الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تصريحات الأستاذ ياسين مجيد تمزق الصف الوطني في العراق
قاسم محمد علي
2012 / 10 / 19اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
صرح احد المقربين من رئيس الحكومة وعضو مجلس النواب عن دولة القانون الأستاذ ياسين مجيد بأن رئيس الإقليم السيد مسعود البارزاني يشكل خطراً على العراق دولةً وسيادةً وامنه القومي.
كلما عبرت القيادة السياسية الكوردستانية عن مخاوف الشعب الكوردي أو طالبت ولو بأدنى الحقوق القومية لشعبها، إتُهمت بالخيانة وبالعمالة في عهد النظام العراقي البائد، وتُتهم اليوم في العراق الجديد القديم بالخطر على الأمن القومي!
مقدماً نود ان نذكر القاريْ الكريم بأننا ضد النهج السياسي للقيادة الكوردستانية في العراق الجديد، وإنها كانت منشغلة منذ سقوط النظام العراقي البائد وحتى اليوم بحل المشاكل السياسية بين القوى العراقية على حساب المصالح الوطنية والقومية للكورد. إن القيادة السياسية الكوردستانية إتخذت وحتى اليوم دور الوسيط في تقارب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين في العراق على حساب الحقوق القومية للكورد، لكنها لم تتمكن من معالجة ولو قضية واحدة من القضايا الخلافية بين الإقليم والمركز ( مشكلة المناطق المستقطعة عن الإقليم، مشكلة قوات البيشمركة وقانون النفط الغاز).
على ما يبدو إن الأستاذ ياسين مجيد ليس على إطلاع بالخطاب السياسي للشارع الكوردي ولا بتطلعات الشعب الكوردي الذي يسعى للحصول على حقوقه القومية كاملةً في العراق وإسترجاع المناطق الكوردستانية المستقطعة عن الإقليم الى حدوده الإدارية، ومن ثم إنتزاع الإعتراف الرسمي من الدولة العراقية بالحدود الجغرافية لإقليم كوردستان والتحكم بكامل موارده الطبيعية وإستثمارها في اعمار بلده الذي دمرته السياسات العنصرية لنظام صدام حسين البائد. وبالتالي ما تطالب به القيادة السياسية الكوردستانية في العراق هو ادنى الإستحقاقات الوطنية والقومية للكورد.
إن السيد مسعود البارزاني عبر هنا عن رؤية ومخاوف الشارع الكوردي حول صفقة التسلح الأخيرة للعراق مع روسيا. إننا نُطلع ومن خلال هذا المقال الأستاذ ياسين مجيد ومن لف حوله بأن صفقة التسلح مع روسيا لتجهيز الجيش العراقي بالأسلحة والمعدات العسكرية من دون قوات البيشمركة، التي كان يتوجب ان تكون جزء من المنظومة الدفاعية والعسكرية العراقية، يقلق حقاً الشارع الكوردستاني، في الأخذ بعين الإعتبار طبيعة وعقلية رئيس مجلس الوزراء السيد نوري المالكي في إدارة الحكم وفي إتخاذ القرارات الفردية، ويذكرنا بمآسي الماضي وويلاته وإستخدام القوات العسكرية العراقية وأسلحتها وترسانتها العسكرية في حرب الإبادة التي أشعلتها الحكومات العراقية السابقة ضد الشعب الكوردي. وبالتالي لا نقبل لا من الأستاذ ياسين مجيد ولا من أية جهة عراقية أخرى التطاول على السيد رئيس الإقليم والقيادة السياسية الكوردستانية بذريعة الخطر على الأمن القومي في العراق. إن الحقيقة التي يريد أن ينساها الأستاذ ياسين مجيد ومن لف حوله هي إن القيادة السياسية الكوردستانية وضعت ثقلها السياسي، ومنذ تشكيل الدولة العراقية الجديدة عام 2003، في خدمة القضايا الوطنية وفي حل القضايا الخلافية بين القوى السياسية العراقية؟
إذا كان الأستاذ ياسين مجيد ومن لف حوله حقاً حريصين على الأمن القومي في العراق، فليعلمو جيداً بأن:
- تحديد ووضع الأجندة السياسية العراقية في طهران وأنقرة وبقية عواصم الدول المجاورة للعراق هو الذي يشكل خطراً حقيقياً على الأمن القومي في العراق.
- مناقشة القضايا السياسية والخلافية الداخلية العراقية في عواصم الدول المجاورة للعراق هي التي تشكل خطراً حقيقياً على الأمن القومي في العراق. وبالتأكيد ليس من أجل مصلحة الشعوب العراقية وإنقاذ الوضع السياسي في البلد، وإنما لتنفيذ الإجندات السياسية لتلك الدول من قبل القوى السياسية العراقية التي تدعي بالوطنية.
- قتل المواطن على الهوية، على أساس طائفي وعرقي، في العراق الجديد هو الذي يشكل خطراً حقيقياً على الأمن القومي.
أين كان هذا الأستاذ الكريم حين سارع السيد مسعود البارزاني والأستاذ جلال الطالباني الى بغداد، منذ اللحظة الأولى لسقوط نظام صدام حسين في نيسان عام 2003، لبناء الدولة العراقية الجديدة خدمةً للمصلحة الوطنية العليا؟
هل نسى الأستاذ ياسين مجيد ومن لف حوله المبادرة الوطنية للسيد مسعود البارزاني في إجتماع أربيل عام 2010 والتي تمخضت عنها تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وأوصل السيد نوري المالكي الى رئاسة الحكومة ل 4 سنوات إضافية؟ في الوقت الذي توقفت العملية السياسية في العراق نتيجة الصراع على السلطة من قبل قائمة الأستاذ ياسين مجيد، دولة القانون.
هذه التصريحات الغير متزنة والغير مسؤولة للأستاذ ياسين مجيد تأتي في هذه الفترة بالذات التي يحاول فيها السيد رئيس الجمهورية جاهداً تلطيف الأجواء من أجل إنعقاد المؤتمر الوطني بغية حل المشاكل السياسية بين القوى العراقية. لذلك لا تصب مثل هذه التصريحات في خدمة القضايا الوطنية، بل تنسف العملية السياسية برمتها. وبالتالي هذه التصريحات الغير مسؤولة هي التي تشكل خطراً حقيقياً على الأمن القومي وتمزق الصف الوطني في العراق وتعرض العملية السياسية للخطر وتشكل خطراً حقيقياً على وحدة العراق.
ليعلم الأستاذ ياسين مجيد ومن لف حوله، إنتهى ذلك الزمن أن يكون الكورد دائماً في قفص الإتهام، وأن يكون المطلوب منه إثبات براءته بإستمرار وإنه مع وحدة العراق كي لا يُتهم بالخيانة والعمالة أو بالخطر على الأمن القومي في العراق. لا أيها الأستاذ الكريم، نقولها علناً وبكل صراحة ووضوح، نحن الكورد مع الإتحاد الإختياري ضمن الدولة العراقية، كلما سار العراق في طريق الديمقراطية والفيدرالية وإحترام الحقوق القومية للشعوب العراقية جميعاً وإحترام مبدأ المساواة في الحقوق القومية والشراكة الحقيقية في إدارة البلد وفي صنع القرار السياسي، ونتجه بكل فخر وإعتزاز نحو الإنفصال والإستقلال السياسي كلما إبتعد العراق عن طريق الديمقراطية، وترسخ نظام الحكم الفردي وإختل مبدأ المساواة في الحقوق القومية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الأدميرال ميغويز: قدراتنا الدفاعية تسمح بالتصدي للأسلحة التي
.. صدامات بين الشرطة وإسرائيليين عند معبر كرم أبو سالم
.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية ليلية تستهدف مناطق في مدينة ر
.. احتجاجات حرب غزة تقاطع حفل تبرعات للرئيس بايدن
.. ضربات إسرائيلية على مدينة حلب تسفر عن مقتل 38 شخصا من بينهم