكم سوريا بذات الطريقة الطائفية التي ابدوها الوجهاء واهمهم شخص من آل الاسد وشخص من آل جديد. فقد كان من الموقعين : سليمان الأسد، محمود آغا جديد، عزيز هواش، محمد بك جنيد، سليمان مرشد (الذي شنق بعد الاستقلال بالمرجة) محمد سليمان الأحمد.
هذه الوثيقة افصح عنها سفير الخارجية الفرنسي عندما تفصح بشار الجعفري عن الوطنية والاحتلال الفرنسي، فقال له لوران فابوس . جد الاسد سليمان هو من وقع على وثيقة عدم الاستقلال. هذه الوثيقة محفوظة في ارشيف الخارجية الفرنسية تحت رقم 3547 لعام 1936. وقد كتب عنها من قبل كل من خالد الجندي في جريدة الاهرام. وكتب عنها في جريدة النهار انطوان غطاس في عام 2011 ثم كتب عنها المؤرخ السوري عبد الله حنا، واخيرا الدكتور والباحث السوري عبد الرزاق عيد. وهذه الوثيقة ستظل وصمة عار في وجه حافظ الاسد ووريثه القاتل بشار الاسد. ولو طبق قانون الخيانة العظمى على الجد لنال الاعدام. أي يحاكمون الناس تحت مفردت هم صنعوها مثل ( اضعاف الشعور القومي ووهن الآمة) والكلام الفاضي واسلافهم يقايضون المحتل على سوريا. هذه الوثيقة ننشرها كما وردت لأهميتها وعبرة لمن مازال مغشوش بآل الاسد. وبعد سقوط المجرم المختبئ في دمشق ستظهر وثائق كثيرة بخيانات حافظ الاسد وتسليم الجولان لإسرائيل ووثائق اخرى بكيفية استلامه الحكم. كما قال احد رفقائه (ابو صالح) بأنه قبل أن يقوم بالانقلاب عام 1970 ذهب إلى بريطانيا التي كانت الام لإسرائيل ليجهز لانقلابه. وهذه هي وثيقة الجد الذي كان مجهول المنشأ والهوية:
دولة ليون بلوم، رئيس الحكومة الفرنسية
بمناسبة المفاوضات الجارية بين فرنسا وسوريا، نتشرّف، نحن الزعماء العلويين في سوريا أن نلفت نظركم ونظر حزبكم إلى النقاط الآتية:

1. إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة، بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس، هو شعب يختلف بمعتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم السني. ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة مدن الداخل.

2. إن الشعب العلوي يرفض أن يلحق بسوريا المسلمة، لأن الدين الإسلامي يعتبر دين الدولة الرسمي، والشعب العلوي، بالنسبة إلى الدين الإسلامي، يعتبر كافراً. لذا نلفت نظركم إلى ما ينتظر العلويين من مصير مخيف وفظيع في حالة إرغامهم على الالتحاق بسوريا عندما تتخلص من مراقبة الانتداب ويصبح في إمكانها أن تطبق القوانين والأنظمة المستمدة من دينها.
3. إن منح سوريا استقلالها وإلغاء الانتداب يؤلفان مثلا طيبا للمبادئ الاشتراكية في سوريا، إلا أن الاستقلال المطلق يعني سيطرة بعض العائلات المسلمة على الشعب العلوي في كيليكيا وإسكندرون (لواء الإسكندرون تم سلخه في 1939 عن سوريا وإلحاقة بتركيا) وجبال النصيرية.

أما وجود برلمان وحكومة دستورية فلا يظهر الحرية الفردية. إن هذا الحكم البرلماني عبارة عن مظاهر كاذبة ليس لها قيمة، بل يخفي في الحقيقة نظاما يسوده التعصب الديني على الأقليات. فهل يريد القادة الفرنسيون أن يسلطوا المسلمين على الشعب العلوي ليلقوه في أحضان البؤس؟
4. إن روح الحقد والتعصب التي غرزت جذورها في صدر المسلمين العرب نحو كل ما هو غير مسلم هي روح يغذيها الدين الإسلامي على الدوام. فليس هناك أمل في أن تتبدل الوضعية. لذلك فإن الأقليات في سوريا تصبح في حالة إلغاء الانتداب معرضة لخطر الموت والفناء، بغض النظر عن كون هذا الإلغاء يقضي على حرية الفكر والمعتقد.
وها نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق المسلمين يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على توقيع وثيقة يتعهدون بها بعدم إرسال المواد الغذائية إلى إخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين. وحالة اليهود في فلسطين هي أقوى الأدلة الواضحة الملموسة على أهمية القضية الدينية التي عند العرب المسلمين لكل من لا ينتمي إلى الإسلام.
فإن أولئك اليهود الطيبين الذين جاؤوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام، ونثروا فوق أرض فلسطين الذهب والرفاه ولم يوقعوا الأذى بأحد ولم يأخذوا شيئا بالقوة، ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة، ولم يترددوا في أن يذبحوا أطفالهم ونساءهم بالرغم من أن وجود إنكلترا في فلسطين وفرنسا في سوريا.
لذلك فإن مصيرا أسود ينتظر اليهود والأقليات الأخرى في حالة إلغاء الانتداب وتوحيد سوريا المسلمة مع فلسطين المسلمة. هذا التوحيد هو الهدف الأعلى للعربي المسلم.
5. إننا نقدر نبل الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري وعلى الرغبة في تحقيق الاستقلال، ولكن سوريا لا تزال في الوقت الحاضر بعيدة عن الهدف الشريف الذي تسعون إليه، لأنها لا تزال خاضعة لروح الاقطاعية الدينية. ولا نظن أن الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي يقبلان بأن يمنح السوريون استقلالا يكون معناه عند تطبيقه استعباد الشعب العلوي وتعريض الأقليات لخطر الموت والفناء.
أما طلب السوريين بضم الشعب العلوي إلى سوريا فمن المستحيل أن تقبلوا به، أو توافقوا عليه، لأن مبادئكم النبيلة، إذا كانت تؤيد فكرة الحرية، فلا يمكنها أن تقبل بأن يسعى شعب إلى خنق حرية شعب آخر لإرغامه على الانضمام إليه.
6. قد ترون أن من الممكن تأمين حقوق العلويين والأقليات بنصوص المعاهدة، أما نحن فنؤكد لكم أن ليس للمعاهدات أية قيمة إزاء العقلية الإسلامية في سوريا. وهكذا استطعنا أن نلمس قبلا في المعاهدة التي عقدتها إنكلترا مع العراق التي تمنع العراقيين من ذبح الآشوريين واليزيديين.
فالشعب العلوي، الذي نمثله، نحن المتجمعين والموقعين على هذه المذكرة، يستصرخ الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي ويسألهما، ضمانا لحريته واستقلاله ضمن نطاق محيطه الصغير، ويضع بين أيدي الزعماء الفرنسيين الاشتراكيين، وهو واثق من أنه وجد لديهم سنداً قوياً أميناً لشعب مخلص صديق، قدّم لفرنسا خدمات عظيمة مهدد بالموت والفناء.
عزيز آغا الهواش، محمود آغا جديد، محمد بك جنيد، سليمان أسد، سليمان مرشد، محمد سليمان الأحمد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي