الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور المنتدى الاجتماعي في صياغة البدائل

محمد جوابره

2012 / 10 / 29
ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي.


1- هل مازالت أطروحة "عالم أخر ممكن" قائمة ، هل من مفر من اقتصاد السوق بعد ان أضحى حقيقة ملموسة وهل يمكن ان يكون للمنتدى الاجتماعي دور في صياغة البدائل هذه؟
نعم ما زالت وستبقى اطروحة ( عالم اخر ممكن ) قائمة .. ما دامت الحياة واستمر العيش على هذه الارض ... فالحياة هي في كل الاحوال حالة متجددة .. ولأن امكانيات الواقع اكبر من الواقع نفسه فان الانسان قادر دوما على اكتشاف المزيد من التطور والتقدم الذي يمثل قانون الحياة الابدي والمطلق ..
أما من حيث سيادة اقتصاد السوق الذي أضحى حقيقة ملموسة اليوم بعد ان سيط رأس المال على كل مفاصل القرار السياسي والاقتصادي وفرض اجنداته الخاصة دوليا والتي كانت لها نتائج كارثية على كل الشعوب المضهدة والفقيرة من حيث اتساع مظاهر القهر الاجتماعي والسياسي باتساع مظاهر الفقر والاستغلال والحروب وغيرها وحصر الثروات بأيدي قلة قليلة من بني البشر ... فان هذا الواقع لابد وان ينتج عنه حالة متجددة من الصراع على مستوى المجتمعات وصراعاتها الداخلية وعلى المستوى الدولي ... هذا هو قانون الحياة الذي لن يكون لها مستقبل دون وجوده ...
وقد تحالفت كل قوى الظلم والقهر دفاعا عن مصالحها في محاولة منها لابقاء سيطرتها على الكون والاستحواذ على خيراته الامر الذي يستعي موضوعيا تحالفات جديدة لكافة المتضررين من شأنها ان تواجه مشاكلها وتجد لنفسها مكانا في هذا العالم تدافع فيه عن مصالحها وحقها في حياة حرة وعادلة .

2- ماذا يعني انعقاد المنتدى في بلد عربي ؟ هل هو اختيار موفق، وهل علينا كباحثين عن بدائل ان نستعد له؟
تمثل المنطقة العربية واحدة من اهم المناطق التي يدور فيها الصراع على الثروات .. في وقت تعيش فيه شعوبها كل مظاهر الاضطهاد القومي والطبقي .. وهي الاحوج من غيرها الى المساهمة في النضال العالمي من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية ... وانعقاد المنتدي فيها يمثل ضرورة وخطوة متقدمة من ال توحيد الجهد المناضل ضد كل مظاهر الاضطهاد والاستغلال والتخلف .. والاستعداد لمثل هكذا حدث يحتاج الى جهود حثيثة حتى لا يتحول الى حالة احتفالية ..بل حالة كفاحية من شأنها ان تؤسس لمرحلة جديدة من توحيد برنامج القوى على مستوى المنطقة وتحالفها العالمي في مواجهة الحلف الامبريالي الاستعماري الرجعي .
3- هل يمكن لليسار في البلدان العربية بمختلف أطيافه ان يتجمع في صيغ حركات اجتماعية تشترك بنضالها من اجل العدالة والخبز والكرامة؟ وهل من فرصة لتشكيل -منتدى اجتماعي- في المنطقة العربية يكون عابر للحدود ويضم المكونات ذات الاتجاهات المختلفة؟
بعد كل ما تعرضت المنطقة العربية من محن وتجارب ثورية .. وخاصة على صعيد قوى اليسار التي ساهمت ودفعت غاليا ثمن مواقفها ودورها الكفاحي في مواجهة قوى التخلف والرجعية المتحالفة مع الاستعمار والامبريالية .. والنتائج المخيبة للآمال التي تمخضت عن ادائها .. فقد بات موضوع توحيد الخطاب الثوري اليساري مسألة ملحة وضرورية اولا والبحث عن اليات عمل من شأنها ان تشق طريقا جديدا في مجرى التغيير بعيدا عن الذيلية لهذه القوى او تلك وبعيدا عن التمترس خلف نظريات ومواقف ليس لها في الواقع العملي أي فعل ملموس .. لقد بات مطلوبا ان يشعر كل مواطن عربي بأن اليسار يمثل مستقبله .

4- في ظل تسيد الإسلام السياسي الموقف في المنطقة، هل للعدالة الاجتماعية أي مستقبل؟، وهل الإسلام السياسي مؤهل لتبني العدالة الاجتماعية كقضية ومعتقد؟ وهل على المنتدى والحركات الاجتماعية ان تنفتح على قوى الإسلام السياسي كونه الآن حقيقة ، ام إنها يجب ان تواجهه ولماذا؟ وكذلك دور المرأة وحقوقها كونها المستهدف الأول لديهم؟
يعتبر الاسلام واحدا من اهم المكونات الفكرية التي لها تأثير كبير جدا على الفعل وخلق الحدث في المنطقة العربية وبالتالي فاننا مطالبون دوما على التعاطي مع هذا الموضوع بعلمية وواقعية بعيدا عن روحية الاقصاء والاستفزاز .. واستيعاب هذا المعطى بما يساهم في عملية التغيير وخدمة الحركة الثورية .. اخذين بعين الاعتبار ان الدين بكل الوانه لا يحمل في طياته تغييرا حقيقيا للواقع وغالبا ما يستفاد منه من قبل قوى الظلام والطغيان لصالح اعاقة العمل الثوري ... فالمطلوب تغيير الواقع وليس تجميله .
5- ما هو حجم الدور الذي يمكن ان تلعبه الحركات الاجتماعية في المنطقة العربية اليوم؟ خصوصا الجديدة منها والتي تستخدم التقنيات الحديثة، وشبكات التواصل للتعبير والتي ترفض الانخراط في الأحزاب وترفض صيغ الجمعيات غير الحكومية، على سبيل المثال حركات العاطلين عن العمل وتجمعات الشباب و المهمشين ومجاميع الفيسبووك والتويتر.
لعبث الحركات الاجتماعية دورا هاما في حالة التغيير التي تشهدا المنطقة العربية .. ولكنها غير كافية لوحدها ما دامت لا تحمل بعدا سياسيا بمعنى ارتباطها بمطلب التغيير الشامل .. وليس النضال من اجل قضايا محددة في هذا الجانب او ذاك .. ولهذا السبب فهي تعمل كثيرا ولكنها لا تثمر او تجني كثيرا ...
ويجب الاستفادة من كل التقنيات الحديثة وشبكات التواصل وغيرها من الادوات للمزيد من الحوار والتواصل فكما كانت الجريدة منظم جماعي فيمكن للأدوات الحديثة ان تمثل هذا الدور وتؤثر في خلق رؤى عامة موحدة وعلى كل ثوري وعني بالتغيير ان يمتلك هذه التقنيات حتى يكون مؤثرا فيها بدلا ان مجرد مستمع ومبهور بها .. وان الموقف من الانخراط في الاحزاب السياسية هو موقف له اسبابه علينا دراستها التي قد تكون في بنية الاحزاب او ادوات فعلها او اليات التفكير السائدة فيها .. وهي في كل الحالات اشكالية يجب ان تواجهها لا ان تهرب منها .. وان حركات العاطلين عن العمل وتجمعات الشباب
والمهمشين ومجاميع الفيسبووك والتويتر تمثل قطاعات واسعة فان لم نهتم بها ونعمل على تأطيرها فأين سيتم العمل.

6- كيف تقيم دور منظمات المجتمع المدني في التصدي لهموم الناس ومشاكلهم اليومية والدفاع عن حقوقهم؟
منظمات المجتمع المدني ليست ظاهرة حديثة بل هي قديمة قدم المجتمع البشري.. ولكن الملفت للانتباه ان هذه الظاهرة انتشرت في الفترة التي لحقت انهيار المنظومة الاشتراكية بمسميات جديدة وكأنها البديل للاحزاب السياسية .. ولكن الواقع يبرهن ان هناك فرقا كبيرا بين العمل على تحسين صورة المجتمع عبر النضالات المدنية وبين مطلب تغير المجتمع برمته اقتصاديا وسياسيا حتى تتحق الحرية والعدالة... لذلك لا يجب ان ننظر الى نضالات المجتمع المدني في تعارض مع النضال السياسي الذي تقوده الاحزاب السياسية بل مكملان لبعضهما البعض .. فالتعارض تستفيد منه القوى الناهضة للتغيير والتكامل تستفيد منه قوى التغيير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر