الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجه الغرابة في طقوس عيد الأضحى

حميد بعلوان

2012 / 10 / 19
المجتمع المدني


قال صديقي - ساخرا من بعض ما يحدث في المغرب أيام عيد الأضحى- أن من الناس من يتحايلون على الغلاء ب"استئجار" كبش أقرن وإعادته ليلا بعد أن يراه الجيران يطل في الشرفة, كلام كاريكاتوري طبعا, يصور لنا ما يحدث أيام عيد الأضحى, حيث تضطر بعض العائلات التي لم تقم بنهج سياسة "التقشف" في وقت مبكر إلى الاقتراض من المؤسسات البنكية أو من الأقارب والأصدقاء خصوصا وازدياد المصارف التي تولدت في الشهور الأخير عن توالي المناسبات: الصيف ورمضان ثم عيد الفطر والدخول المدرسي, كل هذا يجعل من عيد الأضحى ضيف يَحسب له المواطن البسيط "ألف حساب" وإلا سيفلت خروف العيد من قبضته, علما أن أغلب المواطنين يحبون أن يكون خروف العيد بمواصفات عالية.
بالنسبة ل"الكسابة" (مربي الماشية) يُعتبر عيد الأضحى فرصة مهمة لعرض مواشيهم للبيع حيث يرتفع الطلب عليها إلى أقصى حد, لذا لا يمر عيد أضحى في بلدنا دون أن تتحول شوارع بعض المدن ومواقف السيارات إلى أسواق كبرى لبيع أضاحي العيد. ولأن أغلب الناس يفضلون شراء الأضحية قبل حلول العيد بأيام وقبل أن يرتفع ثمنها تبدو بعض المدن هذه الأيام في مظهر غريب; أينما نظرت وأنت تمشي في بعض الشوارع ترى الخرفان والمعز تطل في شُرفات ونوافذ الإقامات العصرية !! ... مشهد مثير للاستغراب بالنسبة للسياح الأجانب الذين يقومون بتصويره .. لكن لا أظنه أكثر غرابة من طقوس الذبح والسلخ التي تتم يوم العيد في الشوارع .. حيث تُجر الخرفان لتذبح أمام الأطفال الصغار وهم ينظرون إلى الرؤوس تقطع في مشهد تقشعر له أبدانهم الصغيرة .. وأنهار من الدماء تتصاعد منها الأبخرة تسيل في الشوارع.
بعدها .. يبدأ بعض الشباب في الإعداد لطقس آخر لا يقل غرابة عن الطقس الأول حيث يقّطعون الأشجار ويجمعون الحطب قصد شواء رؤوس الأضاحي وأرجلها علنا في الشوارع فيتصاعد الدخان الكثيف وتتراكم النفايات...
"- هذا أمر تفرضه ظروف العيد ...
- من حقنا أن نحتفل علنا ...
- من حقنا أداء شعيرتنا الدينية ... إلخ".
بهذا الكلام يحاول البعض تبرير الفوضى التي تقع أيام عيد الأضحى, لكن حق الشخص في ممارسة شعائره الدينية لا يبرر بأي حال من الأحوال قيامه بأي سلوك يضر الآخرين, وبإمكان المسلمين الاحتفال بشكل حضاري كما هو الحال في الدول المتقدمة والتي شُرعت فيها قوانين تحمي الفضاء العام من مظاهر الفوضى, حيث لا يتم الذبح إلا في المجازر التي تتوفر فيها الرعاية الطبية المطلوبة وتتولى المعالجة البيئية للنفايات الحيوانية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفوضى اصبحت سُنّه
شاكر شكور ( 2012 / 10 / 19 - 07:28 )
ان قضينا على الفوضى يا اخ حميد فماذا سيبقى للشعوب العربية ان تحتفل به ؟ الفوضى تستخدم في حالة الفرح في الأعياد او في حالة الحزن كاللطم وضرب الزناجيل في عاشوراء فكيف نستغني عنها ؟ تحياتي

اخر الافلام

.. طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة يتظاهرون بأسلوبهم لدعم غزة


.. إعلام فرنسي: اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية في باريس




.. إعلام فرنسي: اعتقال الرجل المتحصن داخل القنصلية الإيرانية في


.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في




.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ