الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لسنا خليفة الله

وليد فاروق

2012 / 11 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يوجد الكثير من الأشياء العجيبة التي تشبعنا بها في تربيتنا الدينية والتي أصبحت لدينا الآن من المسلمات ومنها أننا خليفة الله في الأرض...
سوّل لبعض الناس أخذ هذا المنطق كأنهم يمثلون الله على الأرض.. نسوا بشريتهم ونسوا قدرهم وادعوا أنهم طالما يملكون الدين فهم خلفاء الله ورضا الله من رضاهم وإرادة الله تكمن فيهم، فصاروا يتحدثون عن الحق كأنهم هم أصحابه فقط ويتحدثون عن الجنة كأنهم مالكيها .. يتحدثون بثقة وعدوانية وكأنهم أخذوا فقط صفة المتكبر من أسماء الله الحسنى.
ما هذه الثقة العمياء التي نتحدث بها نيابة عن الله؟؟ من نحن كي نشعر أننا وكلاء الله حقاً على الأرض؟ هل عمّرنا الأرض فعلا كما طُلب منّا؟ هل نشرنا الحب والطيبة والتسامح ومحونا الآلام من عالمنا؟؟ لا تحدثوني عن رحمة الدين أرجوكم فالرحمة إن لم تظهر في أفعالنا فلا داع أن نذكرها في أقوالنا أصلا...
بأي حق ندعي أننا خلفاء الله على الأرض وهي تئن من الدماء والدمار والألم.. فقط بسببنا! .. كلنا مدانون حتى رجال الدين الذين يتحدثون باسم الله ليلاً ونهاراً .. من أوحى لنا أننا عباد الله الصالحون الذين يرثون الأرض بما عليها؟ متى نما البغض والكراهية داخلنا حتى ظننا أننا مؤمنون حقاً .. وكل أمة سوانا هي مفي النار.
لماذا نصر على لعب دور أكبر منا وفعل الشيء الوحيد المحرم علينا ألا وهو تقمص دور الله والتحدث باسمه .. فترانا نغضب ونتعصب ويركبنا الجنون إن سمعنا صوتا معارض لنا .. فكيف يعترض شخصاً على إرادتنا التي هي "في نظرنا" من إرادة الله ذاته.
ربما يصل الأمر طبعا للقتل وإراقة الدماء تحت لواء الله ... الله الذي هو أهون عليه هدم كل بناء مقدّس على الأرض ولا أن تسيل قطرة دماء بريئة على أرضه..!
كانت الدماء أقدس المقدسات لكننا لم نراع حرمتها واستبحناها وجعلناها أهون علينا من سكب الماء.. ثم لازلنا مصرين أننا نمثل إرادة الإله على الأرض!!
متى سندرك أن الدين ليس له أي قيمة إن لم ينشر السلام في ربوع الأرض.. وكثيرا ما يتحوّل الدين إلى مصيبة إن ساهم في نشر التعصب والكراهية والتمييز، الذي يقود إلى القتل طبعاً وارتكاب المذابح بدعوى تطهير الأرض من الدنس.
متى سندرك أن حساب كل نفس عند ربها وليست عندنا.. الحساب الإيماني مهمة الله وحده وقد كرر الخالق هذا المفهوم بطول القران وعرضه.. الله وحده المسئول عن حساب البشر وعن سرائرهم.. إن كنا حقا نؤمن بهذا فلم نصر على التدخل في نفوس البعض.. ونحكم على الأشياء بفهمنا البشري العقيم، وكأن الله يملك نفس عقولنا وحيثيات حكمنا.. سبحانه وتعالى عما يشركون.
نحن أحقر بكثير من أن نكون خليفة الله في أرضه... تواضعوا قليلاً وفكروا قليلاً.. هل نحن حقاً نملك الحق؟ أم نحن ضائعون.. أم نحن منافقون.. أم نحن فقط قوم لا يعلمون؟؟
راجعوا أنفسكم .. أبحثوا مجددا عن معنى الأشياء... فتشوا عن قلوبكم الضائعة.. لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً....
ودمتم
وليد فاروق...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك