الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عروض مغرية للزعماء العرب

حميد الموسوي

2012 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



إحدى الشركات البريطانية للاتصالات، والتي تغطي بعض انشطتها دولة السودان خصصت جائزة نقدية على غرار جائزة نوبل- مقدارها خمسة ملايين دولار نقدا وعدا تقدم كهدية تكريمية تقديرية لكل رئيس دولة افريقية يتخلى عن الرئاسة طواعية ويسلم المنصب لرئيس منتخب كفوء -بطريقة سلمية وبروح رياضية.
طبعا الجائزة لا تشمل حالات: الوفاة والعاهات والانقلابات و"الجر من الياخات" والخروج "بالدفعات". وقد لقيت هذه المبادرة ترحيبا كبيرا من الاوساط العالمية واستقبلت بشكر وامتنان منقطع النظير من لدن منظمات انسانية ومؤسسات مجتمع مدني ورؤساء الحكومات "الدستورية" طبعا. ومع ان الجميع لا تشملهم الجائزة ولا تخصهم من قريب او بعيد لكنهم رأوا فيها مبادرة "انقاذ" جديرة بالتقدير والاعجب كونها ستسهم بشكل لافت في التنفيس " المؤقت" عن شعوب افريقية كثيرة حين ترفع عنهم كوابيس جاثمة على صدورهم لا تزول الا بموت احد الطرفين، حيث ان الفترة ما بين استلام الجائزة والتسليم لكابوس جديد ستوفر فرصة لالتقاط الانفاس واعادة ترتيب "الصدور" للكابوس القادم. كما انها ستحقن سيولا من الدماء التي تهرقها الانقلابات العسكرية لعشاق الكراسي "سن الفيل" وما يتمخض عنها من مذابح الصراع على السلطة -ولو لفترة وجيزة- لا شك انها فرصة ذهبية سانحة امام بعض الرؤساء للحصول على رأسمال من "حلال طيب" يكفيهم واحفادهم وحاشيتهم "وبوديكارديتهم" حتى قيام الساعة وهو افضل بكثير وابرك من السحت الحرام المغموس بدماء شعوبهم المكرودة المنكودة، البائسة. تبقى مسألة الالية او الصيغة التي سيتم وفقها تقديم تلك الجائزة الامل دون تعريض الرئيس -المتكرم المتفضل بترك وتوديع الكرسي الممغنط والذي "تبرشم" عليه منذ عقود والفه - بحيث تجنبه الشعور بالحرج.
وهذا الفرج الذي اتاها من حيث لا تحتسب. وستضرع الى الله ليلا ونهارا عله يهدي الميسورين الخيرين لطرح مثل هذه المبادرة العظيمة لتشمل بعض الرؤساء الاسيويين المخضرمين. ولو ان الامر سيتطلب مضاعفة مبلغ الجائزة، ما يستدعي تعاون العديد من الشركات العملاقة طبعا الخيرة لتوفير مثل هذا المبلغ الضخم وذلك لأن بعض الرؤساء في اسيا لن يقنعوا بمثل هذا المبلغ الزهيد -خمسة ملايين دولار- فهو لايكفي لسد نفقات سفرة استجمام واحدة، ولا يغطي مصاريف عشاء عمل او عقد صفقة. انه مجرد مصرف جيب يومي لأحد الاولاد اقصد الامراء!.
وليتطلب الامر ما يتطلب.. ولتتضاعف الجائزة كمتوالية عددية او هندسية او انشطارية فالشعوب مستعدة للتنازل عن رواتبها التقاعدية، ومواد الاغاثة الانسانية واعانات الرعاية الاجتماعية، والهبات التعففية، والدفوعات الموسمية، وحقوق الزكاة الشرعية. كل ذلك تبرعا ودعما لمشروع: تكريم الرؤساء الطيبين.
بعض مخاوف متبني هذا المشروع تتمثل في الخشية من ازدياد عدد الرؤساء المتقاعدين سلميا خلال فترة وجيزة!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح