الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيدي انك ارهابي

عودة وهيب

2012 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



لايشعر قادة الأرهاب المسلح بالحرج من مقتل ابرياء نتيجة عملياتهم العسكرية التي تستهدف خصومهم،حتى لوكان هؤلاء الابرياء من ضمن ملتهم (قاعدة التترس تعني جواز قتل المسلم اذا تترس ( اي احتمى ) به الكافر) بل ، وبالعكس من ذلك ، فانهم يعتقدون باسدائهم الفضل لضحاياهم الابرياء، فهم يؤمنون بأن اية رقعة يختارونها لتنفيذ عملية مسلحة ستعتبر ساحة جهاد مقدسة ومن صادف وجوده فيها وقتل وهو غير مستهدف بالقتل قصدا فان مثواه الجنه .
وهكذا عندما يضعك حضك ( السعيد) في مكان (ما) قرر شيوخ الأرهاب انه ساحة جهاد فانك ستنال( الشهادة)، مرغما، اذا قتلك التفجير الذي صمم لاستهداف غيرك وستذهب فورا (ومرغما ايضا) الى الجنة وبيدك كتاب تزكية من الشيخ الذي امر بتنفيذ تلك العملية ( الجهادية ) . فاي فضل اكبر من فضل ادخالك الجنة ؟
هذه العقلية (الجهادية ) المخبولة تجعل ( الجهاديين ) عمليا في حرب صريحة ومعلنه ضد جميع البشر ايا كان لونهم او دينهم او محل اقامتهم ،فكل فرد في الكرة الارضية مستهدف من الارهابين استهدافا مباشرا اذا كان ضمن اهدافهم (الجهادية ) ، واستهدافا غير مباشر لأمكانية تواجده في (ساحة جهاد) ساعة تنفيذ (عملية جهادية)، والفرق بين الحالتين ان الاول في النار بحكم خصومة (الجهاديين) له والثاني في الجنة ببركة فتوى (الجهاديين) حول مصير الضحايا الابرياء ( التترس) .
وبالنسبة للحالة العراقية فان جميع ابناء العراق ، من دون اي استثناء ، سواء كانوا مع او ضد الحكومة ، هم عمليا في حرب سافرة ضد الأرهابيين ، فانت حتى اذا كنت تشارك الأرهابيين ، او تشارك بعضهم، معتقداتهم فان احتمال قتلك على أيديهم امر وارد جدا ، فالامر متروك للصدفة وربما للحظ ايضا ، وعليه فان مبدا الدفاع عن النفس يفرض على اي عراقي المشاركة في الحرب ضد الارهابيين، ايا كان دينهم او مذهبهم او فكرهم او معتقدهم،وعلى وسائل الاعلام العراقية (وخاصة المملوكة للدولة ) ايضاح هذه الحقيقة باستمراء وبطرق مختلفه منها ( بل انجحها ) التعريف الشامل وواسع النطاق بضحايا الارهاب كي يدرك الجميع ان حرب الارهابيين تستهدف الجميع دون اسستثناء . ان ايصال المواطن العراقي ( اي مواطن ) الى قناعة راسخة بانه مستهدف باية لحظة من قبل الارهابيين سيجعله ( كخطوة اولى ) مستعدا نفسيا للمشاركة في الحرب ضد الارهاب.
ان الوسائل العسكرية الحكومية ، كما اثبتت الوقائع في العراق وامكنة اخرى ، مهما تنوعت واتسعت مدياتها فانها عاجزة عن محاربة الارهاب والقضاء عليه من دون مشاركة الشعب الواسعة جدا، كما ان وعي المواطن لدوره في تحرير نفسه من الخوف الدائم الذي يسببه احتمال تعرضه للقتل على يد الارهابيين باية لحظة ، وتطور هذا الوعي الى وعي جمعي والى ممارسة جمعية واعية هو اهم عوامل القضاء على الارهاب .هذا الوعي لايكون فعالا الا اذا ارتبط بمفهوم واضح وشامل للارهاب .
لقد اعطيت تعاريف كثيرة للارهاب ولكن وبعيدا عن فذلكة التعاريف فأن الأرهاب لايقتصر على استخدام العنف لتحقيق غايات معينة فهناك الأرهاب الفكري الذي يستخدم وسائل فكرية ( دينية خاصة ) لسلب الحرية الفكرية للآخر ،وهناك الأرهاب الأقتصادي الذي يستخدم وسائل اقتصادية ( مملوكة للدولة احيانا ) لتحقيق اهداف معينة ( سياسية بالدرجة الساس ) ،وهناك الأرهاب الاجتماعي الذي يسعى ، بالعنف والترهيب غالبا، الى (سكب ) السلوك الاجتماعي لكافة افراد المجتمع بقالب محدد ، ومن لايمتثل لهذه ( الدعوة او الهوس ) تلصق به تهم الانحراف أوالشذوذ التي تبرر لموتورين اخرين تحطيم منتدياته التي يرتادها او حتى تحطيم راسه بحجر(بلوك ) على قارعة الطريق.
ان هذه المفاهيم الشاملة عن الأرهاب ،التي من واجب وسائل الاعلام الوطنية ترسيخها في وعي المواطن، يجب ان تكون بعيدة عن الانتقائية والتبريرية.
فالانتقائية ،التي تدين او تحارب نوعا واحدا من انواع الارهاب وتغض النظر عن الانواع اخرى، تشل مسعى الحرب على الارهاب وتطعن في جدية القائمين علىيها وتحرم ( كتائب ) تلك الحرب من مشاركة الشعب الواسعة ، فكيف للمواطن ان يشارك في الحرب ضد الارهاب المسلح وهو يرى قادة تلك الحرب يرهبونه سياسيا اوفكريا او اقتصاديا او اجتماعيا؟
الحرب على الأرهاب يجب ان تكون شاملة ( ضد كل انواع الأرهاب ) كي تضمن المشاركة الشاملة لابناء الشعب .
اما التبريرية ،التي تبحث عن ذرائع لبعض العمليات او الممارسات الارهابية لاسباب سياسية او عقائدية او طائفية ، فهي تجعل من اصحابها جزء من معسكر الأرهاب لأنك حين تعلن انضمامك الى جبهة محاربة الأرهاب فعليك ان تحارب كل انواع الارهاب وكل فصائله وجنده ، فلايمكنك ان تدعي محاربة الارهاب لانك في حرب ضد( القاعدة واخواتها) ولكنك تؤيد او تغض النظر عن ارهاب( جيش المهدي وملحقاته) والعكس صحيح ، كما لايمكنك ان تدعي محاربة الارهاب و(عسسك) المدججون بالسلاح منهمكين بتمزيق الكتب على قارعة الطريق ويحاولون وبالقوة الغاشمة وضع افراد المجتمع العراقي بقوالب سلوكية تراها انت صحيحة ..عندما تفعل ذلك ستكون ارهابيا في واقع الحال.
الارهابي لِايمكن ان يكون ارهابيا ومكافحا للارهاب في ان واحد ولهذا فقد فشلت ( محاولات ) مكافحة الارهاب في العراق ولابد من بداية جديدة.


عودة وهيب
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الله ما أروعك
عبد الحسين طاهر ( 2012 / 9 / 23 - 20:49 )
انت رائع يا ستاذ عوده وهيب لقد وضعت النقاط على الحروف انا محظوظ لقد ظهرت مقالتك الرائعة على حاسوبي بطريق الصدفة كنت ابحث في الفيس بوك وخرجت مقالتك الرائعة هذه سأتابع مواضيعك ادخل على موقعي الفرعي عبد الحسين طاهر مقالتي الاخيرة ...يا حلاوة باقي البيت لمطيره سيكون لي ملحق على تعليقي هذا علما لم اقراء بهذه التفاصيل موضوع مثل موضوعك هذا انت قريب من فكري اتمنى الرد بعد اطلا عك على كتاباتي وارجو ان لا تعتبر تلك مقايضة يا استاذي الكريم تحياتي واتمنى الرد والمواصلة المخلص تلميذك /عبد الحسين طاهر


2 - أنا غشيم ..ملحق
عبد الحسين طاهر ( 2012 / 9 / 24 - 07:02 )
الاستاذعوده يبدو ان الاخ العزيز كاطع جواد وضع رابط مقالتك على الفيس بوك ونتيجة تخبطي في العمل ضغطت على الرابط شكرا للاستاذ كاطع جواد لانه السبب الذي جعلني ابحث عن موقعك واقراء مواضيعك الجميلة واعرف بعض من حياتك فاناابن قرية الرملية(البوحمدان) منطقة قريبة من منطقتكم تحياتي لك وللاخ كاطع

اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر