الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلم المسئ للرسول (ص) : قراءات مختلفة والنصرة واجبة

عبد الرحمن كاظم زيارة

2012 / 9 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


عرض الفلم المسئ للرسول الكريم محمد عليه افضل الصلاة والسلام فالتهبت المنطقة العربية بالتظاهرات والهجوم على مقار السفارات والقنصليات الامريكية ، وتمكنت مجموعات من قتل السفير الامريكي وثلاثة موظفين في بنغازي ، فيما احرقت السفارات الامريكية والعلم الامريكي في عواصم عربية أخرى ، خاصة في دول الربيع الاطلسي : ليبيا ، تونس ، مصر ، اليمن . اضافة الى دول عربية أخرى .
ولعل تزامن حادث قتل السفير الامريكي وحرق السفارات الامريكية وعلمها في عواصم عربية عدة مع ذكرى احداث نيويورك الشهيرة في 11 سبتمر 2000 اوحى الى الكثيرين بأن حادثة الفلم وما استتبعتها من احداث يراد منها خلق ظروف مواتية شبيهة بظروف احداث نيويورك المذكورة تمكن الولايات المتحدة من غزو بلدان عربية او ارسال قوات المارينز او البوارج الحربية في اطار التسابق المحموم بينها وبين روسيا والصين ، خاصة وان الازمة السورية لم تحسم بعد .
ولقد كشفت الاساليب القمعية التي جابهت بها حكومات الربيع الاطلسي الجماهير الغاضبة هشاشة ما كانت تدعيه الاحزاب المتأسلمة التي تقود الان تلك الحكومات . وليس في الامر مفارقة بقدر ما ان هذه الاحداث دلت دلالة واضحة ان الاحزاب المتأسلمة في معظمها استخدمت الشعارت الاسلامية والمظهرية الاسلامية كطريق سهل للاستحواذ على السلطة وبمعونة علنية وصريحة من الامبريالية الامريكية ، بل وبمباركة العدو الاسرائيلي .
ان كلا من الرئيس المصري ويوسف القرضاوي ومفتي المملكة السعودية دانوا جميعهم قتل السفير الامريكي وحرق السفارات الامريكية والاعلام الامريكية وتفاوتت ادانتهم للفلم المسئ للرسول ، بل ان مفتي السعودية قال ان الفلم لايضر النبي ولايسئ للاسلام ، وان الرئيس المصري وضع في تصريح له حرمة حياة السفير الامريكي افضل من حرمة مكة المكرمة ! وحجته في ذلك حديث للرسول ، لكنه ـ اي الرئيس المصري ـ بتر من الحديث الشريف مفردة ( المؤمن) .. لصالح امريكا . ان هذه التصريحات ليست مفاجأة وليست مستغربة ، لأنها اتت من شخصيات تحرص اشد الحرص على علاقاتها المميزة مع الولايات المتحدة الامريكية ، ولاتتردد بالتودد اليها حتى لو كان على حساب سمعة الرسول الكريم .
وعلى اي حال يمكن لنا نقرأ حادثة الفلم المسئ بقراءات ثلاثة من حيث الاسباب والغايات :

( القراءة الاولى ) ان الفلم اريد به تحريك الجماهير العربية والاسلامية تحريكا غرائزيا ودفعها لارتكاب اعمال كما حصل في بنغازي ومصر وتونس واليمن والسودان وغيرها ، لتتخذها امريكا ذريعة لاحتلال اجزاء من الوطن العربي او ارسال قوات من المارينز وبوارج او احتلال آبار نفط . وقد يدعو المتفقون مع هذه القراءة الى ضبط النفس وعدم اعطاء امريكا فرصة العدوان على الاقطار العربية .
ونقول : ان الاساءة للرسول جريمة وعدوان يجب الرد عليه ، وان من يسكت على هذه الجريمة يسكت ايضا على احتلال امريكا لاجزاء من الاقطار العربية . وان امريكا اذا كانت تستهدف عمل عدواني او احتلال فانها ستختار مبررات ذلك العدوان سواء برد فعل الجماهير او بدونه ، كما احتلت العراق بسلسلة من الاكاذيب ، وكما احتل الاطلسي ليبيا بسلسلة من الاكاذيب ايضا .

(القراءة الثانية ) ان الفلم المسئ للرسول أريد به اضعاف حظ الرئيس الامريكي اوباما في الانتخابات الرئاسية المقبلة ورفع رصيد المرشح الجمهوري . ويذهب المتفقون مع هذه القراءة الى ان الفلم المسئ للرسول فخ ، وطالبوا عدم الانجرار وراءه لئلا يتمكن الجمهوريون من الفوز بالرئاسة ، فالجمهوريون عرفوا بعدوانيتهم الفظة وميلهم لشن الحروب ضد الشعوب والبلدان .
ونقول : ان سياسة الولايات المتحدة الامريكية الخارجية كما يؤكد صناع القرار السياسي واصحاب القرار فيها بأنها ليست حزبية ، وبأنها امر متفق عليه بين الجمهوريين والديمقراطيين ،فالامر سيان بالنسبة للشعوب التي تعاني من فظاظة السياسة الامريكية فيما اذا اعتلى كرسي الرئاسة جمهوري او ديمقراطي . وليس منصب الرئاسة الامريكية سوى حصيلة نهائية لقرارات الشركات الامريكية الكبرى التي توجه عبر قراراتها السياسة الامريكية الخارجية . وان هذا المنصب لايعدو في كثير من ميادين الحركة والانشغالات عن كونه شاغله مديرا عاما لمصالح الشركات الامريكية ، وهذا بديهي .

(القراءة الثالثة) ان العدو الاسرائيلي والحركة الصهيونية تقف وراء صناعة وترويج الفلم لخلق ظروف تدفع بالادارة الامريكية لخوض حرب ضد ايران وانهاء برنامجها النووي نيابة عن اسرائيل ، او في اقل تقدير ان العدو الاسرائيلي سيسعى جاهدا لاستثمار ردود الفعل الجماهيري الغاضبة لشن حربا واسعة صهيو مسيحية من جهة واسلامية من جهة اخرى .
ونقول ايضا : في الوقت الذي استطاع فيه الحلف الاطلسي بزعامة الولايات المتحدة ان تدفع بقطاعتات جماهيرية الى ساحة المواجهة مع انظمتها الحكومية الوطنية وباستخدام الشعارات المأسلمة ، وحث تلك الجماهير من قبل المتعاونين مع المحتل من رجال الدين ، فان الحلف المذكور لن يستطيع ان يوفر حشودا مضادا لتلك الشعرات حتى لو وظف فيها نفس رجال الدين الذين اعانوه على احتلال العراق وليبيا ، واعانوه على اسقاط النظام المصري .
ان ردود الفعل الجماهيرية لم تصل بعد الى مداها الكامل ، وهي فرصة ضرورية لتعود الامة الى ذاتها وتمييز رجل الدين الدجال عن رجل الدين الصادق الامين ، وان تفرز الاحزاب المتأسلمة عن الاحزاب المؤمنة دون شعارات اسلامية ترفع للاستهلاك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طيران الاحتلال الإسرائيلي يستهدف سيارتين في بلدة الشهابية جن


.. 11 شهيدا وعدد من الجرحى في قصف إسرائيلي استهدف سوق مخيم المغ




.. احتجاجات ضخمة في جورجيا ضد قانون -النفوذ الأجنبي- الذي يسعى


.. بصوت مدوٍّ وضوء قوي.. صاعقة تضرب مدينة شخبوط في إمارة أبوظبي




.. خارج الصندوق | مخاوف من رد إسرائيلي يستهدف مفاعل آراك