الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات الرئاسية الامريكية، صعوبات واختيارات

نبيل رومايا

2012 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


يصادف الثلاثاء السادس من تشرين الثاني 2012 موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية التي تجري مرة كل اربع سنوات. هذه الانتخابات لها اهمية كبيرة لأنها تحدد مجريات السياسة الامريكية داخليا وعالميا، وخاصة سياسة امريكا تجاه ما يجري في منطقة الشرق الاوسط وما يسمى "بالربيع العربي". وطريقة تعاملها مع الصعود القوي للأحزاب السياسية الاسلامية في المنطقة.

وتأتي هذه الانتخابات في وقت يجابه الناخب الامريكي العديد من الامور التي تؤثر على قراره الانتخابي مثل الوضع الاقتصادي والبطالة والضرائب داخليا، والوجود العسكري في افغانستان والموقف من العراق وايران والتغيرات في ليبيا ومصر والعلاقات مع الصين وكوريا الشمالية والاتحاد الاوربي وروسيا خارجيا.

ورشح الحزب الديمقراطي الرئيس الحالي باراك اوباما (اللبرالي المنحدر من اصول افريقية مسلمة) للدورة الرئاسية القادمة بالضد من مرشح الجمهوريين مت رومني (المحافظ اليميني والذي يتبع طائفة المورمان)، مما وضع الناخب الامريكي بوجه تحديات اكبر في الاختيار.

ان الاختيارات التي تجابه الجالية العراقية الامريكية لاتقل صعوبة عما يواجهه الناخب الامريكي, فما يجري في العراق ودول الجوار يهم ابناء هذه الجالية ويؤثر عليهم بشكل مباشر، وما يطرحه المرشحان للرئاسة ينبغي دراسته بامعان لانه سوف يؤثر على مستقبل العلاقة بين العراق وامريكا للسنوات الاربعة او الثمانية القادمة وعلى مدى التدخل والتأثير والنفوذ الامريكي في العراق.

فما هو مدى النفوذ الامريكي في العراق بعد انسحاب القوات الامريكية المقاتلة من العراق (والتي كانت احد الوعود الانتخابية للرئيس اوباما قبل اربعة سنوات)؟ وما تأثير هذا النفوذ على اعادة الاعمار ومكافحة الارهاب وعقد الاتفاقيات والتأثير على السياسة العراقية؟ اننا نعلم بان الرئيس الامريكي المنتخب لن يستطيع منفردا ان يقرر السياسة الخارجية الامريكية, ولكن هناك فروقات كبيرة في نظرة المرشحَين لمستقبل العراق.

فأوباما يريد ان يقوي العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع العراق عن طريق المعاهدات والاتفاقات الدولية، ومت رومني يعتبر ان الانسحاب العسكري المبكر من العراق كان خطأ ويريد ابقاء قوة عسكرية كبيرة في العراق بذرائع مختلفة.
وهناك ايضا الموقف المختلف من قبل الحزبين المتنافسين حول ايران. فأوباما يفضل اشراك المجتمع الدولي في فرض عقوبات دولية لمنع ايران من بناء سلاح نووي، ومت رومني يميل الى الطرح الاسرائيلي باستعمال القوة لإيقاف التسلح النووي الايراني.

التحديات التي تجابه الجالية العراقية الامريكية غير قليلة ايضا فهذه الجالية جزء من المجتمع الامريكي ومايؤثرعلى المجتمع الامريكي يؤثر بشكل مباشر على ابناءها وعلى اعمالهم ووظائفهم ومستقبل اطفالهم.

الانتخابات الامريكية تطرح جملة من المسائل المهمة، والتي على الناخب الامريكي والعراقي الامريكي دراستها ومعرفة موقف المرشحين وموقف الحزبين الاساسيين منها فبالاضافة الى الوضع العراقي والعربي والدولي هناك امور داخلية مهمة اخرى مثل:

- الوضع الاقتصادي وتداعياته على الوظائف والبطالة والاستثمار والاعمال التجارية واسعار البيوت والعقارات والميزانية الفدرالية... الخ.
- الضرائب و تأثيرها على الطبقة الوسطى في المجتمع الامريكي.
- التأمين الصحي (أوباماكير) ومحاولة الديمقراطيين توفيره الى اكثرية الشعب الامريكي، مع وقوف الجمهوريين ضده دفاعا عن شركات التأمين الكبرى.
- البيئة والاحتباس الحراري وتأثيره المدمر على مستقبل الحياة في كوكبنا ومستقبل اجيالنا القادمة، والذي يدعي الجمهوريين بأنه "اسطورة كاذبة".
- الموقف من الاقليات والمهاجرين والمرأة والشباب
- الموقف من الاجهاض وحرية الاختيار
- الموقف من نقابات العمال وحقوقهم التفاوضية
- الموقف من حركة 99 بالمئة واستحصال الضرائب من الطبقة الغنية
- وهناك العشرات من القضايا الاخرى المهمة والتي ستؤثر على الشعب الامريكي مثل: السياسة الخارجية والارهاب الدولي، والقوانين الفدرالية او المحلية، والتعليم والمعلمين، والحريات الشخصية، والدين والانجيليين، وحرية (الاختيار او الحياة)، والزواج من نفس الجنس، ومثلي الجنس، والتلوث البيئي، والوقود والنفط والاستثمار ... الخ.

هناك فروق كبيرة وواضحة وأساسية في نظرة كل من الحزبين ومرشحيهما لكل من هذه الامور. فبشكل عام يقف الحزب الديمقراطي وجناحه اللبرالي الممثل بحكومة أوباما الى جانب الطبقات الوسطي والفقيرة، ويطالب بفرض ضرائب اكبر على الاغنياء وشركاتهم، ويدعم حقوق العمال واصحاب الاعمال الصغيرة، ويدافع عن حقوق المرأة بالاختيار والمساواة مع الرجل، ويحاول اعطاء فرض متساوية للأقليات في المجتمع الامريكي، ويدعم الشباب وحقهم في التعلم، ويعمل لأن يكون لكل فرد امريكي تأمين صحي. ويشجع موارد الطاقة البديلة للتخفيف من الاحتباس الحراري. ويؤمن أوباما بأن الحكومة وبرامجها لها دور في بناء مستقبل افضل للشعب. وأوباما مدعوم من هذه الفئات الاجتماعية والتي تؤيد هذه السياسات.

اما سياسة الحزب الجمهوري المتمثلة بمت رومني فهي تتلخص بالدفاع عن مصالح الطبقات الغنية والشركات الضخمة فهو يرفض زيادة الضرائب على هذه الفئات، ويؤمن بحكومة فدرالية اصغر وصلاحيات اكبر للولايات، ويختلف بشكل جذري مع الديمقراطيين في كل ما يسعون اليه. ورومني مدعوم بشكل مادي قوي من هذه الفئات الغنية ومن قبل المسيحيين الانجيليين الذين يمثلون ثقلا سياسيا كبيرا في المجتمع الريفي الامريكي.

ان على ابناء الجالية العراقية الامريكية دراسة هذه القضايا واعطاء الصوت للمرشح او الحزب الذي يدافع عن مصالحهم الطبقية والاجتماعية ويمثل اراءهم وتطلعاتهم.

ان الانتخابات الرئاسية الامريكية وبالرغم من تسميتها هكذا، لكنها تشمل ايضا عدد كبير من الانتخابات الفرعية المهمة الاخرى مثل انتخابات اعضاء مجلس الشيوخ والنواب والقضاة الفدراليين والمحليين وتحتوي ايضا على مجموعة مهمة من القرارات المحلية التي تتطلب موافقة او رفض المنتخب لها. وهذه الانتخابات الفرعية لا تقل اهمية عن الانتخابات الرئاسية لأنها ايضا تحدد الوجهة العامة السياسية للحكومة الامريكية. وهناك ايضا في بعض الولايات يشارك عدد من ابناء جاليتنا العراقية في الترشيح لمناصب مختلفة.

ان الجالية العراقية الامريكية مطالبة اليوم اكثر من اي وقت مضى بالمشاركة في هذه الانتخابات الرئاسية لأهميتها في التأثير على السياسة الخارجية والداخلية للولايات المتحدة، فالعراقيين الامريكيين نظرا لأعدادهم الكبيرة في الولايات المتحدة لهم القدرة على استعمال اصواتهم للتأثير على صانعي القرار واختيار المرشح الذي يحقق طموحاتهم الشخصية الداخلية والخارجية. فشاركوا في هذه الانتخابات الرئاسية التاريخية لإعطاء رأيكم وايصال صوتكم واختيار ممثليكم.

وبغض النظر عن اهتماماتنا السياسية وموقفنا من السياسة الامريكية، ولكن الجميع يتفق بأن قرارات من سوف يجلس في البيت الابيض للسنوات الاربعة القادمة ستؤثر بشكل مباشر على حياة الشعب الامريكي وعلى التغيرات التي ستحصل في العالم بشكل عام.

[email protected]
اكاديمي وناشط مدني عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية