الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
من سيبني العراق
سعدون عبدالامير جابر
2012 / 11 / 4مواضيع وابحاث سياسية
ديمقراطية حقيقية تتوزع بها المسؤولية على السلطات ؟؟؟
أم دكتاتورية مسؤولة تؤسس لقواعد الانتاج ؟؟؟
وفي كلا الحالتين فان مشروع بناء الدولة يتطلب عدة عمليات ,عملية سياسية وعملية اقتصادية وعملية أمنية وعملية إعلامية وعمليات أخرى كثيرة تربوية و علمية و اجتماعية و ثقافية و زراعية وصناعية و ديمقراطية الخ .. , ففي الدكتاتورية , العملية السياسية هي التي تقود كل هذه العمليات , وبرؤية أحادية يمليها رجل واحد أو حزب واحد وتتفرد القيادة السياسية بالضوء دون سائر القيادات , وفي الديمقراطية تشتغل بشكل مستقل كل هذه العمليات , وتعكس العملية السياسية حجم الانتاج في الدولة , فالدولة شأنها شأن سائر بلاد الله تتشكل من شعب وحقول ومصانع , ومدارس وجامعات وشوارع , ومدن ومؤسسات تصارع الزمن فتنمو وتتصاعد وينعكس كل ذلك رفاهية وخدمات واستثمار أمثل للموارد والطاقات , والحال اننا ازاء حالة لاتشبه كل الحالات , فبعد ان أصبح العراق مجرد خربة بعد ثمانين عاما من محاولات بناء الدولة , فليس لدينا الا عملية واحدة , هي العملية السياسية , ونفتقد لجميع العمليات الاخرى المطلوبة لبناء الدولة , فنحن نسير بقدم واحدة , بعملية سياسية عرجاء لا تتكئ الا على طرق تفكير تقليدية واجترارات حزبية وفئوية عجزت عن تقديم أدنى منجز اخلاقي بعد عقدٍ من السنوات , ناهيك عن عجزها الاكيد في تقديم منجز آخر , إن ما نواجهه حقا هو فقدان الإرادة الوطنية اللّازمة لحماية المصالح العليا للبلاد التي ستكون أساساً للبناء والتي لم يعد بالامكان المسك بها من أي جهة أو واجهة لأننا أمام تيه حقيقي فما كان يمكن ان نسميه قوى سياسية قائدة للمجتمع تكشفت عن زيف حقيقي ومتبنيات لاتستقيم وبناء الاوطان , وبحكم طبيعة الاوضاع السائدة في المنطقة والعالم تحولت هذه القوى الى مجرد قوى نفوذ بعد ان توفرت لها عوامل المال والسلطة والاعلام , فتحجرت وانغلقت على بعضها في تداول مقدرات البلاد , ولم تعد تحاكي أسس إنطلاقها . ولما يشكله العراق من محور في إدارة الصراع فهو يتعرض لمخاطر الانزلاق الى منطقة اللا إستقرار الدائم والذي سيجره للتشرذم وانفلات مكوناته الاساسية لتتحقق مخططات اخرى بديلة يتشكل منها وجه المنطقة الجديد , وفي ظل ماتشهده المنطقة من شدٍ طائفي ومحركات دفع أخرى تسوق الأحداث باتجاه ما كطيع الأغنام , لابد من استعادة العراق لدوره الاساسي كضابط لحركة التاريخ والاحداث في المنطقة , بما ينسجم ووزنه الحضاري والاقتصادي والسياسي , ومن هنا فنحن أمام منعطف خطير , وتتعاظم خطورته كلما إقتربنا من معطيات تغييرالمسار , كون المرحلة تشوبها التشوهات البنيوية التي أولدها مايسمى بالتغيير أو إسقاط النظام الذي لم يكن خاضعا للسياقات المألوفة في حركة التاريخ , فلا هو الانقلاب أو الثورة بأي شكل من أشكالها ولاهو الغزو والاحتلال بموجبات وجوده من أستعمار للبلاد , حيث عادت البلاد في تيه تناحر المكونات , ومذهب تناهب الثروات , وتجاذبات القوى الطائفية والقبلية والقومية فيها , أو هكذا أُريد لها أن تعود , والحقيقة ان الحل يستعصي على الأمة يوما بعد أخر , كونه يوجب ولادة وعي جديد ومفاهيم ترقى لمحاكاة حركة الاحداث , وان الوعي الجديد لابد ان تولده حالتان , فأما مخاضات طويلة وعسيرة تتحمل الامة خلالها ويلات الانتظار, وإما الصدمة التي تتكفل بوعي جديد عبر انبثاق جبهة عريضة وتيار جارف للعملية السياسية القائمة وتغيير المسار سلميا على اساس ثوري يعيد للامة وعيها في البناء .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف
.. القيادة الوسطى تعلن تدمير 4 طائرات مسيرة للحوثيين كانت تستهد
.. ميليشيات إيران في سوريا.. قصة عقد وأكثر | #الظهيرة
.. السلطات الأردنية تؤكد أن التضامن مع غزة عبر مسيرات شعبية لا
.. السلطات الأوكرانية: ثلاث محطات طاقة أوكرانية استُهدفت بقصف ر