الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرقعة الطناجير والنفخ في المزامير

عبدالكريم الكيلاني
شاعر وروائي

(Abdulkareem Al Gilany)

2005 / 2 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


حين أردفت محدثتي تنهال علي بصواعق الكلمات وأسراب الاتهامات بسبب طريقة تفكيري وتقييمي للفكر الغربي أحسست بهوة كبيرة في داخلي وتصبب العرق من شعوري وذاتي التي كنت اعتبرها شاهقة لاتعرف الخطأ , ولايمكن لأحد أن يمسها بسوء لاغرورا وإنما تفانيا وانتماءا للقيم التي احملها كأنسان يبحث عن رعشة الجماد ودهشة الازمنة والابتسامة المطلقة الخالية من الشوائب في ثغور الامكنة بالرغم من اسوداد الصورة في الحاضر المنظور والمستقبل المغمور سلفا وبما أنني شرقي الطباع حاد المزاج سريع الغضب والعطب فقد وضعت نفسي في موقف لاأحسد عليه حين حكمت على تعامل الغربيين الاغراب فيما بينهم بسرعة وبلا روية .. لم احاول المطاولة لحين التيقن مما يحدث ,, او التحقق من باطن الامر .. فوجدت ان التقاء الثقافات ضوروي لانعاش جسد التواصل وتلقيحه بالادراك والمعرفة والاستفادة والافادة من هذا التواصل لأنماء الفكر ورفده بالمعطيات المعرفية دون الولوج في متاهات لاتحصى ولا تعد بل محاولة دراسة الاخر دراسة وافية شاملة كي نستطيع نشر الوعي المتبادل بين الحضارات بما ينفع الجنس البشري ويبث الحياة في جسد الثقافة المطل على العالم من زاوية واحدة تكاد تكون ضيقة .. وكما ان للغربيين طبائعهم وعاداتهم في التعامل مع الواقع باسلوب حازم وأحكام قد تكون صارمة في بعض المفردات الحياتية اليومية فأن للشرقيين أعرافهم واساليبهم ايضا قد تتفق أو تختلف نسبيا في بعض مفاصلها ولكن العاطفة تغلب العقل احيانا في التعامل هنا وهذا قد يكون عائقا سلبيا في بعض المواقف والقرارات المهمة ولكنه ايجابي نوعا ما في ايصال صلة الرحم لمفهومه الحقيقي وهذا ما لايملكه الغربيون ولايجدون في ملاذا آمنا يقيهم من التشرد والتيه والانحلال .. فالحزم مطلوب ولكن ليس في كل الحالات والافكيف نستطيع تأسيس وتأصيل مجتمع قائم على أساس التواد والتعاطف والتراحم ..
أخبرت محدثتي أننا قد نلتقي مع الغرب في مفترق طرق ولكن ليس الان واعتقد ان هذا سيكون بعد عقود طويلة من الزمن اذا ماحاولنا بصدق ايجاد منافذ نطل من خلالها على الوجه المشرق للغرب بعيون مفتوحة لايقربها الوسن كي نبقى محافظين على أصالة العادات والتقاليد التي جبلنا عليها وتشربنا من معينها لأنها تمنح الانسان دفئا وتحميه من الضياع في دهاليز مغلفة بالحرمان ..
إن التواصل يجب ان يكون مشوبا بالحذر كي لاننزلق دون وعي لأمور لاتحمد عقباها .. وهذا لايمنع من اعترافنا بالتباطؤ وعدم الاسراع في اللحاق بركب التطور والنجاحات العلمية المستمرة بخطواتها المتسارعة كل لحظة .. فلنترك قرقعة الطناجير والنفخ في المزامير ولنعمل بجد اكثر كي نستطيع الوقوف على اقدامنا وابراز الوجه المشرق بثقة أكبر ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير