الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس بين جهوزية الاجتياح البري الصهيوني ووساطات وقف اطلاق النار:

خالد عبد القادر احمد

2012 / 11 / 19
القضية الفلسطينية



[email protected]

في مسرحية مدرسة المشاغبين, يقول عادل امام انا عايز حتة اد كدة, وانا حر اخد الحتة اللي تعجبني, ويبدو ان كتابنا في معالجاتهم للعدوان على غزة, تقمصوا دور ومقولة عادل امام في المسرحية, وها هو كل واحد منهم اخذ القطعة التي اختارها من صورة العدوان وهو يحاول مطها لتصبح هي الصورة الكاملة للحدث, فسماء المنطقة والعالم تضج بصواريخ الاشتباك العسكري وايضا بصواريخ الاشتباك الايديولوجي السياسي والاعلامي والنفسي ايضا,
بعض كتابنا منطلقه الحماسة وبعضهم منطلقه الرغبة واخرون منطلقهم الانحياز, ومن النادر ان تجد منهم من منطلقه الموضوعية, فماذا تقول الموضوعية هنا
1- ان استقلال وقائع الاشتباكات المحلية والاقليمية ليس على تلك الدرجة من التحرر من الاشتباك مع وقائع الصراع العالمي, وان اطر الصراع العالمي تبقى هي حاوية اطر الاشتباكات الاقليمية والمحلية, وناظمة اتجاهات حركتها
2- ان الاجندات السياسية الاجنبية تقرأ جيدا بنية الوقائع المحلية والاقليمية, وتعرف اولويات التعامل مع بنيوتها, وهي تبعا لذلك تعمل على اعادة تحديد وظيفتها الجيوسياسية العامة وفق احتياجات مصالح الاجندات الاجنبية الخاصة
3- ان الصورة السياسية الفلسطينية يتصدرها تكتل (حركة فتح ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية) يليه ( حركة حماس بتناقضاتها) ومن ثم حركة الجهاد الاسلامي واخيرا المتبقي من الفصائل الفلسطينية
4- ان اخطر ما في قطاع غزة على هذه الاجندات السياسية الاجنبية هو ثقافة المقاومة وسلاحها بما يمنحه من قيمة مضاعفة لموقف وحراك غزة السياسي, ويجعله احد اهم مكتسبات الانجاز الوطني الفلسطيني الذي يجب الحفاظ عليه
5- ان الاطراف الثلاث الاولى من اللائحة الفلسطينية على اتصال وثيق بمحاور واطراف الصراع الاقليمي توافقا و تصارعا, وهم من خلال هذا السياق الاقليمي منخرطون في الصراع العالمي وتعكس حركتهم نتائج متناقضة عليه,
بالنسبة للاجندات العالمية والصهيونية والاقليمية ولكل منها اسبابه, فانها جميعا تتفق على ان التخلص من البند الرابع المتعلق بسلاح غزة وثقافة المقاومة, هو الاهم, لانعكاساته السلبية على حراكهم عالميا واقليميا ومحليا, وهو حراك يتمحور حول مقولات تسوية صراعات الشرق الاوسط, التي يعترضها حدة الصراع الفلسطيني الصهيوني, وشروطه غير القابلة للتوافق, فتسوية هذا الصراع لن تكون ممكنة طالما انها تتجاوز الحقوق الفلسطينية الموضوعية الطبيعية, غير القابلة للالغاء والشطب, حتى بقوة العنف والجبر كما اثبتت التجربة حتى اللحظة, وذلك مما يضاعف من اهمية وضرورة معالجة ثقافة وسلاح المقاومة في غزة,باعتبارها نار ارشاد لباقي المجتمع الفلسطيني, بعد ان عالجهبصورة خاطئة تكتل ( فتح منظمة التحرير ومؤسسات السلطة ) ان في مجال علاقة الشتات بثقافة المقاومة وسلاحها او في الضفة الغربية, ولا يزال يعترض ذلك وضع غزة, الامر الذي وضع الصورة الجيوسياسية للقطاع في صدارة الاهتمام الصهيوني والعالمي والاقليمي, ومنحه اولوية الاهتمام, خاصة بالنسبة للكيان الصهيوني, بعد ان بات حراك حركة حماس السياسي على درجة اقل من التناغم ( الموضوعي ) مع مسار تحقق الاجندة الصهيونية ومنظورها في التسوية والذي هو على تعارض مع المنظور العالمي والاقليمي والفلسطيني
ان الشكل الذي تجسد به تعارض حراك حماس السياسي مع حراك الاجندة الصهيونية اخذ صورة انتقال ( قيادة حركة حماس الخارج ) الى خندق مقولة حل الدولتين, وتغير موقفها من قضية ممانعة النفوذ الامريكي في المنطقة, وانعكاساته على ملف المصالحة الفلسطينية, والذي يعني تعديلات جوهرية على الاساس الايديولوجي السياسي المتمحور حول مقولة المقاومة المسلحة والذي كانت تعتاش عليه حركة حماس بشكل عام, و ( قيادة الداخل ) على وجه الخصوص, وقد اثقل هذا الانتقال مهمات قيادة الداخل بموضوع التمويل والتسليح, وفرض عليه مواجهات هي في غنى عنها خصوصا مع حركة الجهاد الاسلامي وثيقة الصلة بايران ومحور ممانعة النفوذ الامريكي, وقد تجلى كل ذلك بحالة تباينات المواقف والاتجاهات بين قيادة حماس في الداخل عن مواقف واتجاهات قيادة حركة حماس في الخارج مما عطل مرارا البدء بتنفيذ اتفاقيات المصالحة الفلسطينية, وهي نقطة التقاطع لكل هذه المواضيع,
لقد عرض على قيادة حماس الداخل الاغراءات المالية, وتفكيك الحصار السياسي عنها, حيث جسدت زيارة امير قطر لحركة حماس في الداخل هذا النهج, غير ان قيادة حماس الداخل وفي تفسير مغلوط منها لمتغيرات الوضع المصري, رفضت الاستجابة لهذه الاغراءات, على توقع منها ان يكون نظام الاخوان المسلمين الجديد في مصر, وبعض البلدان الاخرى, و تجديد علاقتها القديمة مع ايران, بديلا يستحق منها ان تراهن عليه, الامر الذي دفع بشروط صراعها مع الاجندة الصهيونية والاقليمية والعالمية الى وضع الصدام المسلح الراهن, لذلك لم يكن غريبا ان ينال العدوان الصهيوني على غزة تاييدا سياسيا عالميا اقليميا, اعطى للكيان الصهيوني الضوء الاخضر لضرب قدرات حماس العسكرية شرط عدم التورط باجتياح بري, وهو ما تعكسه التصريحات العالمية والاقليمية ايضا,
ان راس حركة حماس ليس مطلبا صهيونيا, لكن المطلوب منها هو راس ثقافة وسلاح المقاومة, وان لا يمثل قطاع غزة خاصرة ذات حساسية امنية بالنسبة له, وهي لا تمانع في بقاء حماس كسلطة لا كفصيل, يصيغ لها الكيان الصهيوني ( عن بعد, او باتفاق مباشر ) مهماتها الامنية في القطاع, وان تبقي فيها على وظيفة شرذمة شرعية التمثيل الفلسطيني, وبعد ذلك لا مشكلة مع الكيان الصهيوني في ان يكون قطاع غزة امارة او دولة اسلامية, فالعامل الامني وانعكاساته الاقتصادية على الكيان الصهيوني هو الاهم في حسابات قيادته السياسية,
الان ينعكس هذا الفهم الصهيوني في المساومات الجارية حول وقف اطلاق النار في غزة, فالكيان الصهيوني لا يخفي فهمه لدور حماس في الصراع مع الفلسطينيين خاصة مع السلطة الفلسطينية, وهذا ما يطرحه بكل صراحة على محاوريه من حماس وباقي الاطراف الاقليمية مصر وقطر وتركيا ومن خلفهم السلطة الفلسطينية, واللذين لا يتعارض موقفهم مع اساس المنظور الصهيوني في مطلب التخلص من ثقافة وسلاح المقاومة, وانما يتعارض مع منظوره للدور السياسي لحركة حماس في التسوية, والمتمحور حول شرذمة الشرعية الفلسطينية, لذلك نرى المبادرات الاقليمية تربط بين وقف اطلاق النار واتمام المصالحة الفلسطينية ( الموقف المصري والمبادرة التركية ) وهو ما لا تعارضه الاجندة الامريكية الاوروبية, التي تعرتض بشدة على نية الكيان اجتياح قطاع غزة بريا,
ان النية الصهيونية بهذا الصدد هي نية حقيقية, لا يمانع الكيان الصهيوني في الغاءها اذا تحققت الشروط الصهيونية ( تصريحات ليبرمان عن الهدنة طويلة الامد ) غير ان الكيان الصهيوني يطرحها بصورة اعلامية مكثفة من اجل ابتزاز حركة حماس وباقي الاطراف الفلسطينية والاقليمية والعالمية سياسيا من اجل الموافقة على الشروط الصهيونية سابقة الذكر في اي اتفاق وقف اطلاق نار محتمل, وهي سياسيا تلعب نفس دور الملف النووي الايراني, ويجري تسويقها اعلاميا بنفس الكثافة ان لم يكن اكثر, غير ان ذلك لا يعني ان الكيان لن يلجأ لاشكال محتملة من الاجتياح البري في حال لم يتم التوصل الى اتفاق الان, ليشكل الاجتياح البري بذاته تاليا مسارا موصلا لنفس اتفاق وقف اطلاق النار,
في مقالنا السابق قلنا ((ان الخيار ( الوطني ) الوحيد امام حماس, هو الحاق هزيمة عسكرية كبرى بجيش الاحتلال ), وتسائلنا في نهاية المقال اذا كان ذلك ممكنا, فهل امام حركة حماس خيارات اخرى,
يقال ان عدم انتصار القوي هزيمة وعدم هزيمة الضعيف انتصارا, ومن الواضح ان حركة حماس لا تستطيع الان ان تلحق بجيش الاحتلال هزيمة كبرى, غير انها تستطيع تفادي تلقيها ضربة عسكرية سياسية قاضية, وبذلك فانها تحفظ على الاقل على وجودها وبقائها.....الخ, خاصة بعد ان انكشف لها ان التاييد الاقليمي لها زائف وجبان, وله مصالحه الخاصة في هزيمة قطاع غزة, واحدها على الخصوص اهمية استقرار اوضاع سيناء الامنية بالنسبة للنظام في مصر, والذي سيحرص هذا النظام على تحقيقه حتى لو كان راس ثقافة وسلاح المقاومة في قطاع غزة ثمنا له, ولا يجب وهذه الحال قبول سحب السفير سقفا اعلى لقوة وقدرات مصر الجيوسياسية, خاصة ان مصر والاردن وغيرها هي مراحل صهيونية تالية,
فنحن رغم تعارضنا الايديولوجي السياسي مع حركة حماس الا ان ذلك لا يضعنا في صف العداء لها, ولذلك نذكرها هنا بتجربة اجتياح لبنان عام 1982م وشعارات الانتحار التي طرحها البعض حينذاك كي تتبناها الثورة الفلسطينية, فرفضت قيادة الثورة وتقبلت هزيمة عسكرية واحرزت تاليا انتصارات سياسية, وها هم يطرحوها الان على حماس في محاولة تاجيج لرجولة وطنية لا محل لها سياسيا, غير انها لعب بالراس يودي الى تهلكة الاجتياح البري,
ان بناء القدرات مسالة فنية وهي اسهل من بناء السياسات وهي مسالة ايديولوجية سياسية, اثبتت تجربة حركة حماس ذاتها ان المقولة الوطنية فيها اهم من المقولة الطائفية, فها هم ممثلو المقولة الطائفية المصرية والليبية والتونسية وغيرهم يخذلون حركة حماس في المعركة وهم ياخذون في الصراع موقع الوسيط حتى لو قالوا انهم شريك, وقيادة حماس ليست اطفالا ولا هؤلاء اولياء امورهم يلهونهم بما لا يضرهم كما يقول المثل, ومن هنا فاننا نثمن عاليا موقف قيادات حماس ( الخارج ) حيث اشهرت تاييد توجه منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية للجمعية العامة للامم المتحدة, لنيل صفة دولة غير عضو, فهذا التاييد يسهم في تاسيس سياسي سليم لعملية المصالحة بين الطرفين, وندعوا قيادات الداخل في حماس ان تدرك مدى جدية الوضع الذي بات عليه وجودها, وان تبدأ في استقبال رجالات السلطة على ارض القطاع عوضا عن رفض استقبال رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني, ليكون التفاوض على المصالحة, بين الطرفين الفلسطينيين, مباشر على ارض فلسطين عوضا عن ان يتم بالوساطة في عواصم اقليمية,
وعوضا عن عزل قيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية عن التفاوض بشأن وقف اطلاق النار فالاجدى في ذلك هو اصرارها على اشراكهم فيها, ولا يعني ذلك موافقتهم او الاخذ بكل ما يطرحون, لكنه يحمل المفاوض الصهيوني عبئا اكبر, فالضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وطن تشتبك وتتقاطع مصالحه في الاتفاق المحتمل عقده لوقف اطلاق النار, تماما كما تضررت مصالحه حين عقد اتفاقيات اوسلو
ان اصرار منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية على التوجه للامم المتحدة رغم حدة الوضع في قطاع غزة, يعكس اصرارا وطنيا سياخذه المفاوض الصهيوني بعين الاعتبار عاجلا او اجلا, كما ان الحفاظ على استقلال وسيادة قطاع غزة وتفكيك حصارها مصلحة سياسية فلسطينية عليا في حال المصالحة لانه يعني تفكيك حصار حركة القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية ايضا وهو يقطع الطريق على نوايا سياسية صهيونية خبيثة لا تظهر بوضوح الان في صورة التفاوض على وقف اطلاق النار
فطلب الكيان الصهيوني ضمانات مصرية لتنفيذ الاتفاق, لا يعني زيادة الدور المصري في القطاع او دورها الامني تجاه الكيان الصهيوني فقط, وانما محاولة من الكيان لضمان اشتراك مصر في تنفيذ المنظور الصهيوني للتسوية كما صيغ مسبقا في ملاحق اتفاقيات كامب ديفيد, ( الحكم الذاتي الاداري الثقافي ) وهو السقف الذي يصر الكيان على عدم السماح لاي طرف اقليمي او عالمي بتجاوزه,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - محبوط عباث
م خ ( 2012 / 11 / 19 - 16:14 )
بعض كتابنا منطلقه الحماسة وبعضهم منطلقه الرغبة واخرون منطلقهم الانحياز, ومن النادر ان تجد منهم من منطلقه الموضوعية, فماذا تقول الموضوعية هنا

والله كلك موضوعية......بتضحك علي حالك والا علي مين يا شاطر؟
لازم اللي كاتب هذا الكلام محبوط عباث


2 - نعم نعم نعم
نبيل ( 2012 / 11 / 19 - 16:59 )
لماذا لا تسطيع حماس و السلطة قراءة هذا التحليل... أين الثغرة في الوعي الفلسطيني؟

اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار