الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معالي الوزير.... أرجوك .. أصمت ؟!--- الإعلام في نظام حديدي مغلق

فراس سعد

2005 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


معالي الوزير.... أرجوك .. أصمت ؟!
--- الإعلام في نظام حديدي مغلق

ما هو الإعلام ؟ هو ما هو في كل العالم
ما هو الإعلام في سورية ؟ إنه على خلاف ما هو في كل العالم
لماذا ؟
لهذا ؟
و ما هذا؟
"هنا حطنا الجمّال" فأن تجلس في أعلى قمة الإعلام السوري لا يعني أبداً أن تكون إعلامياً , بل ربما تكون كل شيء و أي شيء سوى أن تكون إعلامياً , الدليل طابور من الوزراء الذين احتلوا جناح في الطابق العاشر من مبنى دار البعث على أوتستراد المزّة
و الذين في كل الحالات – مع احترامنا للجميع – لا يعدوا على أن يكونوا منفذين لأوامر تأتيهم من فوق أو تحت فهم ليسوا سوى جنود أو أقل من جنود – لأن للجندي أن ينفذ ثم يعترض و هذه كلمة تقال لكنها لم تنفذ في سورية - كتب عليهم أن يقرأوا ما كتب لهم لا أكثر و لا أقل بل و أن يضبطوا مخارج الحروف و مخارج النطق ومخارج النفس و تعابير الوجه و حركات الأصابع و اليدين كما يقرر أو يشير الرفيق رئيس المفرزة القابعة في الطابق الأول و الثاني و الثالث ..... و العاشر و فوق كل الطوابق .
لم يختلف الأمر طوال أربعين عاماً باستثناء بضعة شهور بعد مجيء د. بشار الأسد - أو هكذا تم أيهامنا - فتلك الفسحة من الحرية و التلقائية كانت بأمر مسيق و من فوق أيضاً , عاد بعدها كل شيء إلى ما كان عليه من قبل, كثير من السوريين أبدوا استغرابهم لكن الأكثر اعتبروا الأمر عودة إلى أصل الأمور فلم يستغربوا فهذه طبيعة النظام و- من ما غريب إلا الشيطان – فنظام يقوم على العسكر و السريّة و التدابير الأمنية المبالغ فيها و الحسابات دون الوطنية و فوق الوطنية في نفس الوقت , لن يكون إعلامه سوى ما صرّح به الناطق الرسمي هذا إذا تنازل هذا الناطق و وجد شيء يستحق التصريح به سوى إدانة " العدو الأسرائيلي و المؤامرة الصهيونية الإمبريالية ", دون ذلك فكل شيء أسرار دولة من أحوال الطحين و العجين إلى تنقلات المسؤولين الليلية بين الحمرا وبوابة الصالحية طبعاً لتفقد أحوال الرعية , فحينما تكون العقلية التي نشأ عليها النظام عقلية مخابراتية تحرص على الكتمان و يتم اختيار كل المقربين على أسس مخابراتية و قبل وطنية – أي أخيتيارهم على أسس غير وطنية- و يصبح الجميع كل السوريين خارج هذا النظام الأمني– بحسب د. طيب تيزيني- مدان و تحت الطلب , و نزيد على ذلك , يصبح الجميع في دائرة الشك و لا ثقة بهم لأنهم ليسوا من جماعة النظام و حزبه فسوف يتم منع السوريين من الأطلاع على أي شيء يخص النظام المغلق بل سيمنع الشعب من الأطلاع على أي شيء يخصه حتى الأطلاع على نبأ أو حادث جرى في دمشق حتى لو كان حادث سير في حال كان من الممكن أن يوؤل بمعنى سياسي و هنا يتموضع كل الخوف الأمني الحزبي الرهابي للنظام المغلق , إنه يخشى التأويل المعادي لوجوده أو المشكك بوجوده و بشرعية هذا الوجود , بهذا يكون خوف النظام المغلق من الشعب أكثر بكثير من خوف الشعب منه , بدليل الأجراءات الأمنية و المعايير الأمنية التي تكون الأساس الأول و الشرط الأول و الجوهري لقبول أي عمل في البلاد و لقبول أي شخص ليس في دوائر و و وظائف الدولة بل و في الأعمال الأقتصادية أو الأجتماعية أو الثقافية الخارجة عن نطاق الدولة – هل قلت خارجة عن نطاق الدولة ؟- عفواً فلا شيء خارج عن نطاق الدولة في الأنظمة المغلقة , - هل قلت دولة ؟ - عفواً ثانيةً فلا وجود لشيء اسمه دولة أو مؤسسات دولة في الأنظمة المغلقة بل سلطة مافيا أجهزة أمن منتشرة عمودياً و أفقياً في كل ما يخطر في بال الأنسان و ما لا يخطر .
على هذه الحال يكون الإعلام في النظام المغلق القائم على الخوف من الناس و التشكيك بهم , يكون هذا الإعلام تكريساً و تفسيراً طويلاً مملّاً للبيان الأول, للأنقلاب الحكيم و للتصريح الأول و للخطاب الأول الذي ألقاه رأس النظام منذ اليوم الأول لوصوله إلى السلطة قبل ثلاثين عاماً أو خمسين – السنوات هنا ليس لها مدلولها الحقيقي طالما أن الزمن بلا قيمة في عقل الأنظمة المغلقة الديكتاتورية سوى إنه برهان على مدى قوة النظام ليستمر كل هذا الوقت و برهان آخر على" رضى الشعب كل هذه السنوات بالنظام " و تكون نشرات الأخبار و التحليلات السياسية و اللقاءات الجماهيرية و خطابات قادة المنظمات الشعبية و افتتاحيات الصحف و موضوعات الأنشاء التي يكتبها تلامذة المدارس وكتب التربية الوطنية نسخ كربونية عن ذلك البيان و التصريح و الخطاب... الأول
لذلك يبدو أن نموذج أبو العلوج - وزير الإعلام العراقي الأخير في عهد
صدام حسين - ما زال قابلاً للعيش و التقليد و ربما الزيادة عليه إبداعاً و ابتكاراً بما يدوّخ ليس الأمريكان فقط بل الشعب السوري و شعوب العرب العاربة و المستعربة كلها سوياً و العالم أيضاً ,
هل يوجد في سورية من يصدق أن الزعيق و" اللخبطة " – كما وصف عمر موسى أمين عام الجامعة العربية تعليق وزير الإعلام السوري على تصريحه لوسائل الإعلام بعد لقائه الرئيس السوري – يمكن أن تنقذ البلد – ربما تنقز البلد و هذا الأصح !- , هل ما زال في سورية من يصدق شعار: البلد ماشي و الشغل ماشي ؟ بعدما قتل صاحب الشعار الرئيس رفيق الحريري ؟ ماشي البلد لكن إلى أين ؟ أنا لا أعرف و الملايين لا تعرف , ننتظر من السيد وزير الإعلام - و وزير الخارجية أيضاً - أن لا يخبرنا و أن يلتزم الصمت لأنه بذلك على الأقل يجنبنا أولاً الخديعة التي أوقعنا بها أبو العلوج و يجنبنا ثانياً الشعور بالنكبة و النكسة و الهزيمة التي أوقعنا بها من كان وراء و أمام أبو العلوج إيّاه ذلك الأول في كل شيء الذي أوصلنا إلى هذه الآخرة , الأولى من نوعها و الأخرى – بمعنى الخراء - من كل آخرة معروفة قبله!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة