الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
متلازمة ستوكهولم .. هل بعض الفلسطينيون مصابون بها ؟؟
سونيا ابراهيم
2012 / 10 / 20الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
القادة الفلسطينيون ؛ وخاصة في الضفة الغربية ، الذين يدعون إلى التطبيع مع اسرائيل هل يعقل أنهم مصابون متلازمة ستوكهولم ؟؟ عندما وصل إليكم – قبل بضع سنين - خبر حادثة الجندي الاسرائيلي ، الذي وصل بالخطأ إلى الضفة الغربية ؛ فأرجعوه سالماً غانماً ، دون أن يستبدلوه بآلاف الأسرى الفلسطينين المقموعين في سجون الاحتلال ؟؟
القادة الذين يحكمون غزة هل هم مشتبه بهم – على فرض أنهم غير مصابين بها - الإقتراب من هذه الحالة ؛ حيث أنهم قبل و بعد الحرب الأخيرة على غزة ، أصبحوا أكثر قبولاً لمساعدات العالم الكافر العلماني - رغم أنهم يرفضون أي تغيير حقيقي - على واقع الأرض ؟؟ بمعنى أنهم يتعاطفون مع الاحتلال ( الذي فرض الحصار ) ؛ بسبب تسليط الضوء عليهم ( قوة - مقاومة ) ، و على الرغم من ذلك فإنهم يستخدمون العنف و قمع الحريات ضد أبناء الشعب الغزي . أو ربما نستطيع تسميته « بفصام الشخصية » ؟ و حتى يتسنى لنا التأكد من ذلك ؛ فلننظر إلى تاريخم و نشأتهم - حيث يعترف البعض من قادتهم أنها حركة صهيونية المنشأ - سوف نجد أنهم أساساً أنشأووا حركتهم تحت اشراف اسرائيلي ؛ فتعاطفوا مع الجاني ، و كوّنوا بداخلهم جاني آخر يطرح عذاباته النفسية على شكل عقوبات على المرأة الفلسطينية ؟؟ و الفئات المهمشة من الشعب الفلسطيني ، البعيدة عن السلطة ؟؟
****
منحى اجتماعي - تربوي :
كيف تكوّن الشعب الغزي من طبقات من الفكر المستعمَر ، تتحكّم بحياتها سلطات مدجنة تحت الإحتلال ترضخ لإبتزاز و فوضوية القادة - كل حسب رؤياه - التي قد لا تمثل حاجات الشعب الفلسطيني الأعزل ؟؟
وإحدى الاجابات على هذا السؤال قد ألخصها هنا : لاحظت في مدارس الأونروا حيث تمنع قوانين ( الأمم المتحدة ) استخدام العنف الجسدي ، و المعنوي ، و أركز هنا على المدن المهمشة - في القطاع - حيث أن العنف ما زال مستخدماً في أساليب التربية ، و التعليم بشكلٍ خطير ، بل و يغطي عليه الأهل و أولياء الامور .. و هنا طرحت أسئلة كثيرة ، هي لا تتعلق فقط بالموضوع الذي يطرحه المقال ، و لكنها مرتبطة بالحالة النفسية التي يُصاب بها الأطفال و الطلبة الإناث ؛ فأنا أذكر كل معلمة " تربية – دينية " عندما كانت تصف الطالبات اللاتي يضعن العطور بأنهن زانيات ، و هنا كانت الادانة تصيب بها كل ما هو " أنثوي " ؛ فتضطر بعض الفتيات - تحت تأثير التربية الأسرية المتشددة و عادات المجتمع - إلى طاعة كل ما تقوله المعلمة المتزمتة ؛ فأنا مثلاً كنت مستاءة من معلمة التربية الدينية ؛ لإستدلالها ببعض النصوص الدينية - التي تستخدم ألفاظ تدل على العنف المعنوي و تشير إلى العنف الجسدي - و هي تحاول أن تنبذ المتبرجات ، و تمدح الملتزمات بالشريعة الإسلامية ؛ بمعنى أنها كانت ( تتعاطف ) مع ( المحجبات ) بعد أن تنبذ كل ما هو ( أنثوي ) ، و تجعلهن يشعرن أنه لا مفر لهنّ من عقاب الله إلا بالإستماع إلى إرشادها و إرهابها الفكري ؛ حتى يدخلن جنة الإله – الذي وحده يستطيع أن يعاقبهنّ أو يسامحهنّ – بنفس الوقت !!
و في كثيرٍ من الأوقات كنّ الطالبات الملتزمات يعنفن زميلاتهن ( بعد عبورهم بالصدمة من كل ما هو طبيعي )، إذا أبدين و جهة نظر مخالفة ، فكانت الواحدة منهن بنفسية مهمشة ، و يطغى عليها جو الأزمات ، و القلق !
لا توجد في غزة ما يُسمى بمؤسسات تسن قوانين لحماية حقوق الطفل الفلسطيني - الذي يعيش عنفاً مكرراً في المنزل والمدرسة و الشارع - بعد أن عاقبه الله لأنه جاء لوالدين فلسطينين .. و حتي ما يسمى بمؤسسات حقوق الانسان الفلسطيني هي في الواقع لا تقدم أي شي ضد العنف سوى أنها - تسجل الحالات فقط - دون أن تقدم حلولاً ممكنة لمنع العنف أو تحصين المجتمع منه بالتوعية و القوانين اللازمة ..
سأوضح الصورة أكثر ؛ قد يأت والد الطفل - ولي الأمر حسبما يعلمونه في المدرسة - و يطلب من المعلم أن يستخدم العنف ضد ابنه في سبيل التعليم و الانضباط و يقول له : " اكسر و احنا بنجبر " .. المهم يتعلم الولد ..." شد عليه " !!
اذن في وطننا - المحتَلة - حقوقه منذ أكثر من ستين عاماً ، و في كنف مجتمعنا الشرقي الذي يحتفظ بعادات و تقاليد بالية عفى عليها الزمن ، و في ظل عائلات جدا متدينة تعيش في فقر مدقع لم يكمل فيها الآباء و الأمهات تحصيلهم الدراسي الثانوي - و يجدر الاشارة إلى أن الإساءات تحصل أيضاً في العائلات المتعلمة - يعاني الأباء و الأمهات الغزيات من الفقر و كثر المسئوليات ، و قلة الوعي ، و عنف المجتمع و الشارع ؛ وبالتالي لا يوجد من ينقذ الأطفال أو يحاول حمايتهم !!
و نجد أن النتيجة في المجتمع الغزي - و في الغالبية العظمى من العائلات التي تنجب الأطفال دون أي تخطيط لهم - أنه أي محاولة للتغيير أو رفض القمع أو العنف ستعتبر تهديداً - بالنسبة للضحية - يمثل له خطراً أو تهديداً للحياة و الموت !
و كنت أعتقد أني مخطئة عندما سامحتُ والدتي التي كانت تسمح لأخي بالاعتداء عليّ أيام الحرب على غزة !! كانت تعتبره يعلمني الانضباط على الطريقة القديمة كلما تمردت بخروجي دون وضع الحجاب .. و لكني أصبحت واثقة الآن أن ابن جيراننا المراهق هو « ضحية الضحية » ؛ الذي يضربه أباه كل ليلة بالعصا ، دون أن يمنعه أحد ؛ فالشرطة تعتبره " شأنا عائلياً " ، و المجتمع ما زال يستشهد بحادثة النبي إبراهيم و اسماعيل ؛ فيصبح جائزاً ( بالنسبة لهم ) هذا العنف.. اذاً لا يجدر بنا أن نقمع غيرنا .. لأنه بأيدينا نستطيع أن نقمع أنفسنا ؛ لكي يزداد القمع ، و الجهل ، و عنف الاحتلال !
حتى وجود مؤسسات حقوقية و أسرية تحقق في هذا الموضوع ، و تتخذ الاجراءات لحماية الأطفال من العنف - في البيت ، المدرسة ، الشارع - ، و القمع ستظل متلازمة ستوكهولوم متضاعفة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بفضل القوتين اللتين ذكرتهما في المقال أعلاه !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الشعب الغزي
خالد أبو شرخ
(
2012 / 10 / 19 - 22:17
)
بعد التحية
شكرا لك على هذه المقالة ولكن اسمحي لي ان اوجه لك نقدا من قلب مدينة غزة
هل يوجد شعب اسمه الشعب الغزي ؟
السنا فلسطينيون نقيم في غزة ؟ الشطر الاخر للدولة الفلسطينية ؟
ان استخدام هذا المصطلح يضعنا امام مصطلحات اخرة ( الشعب الضفاوي , عرب اسرائيل, شعب الداخل, شعب الخارج ) وبهذا نكون قد قدمنا اكبر هدية للاحتلال والانقسام الا هي تفتيت الشعب الفلسطيني
ولك تحياتي
2 - شكرا على تعليقك
سونيا ابراهايم
(
2012 / 10 / 19 - 22:27
)
عزيزي خالد .. أنت محق ..و لكن أنا لا استطع أن اتحدث عن واقع لم أعشه في الضفة الغربية .. أنا أكاد أجزم كل كلمة ، قلتها عن غزة ، و لكني أعتقد أني كفلسطينية أستطيع ان اشعر بكل الأسى الذي يمر به الفلسطينيون دون ذكر مصطلحات تشتت من جنسية الفلسطينين .. يا ليتني كنت أستطيع التنقل بحرية للحديث عن همومكم بالضفة بل و هموم كل الفلسطينين بالشتات .. أنا لا أعمل مع مؤسسات مدنية ، و لست صحافية لها علاقاتها العامة .. انا أكتب من مساحة محصورة .. و ربما ستعذرني أيضا لأني كتبت في العنوان - هل الفلسطينيون مصابون بها ، و لم أحدد أحدا : إذا أنا ضمنيا شملت في مقالتي كل الفلسطينين الذين يعانون من قسوة الاحتلال و قمع السلطات و الحكومات المدجنة و فسادها .. من هذا المنحى أنا أتحدث .. اشكرك عزيزي على ملاحظتك ,, و لكن غزة مغطاة بمائة قناع ,, و اذا لزم الأمر فسأخصص عنها المزيد من المقالات تضامنا مع و ، من كل الفلسطينين .. حتى نحررها من الظلام الاسود .. و ربما تستطيع أن تتكهن شعوري بالمسئولية عندما لا أجد صحيفة مستقلة واحدة يسمح لها بالنشر في غزة ..
.. ..
3 - شكرا على تعليقك
سونيا ابراهايم
(
2012 / 10 / 19 - 22:39
)
عزيزي خالد
لقد ذكرت مصطلح الشعب الغزي في مقالي - مرتين - في المرة التي خصصت فيها تعرضه لسطوة و قمع حكومة حماس ، و هنا لا أستطيع أن اشمل بهذا المصطلح من هم خارج غزة - و ان كان هذا تفتيت و انقسام اجباري للفلسطينين - و لكني كنت أخصص ، في حالة ذكر معينة لوصف الامر من منظور بمنتهى الدقة ..
و في المرة الثانية عندما تحدثت عن المنحى التربوي ، و هنا لا يخفى على أحد خضوع المؤسسات الحكومية لسلطة الدين ، و أنت تعلم القمع ايضا الذي تمارسه حماس على الاقليات الدينية و الفئات المهمشة - زاد بشكل واضح في الاونة الاخيرة - التي لا تقل فلسطينية عن الجميع .. كما أنني ذكرت ايضا كلمة المجتمع الغزي ، عندما وصفت الامهات و الآباء حتى أمنحهم مزيدا من الاتجاه نحو الحقيقة .. و ربما تستطيع أن تسميها دراسة بسيطة حاولت أن أحصر بها مجموع الحالة أو الفئة المستهدفة ، فأنا في هذا الجزء من المقال ، كنت أتحدث عن إجابة لسؤالي و ملاحظات حسبما ذكرت سابقا في ذلك الجزء المخصص من المقالة :) .. ..
4 - شكرا على تعليقك
سونيا ابراهيم
(
2012 / 10 / 19 - 22:48
)
عزيزي المستشار القانوني
مقالي يلاحظ متلازمة ستوكهولم ، و هذا موضوع نفسي ، لذلك وضعته تحت محور الصحة الجسدية و النفسية ، هل تعتقد انه سيكون من السهل علي - اذا أخذنا بعين الاعتبار الدقة و الموضوعية - أن اشمل جميع الفلسطينين بمقالة واحدة .. ساكون اكثر موضوعية ؛ حتى في الولايات الامريكية لا تستطيع ان تجمع على حالة واحدة - عبر كل الولايات الامريكية - الا اذا أنفقت عليها ملايين الدولارات و اتخذت الاجراءات القانوينة .. اللازمة لذلك .. لذا لا داعي للمبالغة .. شجاعة الفلطسينين و أحلامهم البطولية الخ
و ربما أنتم في الضفة أو في اي مكان في فلسطين تستطيعون أن تشملوا هذه الدراسة ، أو الملاحظات - اذا اردتم أن تسموها كذلك - على حالة الشعب الفلسطيني بالاكمل ، و لكني لن اتحمل ذلك - خارج نطاق مسئوليتي
اذا لاحظت فأنا ذكرت في بداية المقال عن تطبيع السلطة الوطنية الفلسطينية - و شملت ذلك الجزء من مقالتي بملاحظة لا تستطيعون أن تنكرونها .. بل ربما تستطيعون البناء
عليها ) .. ..
5 - حالة عامة
حكيم فارس
(
2012 / 10 / 20 - 07:52
)
عزيزتي الكاتبة الرائعة سونيا ابراهيم المحترمة
جميل جدا ان نرى امرأة غزية مثلك تحمل هذه الافكار الرائعة المنيرة من وسط ظلام غزة
اعتقد ان حالة اضطهاد المرأة والطفل هي حالة عامة في الوطن العربي وان اختلفت حدتها من بلد لاخر ومما لاشك فيه ان غزة تحت حكم الاخونجية هي الاكثر عنفا
واعتقد سبب ذلك هو ذلك الموروث الثقافي السائد بالمجتمع والذي يرسخ العقلية العشائرية من خلال الدين
استمرار التخلف بمجتمعاتنا يستمد عوامل قوته من العشائرية والدين واينما كان هذا العاملان موجودان بقوة يزداد المجتمع تخلفا واينما ضعف تأثيرهما يزداد المجتمع تحضرا
وتقبلي تحياتي
6 - شكرا على تعليقك
سونيا ابراهيم
(
2012 / 10 / 20 - 08:10
)
عزيزي حكيم فارس
فلو كان لك أن تتصور مجتمعا مغلقا و محاصرا مثل غزة ,, سأكون معك صريحة شاركت في المدة الاخيرة باحدي السيمنار التي كانت تتمحور حول مهارات التواصل و كانت الورشة هي رسالة تضامن معنوية اشرف عليها طلاب انجليزيون ، و طلبوا خلال العمل من الطلبة الفلسطينيون - في مدنية غزة - أن يطلقوا حملة ترويجية لجذب العالم الحر لزيارة غزة ، هل تعلم ماذا كانت ردة فعل الطلاب الفلسطينين؟؟ لقد تركوا الصفين الامامين بسرعة ، و هربوا .. لمجرد طرح الفكرة .. الكذبة التي يعيشها الفلسطينيون عن انفسهم أو العرب المتعاطفين معنا : عن بطوليتنا ، بكل بساطة اختفت بعد الحرب على غزة ، السبب هو .القمع ..نحن لا كلمة لنا في غزة .. و أطفالنا لا احلام لهم.. لانه - نحن مثل بقية العرب - لم نفق من الصدمة و مازلنا نرضخ للتأويل الاكثر استسلاما للواقع وهو أننا - ضحية الضحية -
أعتقد أنه في مثل حال الدول التي عاشت حروبا يجب علينا الحذر أكثر من العنف - و هذا لا ينفي أيضا حالة الدول المجاورة - و لكننا بحاجة لبناء الاحلام و الآمال .. بدلا من الانتظار عن بقايا الركام - كما هو الحال في غزة ! !!
7 - متلازمة ستوكهولم ..
كلمة حقل
(
2012 / 11 / 24 - 13:00
)
عزيزتي استغرب من هذا النقد الغير واضح مغزاه من الفلسطينين ابناء بلدي و بلدك .. كنت في الواقع قد قرأت مقالتك و ودت ان اشاركك هذا الرابط الذي يتحدث عن نفس المتلازمةالتي و هذا http://www.youtube.com/watch?v=ruIb-gHwkkU&feature=related:تعرضينها في مقالك
8 - في فلسطين متلازمة ستوكهولم ..
كلمة حق
(
2012 / 11 / 24 - 13:01
)
http://www.youtube.com/watch?v=ruIb-gHwkkU&feature=related
.. فرنسا.. عمل أقل، حياة أفضل؟ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. جنوب لبنان جبهة -إسناد- لغزة : انقسام حاد حول حصرية قرار الح
.. شعلتا أولمبياد باريس والدورة البارالمبية ستنقلان بصندوقين من
.. رغم وجود ملايين الجياع ... مليار وجبة يوميا أُهدرت عام 2022
.. القضاء على حماس واستعادة المحتجزين.. هل تحقق إسرائيل هدفيها