الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أسفلت بلون الدم..!! (في ذكرى مجزرة ماسبيرو)
حماده زيدان
2012 / 10 / 9الثورات والانتفاضات الجماهيرية
كان يوماً عادياً، قررت كالعادة النزول لوسط البلد، وكان لي أحد الأصدقاء "بلدياتي" في زيارة للعاصمة القديمة، وقد كلمني عند حضوره واتفقنا أن نلتقي بوسط العاصمة، ركبت سيارة أجرة، تحركت السيارة حتى وصلت بها إلى كوبري أكتوبر، وبالقرب من نزلة "التحرير" كان المشهد كالتالي:
"شباب، وبنات، وعجائز، يهرولون جرياً هنا وهناك وخلفهم تجري عساكر الجيش، ومن يمسكه أحد العسكر يتم سحله أمام المارة جميعهم، المشهد كان متوتراً للغاية، سألت أحد الراكبين بجواري عما يحدث فتبرع كثيرين بالإجابة، وكانت الإجابات معظمها متمحور في نقطة وحيدة "المسيحيين يضربون الجيش" وكانت الإجابة بالنسبة لي "صادمة" ومنافية لما أراه في الخارج، وصلت السيارة أخيراً إلى نزلة التحرير فقلت للسائق:
- هنا يا أسطى.
نزلت درجات السلم، وقلبي انقبض فجأة، رائحة الموت تستطيع أن تشمها منذ نزولك للميدان، وفي الميدان كانت اطارات سيارات محرقة في كل مكان، والظلام يغطي الأسفلت، ورجل يقف وحيداً يرتعش، ذهبت إليه وسألته:
- هو إيه إللي بيحصل..؟!
أجاب الرجل سريعاً..
- الجيش دهس المتظاهرين إللي عند ماسبيرو بالدبابات.
صدمني ما قاله، وتركته دون استئذان، وقمت بالاتصال بصديقي وحكيت له ما يحدث فنصحني بالعودة للبيت، أغلقت معه المكالمة، وتحركت أنا في الميدان، وتركته وتحركت نحو شارع "رمسيس" وعلى ناصية شارع "معروف" جلست على مقهى هناك، وعلى المقهى كانت حالة من الاكتئاب تسري في جموع الحضور، وما بين لحظات ولحظات كان يخرج علينا أحد الضحايا أقصد المتظاهرين، اللون الأحمر الدامي كان أكثر الألوان التي رأيتها تلك الليلة، جلس جواري أحد المراسلين وقال:
- دي مجزرة أنا كنت هاموت.
الدماء كانت تجري أمامي، رأيت لون الدماء يتحرك على أجساد المتظاهرين، أمامنا كل دقيقة يخرج علينا أحدهم، وأمامنا رأينا الضحايا الذين يخرجون من المذبحة، وأمامنا خرجت فتاة وصرخت في الجلوس جميعهم:
- قوموا الجيش هايجي "يدبحكم" زي ما دبحنا.. قوموا.. الجيش بيموت في الجميع.
تركت المقهى، ومشيت، كنت خائفاً وقتها، لذلك مشيت، مكتئباً كنت، لذلك مشيت، وحيداً كنت، لذلك مشيت، ما رأيته من دماء جعلني أكتفي بهذا، وقررت عدم مشاهدة "المجزرة" عن قرب، وقررت أن أمشي، وخلال رحلتي التي كانت في وسط البلد رأيت:
* ملتحين يتجمعون للدفاع عن الجيش..!!
* شباب ثائر يحاول التجمع لمساندة متظاهري ماسبيرو.
* شد وجذب بين الكثيرين في الشوارع وفي الغالب تتحول إلى معارك.
رأيت بوادر فتنة تخلق، وضحايا يذبحون، وجناة وقد تحولوا إلى ضحايا، الدماء كادت أن تنفجر من رأسي، والمكوث في وسط البلد هو "الموت المحقق" قررت العودة إلى الهرم على الفور، عدت، وعند عودتي، أخذتني قدمي للجلوس في "سيبر" جلست وفتحت الجهاز فرأيت الفتنة وقد انتقلت إلى الفضاء الإليكتروني أغلبية مسلمة كانت مع الجيش..!!، وأقلية وكنت أنا منهم يدافعون عن "الأقباط".. وتحول الأقباط كعادتهم من "ضحايا" إلى مذنبين وقتلة..!! وتحول "الجيش" على غير العادة إلى حارساً للدولة وغيرها من المصطلحات التي أخرجها التيار الإسلامي للدفاع عن "القتلة"..!! وكادت الليلة أن تمر كما "هي" لولا أن رأيت من بين الضحايا صورته، كان.. "مينا دانيال" وكنت لم أراه إلا مرة وحيدة من قبل، ولكن وبلا أسباب منطقية، تذكرته، وتذكرت حواري معه، وظل وجهه يؤرقني في ليلتي، وكلما حاولت النوم، رأيت وجهه النحيل ينظر إلى وجهي ويبتسم، لم أنم ليلتها، ولم أستطيع النوم إلا بعد حضور "جنازة الشهداء" وكان من بينهم.. هو.. مينا دانيال.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. Read the Socialist issue 1268
.. Socialism the podcast episode 130 The fight for worker’s pol
.. المحكمة الابتدائية في تونس تقضي بإعدام 4 أشخاص أدينوا باغتيا
.. حكم بإعدام 4 مدنيين والمؤبد لشخصين بقضية اغتيال شكري بلعيد ف
.. شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني