الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخديعة الكبرى

سالم الصادق

2012 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية




لم يخدع شعب بهذا القدر وعلى مدى عقود كالشعب السوري.
فمنذ اغتصاب حافظ المقبور السلطة في سوريا بالغدر برفاق السلاح وأخوة العقيدة الذين تحول من بقي منهم إلى سوق الثورجية ، وصعد بعضهم إلى سفينة القرصان سارق سوريا الحديثة وهادمها تحت شعارات أُعد لها بزخم إعلامي كبير وتضليل متعمد وإرهاب شامل .
الكذبة الكبرى التي ضُلل بها الشعب السوري وجزء كبير من الشعب العربي والفلسطيني (المقاومة ) والممانعة ، وما تم رفعه من شعارات وأهداف قومجية ساهمت في غسل أدمغة أجيال من أبناء هذا الشعب الضحية .
من عاصر التاريخ الأسود في مرحلة التصحيح الثوري التي ادعاها زنيم البعث العربي الاشتراكي يعي أو يتذكر بعض المحطات التي يجب الوقوف عندها لربط مجريات الأحداث التي تكشف عن الهدف الخفي لاغتصاب سوريا من قبل الأب الروحي للشبيحة . ربما البعض يلم ببعض أطراف الخيوط التاريخية لأصل ونسب باني الدولة الأسدية والبعض الآخر يسمع أو يعرف نتفاً من هنا وهناك ، والذي يعرف أكثر لا يجرؤ على البوح بأية كلمة تتعلق بأصول عائلة الوحش الذي صار أسداً على شعبه . راجع كتاب ( سوريا مزرعة الأسد) للكاتب د.عبدالله الدهامشة . ولمزيد من إلقاء الضوء على السيرة المشرفة للبطل المقبور الخالد في جهنم ومزبلة التاريخ ، يمكن الاطلاع على كتاب ( سقوط الجولان ) للكاتب ( الضابط) خليل مصطفى الذي دفع أكثر من ربع قرن من حياته ثمناً لهذا الكتاب.
محطات في تاريخ المقاومة تلقي الضوء ولو سريعاً على المخطط القذر الذي نفذه المتآمر الكبير على قضيتي فلسطين والجولان .
بعد حرب ٦٧ ظهرت فكرة المقاومة المسلحة رداً على الانكسار العربي الذي كان الأسد شريكاً فيه . ونشطت حركة المقاومة وتعددت فصائلها وعملياتها في الضفة وجنوب لبنان وقطاع غزة حتى باتت تشكل خطراً على وجود الكيان الصهيوني ، فبدأت حركة هجرة معاكسة بين اليهود من فلسطين المحتلة إلى البلدان مصدرة المهاجرين الجدد ، فعادت أعداد كبيرة منهم إلى بلدان أوربا وأمريكا خاصة ، وصار خطر المقاومة المسلحة كبيراً إلى درجة صارت تخشى فيها الولايات المتحدة لا على الكيان الصهيوني فحسب بل على بعض الأنطمة صنيعة التقسيم الاستعماري في فترات الانتداب والاستعمار الغربي، فكان لا بد من إزالة هذا الخطر أو إبعاده عن الحدود الدولة العبرية .
وكان ما أرادوا ونجحوا في جر الفصائل الفلسطينية إلى حرب تفضي إلى حل بإبعاد البندقية الفلسطينية عن حدود ( إسرائيل ) فوقع ما يسمى بأيلول الأسود .
أرسلت الحكومة السورية آنذاك برئاسة الأتاسي قوات مدرعة لمساندة الفلسطينيين واشتبكت مع القوات الأردنية ، وانتهت بسقوط ضحايا من كل الأطراف وبإنذار وتدخل صريح من الطيران الإسرائيلي وتهديد أمريكي شديد اللهجة للحكومة في سوريا. انتهت الأحداث إلى خروج الفلسطينيين إلى منطقة أقل خطراً على قلب إسرائيل وأبعد عن العاصمة (الحلم) القدس. . والجميع يذكر معركة الكرامة وتل الفخار . ماالحل إذاً وهناك نظام حكم في سوريا ما يزال يفتح أراضيه وحدوده ويقدم كل أشكال الدعم للبندقية الفلسطينية ؟ ما يزيد من قلق الولايات المتحدة وإسرائيل أن الحكم في سوريا وحزبه فرض على منتسبي البعث آنذاك للاستمرار في الانتساب والارتقاء إلى العضوية العاملة فما فوق الانخراط في دورات العمل الفدائي بل القيام بعملية ما في هضبة الجولان وقد شارك في ذلك شخصيات قيادية سورية معروفة ، وقد قدم منتسبو الحزب شهداء وقتذاك منهم : يوسف الأزروني وعلي الحسين وغيرهم .
العمل إذاً يجب أن يهدف إلى إزالة هذا الحكم أو استبدال رموزه صاحبة القرار ، فكان لا بد من ( تصحيح المسار) وكان البديل جاهزاً حافظ الوحش وحركته التصحيحية ، ( مجازرأيلول سبتمبر الأسود ١٩٧٠ والاستيلاء على السلطة تشرين الثاني نوفمبر ١٩٧٠ أي بعد شهرين ) . وهنا بدأت فصول المؤامرة وباتت خطراً على المقاومة بكل أطيافها . زج المقبور برفاق حزبه في السجون وشتتهم بالمنافي ، وألغى القرار الحزبي السابق ، وتم التغلغل في جسد المقاومة وشقها ، فكانت فتح الانتفاضة ، وتقسيم بعض منظمات المقاومة والسيطرة على بعضها وشراء بعضها الآخر ، وإنشاء منظمات موالية قلباً وقالباً للممول المستبد نظام الديكتاتور القومجي ، ومحاربة من لم يخضع للإرادة المتسلطة التي بدأت تنفذ دورها المضطلعة به تجاه الفلسطينيين ، فأغلق معسكرات ومقرات الحركات المسلحة، وطرد واعتقل ونكل بالمقاومين ( الذين حمل زوراً راية الدفاع عنهم ) ، فكانت القضية الفلسطينية برمتها مشروعاً رابحاً لكسب الضمان والدعم الأمريكي والصهيوني لسلطة الملك الأسد إلى الأبد ، وورقة مساومة لخصوم الجوار ، وذراعاً جديداً للبطش بالخصوم الداخليين من المقاومين من الفلسطينيين غير المدجنين . ودليل ذلك اتفاقية السلام غير المعلنة على الجبهة السورية طيلة أربعين عاماً.
زال الخطر من الجبهة الأردنية وهدأت جبهة الجولان المباع، واشتعلت الجبهة في لبنان الذي صار يشكل خطراً على شمال الكيان الغاصب وتبديداً لحلم الوصول إلى الليطاني بعد التربع على قمم جبل الشيخ الاستراتيجي وسفوحه المطلة على كل الجهات الخطرة . كان الوجود المسلح في لبنان القوة الكبرى والوضع الأخطر في مواجهة إسرائيل بعد حرب ٧٣ التحريكية والتي كسبتها إسرائيل بالاتفاق الضمني على تثبيت كفي الميزان على الأرض وقيام المفاوضات التمثيلية( الكيلو ١٠١) لإخراج مسرحية السلام المفضوحة . من غير أن تغفل عين المراقب الأمريكي والعسكري الإسرائيلي الذي بات يستشعر خطراً من تعاظم القوة الفلسطينية في لبنان ، ولا أظن أحداً ينسى بطولات الفلسطينيين في الجنوب ومعارك قلعة شقيف المشرفة ، فلا بد إذاً من إزاحة السلاح الفلسطيني وإبعاد فوهته عن رأس الكيان المغتصب المتطلع نحو الشمال الهش.
وهنا يبدأ فصل آخر من فصول المؤامرة التي سيقوم القائد الضرورة بتنفيذها بعد نجاح عملية جر الفلسطينيين في حرب مع الميليشيات اللبنانية وهو ما يسمى الحرب الأهلية التي ارتكبت فيها مجازر شارك فيها أطراف داخلية وخارجية ، ولعل أشهرها بحق المخيمات الفلسطينية ( مجزرة صبرا وشاتيلا) التي ارتكبها الصهاينة بقيادة شارون ومجزرة ( تل الزعتر) التي نفذها جيش العروبة العقائدي السوري بقيادة حامي حمى المقاومة الذي قضى على الحركة الوطنية اللبنانية واليسار اللبناني وقام باغتيال رموزها الوطنية مقابل ضمان البقاء ثم التوريث للأبد .
هذا استعراض سريع وليس شاملاً أو مفصلاً للدور الذي اضطلع به قائد الأمة الضرورة ، ولم تنتهِ فصوله إلى اليوم ، ولكن على يد ( فرخ البط ) وريث المملكة الأسدية التي صبغت تاريخ سوريا الحضارة بلون الدم .
ولا أدل على ديمومة الخديعة الكبرى إلى اليوم من زج جيش التحرير الفلسطيني والقيادة العامة المأجورة وإغلاق مكاتب حماس ، وقصف وتدمير الفلسطينيين في المخيمات في دمشق ودرعا وبقية الندن السورية على يد الوريث الصغير استكمالاً للدور القذر الذي يشاركه فيه اليوم التاجر الجديد مدعي تحرير الجنوب وصبي إيران في استغلال القضية الفلسطينية في سبيل الكرسي ، وضد إرادة التحرر التي حلم بها السوريين منذ عقود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في معرض البندقية


.. الهجوم على رفح أم الرد على إيران.. ماذا ستفعل إسرائيل؟




.. قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في المحادثات بين إسرائيل وحماس


.. إسرائيل تواصل قصف غزة -المدمرة- وتوقع المزيد من الضحايا




.. شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أ