الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن نكون وقوداً لمن يريد حرق سوريا

أكرم شلغين

2012 / 11 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كنا جميعاً ننتظر اللحظة التي يهب فيها شعبنا في سوريا ضد النظام الجائر الذي يحكم في بلدنا ويجثم على صدورنا منذ قرابة نصف قرن، فكنا نكتب ونعبئ ونترقب وقد دفعنا الكثير بسبب ذلك...وعندما بدأ الحراك قلنا هذه هي اللحظة التي انتظرناها منذ زمن طويل وهللنا وفرحنا وشجعنا وانتظمنا لدعم الحراك ودوننا جرائم النظام الدموي...كانت هتافات الشارع عن الحرية هي صوتنا وصدانا وهتافها "واحد واحد واحد..الشعب السوري واحد" هي موسيقا لآذاننا.... بعد بضعة أسابيع، دخلت على الخط مجموعات وأفراد كانت، ومنذ سنوات، تسعى عن طريق وساطات متعددة، ليست التركية إلا واحدة منها، لمصالحة مع النظام السوري وعودة ميمونة إلى ساحاته ـ وربما عباءته، لم تفاجئنا تلك المجموعات بخطابها الذي لاينسجم مع تطلعات غالبية شعبنا ولم تفاجئنا بأنها تريد القفز على الحراك وقرصنته وهذه تجربة الشعب السوري مع معهم ...وبدأت تهيمن على القرار بتواطؤ بعض الاسماء في المعارضة ورغبة عالمية وإقليمية بتشتيت جهودنا وحرف الحراك عن هدفه الرئيسي...وهكذا تمتع هؤلاء بالدعم المادي (والذي رموا ببعض من فتاته لمن كان مساعداً في تبويئهم هذا المكان بغير حق وبمعرفة عواقب ذلك) وحازوا على السلاح، فبدأ الحراك يأخذ مساراً آخراً على الأرض وتغييراً واضحاً في الخطاب السياسي ...وهكذا أصبح شعبنا مضغوطاً ومقموعاً في رغبته بالحياة بحرية وكرامة بين قطبين فاعلين يمتلكان المال والسلاح، النظام السوري ومن يدعمه من جهة والداخلين على الحراك مدعومين ممن لايريد إلا الجهل والتخلف والاقتتال لشعبنا ولمنطقتنا من جهة أخرى، ودخل على الخط بعض عملاء النظام نفسهم وبأشكال متعددة، وقد ساعدتهم أفراد في المعارضة بآفاقها الضيقة وجهلها بمعرفة بنية وتركيب وآليات عمل النظام الذي تدعي معارضته...كثيراً من المثقفين أدركوا أن اللعبة أصبحت كبيرة وقضيتنا غدت غاية في التعقيد وبلغت معه حداً باتوا يشعرون فيه أن المسألة لم تعد فقط مسألة تحرر الشعب من نظام ديكتاتوري ودموي بل أصبحت أيضاً ـ وبتشديد كلمة أيضاً ـ مسألة سوريا بأكملها وضياعها....منهم من بدأ يتكلم ضد التدخل الخارجي الذي لن يجلب، كما هو واضح وكما يعلمنا التاريخ ـ القريب والبعيد، إلاّ المصائب لبلدنا...ولكن للأسف بدا للآخرين كمن كان يمشي على حبل رفيع ومال بالاتجاه الغلط ـ من وجهة نظرهم ـ فتم تصنيفه بالعمل مع النظام وهذا يشمل عدداً كبيراً من المثقفين الذي قضوا قرابة عقدين في السجون...! وكذلك من المثقفين من صمت خشية ن يكون كلامه يصب في خدمة من لايريد الخير ولا يهمه إن كان الشعب السورية يتمتع بالحرية والديمقراطية أم لا... وهؤلاء لم ينجوا أيضاً من الصاق التهم بهم واعتبارهم متخاذلين أو خائفين أو تاركين الساحة لغيرهم حتى من أصدقائهم العلمانيين أو..أو...إلخ. وما لم يسأله أحد من متهميهم قط هو: أويكون دعم الثورة بالسير وراء من يضع عصابة سوداء على جبهته وعليها من الكتابات ما يدل عن سلفيته ووهابيته وقاعديته ويقدم نفسه أنا المجاهد فلان!؟ أوندعم من جاء معتبراً أن الجهاد في سوريا هو المعبر إلى حور العين!؟ أوندعم من ترك مكانه في بلدان الخليج وشمال إفريقيا وجاء ليجاهد في بلدنا بترحيب ودعم من جميع أعداء بلادنا!؟ يقول قائل موافقون على كل ما يقال بالمطلق ولكن كيف نتصرف الآن؟ فالصمت لا يفيد، والوقوف ضد استمرارية العمل المسلح يعني الوقوف بمصاف نظام الأسد، ولهذا ما علينا إلا دعم "الثورة" كي ننتصر على نظام الأسد ومن ثم نصفي حساباتنا ونقول للمجاهدين العرب وغير العرب شكراً لجهودكم والآن نريد منكم تركنا لشأننا لنبني بلدنا بالطريقة التي نريد...لمن يقول ذلك نوضح أكثر من نقطة. في نهاية الصراع المسلح، والذي وافقتم عليه لم تستمعوا لآرائنا التي كانت ضد التسلح منذ البداية لما في ذلك من خدمة للنظام ومن تدمير للبد، لن يكون هناك رابح فالجميع خاسر والخاسر الأكبر هو البلد؛ نقول أيضاً ذهبتم في طريق قلنا لكم منذ البداية أنه الطريق الخطأ ولكنكم مضيتم إليه وعندما أدركتم خطأكم تريدوننا أن نمشي معكم بعد في الخطأ !؟ وفي نهاية الصراع وعند الحسم لن يكون لكم قولاً يا من تنتقدوننا الآن لأن الرأي الأول والأخير هو لمن يحمل السلاح وأصبحت كلمته وديمقراطيته هي الطلقة التي يهدد بها منذ الآن، ومن اختلف مع جاره على دقة حدود أرضه واتهمه بالتلاعب بحدود أرضه ومن ثم اقتاده إلى حافة الطريق وأطلق عليه الرصاص ليتطاير دماغه خارج الرأس وهو يصرخ جاز القتل على العوايني ويكرر الله أكبر لن يكون جاهزاً لينصت إلى كلمة بل ليعطي أوامر وليقنع بنقاشه كل من حوله بقوة بندقيته. ببساطة الحراك انحرف بدرجة كبيرة ومنذ زمن ليس بالقصير عن مساره الصحيح ولم يعد هناك من مصلحة لنا بالمضي في طريق نراه مدمراً وهداما؛ لن ندعم من يسير بشكل هدّام حتى لو تقاطعنا وتشاركنا معه في كرهنا وعداوتنا لنظام الأسد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا