الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الاصلاحات التربوية التي يعرفها المغرب

المحجوب حبيبي

2005 / 3 / 9
حقوق الاطفال والشبيبة


تعميما للفائدة ننقل المقابلة القيمة للأستاذ المحجوب حبيبي عضو قيادة حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي التي يتناول فيها توجهات الا صلاحات التربوية بالمغرب من زاوية تأليف الكتب المدرسية ...في مرحلة تاريخية تتميز بثورة معرفية ومعلوماتية رهيبة
تقديم:
ونحن نلج النصف الثاني من عشرية الأولى التي تم تحديدها مدخلا للإصلاح التربوي التعليمي على ضوء معطيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين، ما رأيكم أن نحاول في البداية التطرق وإياكم لمجموعة من القضايا المرتبطة بتطورات هذا الإصلاح، ونخص بالذكر في البداية عمليات إنتاج الكتاب المدرسي وشروط إنتاجه...، وهل ما تم إنتاجه لحد الآن، أي إلى حدود الدخول المدرسي 04 /05 يعكس المبادئ والاختيارات التي رسمها ميثاق التربية والتكوين والمتمثلة تكافؤ الفرص وتحقيق جودة المنتوج التربوي التعليمي وتطوير الأداء البيداغوجي والديداكتيكي تعلما وتقويما ودعما... وإصلاح البرامج والمناهج وفق مجموعة مقتضيات تجيب عن حاجيات مجتمعنا ومتطلباته في التحديث والتنمية والتطور...وعليه سيكون مدخلنا الرئيسي في هذا الحوار الذي شرفتمونا بالاستجابة له منطلقا لنقاش والذي نتمنى أن تتسع دائرته…
• فما هو تصوركم أستاذ المحجوب حبيبي للصيغة الجديدة لإنتاج الكتاب المدرسي ؟
* في البداية ينغي أن أشير إلى أنه ليس فقط بتوفر ميثاق وطني للتربية والتكوين، كما قد يتوهم البعض، وكيفما يكون مستوى المبادئ والاختيارات وسلامتها من حيث الصياغة، وما تحفل به من ادعاءات وشعارات، وما تعبر عنه من طموحات وتطلعات وغايات... ومهما تكن انتقادات المعارضين لتلك الاختيارات والمبادئ التي يروجها الميثاق...والذي تم إقراره في ظل بداية مرحلة التناوب (المغشوش) وما صاحبها من حديث عن الانتقال الديموقراطي والعهد الجديد وما إلى ذلك...وكيفية المصادقة على ذلك الميثاق وإقراره من طرف القوى الممثلة في البرلمان، (بغض النظر عن هذه التمثيلية وما حولها من انتقادات) فإنه ليس بميثاق وشعارات سيكون الأمر كافيا ليتم إصلاح التعليم هكذا فقط لأن النوايا المعبر عنها تدعي ذلك، فالميثاق كأي مرجعية لا ينطق بلسان كما يقال إنما تنطقه مجموعة عوامل أذكر منها:
القرار السياسي الواضح والمحدد...
القيادة السياسية التربوية الواعية والمسؤولة والمتمثلة لكنه فلسفة الإصلاح مبادئ واختيارات واحتياجات آنية ومستقبلية والساهرة بحرص على تحقيق الإصلاح التربوي...
هيئة الاستراتيجية وتتشكل من أطر تربوية علمية أكاديمية ذات خبرة ومراس تربوي مشهود به. وهي بنية هرمية تمثيلية للأقاليم والجهات، على مستوى عال من التنسيق... وموصول بالقيادة السياسة التربوية وفق خطة تنظيمية دقيقة.
فهي من جهة هيئة وطنية مركزية تهدف ترجمة المبادئ والاختيارات الفلسفية إلى خطط وهندسيات قابلة للأجرأة والتطبيق سواء على مستوى المناهج أو التكوين أو التتبع والتقويم وفق خطة وطنية شاملة وموحدة (الجدع المشترك)... مع مراعاة بعض التنوع الذي تقضيه بعض المتغيرات الجهوية...
وهي من جهة ثانية تتميز بحضورها الفعال بالجهات والأقاليم كهيئة للقيادة والتأطير بحيث تكون من مسؤولياتها الإشراف على تحيين ورسكلة وتعبئة الأطر الميدانية، وإشراك جميع المعنيين فعليا في الإصلاح التربوي التعليمي، واتخاذ الإجراءات المناسبة بالسرعة والفعالية...
الأطر الميدانية المعبأة والتي تتلقى عبر وسائط متعددة وتفاعلية حاجياتها التكوينية وأقصد بذلك الإدارة وهيئة التدريس بمختلف مستوياتها...
التنسيق بين مختلف هذه الأطر بشكل مستمر وعبر أقنية ووسائط مشغلة بشكل دائم ووفق استراتيجية واضحة ومحددة...
وأعود إلى السؤال المتعلق بالصيغة الجديدة لإنتاج الكتاب المدرسي للقول بأن الميثاق الوطني للتربية والتكوين وكتاب التحملات, هما الموجهين الأساسيين لكيفية تأليف الكتاب المدرسي . وبناء عليه يصبح السؤال كيف تختار اللجنة الكتاب المدرسي وتقره؟ ماهي الرؤيا الفلسفية التربوية المحددة لعملية الاختيار؟ ماهي المعايير والمقاييس المتحكمة في ذلك ؟ هل يتعلق الأمر بتوزيع ام اختيار ؟ وهل ينسجم ذلك ومبدأ المنافسة والتحرير؟ الكتاب المدرسي هذا الذي يوجد الآن إلى أي حد يستجيب للتحولات السريعة التي نعيشها من حولنا في مجال المعرفة والتكنولوجيا الحديثة والاتصال والسياسة والعلوم بماهي متطلب في واقع حياتنا ؟ من هنا سيجرنا الحديث عن الكفايات والتعليم بواسطة الأهداف, هل هي مفهومة من طرف اللجنة ؟ لنأتي على دور النشر في عملية التأليف.فلماذا لم يؤخذ بماهو سائد في البلدان المتقدمة.؟ لماذا التعددية وترك صلاحية الاختيار للمؤسسات التعليمية مع حق الاعتراض من طرف الوزارة لأي كتاب مدرسي لا يحترم المبادئ والاختيارات ؟ وهل ينحصر دور النشر في الحركة التجارية أم عليها القيام بتقديم الكتاب كطريقة للإشهار وبسطه أمام المختصين والكفاءات التربوية لتحليله ونقده والتعريف به, وبأن يتعدى دورها مجال التوزيع ليلج مجال التكوين والتكوين المستمر لفائدة الأطر التربوية لأنها بصدد تقديم "منتوج" مادة, لكن للأسف ماهو جاري به العمل لا يتعدى حركة تجارية تستهدف الربح السريع، بل وفي أحايين كثير غالبا ما تتعامل مع المؤلفين بنوع من التعالي وكأن الموضوع مجرد بضاعة يمكن توفرها دونما حاجة لذلك الجهد العلمي الذي قد لا يعرف به نهائيا صاحب (الشكارة) الذي يرى أن السوق ينبغي شراؤه وليس مهما ما سيباع...ما ذكرته هنا لا يعدو كونه تأطير عام لتحديد خط النقاش.
الأستاذ المحجوب لقد فجرتم العديد من الأسئلة القيمة قد تضعنا أمام ما جاء به الميثاق الوطني للتربية والتكوين في بعض مواده المحددة للغايات الكبرى كالرفع من جودة التعليم من حيث المحتوى والمناهج وملاءمتها للمحيط الاقتصادي وتحسين المناهج, التخفيف, التبسيط, والمرونة, الخ..في نظركم هل يعكس دفتر التحملات هذا الطموح ؟
إذا سمحت لي أخوتكم يمكن أن أستمر في استعراض ملامح الوضع العام للإصلاح ومن خلاله سينصب حديثي عن الشروط العامة لتأليف واختيار الكتاب المدرسي وتوزيعه...
فأنا متيقن من أن مرحلة كبح الدينامية الاجتماعية لازالت تلقي بظلالها على المشهد التربوي التعليمي برمته، ولها مخلفاتها وتأثيراتها الواسعة الانتشار، لكن ينبغي أن نشير إلى أن الحديث في هذا الموضوع سيطول إذا ما شئنا أن نستعرض مختلف المقدمات والأسس التي ينبني عليها أي إصلاح ولذلك سأعود للسؤال المشكلة المتعلق بتأليف الكتاب المدرسي، (أي كتاب) إذ لا يمكن أن يكون خيارا اعتباطيا أملته اعتبارات (دعائية أو أيديولوجية) على حساب المتطلبات التربوية الحقيقية، المستجيبة لإمكانيات المتعلم وحاجياته التعلمية، حاجياته المرتبطة بنمو وتطوير قدراته المتنوعة في ارتباط بحاضره ومستقبله كمشروع فاعل ومبدع ومنتج في مجتمع حر وديموقراطي (حداثي).
وذكر هذه الشعارات ليس مجرد موضة تلوكها الألسن للاستهلاك الإعلامي... بل هي ضرورة حياتية وحاجة ملحة وموضوعية وقائمة بالقوة والفعل، ولذلك ينبغي أن يتجسد هذا كله في إصلاح مختلف مقومات ومكونات الفعل التربوي، وهي في حاجة ملحة شئنا أم أبينا لإصلاحات جذرية، ولقرارات حاسمة... إذن القضية هنا لا يجوز فيها قول: (النية أبلغ من العمل...) والغريب أن ما تلهج به ألسن المعنيين بالإصلاح التربوي وبخاصة فيما يتعلق باختيار الكتاب المدرسي وعلى الرغم من القصور الملحوظ الذي يعتور دفتر التحملات المتعلق بكتاب التلميذ ودليل الأستاذ، وكذا الغموض الذي يلف العمليات المرتبطة بالاختيار...فإن ما يروج من تقييمات وقراءات مقارنة لما تم نشره وما تم رفضه، يوحي بأسئلة تتقاذفها أجوبة ستبقى معلقة إلى حين...لكن السؤال المستعجل والذي لا يمكن إرجاؤه هو كيف يمكن أن يقبل بتحديث الكتاب المدرسي وتجديده، بما يلائم التغيير والتحديث والتطوير... أولئك الذين كانوا يسهرون إلى الأمس القريب على تنفيذ التوجهات (الوهابية) بكل تفاصيلها وشكلياتها في البرامج والكتب المدرسية وصولا لما هو جوهري كالأمر بقتل تارك الصلاة، وإشاعة التكفير ومهاجمة المناهج العلمية والفكرية الخلافية والمخالفة...هل يمكن لمن هو كذلك أن يتحول بقدرة قادر اليوم إلى حداثي وديموقراطي (يفصل بين اللاهوت والناسوت) في المنهج ويقبل بكتاب مدرسي بني على منهج علمي بيداغوجيا وديداكتيكيا من أجل تطوير قدرات المتعلمين وكفاياتهم المعرفية والمهارية، ملاحظة وتذكرا وتحليلا وتركيبا ونقدا ومقارنة وقياسا واستنتاجا... وإبداعا... في انسجام ونسقية. مع مراعاة فارقيتهم وشروطهم الاجتماعية... في أفق أن يمتلكوا قرارهم التعلمي ليغدو التعلم عادة ومتعة... فمثلا يجبر البيداغوجيون ذوي التخصصات اللغوية أو العلمية أو الفنية على إدراج معطيات دينية ضمن المراجع الديداكتيكية الخاصة من خلال فرض مجال خاص بالقيم الدينية... علما أن لمادة التربية الإسلامية برنامجها الخاص بها، ويدفع هذا الإجبار (الوهابي المقنع) بعض الانتهازيين والظلاميين، والمتملقين كي يتوسعوا في إدماج وتضمين تلك المواد محتويات دينية تقبض على مختلف (التخصصات) وتصادرها لفائد النهج الظلامي الذي تزكي حضوره السياسة المتبعة بطريقة أو أخرى، وهكذا يصبح الباحث المتخصص مطالبا كي يقوم بما لا يدخل في دائرة اختصاصه، الأمر الذي يفقد الوحدات الديداكتيكية انسجامها ودقة تخصصاتها والوفاء لمرجعيتها، دون تطاول أو مصادرة من وحدة أخرى تقحم التوجهات المتطرفة الوهابية في المنهاج عنوة...
ولذلك فإن خيارات الحرية والديموقراطية والتحديث والتنمية والكونية وحقوق الإنسان بما فيها حقوق المرأة والطفل... تلك المبادئ العلمانية التي نلح على أنها ليست لعبة دعائية إنما ممارسة ينبغي أن تتجاوز الحزبية الضيقة والمذهبة والغلو، وكل أشكال السيطرة، نحو المصير المشترك للأمة التي تواجهها العديد من التحديات، والتي تتطلب تربية وتكوينا ينافي ويغاير ما كان سائدا من إصلاحات تخرج من تحت جبة الهاجس الأمني المهووس بكوكتيل الأصالة والمعاصرة...
إن أي وحدة من وحدات المنهاج ينبغي أن لا تسقط في التناقض القاتل، (كئن تكون مع الموقف وضده في نفس الآن من حيث بناؤها الداخلي، أو في علاقتها بالوحدات الأخرى)؛ فتدريس أي وحدة من الوحدات لمستوى من المستويات لا يمليه القرار السياسي أو الإيديولوجي، وإنما الحاجة البيداغوجية كونها ضرورية ومطلوبة لتحقيق نمو معرفي ومهاري بمختلف كفاياته وإنجازاته، وأنها لا تشكل عنصر إعاقة أو تشويش على المتعلم، فهي افتراضا ينبغي أن تدعم النمو والنضج النفسي والعقلي من خلال تقاطعها مع المستعرض من الكفايات لا أن تحبطه، ومن ثمة فهي تشكل مع باقي الوحدات رؤية شاملة للمتعلم في مختلف مراحل نموه وحاجيات هذا النمو، في علاقة بالمحتوى بمضامينه المناسبة (المقترحة والمحتملة) وتمارينه وتدريباته وإنجازاته التي تتميز بالانسجام والتناسق والتكامل والتنوع والتعدد مع القبول بالاختلاف...، وفي هذه الحالة تكون الوحدة بمختلف مكوناتها قد اختيرت كضرورة ومطلب، وتم بناؤها على قواعد سيكولوجية ومعرفية وبيداغوجية، حتى تتحقق المبادئ والاختيارات بكيفية طبيعية وليست تعسفية... أما الارتجال وجمع المتناقضات في سلة واحدة، والخلط بين بيداغوجية الكفايات وبيداغوجية الأهداف، ومراكمة المضامين وتكديسها سيجعل التلقين والإلقاء قاعدة الممارسة التعليمية وسيستمر التضييق على التعلم بما هو بحث وممارسة تلقائية للمعرفة، وهكذا ستستمر الاختلالات المنهجية وسيبقى التنظير في واد والممارسة في واد آخر، وسنبقى في الحلقة المفرغة نكرر التجارب التي تبطلها الممارسات الخاطئة عن جهل وتكبر، أو الآثمة عن قصد وتدبر؟؟؟
إن الاختيارات والمبادئ المرحلية التي يعبر عنها الميثاق ـ وإن كنا كحزب لم نشارك في صياغتها ـ فإننا بقدر ما ننتقد ما هو سلبي وملتبس منها فإننا لا يمكن إلا أن نمارس في إطار ما توفره من (نوايا وإمكانيات واختيارات) للفعل ميدانيا ومن خلال تنظيمات المجتمع المدني التربوية والثقافية وكيفما كانت الصعوبات التي تواجهنا عملنا ونعمل جاهدين على جعل تلك الاختيارات حقيقة ملموسة سواء من خلال مهامنا ووظائفنا، أو من خلال المجهود الذي نبذله في أوساط الجماهير وبين أطر التربية والتعليم بمختلف أسلاكهم مساهمة منا في التغيير والتطوير، لأن الإصلاح التعليمي لا يقبل إرجاء ولا انتظارا...وحيث أن الكتاب المدرسي عندنا يحتل موقعا أماميا في الفعل التربوي نتيجة الوضع الثقافي العام، فإن المقومات التي بين أيدينا الآن والتي ينبغي الاحتكام لها تجعلنا نلح على أن يعاد النظر في منهجية وتوجهات دفتر التحملات الخاصة بتأليف الكتب المدرسية وأن ينصص عما ينبغي التنصيص عليه من اختيارات في الحرية والتحديث والديموقراطية والعلمية... أيضا وأن ينصص عن المنهجيات والأبعاد البيداغوجية والديداكتيكية، وأن يفسح المجال لنتائج للتجريب والبحث في مجال الديداكتيك، وأن ترعى التجارب الرائدة في المجال البيداغوجي، إضافة إلى ضرورة الحرص على أن يترك للمجالس التربوية الجهوية حق اختيار الكتب والمراجع وأن يحرر التأليف من الضغوط والملابسات التي تقول بتعدد المراجع، وعمليا تمارس التقنين والتضييق والإقصاء، في زمن نحن في أمس الحاجة إلى كل طاقاتنا الخلاقة للتوفر على كتب مدرسية نوعية، وأدلة دقيقة وواضحة في منهجياتها ونماذجها... في هذه المرحلة التي تعاني فيها بلادنا من تخلف حاد في التنمية الاجتماعية والمعرفية والثقافية (انظر تقارير التنمية المعرفية والبشرية والاجتماعية للأمم المتحدة والصندوق العربي للإنماء...)
هل أنت مع التحرير الكامل للكتاب المدرسي؟
نعم في واقع ليبرالي منفتح على كل الاحتمالات والذي لا تزال تسيطر فيه توجهات محافظة وأصولية والتقنين لا يصب إلا في تكريس المحافظ...لماذا تحرم الحركة التقدمية الديموقراطية من أن تنافس في هذا المجال المعرفي، لأنني مقتنع بأن تحولات عميقة ستحصل، وأن التنمية المعرفية ستصبح مطلبا لا يمكن الالتفاف عليه، ولذلك فكتاب كهذا لابد أن تتولاه عناية خاصة...أعتقد أن أهمها التحرير الكامل للكتاب المدرسي على أن يبقى للجهة الوصية حق الفيتو المبرر بحكم قانوني يبين سبب منع هذا الكتاب أو ذاك، حيث يبقى للعدالة المختصة وحدها حق اتخاذ القرار في الموضوع. أما أن يصادر الكتاب ويهدم جهد معرفي وعلمي وتربوي لمجموعة هكذا تم اختيارها لتكون الضحية، وعلى أساس مبررات وانطباعات وأحكام قيمة، وعبارات مطاطية قابلة لكل تأويل فهذا لا يمكن أن يستقيم معه تحرير أو تعددية الكتاب المدرسي...
بمعنى تريد أن تقول أن تعطى الفرصة لمجموعات المؤلفين البيداغوجيين كي يؤلفوا وينشروا وبعد ذلك تعترض الوزارة الوصية إن لمست ما ليس صالحا أو ما يشكل خطورة...
نعم فعلى الرغم من القدرات المالية المتوفرة للاتجاهات المحافظة والأصولية وما تلقته من دعم كبير فإني مؤمن بأن التاريخ سيسير في الاتجاه الصحيح وسيعرف العالم توجهات ديموقراطية جذرية لصالح الشعوب المقهورة والمظلومة...وبالنسبة للاختيارات المعرفية والبيداغوجية العلمية فإنها أصبحت مطروحة بقوة وسيتصاعد الاهتمام بها... ولذلك فالأمر لا يقبل المجازفة أو المقامرة، فكل دار للنشر بمؤلفيها ستكون وجها لوجه مع العديد من الجبهات: ( في مقدمتها جبهة الفاعلين التربوين والنقاد والصحافة والجهة الوصية والجمعيات والمجتمع المدني والنقابات والأحزاب...) وثقتي في الحركية الديموقراطية تجعلني أستبعد أي تخوف وسيكون هامش التجاوزات ضيق وسيضيق باستمرار بفعل الرقابة الشعبية...لهذا أرى أنه من أهم عناصر هذه العناية بالكتاب المدرسي وتطويره هو: تحريره وتعدديته والاحتكام إلى التنافسية العلمية والمعرفية والبيداغوجية والتكامل المنهجي أقصد المنهاج الدراسي ((curriculum الذي يهدف تحقيق تلك الاختيارات والمبادئ وجودة المنتوج من حيث الإخراج تصميما وطباعة وما إلى ذلك...لأنه من المعروف أن كتابا مدرسيا معينا حسب نظرية المنهاج يمثل صيرورة نمائية وتطورية من السنة الأولى إلى السنة الأخيرة من السلك، إن لم يكن أبعد من ذلك، فقد تنصب استراتيجية مجموعة التأليف على خطط أساسية مثال ذلك استراتيجية تعليم وتعلم اللغة تعبيرا قراءة وكتابة وفق (منهجيات الطريقة الكلية النسقية) وهي منهجيات لها نقلاتها وامتداداتها التطورية والنمائية، بدءا من التعليم الأولي مرورا بيداغوجية النص... وصولا إلى المشروع الكتابي... وهذه الاستراتيجية وغيرها قد لا يعرف بها وبتوجهاتها أعضاء لجنة الاختيار والحكم الوزارية فيصادرون الأعمال هكذا. اعتمادا على نظرة أحادية محنطة تتمثل في تصورات وقناعات عفا عنها الزمن ...
يبدو وكأن لديكم شكوكا فيما هو متبع في اختيار الكتب المدرسية الصالحة؟ أم عندكم معطيات يقينية تستندون إليها فيما ذهبتم إليه؟
طبعا من خلال استقراء الوضع وتتبع ما يروج من إشاعات وأحاديث وخريطة اختيار الكتب وما إلى ذلك من معطيات، لابد لي كمعني بالإصلاح التربوي أن أؤكد أن إنجاز هذا الإصلاح بكيفية حقيقية سيبقى مطلبا قائما، ولن نتخلى عن طرحه لأنه لن يقف عند حد... وبخاصة إذا كان ما يروج ويشاع يحتل حجما كبيرا، حتى يسير الإصلاح التربوي بمختلف مكوناته بما فيها التأليف المدرسي سيره الواضح والمتطور والسليم بعيدا عن أي إمتيازات، بعيدا عن أي ممارسة من شأنها إخضاع اختيار الكتب المدرسية، في أي ظرف من الظروف للزبونية والمحسوبية، أو أي ممارسة أو علاقة مشبوهة، على حساب تلك الاختيارات والمبادئ، أو السماح لشخص أو مجموعة أشخاص بضرب مصالح أمة بكاملها، من خلال الاتجار الغير المشروع في العمل التربوي، وذلك بتسميمه وإشاعة عوامل التضليل وتخريب العقول وتعطيل القدرات... لماذا هذه الملاحظة لأن التأليف المدرسي مغر ومجز ماديا، وهذا الحق نعتبره مشروعا لكن دون تلاعب أولا بمصير المتعلمين وتعريضهم للأخطاء التربوية، أو التلاعب بجهود المؤلفين البيداغوجيين وتضحياتهم، ومصادرة حقوقهم المشروعة في المنافسة الشريفة والمسؤولة، والتي ينبغي أن تصان بكل تقدير....فالعملية ليست على كل حال ضربة حظ.
وبعيدا عن نتائج الترضيات الحاصلة في التعاطي مع اختيار الكتب في هذه الجهة أو تلك حيث يتم إخضعها للتوزيع بدل الاختيار، ومن ثمة نصبح أمام الكتاب الوحيد في هذه المنطقة أو تلك، علما أن تحرير الكتب معناه أن الجودة التربوية للمنتوج، والمحتوى البيداغوجي والمنهجي هو الذي سيفرض هذا الكتاب دون ذاك.
والحالة أن عملية التوزيع جعلت الأساتذة والأستاذات يحتجون على هذا الأسلوب ويتساءلون لماذا لا يسمح للمجالس التربوية أن تشارك في الاختيار وليس التوزيع وفق مقاييس وقواعد متعارف عليه ولهم في الأيام العشر الأوائل من شتنبر الوقت الكافي لينصبوا على نماذج الكتب يتدارسونها بقصد اعتماد هذا الكتاب في هذه الوحدة دون ذاك.
هل للتحولات المتسارعة التي نعيشها في عصر أصبح فيه العالم قرية صغيرة تسودها المعلوميات والطرق السيارة للمعرفة في زمن العولمة بكل ما فيه من تناقض وتحديات... هل يجوز أن نتحدث عن كتاب مدرسي مغلق علما أن هناك دفقا معرفيا لا يعرف التوقف، ألا نتغافل عن أهمية ملاحقة تطورات المعرفة والمستجدات المهارية في الحاضر و المستقبل فنكون بذلك قد سجنا أنفسنا في نماذج متجاوزة...

أولا وقبل كل شيء ضروري أن يعاد النظر في محتوى توجيهات دفتر التحملات حتى لاتكون أداة لخنق الإبداع تحت طائلة الظروف والتفسيرات المغلوطة للواقع, فلا يجب أن تكون تكريس التخلف بدعوى أن الكتاب المدرسي ينبغي أن يرتبط بالواقع وهذه أطروحة تشكل عرقلة في طريق تطورنا فالارتباط بالواقع معناه أن نفهمه بقصد تغييره وليس تبريره, ومن هنا ينبغي أن تجدد طرقنا في اختيار وتكوين الأطر على قاعدة الإنتاجية والجودة والإبداع بل أن يوضع الإبداع في المكانة المستحقة، وضروري أن يلعب الإشراف كقيادة دوره ليساهم في قيادة الإصلاحات التربوية بالفعالية والسرعة الضروريتين، وفي حل العديد من المعضلات المتراكمة وأن يتوازى ذلك مع تعبئة مختلف الموارد المادية والبشرية وتجهيز المؤسسات المدرسية بالمعدات الديداكتيكية والمعلوماتية اللازمة, وكذا تقوية الطابع العملي والتطبيقي للدراسة, كما نص على ذلك الميثاق في المادة 169 فالدولة اختارت أن تكون داعمة للتعليم الابتدائي بالتأكيد على مبدأ المجانية. من هنا وجب ألا ينحصر دورها في توسيع دائرة المتمدرسين الحاصلين على الإعدادي فقط, وتخفيض نسبة الأمية . ينبغي أن تفتح آفاق وتتحمل مسؤوليتها كاملة... إذ لم يعد من المسموح به التضحية بمتعة التعلم والحق في المعرفة لاستمرار فرملة تطورات المجتمع الغير المرغوب فيها.
فالمدرسة العمومية كانت تتميز عادة في بلدان التخلف حيث الكثافة السكانية بكونها آلية للتهميش ومعاودة الإنتاج، وكبح الدينامية الاجتماعية إلى ما هنالك من أوصاف..., وعلى العكس من ذلك تزدهر مدرسة أبناء الأعيان والطبقة المحظوظة، حيث كانت أداة النخبة في المحافظة على امتيازاتها من خلال تمكين أبنائها من تربية تجعلهم مؤهلين وعمليين وفاعلين...لكن لم يعد ممكنا القبول اليوم بهذا التقسيم الفج، فالمدرسة العمومية محكوم عليها أن تتطور ذاتيا أو أن تلتهمها الخوصصة بشكل أو بآخر لأن المعرفة ستصبح مطلبا اجتماعيا حادا وصارخا لأكثر من سبب، نتيجة تحول المعرفة إلى ثروة تجاوزت الثروات التقليدية لذلك سيطالب المجتمع بخدمات تربوية جيدة، وسيخضع المدرسة لمراقبته التي تتزايد يوما بعد يوم، من خلال العديد من المواقع وهذا ما سيجعل الأبواب مشرعة على عدة احتمالات...
فالمدرسة أصبحت محط سؤال حول مستوى منتوجها التربوي؟؟ وهل هذا هو كل ما يمكنها أن تنتجه؟ ويتم استعراض الحالات لمذا هذا العياء القرائي؟ وهذا القصور الكتابي؟ وضعف مستويات التحليل والنقد؟؟؟ وهل ذلك يعود لأسباب وراثية وبيلوجية وما إلى ذلك من أسئلة مبكية مضحكة. والحقيقة أن الموضوع يتطلب معالجة خاصة...
ويبقى الجانب البيداغوجي والديداكتيكي, يحتل أهمية خاصة ويرتبط بموضوع الكتاب المدرسي بشكل أساسي, فعلى الرغم من العديد من الجهود التي تبذل في مجال التكوين والتاطير والتي بذلت في مجال التأليف التربوي ومع استثناءات محدودة بقيت مدرستنا محافظة واستصاغت منهجيات وخطاطات موروثة منذ عقود كخطاطة هاربرت سبنسر الإلقائية وأضافت عليها بيداغوجية الأهداف دون أن تتمثلها طيلة عقدين من الزمن لأن بيداغوجية الأهداف PPOمؤسسة على الفلسفة البرغماتية وعلى عقل وظيفي وعلى علم نفس سلوكي وهي في جوهرها وعمقها وحقيقتها عملية وتخصصية وعقلانية وديناميكية... ولا يمكن هكذا بجرة قلم أن يتم توريدها إلى واقع أنتم تعرفون آليات نموه وتطوره ويمكنها أن تتوطن وتنمو وتتطور بل وعلى العكس من ذلك تحولت هجينة وفقدت مختلف مقوماتها وأصبحت ترسيمة أو وصفة خاضعة للتكرار والمعاودة بل أصابها ما لا يمكن أن يتخيله باحث.
وخيار الكفايات يبدو من الناحية الموضوعية أنه أقرب إلى حاجتنا إلى التغيير والتجديد التربوي والثقافي أولا، لأنه من جهة إنساني وسيكو معرفي ونمائي وتطوري وجدلي اجتماعي ولذلك شددنا على ضرورة أن يتم وعيه وتمثله وامتلاك القدرة على أجرأته ديداكتيكيا بما يلائم الفارقية والتعلم والتدبير الجماعي للفعل التربوي...




يحافظ على مكانة اتجاه ظل سائدا؟ أم نحن بصدد مناهج تستجيب للتحديات المطروحة؟.
من هذا المنطلق أرى من الضروري بمكان في أن ينص دفتر التحملات على متطلبات المرحلة خصوصا أن العالم يدخل ثورة تحكمية معقدة في مجال المعرفة, الإعلاميات,المعلوميات في مجال السيطرة: البيولوجي, الو راثي....المعرفة في هذا الزمن اصبحت عملة لا تضاهيها عملة أخرى, سلاح المعرفة حقق في البورصة مالم تحققه أي ثروة .المعرفة رأسمال مربح.
لتحديث برامجنا وعلميتها وعمقها وجب ربطها بالإنسان, بوطنيته, بالتنصيص على أن الإنسان أغنى ثروة, وان كنا نتوفر على بعض الثروات ولانتوفر على النفط, فخير الثروات هو الإنسان لمرونته وانتمائه الوطني وقدراته اللامحدودة, فهو قادر على أن يكون له تأثير وطني قاري ودولي, هذا الإنسان الذي ستحتاجه البشرية مؤهل وعملي وفاعل ...
الأستاذ حبيبي المحجوب وأنت تتحدث عن استثمار القدرات الإنسانية, هل المناهج الجديدة استطاعت القطع مع توجه تربوي يركز على الذاكرة واختباراتها في حين أن المطلوب هو منح التلميذ أو الطالب آليات البحث عن المعلومات واستغلالها واستعمالها أو بعبارة أدق تنمية معرفة مهارات المستقبل كما ذكرنا؟ .
لا اعتقد أن المنهج الحالي قادر على وضع الأرضية الأساسية لهذه الأهداف والكفايات "المهاري, الأدائي, الخ..فالمطلوب وبشكل تعبوي الاستجابة لما لدينا من الحاجيات والخصاص ولذلك فان تماريننا يجب أن تكون قوية بالمهارة والكفاية لصنع ناس مردة بمعنى "جنون" لضبط سرعة وتيرة إيقاعنا مع المحيط الدولي ..من ثمة إذا توافرت هذه الشروط في الكتاب المدرسي فليتقدم كل مؤلف وكل دار نشر, وعلى هذه الأرضية يكون التنافس باحترام الشروط والمواصفات المتماشية مع حقيقة خلق إنسان قادر على مواجهة التحديات.والميثاق الوطني للتربية والتكوين عبر صراحة على الرفع من جودة أنواع التعليم من حيث المحتوى والمناهج, وبمراجعة جميع المكونات البيداغوجية والتكوينية وبتحسين جودته وملاءمته لحاجيات الافراد وواقع الحياة ومتطلباتها وملائمته لحاجيات السوق والمحيط الاقتصادي.
لحصول هذا المبتغى يتعين أن تكون كفايات نموذجية جيدة فعالة وقادرة على تحقيق ذاتها وان يكون لها وضعها الاعتباري في العالم. صحيح أن هناك لجنة وطنية لاختيار الكتب يشاع عنها الكثير فهناك تلاعبات: ليست هناك شفافية, ذبح للكفاءات والقدرات... لا ادري هل هناك اعتبارات سياسية تسعى للحفاظ على ماكان قائما.
الأستاذ المحجوب إضافة إلا مااكدتم عليه من اعتبار البنية الأساسية للتنمية هي الإنسان,
هل هناك من شروط أخرى تقيد اختيار الكتاب المدرسي وجب التنصيص عليها؟.
على الكتاب أن يتم اختياره على قاعدة شروط محددة تكون معروفة للكل فهناك,
اولا :
احترام توجهات ومبادئ وا ختيارات الميثاق التربوية والثقافية الخ..
.ثانيا:
"
"curriculum vitae احترام التسلسل المنهاجي: علمي وواضح
من حيث السلامة والصحة والدقة والاستجابة
لحاجيات التلميذ ولقدراته العقلية والخصاص في المجال الحسي
الحركي. الفني من تهذيب الذوق والمتعة الروحية.
أين الأذن السامعة إذا أخذنا الموسيقى كنموذج ؟ فمن يضبط سماع الموسيقى من طرب شباب أهل المقامات مع خلو أصواتها من أي مقامات ؟ أو خضع هذا الضبط للاتجاه الوهابي ومنطقه في التحريم...وعليه فالإمكانيات والمتطلبات المنصوص عليها في الميثاق الوطني للتربية والتكوين تطرح نفسها بكل حدة من تدعيم تجهيزات المؤسسات المدرسية بالمعدات الديداتيكية والمعلوماتية اللازمة وكذا تقوية الطابع العملي والتطبيقي للدراسة إضافة إلى العناية بشؤون رجال التعليم والعمل على تكوينهم المستمر(ص 169)
تعد هذه المتطلبات مجال لتطوير وتنمية ملكات التحليل والنقد المقارنة, المطابقة, المقايسة التدريب, التربص.إلى جانب هذه الشروط هناك الشرط الديداكتيكي والتربوي ويعتبر أساسيا يتمثل في تقدير الإبداعية في الكتابة الموجهة للطفل, وبما تقتضيه من كفاءة علمية ورؤى هادفة تتمثل في القيمة الادبية والفنية للمنتوج الديداكتيكية والتربوية العلمية .
وفي أن تتوفر هذه اللجنة على سلم للكفايات ومعرفة دقيقة بهذه الكفايات, كبيداغوجية قائمة الذات لها أسسها العلمية تطبيقاتها ...فماهو موجود يعبر عن جيل جديد من الأهداف الترقيعية.
ماذا تقصدون بسلم للكفايات ؟
مثلا هناك كفاية معرفة ونموذج القراءة المتعرفة هي القراءة الفصيحة تحدد معنى الأداء القرائي والأداء بالفهم والقراءة بالإدراك كيف؟ وهو ان توزع اللقطة القرائية . وبان يوضح التلميذ تفاصيلها, فهو قادر على الشرح بالمرادف, بالضد, بالسياق, أن يحلل المستوى النصي وان يستخرج أفعال, أن يبين أشخاص وأهمية هذه الأشخاص, أن يحلل هذا النص المقروء ...
القراءة المتعرفة ماهي تداريبها ؟تمهيراتها ؟ تمريناتها ؟عدد التمرينات لكل مستوى والا سقطنا في الجزافية ...
كما يجب أن تتوفر هذه اللجنة على سلم لتحديد محددات الجودة مكوناتها, كيفية تحقيق هذه الجودة, وأيضا على توفر اللجنة على سلم لضبط السلم المنهجي . فللأسف الشديد يوضع الناس أمام مواصفات مكرورة لا تخضع لا للتقويم ولا للتحولات ولا للمتغيرات المعرفية إذ تصبح المعرفة جامدة كتاب عمره عشر سنوات .
الدروس الدخيلة التي تعطي انفتاح على المعرفة قليلة جدا ولا تتوفر في هذه الكتب, ولقد شاهدت كتابا مدرسيا مهما ...ولم يقرر.
هذه المواصفات والشروط يجب ربطها بعنصر التكوين لفائدة الأساتذة وهذا غير متوفر . إن الكتب كيفما كانت لاتنطق بلسان .إن الذي ينطقها هو الأستاذ وهذا الأستاذ لا يعرف تكوينا مستمرا ولااعادة التكوين °الرسكلة°أي عملية ترميم التكوين, هنا يصبح الأستاذ غير مسؤول إذ يعود إلى ماكان يتبع سابقا التلقين
للمزيد من التوضيح أكثر في مجال الكفايات فهناك كفايات متعددة تندرج ضمن مجموعة مقاربات: مقاربة ورشية مقاربة..."..."
الكفاية هي منهاج التعليم وليست برنامجا للتعليم إنها تهدف أن يكتسب المتعلم معارف قدرات مهارات وليس تعليم لمراكمة المحفوضات واسترجاع المستضهرات أن ترتبط بالحياة الحاضرة والمستقبلية للمتعلم باعتباره مشروعا مستقبليا وحاضريا وبان تنم العناية بهذا المتعلم على مستوى السلامة الصحية .فأطفالنا يعانون من فقر الدم الذي أصبح مستشريا في المغرب ويؤدي إلى التخلف العقلي بحكم سوء التغذية الناتج عن الفقر .
الكفاية بيداغوجية دينامكية حيث تعطي للأستاذ مجالا لتقديم نماذج وخطاطات ثم ينسحب ليعطي التلاميذ فرصة للانتقال نحو الإبداع.
الكفاية لكي تكون بيداغوجية تتقاطع مع القدرة ومع المعرفة . وهي أداء مهاري وإنجاز وسيرة بالتالي فهي مفهوم مركب يشمل أسس معرفية خصوصا علم النفس المعرفي نظرية المعرفة’ الفلسفة الإنسانية التي تنصص على أن الإنسان على راس هذا الكون" ولقد فضلنا بني آدم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" بحيث أن هذا الإنسان يجب أن يتمتع بتكافؤ الفرص التي تستحضر البيداغوجية الفارقية إنها في الواقع الديداكتيكي°لواقع الممارسة ° مفهوما افتراضيا مجردا تتم ملاحظته من خلال الإنجازات, ومن خلال النتائج التي يحققها الفرد المتعلم إنها في هذه الحالة نوع من الموائمة والملائمة, نوع من المرونة والتحويل" لتبقى قارة" إنها مع هذا كله تشكل موقفا والتحاما لحل المشاكل التي يواجهها المتعلم من صغيرها إلى ما سيأتي من كبيرها, "كتسطير خط" وما يلزمه من قلم رصاص ومنجرة الخ..... إنها تتميز بخاصيات الايجابية: إنتاج الطفل لمعارفه ويضعها على المحك وكما ذكرت فنحن مطالبين بخلق المردة ودون الإطالة في الجانب المعرفي نختصر القول في إن الكفاية البيداغوجية هي القدرة على التعلم والتوافق والقدرة على حل المشكلة والقدرة على التحويل والتصرف في الوضعيات الطارئة وأخيرا الوصول إلى الابداع .
استاذالمحجوب ماهي نتائج بعض الكفايات التي أنجزت بالنسبة لكتب المقررات المعتمدة في السنوات الأخيرة؟ وان أمكن تقديم نموذج لذلك
.................
فيما يتعلق بالجانب الديداكتيكي والبيداغوجي الكتب التي أعطيت لم تساعد ........................
لنأخذ الطريقة الكلية النسقية لتدريس اللغة انطلاقا من السنة الأولى.
هذه الطريقة تستهدف بالأساس تمكين المتعلم من امتلاك ناصية القراءة في فترة قياسية: ثلاثة اشهر الأولى وهي مجردة واعطت نتائج مبهرة ولكن للأسف الشديد اعتمد التقسيم الصوتي في حين تبقى القراءة بالوحدات أكثر فاعلية أي الكلمة في سياق الجملة . فالتلميذ له القدرة على تذكر الوحدة- الكلمة –في سياقها لعلاقتها بالوضيفة أو بالفعل , ويصعب عليه أن يتذكر الصوت لأنه لايعرف وضيفته, كما أن الطفل بهذه الطريقة يمكن ان يقرأ في مدة قياسية اذا ما كان المدرس يعي جيدا كنه كفاياتها: .
الكفاية الأولى " كفاية الدلالة والمعنى والوظيفة وهذه لا يمثلها إلا النص " خرجت الأم للسوق لتشتري الخضر كي تعد لنا وجبة الكسكس ".
إن هذا النص يخضع للقراءة في التشكيلات , وترفق بشريط مصور تتم القراءة انطلاقا منه وهذا غير متوفر مع تبيان عملية الدخول والخروج .
دخلت أمي تحمل في يدها قفة بها خضروات لتعد لنا وجبة الكسكس .أن هذا النص يخضع للقراءة في التشكيلات وترفق بشريط مصور تتم القراءة انطلاقا منه وها غير متوفر مع تبيان عملية الدخول والخروج .
دخلت أمي تحمل في يدها قفة بها خضروات لتعد لنا وجبة الكسكس
وعبر القراءة الرسماتية كان الإنسان يعيد التجربة التي قام بها الانسان لتعلم القراءة إذ يقوم بسفر ليصل إلى القراءة الهيروغليفية الصوتية الرسماتية .هذه الطريقة تعلمه أن يكتب وان يقرأ ويكتب .
الكتاب المرجعي وكتاب التحملات يوزع الحروف على السنة بكاملها وعليه أن يقرا ب-ج-خ- لوحدها قراءة بدون تشكيل, ومما يصعب على التلميذ عملية التذكر لأنه كما قلنا لا يعرف وضيفة الفونيتيك. إننا نخرج عما هو طبيعي لتعلم اللغة الذي هو قضاء الحاجة,تحقيق الذات تحقيق الإشباع, تحيق اللذة, تذوق القراءة .وان لم تكن هذه الشروط, النتيجة هي التعب القرائي .المدرسة تتحول إلى مدرسة للإكراه . والتعب والضجر وظاهرة العي القرائي وظاهرة العي القرائي منتشرة في مجتمعنا من خلال العديد من الدراسات, العياء , التثاؤب ..النوم , وهنا يطرح التساؤل عن سوق الكتاب, فلماذا لاتباع الكتب في بلادنا؟ إننا مصابون بعي قرائي "يستحضر هنا الأستاذ حبيبي المحجوب طريقة التلقين التقليدية قل ب-ت-ج . حيث الدفع والإكراه لاستظهار الحروف " إنني اتهم بان هناك من يقوم بعملية فرملة أو كبح قدراتنا التربوية والتعليمية, إما عن وعي أو غير وعي, ولذلك هناك دعوة لاحترام الميثاق بمبادئه واختياراته الكبرى , وضرورة احترام حرية التأليف المدرسي, وان يبقى للوزارة الوصية حق النقض والاعتراض على أي تلك كتاب لا يحترم تلك المبادئ التي تكلمنا عنها في بداية هذا الاستجواب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا