الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المؤتمر التاسع من أجل اتحاد اشتراكي اجل المشروعية التاريخية إلى الشرعية المؤسساتية
رشيد لزرق
2012 / 10 / 23مواضيع وابحاث سياسية
إن اتجاه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية نحو إقرار نظام الاقتراع باللائحة لانتخاب أجهزته التنفيذية، كخطوة لتمكين مختلف التعبيرات والحساسيات من التمثيل داخل تلك الأجهزة، يمكن أن يكون دفعة قوية في طريق تقوية الحزب تنظيميا، لما يؤسس هذا النمط من الانتخاب لمعالجة الاختلاف الذي بات يعاني منه الحزب مما دفع العديدين إما للانسحاب و تأسيس أحزاب أخرى أو إلى مغادرته أو إلى تجميد عضويتهم في أحسن الأحوال. كما يمكن أن يؤسس الإطار الذي على أساسه يمكن أن يتشكل إغراء للحركة الاتحادية من أجل العودة لمكانها الطبيعي ,الأمر الذي من الممكن أن يشكل دفعة قوية في تكريس الرسالة الاتحادية عبر توحيد كل مكوناتها ..
و قبل الانكباب على إبراز خصائص الاقتراع باللائحة نرى من الضروري الإشارة إلى أن نمط الاقتراع هو أسلوب تقني لممارسة العملية الانتخابية، و التي تمكن الشخص المنتخب من ولوج مؤسسة الحزب و هو بذلك نمط الاقتراع- يمكن أن يوظف من أجل تعميق الديمقراطية الحزبية و تعميق الخيار الديمقراطي مما ينتج عنه تقوية التنظيم في إطار تولي مهمته الأساسية في مواجهة جميع القضايا المطروحة عليه. و سنحاول هنا التركيز على أسلوب الاقتراع باللائحة لما نرى فيه من مزايا يمكن أن تخرج الحزب من الوضع الحالي في اتجاه المؤسسة و مواجهة كل مكامن الضعف التي بانت عليها التجربة السابقة.
1- خصائص الاقتراع باللائحة
* يقوم على التمثيل النسبي حسب قاعدة أكبر بقايا.
* يقوم على عدم استعمال طريقة مزج الأصوات والتصويت التفاضلي(أي فوز أي مرشح بالأغلبية البسيطة /50+1) على توزيع المقاعد في دائرة انتخابية حسب النتائج التي تحصل عليها مختلف اللوائح المتنافسة.
* يتم توزيع جميع المقاعد بشكل كامل.
* يُلزِمُ مختلف اللوائح المشاركة أن تضمن عددا من المرشحين يساوي عدد المقاعد المتبارى عليها.
2 - إيجابيات الاقتراع باللائحة
يقلل من السمة الفردية للانتخاب حيث تغيب صورة الفرد ويظهر الحزب، وبغياب السمة الشخصية يبرز البرنامج, مما يجعل الحزب يقوم على أساس التدبير المؤسساتي عوض التدبير الفردي و ينتخب على أساس البرامج مما يعطي دفعة للحزب عبر تمهيد الطرق لبزوغ تيارات بشكل سلس, مما يوفر الإطار المناسب لمعالجة الاختلاف داخل الحزب وداخل مختلف تياراته الفكرية والسياسية، غير ان هذا الطرح يجب أن يتم إنضاجه عبر فتح نقاش عميق بين جميع الاتحادين، للمحافظة على وحدة الحزب.
كما يمكن هذا الأسلوب من تفادي الصفات السلبية التي تظهر في الاقتراع الاسمي مثل رمزية الشخص مما يعوق دون المؤسسة بحيث أن الاتحاد منذ إنشائه كانت شخصية الزعيم تطغى على قراراته مما شكل عائقا أمام تحديد اختصاصات الكاتب الأول، و المتمثلة بالأساس في كونه الممثل الرسمي للحزب والناطق الرسمي باسمه ومنسق أعماله، والمكلف بتدبير التفاوض مع الدولة ومع باقي الفرقاء السياسيين، واقتراح المرشحين باسم الحزب لشغل المناصب الحكومية والمناصب السامية المدنية بعد استشارة المكتب السياسي، كما أنه هو الرئيس المباشر للإدارة الحزبية، ويخول له الحق في التعيين والإقالة والتأديب في الوظائف في الإدارة الحزبية.
بحيث من شأن هذا الأسلوب من الاقتراع إضفاء البعد التعاقدي والذي سيمكن الحزب من المرور من الشرعية التاريخية للكاتب الأول إلى الشرعية التعاقدية,
و أقد أعطى المؤتمر الثامن بوادر ذلك في طريقة انتخاب الكاتب الأول للاتحاد, غير إن هذه الخطوات تستلزم الدفع بها في اتجاه تحوّل مهم يواكب التطورات التي عرفها المغرب و التي باتت تفرض نفسها من خلال التحول من المشروعية التاريخية إلى المشروعية التعاقدية، إو التي تقتضي وضع مساطر ومقاييس مضبوطة لانتخاب أجهزته، تجنبه ما عاشه الحزب من أزمات في ماضيه القريب. و كما قال الكاتب الأول عبد الواحد الراضي: » ...في الماضي لم نختر عبد الرحيم بوعبيد، بل اختاره التاريخ، لكن هل كان لدينا بديل لعبد الرحيم ولليوسفي ولليازغي. التاريخ هو من كان يختار. أما اليوم وغدا فنحن من سيتحمل المسؤولية وليس التاريخ، وذلك من خلال مساطر وضوابط تضمن وحدة الحزب ولا تجعل مناسبة اختيار قيادة الحزب فتنة أو تفرقة، ....حان وقت المنافسة الشريفة والعمل على تفادي الذاتية والنرجسية وتحصين حزبنا بوضع مساطر يتفق عليها الجميع، - [بعد أن أعرب عن يقينه] بأننا سنتمكن من أن نعيش في انسجام تام وأن نعمل ونبني، وأن يدخل الحزب في مرحلة عادية خاصة أن العديد من المناضلين يشعرون أننا نعيش في حالة استثنائية«.
إن الاقتراع بالائحة من شأنه إعادة الاعتبار للإشعاع الحزبي في المناطق النائية عبر تقوية النظام الجهوي للحزب، والتوزيع العادل للموارد المالية بشكل متساوي عوض الاقتصار على الجهات المركز.
هذا النمط من شأنه تبديد مخاوف الأحزاب التي نتقاسم معها نفس القيم من اجل الاندماج في اتحاد اشتراكي كبير معتز بجميع أبنائه و متطلع للمستقبل .
* ولوج المؤسسات التقريرية للحزب و يبدد مخاوفها مما يعطي دفعة لتأسيس حلم حزب اشتراكي كبير.
3- مواجهة سلبيات
برزت فئة تدافع عن نمط الاقتراع الحالي ومتخوفة من سلبيات هذا النوع من أنماط الاقتراع و المتمثلة بالأساس في:
- مخاوف تفتيت الحزب .
- يمكن أن يؤدي إلى عدم استقرار المؤسسات الحزبية.
- بروز تكتلات غير متجانسة تصعّب المهام التقريرية للحزب مما قد يؤدي إلى تضارب في مقرراتها.
و يبقى الرهان في مواجهة هاته السلبيات عبر وضع ضوابط صارمة تحول دون تفتت الحزب وآليات توفر الاستقرار اللازم للمؤسسات التمثيلية من خلال تحديد الفترة اللازمة لاشتغال المؤسسات التنظيمية دون أن تكون مهددة بالإقالة، أما مخاوف تكوين أغلبيات غير منسجمة فيمكن تجاوزها عبر تقوية مؤسسة الكاتب الأول عبر تمكينه من اختصاصات تمكنه من تحقيق الانسجام بشكل يحول دون إمكانية عرقلة مشاريع الحزب.
إن من شأن هذا النمط تقوية سلطة القيادة الحزبية بشكل يمكنها من الفعل و السير ببرنامجها الذي على أساسه تم انتخابها من طرف المؤتمرين بشكل يمكن من محاسبتها على أساس البرنامج الذي تم انتخابها على أساسه.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ا?ريج الحاج ترد على الاتهامات بالا?ساءة للمرا?ة الدرزية ??
.. مقتل 36 عسكريا سوريا و6 من حزب الله في غارات إسرائيلية على ح
.. كتاب -جسدنا، أنفسنا-.. دليل النسوية الأشهر يعود بنسخة مجددة
.. الإجهاد المائي.. أزمة مشتركة في الدول العربية • فرانس 24 / F
.. بلجيكا.. فضيحة الأطفال المسروقين • فرانس 24 / FRANCE 24