الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر.. بين الماضي والحاضر وطموحات المستقبل .الجزء (2)

محمد رجب التركي

2012 / 9 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


استكمالا للجزء الاول من هذا الموضوع سنستعرض المرحلة الثانية من النهضة المصرية ....
لقد دخلت مصر بعد ثورة عرابي في نوم عميق باستثناء فترة قصيرة هي نمو الشعور الوطني وانتفاضات لزعماء من امثال مصطفي كامل ومحمد فريد ..حتي اندلاع الحرب الاولي 1914 التي أدت إلى وضع مرير حيث أعلنت الأحكام العرفية وبلغت الزيادة في الأسعار بين81%و195%، إلى جانب توقف التجارة الخارجية وتصفية عدد كبير من الأجانب لأعمالهم وتجميد المشروعات فاستفحلت البطالة واستخدمت الشرطة قانون التجمهر ضد العمال الذين تظاهروا مطالبين الحكومة بالعمل أو بالقوت كانت الحلول المطروحة من الحكومة والأعيان هي : توزيع الخبز أو تشغيل العاطلين في نقل السباخ والأتربة.. وتنقطع الواردات من اوروبا فتعود مرة اخري الصناعة المصرية للازدهار ( كلما انقطعت الواردات من اوروبا تزدهر الصناعة والتجارة والزرعة المصرية ) و تنمو رأسمالية صناعية مصرية واكبها نشاط تجاري ومصرفي حيث كان طلعت حرب متزعما لدعوة إنشاء بنك مصري فتشكلت "لجنة التجارة والصناعة" التي قدمت توصيات لدعم وتثبيت الرأسمالية المصرية ودعت لتشكيل غرف تجارية وصناعية وارتفع سعرالقطن عالميا وتربح كبار الملاك للاراضي الزراعية الذين كونوا ثروات طائلة نتيجة لذلك وفي نفس الوقت قاسي الشعب المصري من السخرة البريطانية نتيجة ارسالهم مع القوات البريطانية في حروب لاناقة لهم فيها ولاجمل ..شعب جائع يعاني ارتفاع الاسعار... وراسمالية زراعية ( كبار الملاك ) انتفخت جيوبها من ارتفاع الاسعار ويريدون ان ان يجدوا لهم مكانا في الاسواق ....ودولة تحت هيمنة راس المال الاجنبي
هنا ظهرت عبقرية طلعت حرب حينما فكر في ضرورة البناء الوطني وان تكون مصر للمصريين ففكر في التجربة الالمانية ...ولماذا التجربة الالمانية بالذات ؟؟؟لان المانيا من الدول التي جاءت متاخرة عن فترة النمو الرأسمالي والبناء الوطني فلم تكن من دول المركز الاساسية ( وهي انجلترا وفرنسا وهولندا و الولايات المتحدة الامريكية ) و تريد ان تجد لها مكانا مثل دول الهيمنة ...فماذا فعلت المانيا ..لقد وجدت انة لم يكن لديها الوقت مثل دول الهيمنة الاساسية لتكوين بنوك متخصصة ...فعملت بنك تجاري وبنك اعمال في نفس الوقت من الودائع لا قراض الصناعة والاستثمار في العائدات طويلة الاجل ( وهو ماكان ممنوعا في بريطانيا التي لم يكن مسموحا لبنوكها باقراض الصناعة من الودائع قصيرة الاجل )...لكن المانيا انشأت مثل تلك البنوك ونجحت فيها واراد طلعت حرب نقل تلك التجربة الالمانية وهو مانجح فية بامتياز ...فعمل بنك مصر بالودائع ..يقرض الاستثمارات طويلة الاجل والصناعة وكان دور بنك مصر بنك مختلط ( تجاري واعمال ) عظيما حيث قام بانشاء 29 شركة تحمل اسم مصر .وفي مقدمتها بنك مصر ..
في ثورة 19 .بعد انتهاء الحرب العالمية الاولي .كان هناك تألف وتحالف بين تلك القوي الثائرة ( الشعب المقهورة والذي يعاني من تدهور اوضاعة الميعيشية وطبقة الراسمالية الزراعية التي تحقق لديها ثروات مالية نتيجة نقص الصادرات الاوربية وارتفاع اسعار المحاصيل الزراعية والصناعات الصغيرة التي اصبحت طامحة في ان تصبح صناعات كبيرة ..وكل البنوك في مصر كانت تحت الهيمنة الاستعمارية وكل اسهم الشركات المساهمة بالكامل كانت للاجانب وكل الشركات العقارية بالكامل كانت تحت الهيمنة البريطانية والفرنسية ) لقد تآلفت مصالح كل هذة القوي في الثورة .
اذا لاحظنا ان ثورة 1919 لعبت دورا في الفكر والدور الذي لعبة بنك مصر والمؤسات الاقتصادية التي اسسها نجد انة ادي الي انجازات هائلة لعبت دورا اساسيا في النهضة المصرية الثانية وبناء صناعة السينما بانشاء استوديومصر لتصبح الصناعة الثانية بعد القطن ..مثل السياحة والصناعات المغذية لها اضافة الي النهضة الفكرية .نهضة المسرح والموسيقي والغناء شيئ مذهل في صنتعة العقل والوجدان المصري ..و زادت وتيرة التفاعل مع أوربا وبدأ التفاعل مع أدباء المهجر في أمريكا وبدأت تظهر نهضة ثقافية مصرية أصيلة أنتج عمالقة في كل الفنون. فظهر في الموسيقي رواد مثل سيد درويش ومحمد عبد الوهاب والقصبجي والسنباطي وداود حسني وغيرهم. وظهر في المسرح رواد مثل يوسف وهبي والريحاني وبديع خيري وعلي الكسار وأمينة رزق. وفي الغناء ظهرت أم كلثوم و عبد الوهاب وأسمهان وآخرين. وفي الأدب القصصي كتبت قصة زينب، أول قصة عربية، وظهر عمالقة الرواية أمثال نجيب محفوظ ويحي حقي وتوفيق الحكيم. وفي الأدب ظهر العقاد وطه حسين والمزني. وفي الشعر كان شوقي وحافظ إبراهيم وإبراهيم ناجي ورامي. و في النحت كان العملاق محمود مختار. أما الفن السينمائي فقد قام على أعمال كل هؤلاء من كتاب وشعراء وموسيقيين وممثلين. هذه الفترة كانت تتميز بالأصالة والإبداع.وظهر السنهوري ومشرفة ومستجير وفاطمة موسي وتلاميذ اينشتاين ..
ثورة 1919 لم تكتمل لان كبار الملاك الزراعيين لعبوا دورا وسماح بنك مصر للشركات البريطانية بالدخول في راسمال شركاتة اعتبارا من 1930 واول شركة كانت مصر صباغي البيضا حيث اصر الانجليز علي انهم لن يسمحوا لصدقي بفرض حماية جمركية 1929 باتتهاء اتفاقية لندن التي كانت لاتسمح بفرض ضرائب جمركية عالية لحماية الصناعات لوطنية ..وفي عام 52 كانت 51% من الشكات الاجنبية كانت ملوكة لاجانب ...قطاع البنوك بالكامل الذي يمول الصناعة ومحصول القطن ملك للاجانب وكذلك التأمين والتمويل العقاري
قامت ثورة يوليو عام 1952 حينما كانت الحياة الثقافية في أوج قوتها.زكانت انتفاضة هائلة .. لقد كانت هذه الثورة نتاجا للوعي الذي أوجدته هذه النهضة الثقافية فلقد كانت نتيجة حتمية لها. لقد ادركت الثورة ان التحدي أمامها هو تحويل الدولة من دولة زراعية إلي دولة صناعية لكي تستطيع أن تنمي البلد وتواجه التحديات الداخلية والخارجية. وكما فعل محمد علي قبل ذلك ان يكون للدولة دورا محريا في البناء الوطني فأوفدت الدولة البعثات لدراسة العلوم والطب والهندسة.و أنشأت جامعات جديدة ووسعت القديمة ونتيجة لزيادة عدد الجامعات زاد عدد الموفدين
ثورة يوليو كانت لها انجازات هائلة رغم اخفاقاتها..فيقول البعض ان عبد الناصر كان ديكاتورا ...نعم كان ديكتاتورا مثل كل الزعماء الذين ارادوا مشروع البناء الوطني لدولهم ..فحكام كوريا في مرحلة بنائها كانوا ديكتاتوريين وكذلك اليابان وماليزيا والمكسيك والاتحاد السوفيتي والصين ويجب ان نحكم علي تلك الانظمة بمعايير عصرها وليس بمعايير عصر اخر ..فقد استطاعت تلك الدولة بانظمتها في ذك القت ان تحرز وفي فترة قصيرة جدا ( حيث لم يكن امامها اي نموذج آخر للبناء الوطني ) تقدما هائلا عن طريق الدولة المركزية القوية والمسيطرة علي كل وسائل الانتاج
ثرة يوليو هي نفس تجربة محمد علي للنمو فلم يكن امامها نموذجا الا نموذج الدولة المركزية القوية المسيطرةوالمهيمنة والقادرة علي القيام بمشروع البناء الوطني
فبعد الحرب الثانية كان 6% من المصريين يملكون 65% من الارض والباقي 94% يملكون 35% نت الاراضي الزراعية قبل الاصلاح الزراعي ولا ننسي عمال التراحيل الذي كان الواحد منهم متوسط دخلة السنةي اربعة جنيهات ...وشعب يمشي الكثيرين منة حفاة في الشوارع حتي ان لعديد من الحكومات كان ضمن اهدافها مشروع القضاء علي الحفاة هذا كان حال مصر لقد كان هذا المشروع علي رأس اهتمامات حكومات ماقبل ثورة 52 اعتبارا من 1930 حتي قيام الثورة ولم تستطيع اي من الحكومات تحقيق هذا المشروع
جاءت الثورة ومصر بها حياة حزبية رغم انها كانت لها دورا الا انها اصبحت مترهلة لم تستطيع القيام بالبناء الوطني رغم ان حزب الوفد لعب دورا هائلا في المصرية الا ان ماحث في 4 فبراير كان سقطة تاريخية بتحالفة مع الانجليزي المستعمر المهيمن واهانة للجيش المصري والمعتمد البريطاني الذي تم رفعة بسيارتة علي الاكتاف من طرف الوفد
اهم شيئ ان مصر اصبحت فاعلة وتلعب مع الكبار ( ارفع راسك يا اخي فقد مضي عهد الاستعمار ) ..عندما ذهبت اي فرنسا وبعد وفاة عبد الناصر بست سنوات كان الفرنسيون عندما يعرفون انني مصري يسألونني انت من بلاد ناصر ؟؟ ويعاملونني بكل احترام وتقدير ..وكنت اشعر بالفخر
في عصر مبارك ..تفكك الدولة بقانون الاستثمار الاجنبي ..مع السادات ورئيس وزرائة عبد العزيز حجازي الذي كان عهدة
هو بداية انهاء دور الدولة وبيع مقدراتها بدعوي كاذبة وهي ( ان كل ماكان يبني وتديرة الولة كا فاشلا ) وهي اكذوبة كبري هدفها انهاء دور الدولة وتفكيها تماما وانهاء عملية البناء الوطني السريع ومشروع النهضة المصرية
كل ماتم بيعة من القطاع العام لم يكن الجزء الفاشل بل كان الجزء الناجح نة والمثال :
كيف يمكن ان تباع شركة اسمنت بمليار جنية علما ان ارباحها السنوية هي مليار جنية
كيف يمكن ان يتم بيع شركة بيبسي كولا ب 336 مليون جنية وهي تحقق ارباح قدرها 336 مليون في سنتين
فكرة البيع هي فكرة انشاء طبقة موالية للنظام ..فكل الراسمالية المصرية التي ظهرت بعد جمال عبد الناصر كانت من صنع النظام لتكون موالية لة ...لم تبني الراسمالية المصرية بعد عبد الناصر شيئا بل كل ماقامت بة كان هو اعادة تشغيل ما استولت علية ,,,,
نموذج شركة كلورايد مصر ( التي كان رئيس مجلس ادارتها هو عبد العزيز حجازي ) كان اصلها شركة قطاع عام تنتج البطاريات وكانت تحتاج فقط لعقد استيراد تكنولوجيا ...وكل التكنولوجيا التي انتقلت الي الدول التي تقدمت اخيرا كان نتيجة السرقة او عقود نقل ولغاية الان
ولكن ماحدث لشركة النصر للبطاريات هو البيع بعد التكهين والبيع وشراء التكنولوجيا ......واخذ كل العمال الذين اكتسبوا خبرة العمل والخبرة المهنية وهو مايعني نقل عكسي للخبرة
والان وبعد ثورة 25 يناير هل سنشهد المرحلة الثالثة للنهضة المصرية ؟؟
انتهي الجزء الثاني والي لقاء في الجزء الثالث
الجزء الاول من الموضوع يمكن متابعتة علي الرابط الاتي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=324956








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليل رائع
‎هانى شاكر ( 2012 / 9 / 20 - 18:55 )

ألسرد ألتاريخى وألتحليل فى منتهى ألروعة ..

لكن ألتدليس أروع ! وأراهن أنك لن تقدم ألحقيقة ألراهنة .. أو تلمس ألحلول ألصحيحة ..



بدا ناصر المسيرة باستيراد زبانية النازى الالمان من المانيا الشرقية لكى يدربوا النشأ الزبانى المصرى فى تعذيب و قطع اوصال مواطنين مصريين من كل الاطياف الفكرية لكى يكمم افواه المصريين ويعم الخراب لوطن قام وقاوم لالاف السنين لكنه الان جثه هامده ... وتتدرب على ايديه - ايدى عبد الناصر - حثالة البشر لكى يحكموا العراق و سوريه و اليمن ... وبلاد تركب الافيال و الشعوب



ولو كان عبد ألناصر بهلول لهانت مصيبة مصر .. إنه لعنة من نوع غريب .. يموت ثم يصيب بلعنته مرة أخرى ليموت من جديد .. ثم يلعن وهلم جرا .. لعناته : قتل ألأنتلجنسيا ألمصرية .. ألأنكسارات ألعسكرية .. ألكوارث ألسياسية .. و ألهوان ألأجتماعى حتى أن ألبنت ألمصرية تباع علناً أليوم فى سوق ألنخاسة ألسلفية ب 500 دولار ..
كحيوان أسطورى متعدد ألرؤوس .. يُحطم له رأس كل فترة .. مرة فى العام 1970 .. و يوم أعدام صدام حسين .. و يوم أن سُحِلَ ألقذافى .. و قريباً يوم إعدام بشار


...

اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري