الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدونكيشوتية الأيزيدية

عبو شيخ فرمان

2012 / 9 / 23
كتابات ساخرة


جاءت العولمة الى عقر دارنا وفتحت الشباك وصار لابد لنا من الإنفتاح الثقافي على العالم الذي أمسى بعد العولمة قرية صغيرة بل إنه صار من القرية بيتاً بات يجمعنا مع مختلف الأجناس على اختلاف هوياتهم ومعتقداتهم وتوجهاتهم الفكرية والدينية والسياسية.
ولكي نواكب هذا التحول الهائل صار لابد لنا من التعبير عن هويتنا وكينونتنا للظهور بالمستوى اللائق في هذا التسارع والتنافس الشرس في مسألتي إثبات الذات وحب الظهور دون الأخذ بنظر الإعتبار أن يكون لنا حصانة أو حتى خط رجعة في ما نحن مقبلون عليه.
وهكذا صرت أخلع على نفسي ألقاب تلفت النظر الي وتثير إنتباه الآخرين في خطوة مني لتلميع إسمي وصورتي فصرت ورغم صغر سني شاعراً متى ما إقتضت الحاجة ومناضلاً وسياسياَ وفلاحاً أو وزيراً ودكتوراً ببعض الجهد ومخترعاً إذا ما أتعبت فكري قليلاً وإعلامياً ومصوراً في أي حين وملحناً في أول دندنة ولاعب كرة إن طارت أو تدحرجت ومدرباً بعد حين فالوقت في صالحي والقلم بيدي والعجائب السبع أنا ثامنها لو أحببت فألقابي كثرت ومواهبي الدفينة بدأت تظهر فما المانع أن أكون ثامن العجائب..!

من قال إني شاعر؟حسناً ، أتذكر ذات يوم أني كتبت كلاماً مفلشاً (بتشديد اللام) أسميته شعراً منظوماً لكنه كان يفتقر الى الوزن والقافية ويعتله سقم الإملاء ويأخذ عليه عدم الالتزام بفكرة معينة ورغم ركاكته في كل شيء الا أنني عددته شعراً لا بحر له ولا تفعيلة. يكفي أن أسميه شعراً فيكون !
أما عن قصة مسيرتي النضالية فلم تأخذ مني جهداً أبداً وكل ما في الأمر أنني وقبل سنوات مضت رأيت حشود المناضلين يمرون من حيّنا وهم يرفعون لافتات مطالبة بالحرية وسقوط النظام وشعاراتهم وأهازيجهم يسمعها القاصي والداني وأنا من ضمنهم فإعترتني نشوة الثورة وأدركت أنني منهم أي من المناضلين لأنني رأيتهم يومها فصرت شريكهم في خوضها.الا يكفي ذلك لأكون مناضلاً؟
ولأنني صرت مناضلاً فمن المفروض أن أكون سياسياً وهكذا فالأمر لا يتطلب مني الا ان
اكتب تصريحاً في الانترنيت واختلف في الرأي مع هذا وذاك واتهجم على فلان حيناً وأتملص منه آخر وهكذا تكثر علامات إستفهامي وأصبح أنا مثيراً للجدل كيف لا ، ألم أستطع أن الفت الانظار واثير الآراء كيفما كان؟ الست سياسياً خطيراً برأيكم؟
والقابي واختصاصاتي وان اختلفت فمصدرها واحد والحصول على شهاداتها من وحيي والهامي فإن كانت سيارتي قد تعطلت في الطريق ذات يوم وتمكنت من اصلاحها فهو دليل على انني نصف مخترع وهو تواضع مني ان ارضى بنصف اللقب..
وان كنت قد ذهبت الى وزارة التعليم ذات يوم لأسأل عن درجاتي الهابطة واسمي غير المدرج في لائحة الناجحين حاملاً في يدي طلب المقابلة وفي رأسي تخيلات (دون كيشوت) أنني أنا الوزير نفسه فهذا ليس الا دليلاً على خصوبة فكري وتعدد مواهبي.ثم ما الذي يميز الوزير عني؟الم يدخل هو من نفس الباب الذي دخلت منه أنا؟وإن كان يرتدي بدلة وربطة عنق فقد زدت عليهما تسريحتي وعطري اللذان لم تقاومهما موظفة الاستقبال في الوزارة..!
وإذا ما كنت قد إستفدت من مبادرة وزارة الصحة في دورتها التعليمية لزرق الإبر فصرت بعدها دكتوراً فليس معنى ذلك أن الدولة تنتشلني من فشلي انما معناه انها بحاجة الى فكري النير وطاقاتي الهائلة فأنا الآن دكتور وأرجو الانتباه الى كلمة دكتور وعدم خلطها بكلمة طبيب لفرق الدرجة العلمية بين الشهادتين..!
والآن وبعد كل هذه التناقضات التي قرأتموها في تعدديتي الشخصية -إن لم نعتبرذلك فصاماً تاماً في الشخصية- فاسمحوا لي أن أعتبر نفسي كاتباً وإعلامياً.
وخلاصة ما أردت الوقوف عليه أن لا نبالغ في تقدير ذواتنا عن فراغ وأن نتوقف عن نثر المجاملات وخلع الالقاب على بعضنا بلا داعي ، سيما وأن القابنا التي نحملها ونهبها الى بعضنا (نحن الأيزيدية) باتت تناهز عدد نفوسنا الحقيقي وبتنا اذا ما تسابقنا مع ظلنا سبقناه..! فهواة الشعر لا يمكننا تسميتهم شعراء ، والمضمدون لن يصبحوا دكاترة أو حتى أطباء وليس كل من نشر بضع سطور ركيكة صار صاحب مقال أو من أصدر بضع مقالات أمسى كاتباً فالكتابة لها قواعد وضوابط مثلما للشعر بحور واوزان وتفعيلات ومن له القدرة على ضرب إبرة ليس معناه أنه يعرف تأثير تلك الإبرة ومضاعفاتها والحال نفسه ينطبق على الاعلامي والسياسي والقائمة طويلة.وإذا كان لابد لنا الاصرار على فن المجاملات فليكن فيما بيننا ولا يكون على الملأ ، في النيت والفيس بوك وهلم جرا فهذا يجامل فلان واصفاً كلماته بالقصيدة وصاحبها بالشاعر وذلك يرد متواضعاً واصفاً صاحبنا بالكاتب والسياسي المتألق وما الى ذلك.
أنا على يقين أن بين الايزيدية وفي شتى المجالات أناس لهم ثقلهم وقدراتهم ومواهبهم الرائعة ولكن هذه النخبة قد تكون غائبة عن الاعلام او مغيبة او انها تفضل البقاء بعيداً في ظل اعلامٍ بات كمه غالباً على نوعه.وعليه فإن المتضرر الأكبر من هذه اللخبطة الاعلامية هم الأيزيديون وان طغت على الافراد نشوة زائفة بالتميز والتألق وأخواتها من العباراة الرنانة.
وأخيراً وقبل التسرع بالرد على ما سبق من فكرة ومضمون أتمنى أن أكون قد ساهمت في إعطاء فرصة في النظر الى الموضوع من زاوية محايدة وأن نكون في حكمنا موضوعيين وفي نقدنا حضاريين مع جل إحترامي لكل هواية وكل رغبة في البلوغ بالنفس الى ما هو أرفع وهذا ما هدفت اليه في موضوعي هذا.

عبو شيخ فرمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما