الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة بين, (وقف اطلاق نار و تهدئة) او (وقف اطلاق نار وهدنة) او (تواصل عدوان):

خالد عبد القادر احمد

2012 / 11 / 17
القضية الفلسطينية




كان من المقولات التي استخدمت لاقناع المجتمع الفلسطيني خاصة, والمجتمعات الاقليمية عامة, بمقولة السلام, القول ان وضع الحرب يوحد مكونات الكيان الصهيوني, وان مقولة السلام تفككه, وقد اثبت العدو الصهيوني بذاته خطأ هذه المقولات و( عبثيتها ) فالاهداف الصهيونية, هي موجه الحركة الصهيونية في الحرب والسلم, وقد قدم السوك الصهيوني باهدافه وسلوكه البرهان على هذه الحقيقة, وبقي في كلا الحالين متحدا في بنائه وتوجهاته, وعلى العكس فان الوضع الفلسطيني والاوضاع الاقليمية هي التي شابها التفكك, في حالي الحرب والسلم, لانها خاسرة في كلا الحالين في حين ربح الكيان الصهيوني في كليهما, اما الفارق بين الطرفين والذي ينتهي الى نتائج متعاكسة, فنجده في وحدة الايديولوجية السياسية الصهيونية, وما تستنبته من انتظام صهيوني, والتباين الايديولوجي السياسي الاقليمي, وانعكاساته في المجتمع الفلسطيني, وما يعكسه تعددية وتفاوت وانفلات من الانتظام فيها,
لذلك لم يكن غريبا ان يلتفت عدونا الصهيوني الى هذا العامل ويوظفه في ادارته لصراعاتنا عن بعد, فيعمل على اشاعة المزيد من الفوضى في وضعنا خلال السلم والحرب معا. فها هو خلال السلم يجرد المجتمع الفلسطيني من بنيته الاقتصادية بالاستيطان, والمعيشية بمنع البناء وهدم المنازل, والقدرة الانتاجية بتدمير مؤسسات الانتاج ونطاقاتها وحتى حرمانها من الماء ورفع تكلفتها واغلاق مجالات حرياتها,
اما في حالة الحرب فانه يعمل على تدمير المؤسسات السلطوية كمؤسسات الامن والسيطرة والمتابعة والادارة والتنظيم, وهو ما فعله خلال اجتياح الضفة الغربية, وها هو يكرره في غزة خلال هذا العدوان, فيوجه طلعاته الجوية لضرب مؤسسات هذه المجالات دون اي مبرر عسكري,
ان ما سبق يؤكد على ان الكيان الصهيوني هو الذي يشن حرب وجود على الصعيد الفلسطيني, وحرب اخضاع وسيطرة على الصعيد الاقليمي, في حين ان الطرفين الفلسطيني والاقليمي يعملان على استنبات وضع تعايش مع هذا العدو الذي يدرك جيدا ما يريد, في حين لا ندرك نحن الممكن من المستحيل,
ان وضع التعايش بالنسبة لهذا العدو, هو وضع مؤقت مرحلي, وظيفي, لكنه لا لجأ له بسبب توازن القوى الاقليمي, فهذا محسوم امره لصالحه, لكنه تعايش مع خلل توازن القوى مع مراكز القوة العالمي الذي لا يسمح له بالتوسع باستخدام امكانيات القوة لديه لتنفيذ منظوره بالسيطرة الاقليمية المطلقة, وهذه المعادلة هي التي تحكم الان سعة حجم عدوانه على غزة,
فمن الواضح ان الاهداف العسكرية التي يراها في الكينونة السياسية لقطاع غزة,ي هي اهداف بنيوية تتطلب اعادة صياغة, حيث يعالجها على المستوى السياسي عن طريق ( الاغتيالات ) و يعالج بنيتها التحتية عن طريق ( ضرب قدراتها القتالية ) و يعالج قدرتها قدرتها على السيطرة والتحكم عن طريق ضرب ( مؤسساتها السلطوية ), ومن الواضح ان الخاسر الاكبر من ذلك هو حركة حماس,
اما المدى الذي سيذهب اليه العدوان الصهيوني بهذا الصدد, فهو احد الخيارات التي اشرنا اليها في عنوان المقال, والتي لكل منها عامله الخاص,
فوقف اطلاق النار على اساس التهدئة يعني وجود حالة توازن قوى لا يستطيع معها الان العدو الصهيوني لاسباب ذاتية واقليمية وعالمية حسم المعركة, فيقبل تهدئة تؤجل توقيت الحسم الى فترة قادمة
او وقف اطلاق نار على اساس هدنة تعني وجود ضرورة تعايش سياسي لها ايضا من الاسباب ما يبررها
او الاستمرار في العدوان على اساس محاولة تصفية حركة حماس وذلك يعني ان قدرة الحسم العسكري متوفرة وقدرة التعايش السياسي مفقودة بين الطرفين, وان الاوضاع الاقليمية والعالمية تسمح بالوصول لهذه النتيجة
ان تقسيم العدوان الى مراحل اذن لم يكن تقسيما عسكريا بحتا بل تقسيم عسكري سياسي كان مهمة المرحلة الاولى منه ( مرحلة القصف الجوي ) ايصال رسالة لحركة حماس تحمل الشروط السياسية الصهيونية والمتمحورة حول قبول وجود حركة حماس وسلطويتها في القطاع بشرط بقائها كحالة انشقاق وتطويعها لباقي فصائل المقاومة وتجريد القطاع من وضع وثقافة المقاومة المسلحة, وهو ما ترفضه اسسه حتى الان حركة حماس, بفعل المكتسبات التي جنتها اخيرا وخصوصا منذ فوز الاخوان المسلمين بالسلطة في مصر, وبعد زيارة امير قطر لها في القطاع, وهي عوضا عن الاستجابة للشروط الصهيونية الحقت ببردها العسكري العنيف بثالوث نتنياهو ليبرمان باراك حرجا شديدا الحق ضررا رئيسيا بفرصة تحالفهم الانتخابية وقدرتهم على مواجهة الضغوط الامريكية, مما نقل العدوان الى مرحلة الاجتياح البري الذي لا تزال الاطراف الدولية والاقليمية ان تتفاداه, مما يضعنا امام تساؤل عن مقدار ادراك قيادة حماس للمخاطر التي يعنيها ذلك ومقدار استعداداتها لمواجهة هذا الاحتمال
اننا نامل ان تكون حسابات حركة حماس قد اخذت بعين الاعتبار ما اشرنا اليه سابقا والاحتياطات اللازمة لتفادي هذا المخطط الصهيوني, فاولا واخيرا وضع المقاومة المسلح في قطاع غزة هو انجاز وطني فلسطيني يجب الحفاظ عليه, والخلاف حول منهجيته قابل للحوار الداخلي الفلسطيني, وامكانية تحويله من انجاز في خدمة الامارة الى انجاز في خدمة التحرر ممكن جدا,












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهجوم الإيراني على إسرائيل.. هل يغير الشرق الأوسط؟| المسائي


.. وزارة الصحة في قطاع غزة تحصي 33797 قتيلا فلسطينيا منذ بدء ال




.. سلطنة عمان.. غرق طلاب بسبب السيول يثير موجة من الغضب


.. مقتل شابين فلسطينيين برصاص مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغر




.. أستراليا: صور من الاعتداء -الإرهابي- بسكين خلال قداس في كنيس