الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوضع العالمي

سعاد خيري

2012 / 9 / 19
العولمة وتطورات العالم المعاصر



تشتد الازمة العامة للراسمالية وتزداد تعقيدا وتتصاعد الحركات الجماهيرية على الصعيد العالمي لتشمل شعوب اقطابها, وتتشعب اتجاهاتها بل ويجري استغلال بعضها لصالح اعدائها وتضليل جماهيرها نتيجة غياب القيادة السياسية. واوضح مثال على ذلك ما يجري في مصر حيث يستنجد الشباب بالطلائع الاجتماعية لتقود كفاحه وتصوغ برنامجه . بعد ان حقق لها ما كانت تكافح من اجله لكي تنفذ برنامجها في تحرير الجماهير من الطغمة الحاكمة, والعمل على بناء حاضرها ومستقبلها دون ان يكلفها اية تضحيات. في حين تنشغل تلك الطلائع, في صراعات شخصية على المناصب, مموهة بمختلف التيارات الفكرية . وترزح الجماهير تحت اعباء الحياة محرومة من معظم الخدمات الاجتماعية وفق برنامج محكم لتسهيل تضليلها واستخدامها في مختلف اشكال الارهاب والمعارك الدينية والطائفية والاثنية على يد الاسلام السياسي اقدم ادوات الامبريالية لتضليل الشعوب العربية , الذي استلم السلطة بعد البرجوازية الكومبرادورية .ولا شك في في تطور وعي وقدرة الشبيبة على تنضيج القيادات السياسية عبر المخاضات الصعبة التي يمرون فيها والتضحيات التي يقدمونها التي تستطيع صياغة استراتيج وتاكتيك التحرك الجماهيري وفقا لمتطلبات العصر وداناميكيته الثورية وما تستلزمه من ديناميكية فكرية وسياسية واجتماعية تحطم كل القوالب والقواعد والقوانين السابقة . حيث يطرح عصرنا مهمات جديدة ويوفر امكانيات جديدة. ففي سوريا مثلا كانت استراتيجة الحركة الثورية النضال ضد الامبريالية وضمان حقوق الشغيلة . والعدو الرئيس الامبريالية واداتها اسرائيل وضاع الهدف الرئيس وفقا للماركسية *استلام السلطة*. ولتحقيق استراتيجيتها المبتورة, توصلت القوى الثورية الى ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية بالتحالف مع البرجوازية الوطنية وقمتها السلطة واحزابها السياسية عبر اشكال من الجبهات الوطنية لمواجهة العدوان الامريكي الاسرائيلي المتواصل . فعملت بوعي او بدون وعي على تمكين البرجوازية الوطنية من التطور و مشاركة الراسمال العالمي في استغلال جماهير الشعب واستعباده رغم كل الصراعات والتنافس فيما بينهما ومحاولات الامبريالية الامريكية واداتها اسرائيل للهيمنة على سوريا. تارة بحجة تهديد سوريا للامن الاسرائيلي ودعمها للمقاومة الفلسطينية وتارة امتلاك النظام السوري للاسلحة النووية , واخرى لتحالفها مع النظام الايراني المهدد للامن العالمي لامتلاكه للسلاح النووي .
ومع فشل كل وسائل واساليب الادارة الامريكية للخروج من الازمة الاقتصادية الخانقة وفي اوج المعركة الانتخابية لرئاسة الجمهورية بين الحزبين التقليدين للراسمالية الامريكية وتصاعد المعركة حول حماية موقع امريكا كاعظم دولة في العالم وعلى هيمنتها العالمية , اشتدت المعركة من اجل الهيمنة على سوريا عبر استخدام جماهير الشبيبة من العاطلين عن العمل والمحرومين من التمتع بمنجزات عصرنا وبمساعدة شركاء اقطاب الراسمال المالي العالمي الجدد , النظام السعودي والقطري, تصنيع ثورة شعبية ضد النظام السوري. وبعد سنة ونصف من المعارك الدامية وتهديم المدن والقرى وفرض الحصار الاقتصادي, تزايد معاناة الجماهير وتضحياتها دون ان ترضخ السلطة للحلول الثورية الضامنة لحياة الجماهير والتوقف عن تهديم المدن وقتل الجماهير دفاعا عن سلطتها والعزوف عن المطلب الجماهيري الوطني والعالمي لاجراء انتخابات ديموقراطية لتغيير السلطة . ولجوئها الى تقديم بعض الاصلاحات الجزئية والتي يمكنها التملص منها بعد ان تستقر الاوضاع كما اعتادت عليه خلال اربعة عقود.
ولذلك على القوى الثورية تطوير استراتيجيتها واساليب ووسائل كفاحها, وفقا لمتطلبات عصرنا عصر تحرر البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية وكل ادواتها واقطابها وما احدثته من وحدة الاستراتيجية العالمية والوطنية الامر الذي يعني. وحدة معركة الشعب السوري ضد الهيمنة الامريكية وادواتها مع معركة التحرر من النظام السوري وليس الاستمرار باسترتيجية الاصلاح فعصرنا عصر التغيير وليس الاصلاح . واصبحت استراتيجة القوى الثورية مقاومة الهيمنة الامريكية واسقاط النظام المعادي للشعب واقامة النظام الديموقراطي التعددي وتطوير وسائل الكفاح بالربط بين مقاومة الاحتلال الامريكي واسقاط النظام الدكتاتوري لضمان التحرر وبناء النظام الديموقراطي والمساهمة النوعية في تحرير البشرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة