الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الكينونةُ مأساةً و استحالةً
ياسين عاشور
كاتب
(Yassine Achour)
2012 / 11 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
سُؤَالُ الكَيَانِ أرَقُ الإنْسَانِ فإِذَا استَكَانَ آلَ إلَى الخُسْرَانِ ... ] ياسين عاشور [
***
لا أدري ما الذي يدفعني إلى أنّ أعتزّ بانتمائي العرقي أو الوطني أو الديني ؟ و هل عليّ أن أقضي حياتي في الدّفاع عن عناصر هذه المكوّنات الهوويّة ؟ و أنا الذي لم أختر حتّى تركيبتي البيولوجيّة , هل عليّ أن أبقى مدينًا لوالديّ لا لسبب إلا لأنّهما دفعا بي كرهًا إلى عالم بائس فحمّلاني أوزارًا كنت في غنى عنها ؟ أ يجب أن أمضي العمر في تمجيد إله يطالبني بذكره في كلّ لحظة و يمنّ عليّ بعطائه لأشكره ؟
لست أدري ما الذي يدفعني إلى مواصلة وجود لا أرى من ورائه طائلا , إلا الشّقاء و لزوم ما لا يلزم . تحيط بي الأوثان من جانب , قيم و وطن و لغة و دين و عائلة و مجتمع و هويّة و تاريخ . أنا ابن هذا الزمن , أتحمّل ما لا أطيق من صفحات التّاريخ , لكنّني سأمزّقها يومًا ما و أمضي .
***
إلى متى ستبقى الشعوب ضحايا الخرائط الجيوسياسية و التحالفات و المؤامرات التي تحوكها آلهة الطغيان ؟ أي وجهة لذلك المستضعف الذي تحاصره العذابات من كل جانب ؟ أ قدرنا أن نبقى رهائن لأقدار تكتبها مراكز البحوث الاستراتيجية ؟
أي إنسان هذا و أي مستقبل . شدّتني صرخة نيتشويّة من رحم العدم أطلقها منذ أكثر من قرن و لا تزال تعبّر عمّا يخالج كلّ إنسان أدرك انسداد أفق هذا العالم الفاني :
"نحن فقدنا أيضا محبّة الإنسان، وتهيّبَ حرمته، والرجاءَ فيه، بل وإرادتَنا له. ألا إنّ بنا سأماً من منظر الإنسان - وما هي العدميّة اليوم، إن لم تكن هذا ؟... لقد سئمنا من الإنسان..."
***
أن أنثُرَ للرّيح بعضًا من ذاتي الأخرَى
أن أبصرها في حطام مرآةٍ قديمةٍ
هو ذا أنت ... أيّها العابث على عتبة الوقتِ
سلامٌ من آلهة الحزن إليكَ :
لا تشربْ نخبَ سعادتكَ ,
فالعلقم يرسب في الأكواب المنسيّهْ
لن يدركك الطّوفانْ
لأنّك عاليا حطّمتَ ألواح التاريخِ ... و نمتَ .
فاغنمْ سَكَنَ اللّيلِ
و ذرِّ الوجع للإنسانْ
هو ذا أنت وحيدٌ ... أيّهَا الماحي لأشرعةِ الوقتِ
سلامٌ من آلهة النسْيانْ
إليك َ .
***
و كأنّ سِيرتي مبنيّةٌ عَلَى الهَزِيمَةِ أستبقها فتسبقني حتّى خلت أنّي مصاب بالشؤم ; لكن قيل لي أنّه كسلٌ وجوديّ و قلقٌ طفوليّ لا ينجرّ عن كسبٍ و جهدٍ و إنّما عن تهويماتٍ جبانةٍ .
قرّرت أن ألقي اليأس وراء ظهري و أشرع في سبرِ الأغوار و شقّ الدّروب حتّى و إن كانت لا تفضي إلى أيّ مكانٍ : إنّها الشّجاعة من أجل الكينونةِ .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشيف عمر يجهز أشهى برياني وكبسة ومندي شغل أبو راتب ????
.. الذيل أو الذنَب.. كيف فقده الإنسان والقردة قبل ملايين السنين
.. في تونس.. -الانجراف- الاستبدادي للسلطة يثير قلق المعارضين •
.. مسؤول أميركي: واشنطن تنسق مع الشركاء بشأن سيناريوهات حكم غزة
.. إسرائيل تعلن القضاء على نائب قائد وحدة الصواريخ في حزب الله