الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ان الديمقراطية هي مرحلة جني الثمار فقط ؟

رفعت نافع الكناني

2012 / 10 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


سؤال يشغل بالي بكثرة في هذة الايام ، هل ان الذين اوصلتهم الديمقراطية بادواتها المعروفة والياتها يستحقون ثمارها ؟ وهل ان هؤلاء يستطيعون ان يعطوا للاخرين من استحقاقات تفرضها لعبة الديمقراطية الوليدة حديثا في منطقتنا . اذن هل ان الديمقراطية مرحلة تنتهي عند ممارسة حق الانتخاب وما تظهرة نتائج التصويت في صناديق الاقتراع ؟ ام ان الديمقراطية عملية مستمرة لايمكن حصرها بحدود عملية التصويت ونتائجها ؟

نحن نعلم ان للديمقراطية استحقاقات على مستوى الحياة وتتطور هذة الاستحقاقات بمرور الزمن نظرا لنوع وطبيعة التطور والتقدم الذي يصيب المجتمعات خلال مراحل نموها وتطورها . فالاستحقاقات لايمكن حصرها وتأطيرها بقوالب جامدة او في اطار ضيق ومحدد لكل مراحل تطور الانسانية . اذن يمكن القول ان الاستحقاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تفرزها عملية التطورالانساني تتبعها في النتائج عملية تطورآليات وادوات الديمقراطية والتي يمكن ان تصلح لفترة تاريخية معينة قد لاتصلح لمرحلة مستقبلية نظرا لتطور الظروف والحاجات .

لذلك يلاحظ ان العملية الديمقراطية دائمة التطور ودائمة التجديد ولايمكن حصرها في اطر جامدة ودائمة ، وهذة الديناميكية تمنع اي نوع من الاستحواذ الدائم او لفترة تعتبر طويلة نسبيا على مقدراتها ، مما يعني ان هناك نوع من الهيمنة والنفوذ بمختلف الاشكال تلجأ اليها بعض الاحزاب والتيارات السياسية وهذا يتعارض ويتنافى اصلا مع جوهرها وقيمها ، فالديمقراطية تتبلور في حق المواطن على اعتبار انة نواة المجتمع وركن اساسي فية ، لة الحق في التعبير عن اراءة وافكارة وتطلعاتة بحرية تامة من دون خوف او وصاية من احد ، وفي ظل قضاء مستقل وتداول سلمي للسلطة والتمتع بالحريات واشاعة العدالة والمساواة .

الديمقراطية تعني احترام ودعم والحفاظ على حقوق الافراد مهما كانت خلفياتهم الدينية والقومية والمذهبية على اعتبار انها الضامن الحقيقي لمفهوم دولة المواطنة الحقة التي تنصف وتراعي لكل مكون خصوصيتة وقًيمة واستحقاقاتة ضمن الاطار الكبير للوطن الواحد . اضافة ان نتائج الديمقراطية هو الدفع باتجاة تحقيق الامن الدائم وخلق الرفاهية للافراد من خلال رفاهية المجتمع ككل بعيدا عن التفرد والسطو نحو حكم الاقلية او حكم الاكثرية باي شكل من الاشكال ، لغرض منع عملية الانزلاق نحو هاوية الانقسام والتشظي وما تنتجة من ازمات وكوارث تضاف الى ما هو علية من مشاكل مستعصية تميز الواقع السياسي .

من خلال نظرة سريعة يلاحظ وبوضوح .. ان العملية الديمقراطية الوليدة افرزت واقعا سياسيا جديدا معقدا وشائكا وبدفع من اطراف خارجية وداخلية ومحتلة ، انتج هذا الواقع قوى سياسية اعتمدت الخيارات المذهبية والقومية في منهجها واستطاعت ان تجني ثمار الديمقراطية بشعارات وطنية وغايات نبيلة اثبت الواقع بطلانها وزيفها . وبدأت بعض هذة القوى تمارس وتؤمن بمنطق القوة في فرض رؤاها وما تؤمن بة ، باعتبار انها الاحق والاجدر بقيادة المجتمع واضحت هذة الظاهرة تفرض نفسها من خلال ممارسات تضييق واعتداء على الحريات الشخصية والتدخل في حياة الناس وشؤونهم ، وما يسبب ذلك من تهديد لمفهوم الدولة المدنية الذي هو الركن الاساس في العملية الديمقراطية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا