الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعية والديمقراطية -1

أنور نجم الدين

2012 / 9 / 19
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الشيوعية والديمقراطية -1

ما اختياركم؟
أتريدون نظامًا يتطابق وعلاقات القرون ما قبل الرأسمالية، أم تريدون نظامًا يتطابق وعلاقات المجتمع الديمقراطي؟
هذا هو اختياركم. فالأمر إذن يتعلق بالاحتفاظ بعلاقات الملكية البرجوازية وإصلاح إداراتها، إذا كان النظام السياسي ملكيًّا أم جمهوريًّا.

ولكن، هل الملك هو ما يستهدفه النضال الطبقي المعاصر؟ كلا، فالملك هو ممثل المجتمع القديم مقبول حتى في المجتمع الديمقراطي الحديث، وسلالته ليس سوى رمزًا لقدسية الملكية الخاصة، حق الوراثة، فالرأسمال بمستطاعه أن يختفي وراء التاج. وحتى في ظل المَلَكِيَّة الديمقراطية، تظهر الدولة وكأنها مستقلة عن المجتمع، فالملك الديمقراطي، لا يتدخل في شؤون سياسة الدولة – السويد كمثال. ووصل الكثير من الدول إلى هذه الديمقراطية، دون ضرورة انقلاب عسكري مثل انقلاب جمال عبد الناصر أو عبد الكريم قاسم، فتحطيم التاج في مصر أو العراق، لم يحطم ولا يمكنه أن يحطم سلطة رأس المال. وكان هذا وهمًا من أوهام المثقفين الذين لم يُمَيِّزُوا بين الديمقراطية والشيوعية ومهماتهما المتناقضة. فها هي الشغيلة في القاهرة وبغداد، تعود عقودًا بعد عقود وفي ظل الجمهورية، لتحقيق أبسط المطالب الاجتماعية التي ناضلت لأجلها في ظل الملكية العراقية والمصرية قبل أكثر من نصف قرن. فإن التحول من الملكية إلى الجمهورية، لا يعني إطلاقًا تنازل البرجوازية عن هدفها الاجتماعي المنشود: سيادة رأس المال! ولا يعني التطور في حركة الشغيلة قيد شعرة.
لذلك، فالمطالب الاجتماعية للشيوعيين، تأتي دائمًا ما وراء مطالب الديمقراطيين. وهي لا تبدأ من أضعف نقطة لتطور رأس المال، بل من أقوى نقطة لتقدمه، فالماضي يخص البرجوازية الديمقراطية، أما المستقبل فهو قضية الشيوعية. وهذا هو بالتحديد التناقض بين الشيوعية والديمقراطية.

إن النضال الطبقي، مثله مثل تقدم الصناعة، لا يمكن أن يبلغ درجة عالية من التطور إلا بالارتباط مع السوق العالمية وما يجري فيها من الاصطدامات. فلا يمكن إذن، رفع مطالب في مصر مثلا حققتها البرجوازية بدرجة من الكمال منذ أمد بعيد في هذا البلد الرأسمالي أو ذاك من البلدان الأوروبية. ولا يعبِّر هذا العمل سوى عن جر الحركة إلى الوراء بحجة فكرة "كل بلد وفقًا لظروفه الخاصة"، ففي كل بلد تختلف شروط حياة الطبقة المُضْطَهَدة عن الطبقة الحاكمة، فالشرق والغرب غير موجود في المنهج الشيوعي للعمل، وهدف الشيوعيين ليس تحسين وضع الشغيلة في هذا البلد أو ذاك، بل الدفع بالحركة إلى مستوى أعلى وطنيًا وعالميًا.

"يقينًا أن العمال لا يستطيعون في بداية الحركة أن يقترحوا إجراءات شيوعية خالصة .. ولكنهم يجب عليهم أن يحوِّلوا هذه المطالب إلى حملات مباشرة على الملكية الخاصة" (كارل ماركس، رسالة إلى اللجنة المركزية لعصبة الشيوعيين).
"على العمال أن يؤسسوا بجانب الحكومات الرسمية، هيئات الإدارة الذاتية المحلية، المجالس، نوادي العمال، لجان العمال ... والقضاء على نفوذ البرجوازيين الديمقراطيين" (ماركس، نفس المرجع).

وهكذا، فالشيوعيون مكلفون بتطوير النضالات الطبقية، والوقوف بجانب الجمعيات والاتحادات الطبقية، والمجالس الثورية التي تنشأ نتيجة لاحتلال الملكية الخاصة، احتلال المعامل والأراضي وأماكن أخرى تابعة للدولة أو رأس المال الخاص، أيًّا كانت فكرتهم الخاصة.
ولكن الأمر عكس ذلك تمامًا، فكل تيار من اليسار الماركسي – اللينيني مثلا يكره بدوره كل التيارات والشيع الماركسية والأناركية الأخرى كرها شديدًا، وبالعكس فهم مستعدون للتعاون مع برجوازيات المنطقة والحكومات، حتى صدام والأسد، أو البارزاني والطالباني. ولا يوجد أي سبب وراء هذه الشيع، سوى النزاعات التنافسية للمجتمع البرجوازي، فالعصبوية ثم أقوال ميتة للقادات، ستصبح أساسًا للنزاعات التي ليست لها أرضية واقعية عدا المنافسة. والغريب هو أن البرلمان البرجوازي بمستطاعه جمع كل هذه التيارات في حضنه. مثال: البلشفية والمنشفية في مجلس الدوما القيصري في روسيا، والتيارات الاشتراكية المختلفة في أوروبا .. إلخ.

وما سبب هذه النزاعات العصبوية؟

إن السبب بالتأكيد هو عدم تطور الحركة البروليتارية إلى حد تكوين نفسها في طبقة في الوقت الحاضر، فهذا التطور يكسر لا محال كل الشيع الاشتراكية التي تتمسك فقط بكلمات أوليائهم، فهذه الشيع مستقلة عن الحركة البروليتارية، ولا ترغب حتى في دراسة تاريخ هذه الحركة، فهم يلعبون فقط بكتاباتهم القديمة وكيفية فهمهم لأقوال أنبيائهم ونشر اجتهاداتهم في الحركة بدل المشاركة فيها عمليًّا، لذلك فتشعباتهم أمر في غاية البساطة. مثال: الحزب الشيوعي العمالي في العراق وايران.

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا شغيلة اليد والفكر وكومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد ( 2012 / 10 / 3 - 20:12 )
الرفيق انور
الديمقراطية نسبية وضرورية لكل المراحل وضرورية خاصة في المرحلة الكومونية
فبدونها نرتد الى البيروقراطية والدكتاتورية
اعانقكم


2 - ما هية الديمقراطية؟!؟
زهرة العراقية ( 2012 / 10 / 3 - 21:47 )
يا فؤاد وأنور المحترمان
الديمقراطية آلية متعلقة بالمنظومة الرأسمالية وهي كلمة ملتبسة ومجردة لا معنى لها أقرب إلى الوهم ... نعم المجتمعات البشرية، خاصة طلائعها الثورية والطبقة العاملة تطالب بالحريات الديمقراطية في المراحل الراسمالية وفي الإطار البرجوازي للحقوق العامة، لتسهيل مهمتها في المراحل القادمة. سوف تنتفي الديمقراطية كمفهوم وأهداف متى ما انتهت الطبقات واضمحلت الدولة ... التشدق الديمقراطي كان ومازال وهم الكومونيين


3 - الرفيق العزيز فؤاد والأخت العزيزة زهرة العراقية -1
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 4 - 07:43 )
شكرا لمروركم ولمساهمتكم. أما الديمقراطية فلا تمثل سوى نظام التجارة الحرة، والمنافسة الحرة. وانها عالم يجب انهاءه من قبل ثورة كومونية. وان الحرية الاجتماعية ليست لها العلاقة بالديمقراطية، فانتخاب موظفي الكومونة، لا يعني سوى الآتي:

يقول ماركس:

(وزال الوهم الزاعم ان الحكم الاداري والسياسي انما هو اسرار ما، وظائف متعالية ما، لا يمكن ان يعهد بها إلى فئة مغلقة مميزة متعلمة من طفيليي الدولة، من المتملقين الاذلاء وهواة الوظائف العاطلة الذين يتقاضون رواتب كبيرة .. وبما انه قضى كليا على كل تسلسل المراتب في الدولة واستعيض عن أسياد الشعب المتكبرين بخدمه الذين يمكن عزلهم في كل وقت) (ماركس، الحرب الأهلية في فرنسا).

ان الأمر بالنسبة للشيوعية ليس انتخاب (ممثل الشعب) للبرلمان، بل هدم المراتب السياسية وحرية المنتجين الذاتية في إدارة الإنتاج، أو كما يقول ماركس:

(وقد توجب على كومونة باريس ان تصبح، دون شك، نموذجا لكل المراكز الصناعية الكبيرة في فرنسا. واذا ما استقر نظام الكومونة في باريس والمراكز الثانوية، تنازلت الحكومة المتمركزة القديمة عن مكانها لادارة المنتجين الذاتية في المقاطعات أيضًا).


4 - الرفيق العزيز فؤاد والأخت العزيزة زهرة العراقية -2
انور نجم الدين ( 2012 / 10 / 4 - 08:05 )
وبعد تحقيق هذا الهدف، أي إعادة تنظيم الإنتاج بوصفه انتاجًا اشتراكيًا، يتميز بالتشريك الجماعي للوسائل الإنتاجية، فلا يبقى ثمة دافع وراء الدكتاتورية أو الديمقراطية، فالديمقراطية ليست حقيقة أبدية بل ظاهرة موقتة في التاريخ، تمثل عالم الثروة التي يجمعها الرأسماليين من خلال المنافسة على أكبر كمية من فائض العمل.

ان الثورة الشيوعية -ثورة الكومونة- لا يسعها ان تستمد شعاراتها من الماضي، بل من المستقبل، انها لا تستطيع ان تحقق مهماتها الاجتماعية قبل القضاء على كل احترام خرافي للديمقراطية. فكان آخر هدف للديمقراطية هو الحرية السياسية، وحقوق الإنسان، والمساواة أمام القانون. أما هدف الشيوعية فهو التشريك الجماعي والإدارة الجماعية للوسائل الإنتاجية، أي التسيير الذاتي للإنتاج بدل إقامة المركزية، أو المركزية الديمقراطية في الإنتاج. وهذا هو الفرق بين الشيوعية والديمقراطية. وبعد تحقيق هذا الهدف فلا تبقى حاجة للدكتاتورية أو الديمقراطية.

تقبلوا خالص تحياتي


5 - يا شغيلة اليد والفكر وكومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد ( 2012 / 10 / 6 - 17:58 )
شكرا رفيقي انور وزهرع


6 - يا شغيلة اليد والفكر وكومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد ( 2012 / 10 / 6 - 18:57 )
الرفيقه زهره
اسف للخطا المطبعي ولكن لماذا التشدق بالوهم الديمقراطس الكوموني
استشف رائحة نفور من الكومنة ارجوا ان اكوت على خطا
تحياتي

اخر الافلام

.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ


.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا




.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟