الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سوريا إلى أين؟
منير شحود
2005 / 3 / 9اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
سيل من التحليلات والأفكار والتعليقات بعد اغتيال رفيق الحريري الذي ذاع صيته قبل اغتياله, وخاصة بعده. وقد اتجهت الاتهامات فور ذلك إلى السوريين (السلطة السورية أو بعضها) قبل بدء التحقيقات, واندلعت الثورة البرتقالية العتيدة موجهة الدرس الديمقراطي الأول نوعيا في المحيط العربي الراكد, وأطلقت الشعارات, وعلى رأسها الانسحاب السوري من لبنان. فهل كان ذلك مجرد مؤامرة, أم صدفة, أم انفجار لمكبوتات طال انتظار تحريرها وإطلاقها؟.
إن الكشف عن ملابسات اغتيال الحريري ومن يقف وراءه سيكون التمني المنتظر لأجل معاقبة الجاني, كائنا من كان. ولكن ذلك لا يمنع من طرح الكثير من الأسئلة وتوجيهها إلى السلطة السورية قبل غيرها, علها تصارحنا بالقسط الذي تتحمله عما جرى في لبنان.
فلماذا انعكس الوجود السوري في لبنان, جيشا ومخابرات, أزمات في العلاقة بين الشعبين, وكان التعبير عنها بهذا الشكل السافر بعد اغتيال الحريري, ولماذا سمح لهذه الأخطاء أن تتفاقم إلى هذا الحد, إن كانت مجرد أخطاء؟
ولماذا اخترتم هذا النمط من علاقات المصلحة بين معظم أطراف السلطتين السورية واللبنانية, وغلفتموه بشعارات لا تتطابق مع الأفعال الممارسة على الأرض, ولماذا لم تحاسبوا أبوات الفساد الذين عاثوا في الوطن فسادا, لا بل أنهم تمكَّنوا في لبنان, كما في سوريا؟
ولماذا تبررون كل ما تفعلونه في لبنان وسوريا بكونه منسجما مع مقتضيات الصراع في المنطقة ومواجهة المخططات الإسرائيلية وغيرها؟ وهل يعتقد عاقل في هذا العالم أننا بهذه الأساليب والممارسات يمكننا الانتصار في أية معركة, اللهم إلا شيئا مما يشبه الانتصار, والذي سيرتد سريعا إلى متتالية من الهزائم؟
وما الذي يمكن أن تبرِّروا به استمرار مئات العمال السوريين في العمل بأكثر الأعمال خشونة وصعوبة في لبنان, وكنت أحدهم ذات يوم, والذين استمروا لأجيال في العمل هناك, بدافع الحاجة المتبادلة, دون أن تصل الأمور بينهم وبين اللبنانيين إلى الحد الذي يحمِّلهم البعض مسؤولية ما يقوم به بعض رجال سلطتكم المتنفِّذين هناك؟ ولماذا لم تؤمنوا لهؤلاء فرص العمل الكريمة في سوريا؟ أليست كرامتهم من كرامة الوطن؟.
وكيف لا تتحملون مسؤولية أن يضع السوريون ملياراتهم بالعملة الصعبة في لبنان والعالم, بينما يشكو معظم الشعب السوري الفاقة والحاجة, ويرسل شبابه وكفاءاته للعمل في أي مكان, ومنهم مئات الآلاف إلى لبنان, حيث يلتقون هناك مع رساميلهم المهربة والمغرَّبة؟.
ولماذا وضعتم "مزارع شبعا" في دائرة الطباشير, ولم تنسحبوا من لبنان منذ خروج المحتل الإسرائيلي, وتتركوا لشعبه أن يقرر إقامة علاقات المنفعة المتبادلة مع الشعب السوري, مثل أي جارين؟ ولماذا انتظرتم كل هذا الضغط العالمي والعربي واللبناني لتقرِّروا الانسحاب؟.
وأخيرا, وليس آخرا, لماذا الشعب السوري – نحن- الغائب, أو المغيب الوحيد عن مسرح الأحداث كلها, ألا يستحق التعاون معه ومكاشفته, أم أنكم تريدون مواجهة العالم بهذا الواقع الراكد المتخلف الذي تحافظون عليه, وتتأمن من خلاله مصالح القلة على حساب الشعب كله؟.
وعند السؤال الأخير سأتوقف لأقول لكم كفى! إننا نستحق أن نعيش بحرية ككل شعوب الأرض, ويكون لنا حضورنا على مسرح الأحداث, وننتخب من يمثلنا دون وصاية من الحزب الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه من ضعف وفاقة. ونستحق أن نعبر عن مصالحنا المختلفة والمتكاملة بالطرق السلمية الديمقراطية والحضارية, ويكون لنا نقاباتنا غير المسيسة, والشعور بالعزة والكرامة, والتوق إلى الحرية بلا خوف. ونحن نريد أن يكون التغيير بأيدينا, قبل أن يفرض علينا بالشكل الذي يريده الآخرون. ولعلنا, إن بالغنا في الانتظار, سنختنق بتسونامي التغيير المتسارع من حولنا. فالتغيير لابد منه, والتعاون مع العالم أمر لا مفر منه.
ولا يمكن أن نبقى ضحايا غريزة التسلط التي يمارسها البعض بلا حسيب أو رقيب, لنبقى مكبلين بالخوف, مُفقَرين كمنتجين وأكفاء, غير قادرين أن نقول لا لظالم, أو فاسد, أو حارس للركود العفن من حولنا. وقد سئمنا من ضجيج شعاراتكم الخلَّبية أيما سأم, ومازلتم تتهمون أصحاب الرأي الآخر وتحكمون عليهم كمناهضين لأهداف ثورية لم يتحقق منها شيء.
لا أعرف ما الذي دعاني أن أتوجه بهذا الأسلوب إلى من لم يعتد سماع صوت غير صوته, وربما هو قولٌ يبتغي راحة الضمير, قبل هبوب العاصفة!.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. البيت الأبيض: نعتقد أن الخطة التي تنوي إسرائيل تنفيذها في رف
.. سقوط 8 قتلى بصفوف حزب الله وحركة أمل جراء غارتين إسرائيليتين
.. تطوير نحل روبوتي يزيد من نسل النحل ويمنع انقراضه • فرانس 24
.. الإعلام الإسرائيلي: الجيش يستعد لإجلاء المدنيين من رفح تمهيد
.. غواص مخضرم يكشف مخاطر البحث بمنطقة انهيار جسر بالتيمور وسبب