الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لتصعيد في غزة جزء من التسخين الاقليمي :

خالد عبد القادر احمد

2012 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


من الخطأ الظن ان صورة الاصطفاف السياسي في المنطقة استقرت نهائيا لصالح الولايات المتحدة الامريكية, وان جعبة محور ممانعة النفوذ الامريكي باتت خاوية مما يمكن ان تضيفه الى صورة الصراع مع الولايات المتحدة, فالمؤشرات خاصة بعد اعادة انتخاب اوباما لفترة رئاسة امريكية ثانية, تؤكد ان مستوى التناغم والتنسيق الموضوعي والمباشر بين اطراف حراك هذا المحور بات اوسع, وهو يوجه للولايات المتحدة الامريكية رسائل تحمل تهديدا عاليا لاستقرار المنطقة المهم للمصالح الامريكية والاصطفاف السياسي الذي جاء به الربيع العربي وتعزز معه النفوذ الامريكي فيها, والمشكلة ان تكاليف كل هذا الصراع يقيد على حساب فاتورة الحقوق الفلسطينية,
ففي مصر ذات الدور المحوري الاقليمي على وجه الخصوص, يتعثر ترسخ سلطة الاخوان المسلمين, حيث لا حلول فورية ممكنة للازمات المعيشية, مما يفقد رئاسة وحكومة محمد مرسي ثقة الشعب, يعززها طبعا الشك بنزاهة وصوله لموقع الرئاسة. يواكب ذلك معركة دستورية تحاول خلالها مختلف القوى السياسية المصرية فرض خياراتها على الرئاسة والحكومة فتورثها الحيرة والارتباك بين الانحياز لمقولة الدولة الدينية اومقولة الدولة المدنية, يحدث كل ذلك تحت مظلة الحالة الامنية المتردية في سيناء والمتوقع انها ستطول الى القدر الذي يحتاجه انهاك الجيش المصري, والقدر الذي يحتاجه اعادة وضع المسار السياسي المصري في نطاق النفوذ الصهيوني, كما كان في عهد مبارك, ومن بوادر ذلك تصريحات الناطق باسم الرئاسة المصرية الدكتور ياسر علي التي تتدخل في ترتيب الصورة السياسية الداخلية الفلسطينية, لصالح حركة حماس, وما قاله المستشار محمد سيف الدولة منتقدا تصريحات الرئيس الفلسطيني, وقد انتقدنا تصريحات ياسر علي في مقال سابق ( رد سريع من مواطن فلسطيني.....) وكلها تعزز ايضا انتقادات حركة حماس لهذه التصريحات والحملة المستمرة التي تشنها عليه, علما ان تصريحات محمود عباس وان كانت تعكس الروح السياسي لاتفاقيات اوسلو, الا انها ( لا تخلو من خبث سياسي كبير ) يتعلق بمواجهة الضغوط ( العربية ) التي استهدفت ثنيه عن التوجه للجمعية العامة للامم المتحدة للحصول منها على اعتراف بفلسطين دولة غير عضو,
في نفس السياق والاتجاه جاء تصعيد التوتر بين ايران والكيان الصهيوني بدءا بحادثة طائرة حزب الله الاستكشافية من غير طيار وتفاعلها بين الطرفين بقيام الكيان الصهيوني بقصف مصنع الاسلحة في السودان, الامر الذي رفع من درجة توتر الوضع الامني واعطى المبرر لقادة الكيان الصهيوني لاطلاق سيل من التصريحات النارية بهذا الصدد,
وفي نفس السياق ايضا نقرا نفس الرسالة في ثنايا التصعيد العسكري بين قطاع غزة والكيان الصهيوني, والذي يهدد معه الكيان الصهيوني باجتياح عسكري بري واسع للقطاع, بل ان تصريحات يهود باراك وزير دفاع الكيان تلمح ربما الى نية الكيان التراجع عن انسحابه المنفرد من القطاع من خلال الاشارة الى امكانية اتاحة الفرصة لجيش الاحتلال من التعامل المباشر مع الوضع الداخلي في القطاع
لكن الاخطر من كل ما سبق هو مناورة النظام السوري في محاولته جر الكيان الصهيوني للتدخل في الازمة الداخلية السورية, بعد ان فشل في جر تركيا لهذا الامر, حيث التقديرات الامريكية التركية هو ان تدخلا تركيا في سوريا يعني توسيع نطاق المواجهة العسكرية التركية الكردية, مما يحمل احتمال رفع مطلب الاستقلال الكردي عن صورة الحكم الذاتي الى الدولة المستقلة, وقد اشرنا في مقالات سابقة الى دور المسالة الكردية في المنظور السياسي الامريكي التركي والازمة السورية الداخلية,
ان خطورة الورقة الصهيونية بيد النظام السوري تتاتى من احساس الكيان الصهيوني انه لن يخسر من هذا التدخل بل على العكس فانه سيكسب في مجالات تدمير مشروع التسوية على اساس مقولة حل الدولتين, واحتلال المزيد من الاراضي توافقا مع شعار اسرائيل الكبرى والمزيد من الحصار للاردن ....وغيرها, مما يرفع من مستويات استعداد الكيان الصهيوني للاستجابة ( لرغبات النظام السوري ) وكنا في العام الماضي اشرنا الى ان ورقة الكيان الصهيوني هي من اقوى الاوراق بيد النظام السوري واخر ورقة يمكن ان يلجأ اليها في مواجهة الضغوط الممارسة ضده سياسيا وعسكريا, بل من الاكيد ان اللعب السوري بنار الكيان الصهيوني انما يعكس جدية تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد في انه قادر خلال ساعات على تفجير استقرار ( كامل ) المنطقة, ومن الواضح ان رئيس وزراء الكيان الصهيوني التقط فورا هذه الدعوة السورية بل وابدى استعداده للاستجابة لها كما عكست ذلك تصريحاته
ان بين محور مقاومة النفوذ الامريكي والكيان الصهيوني, اذن, مصالح مشتركة موضوعية , تتعلق بتفادي الضغوط الامريكية وتوسيع هامش التحرر من نفوذها الاقليمي, والاستقلال عن اصطفافها السياسي, وان هذه المصالح المشتركة ينتج عنها تناسق وتناغم في حراك اطرافه بغض النظر عن ان يكون تقاطعه موضوعي او اتفاقي, لكن ما يهم هنا هو ان تدرك القوى الوطنية وجود هذه الموضوعية, وان تعيد رسم تخوم علاقتها بهذه الاطراف,
ان قوة هذا المحور الجيوسياسية كبيرة ولا تزال القادرة على الحاق الضرر بالمصالح والنفوذ الامريكي في المنطقة, الامر الذي يضطر الولايات المتحدة الى تضمين معنى محدد يكاد يكون صهيوني لمقولة حل الدولتين, منظورا ومنهاجية, و يدفعها لمعاداة كل نهج فلسطيني لتدويل الصراع مع الكيان الصهيوني وخصوصا في موضوعة نيل اعتراف الجمعية العامة للامم المتحدة بفلسطين دولة غير عضو, ولذلك لم يكن غريبا ان تعلن الولايات المتحدة معارضتها لهذا التوجه الفلسطيني كما جاء في تصريح نبيل ابو اردينة حول المكالمة الهاتفية بين الرئيس عباس واوباما
من الطبيعي هنا ان ينعكس ما سبق سلبا على المصالحة الفلسطينية, فمن العادة التاريخية للصراع العالمي والاقليمي ان تنعكس نتائجه دائما سلبا على الوضع الفلسطيني, وها هو صراع محور الممانعة مع الولايات المتحدة ينعكس سلبا علينا في صورة تعزز الانقسام والانشقاق, وتعددية الشرعية والتمثيل والعنونة السياسية الفلسطينية, علما ان مسار طرفي الانقسام ينتهي الى مصب التفاوض مع الكيان الصهيوني ان حول مقولة الدولتين او مقولة الدولة ذات الحدود المؤقتة, غير ان المسار الذي تسلكه منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية يحمل في صيغته السياسية مساحة الاعتراف العالمي والشرعية الدولية بالدولة الفلسطينية واستقلالها السياسي وسيادتها الوطنية ولذلك اثره على المفاوضات مع ( الاطراف الاجنبية الاقليمية ومنها الكيان الصهيوني ) فالاصرار على التوجه للامم المتحدة يبني قوة جيوسياسية عالمية يمكن لها ان تسند وتدعم الجيوسياسية الفلسطينية التي انهكتها طعنات الظهر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE