الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدوانية

سونيا ابراهيم

2012 / 10 / 9
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


الخوف من العدوانية ، هو خوفٌ للسيرِ من الإستسلام ضد التيار ، و وفقاً لما شعرت به ، و أنا في بداية فترة المراهقة ، حيث كنت أشعر بالعدائية كردةِ فعل ، لم أكن أقصدها إلا بعد أن تخرج مني ، شعرت بأني إما عداونية ، و إما صغيرة جداً على كل هذه التفاهات ، و الحقد .. الشعور دوماً بأني أغرق - لست أكبر من الموجة - كان يطغى عليّ .. لم يهدأ لي بال على الإطلاق .. إلا بلحظات تأمل احتجت منها سنوات طويلة حتى أتمكن من إلتقاطها ، كيف يمنعونا من الشعور بالحب ، و نتيجة أساليب التربية الخاطئة ، و شعورنا بالقهر ، و نحن محجبات بالإكراه ! طُول جسمي كان منتقداً ليس لأنه سيئاً ، بل لأنه كان ممِيّزاً لي عن غيري !
كيف كنت أتوقف عن الانشغال بنفسي أمامها ، و هي تحاول أن تبدو غير عدائية ، بينما يحارب القمع الاستعماري كل ما هو أنثوي على الأرض الفلسطينية ، و من ثم تنشئة الأسرة ( علاقة الآباء – الأبناء ) ، و هي تخلّد قمع المجتمع بعقوباته المعنوية في كثيرٍ من الأحيان ضد ما هو جرئ بخصوص أنوثة المرأة ، و حتى الاعتداء بالضرب ، و التهديد في حالة التحدي لإنهاء هذا القمع !

التدليل ليس مطلوباً بين محبين كثر ، و لكنه مهماً في كل علاقة طبيعية تخص هذه الأرض ، و ليس الإسراف في الهجومية ، و القمع .. الاتفاق على كل ما هو جميل من أجل شئ واحد و هو التربية ، و الأخلاق – أهم من كل شئ .. أن تكون بغاية اللطافة ، و لذلك في مجتمعي الغزي قليل – أشمل هنا مدّعين الثقافة – من يوجد لديه مزاج عال ، أليس مبتغى الثقافة ، و الفنون ، و الجمال هو الحب ببعده الايدلوجي !

الجرأة بالنسبة لهم هو أن تمثل الحب ، بل أن تقع فيه . و كأنه غشاوة على عيونهم . أن تخاف من الحقيقة هي بداية الظلام ! الحب الذي قتلته التربية حسب الشريعة الاسلامية ؛ حيث تصرخ الوالدات على بناتهن بلا لنمص حواجبهن ، و لا للانفتاح الثقافي ، و الفكري ، و لا لتبادل العلاقات الانسانية بكل طيبة ، و لطف .. و كأنهم بذلك ( جابوا التائهة ) ، و هم يُكرهون أنفسهم على مزيدٍ من الخوف في سبيل النفاق " المتفق عليه حسب أصول مجتمعنا التربوية " ، و قد يطرح البعض وجهة نظره - بكل جهل و همجية مقنعة - نحن لدينا عاداتنا و تقاليدنا ، التي تتحكم بحياتنا .. و هي من تَمسّك بها ( جدود جدودنا ) و كأنهم يخافون على الميراث الضائع من الخسارة ( الحقد و الكراهية ) التي تمثله عادات ، و تقاليد لا تحترم أدنى صور الفردية ، و لا الحريات الشخصية ؛ حتى أنها تقحم نفسها بين علاقة الفرد بنفسه – جسداً ، و فكراً ، و روحاً – حتى يجد نفسه ( الفرد ) أنه هو عقدة الإله ، التي لا تنتهي .. في الآخر سيقولون نهاية هذا العذاب هو الجنة .. وهمٌ آخر يعيشونه على الأرض ..

كانت صديقتي – لم أتحدث إليها منذ سنيتن - تشد المقبض بقوةٍ ، و هي تؤدي تمارينها الرياضية بدقة ، ظننت أنها تحاول أن تتخلص من بعض الوزن ، و لكني وجدتها تنظر إلى نفسها أكثر في المرآة ، و هي لا تتخلص من ذلك السواد .. حول حاجبيها ، و عينيها ..

اذا قلت لمن هو خائف من الغرق ، تخلص من عدائيتك - و هي مرتبطة بهذا المفهوم بنحو جداً معقد ( والدتها ، التي انتقدتها على الدوام حسب أهمية العادات ، و التقاليد ) بالنسبة لها - ستعتقد أنك تطلب منهم أن يحتجزوك ، فتظل وحيداً في حديقة الغرق ، بينما هم يستمرون بالغرق بحريةٍ في عكس ذلك التيار الذي تركوك فيه .. لا تنجو وحدك – حتى من نفسك !
الغرق بالنجاة هو الحل الوحيد لك ، إذا كان كل من حولك هو من الأعداء .. أو دعنا ندّعي فقط أنها مجرد عدائية مخيفة !!! ينتهي مقالي بأسئلة كثيرة لا أحبذ أن أجيزها لكم .. خوفاً عليكم من الغرق .. في بِركة النجاة !!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلاميات مداهمة ستيرك وميديا خبر هي لطمس وإسكات صوت الحقيقة


.. دراسة بريطانية: الرجال أكثر صدقا مع النساء الجميلات




.. بسبب فرض الحجاب وقيود على الملابس.. طلاب إيرانيون يضربون عن


.. سعاد مصطفى :-المرأة السودانية هي من تدفع ثمن الحرب-




.. لتقليل الخلافات.. تطبيق جديد يساعد الرجال على التعامل مع الن