الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للحقِّ شرع وللباطل شرع

سمير إبراهيم خليل حسن

2012 / 11 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



"وَقُل جَآءَ ٱلحَقُّ وَزَهَقَ ٱلبَـٰـطِلُ إِنَّ ٱلبَـٰـطِلَ كَانَ زَهُوقًا" 81 ٱلإنسان.
"وَنَزَّلنا عليكَ ٱلكتَـٰـبَ تِبيَٰنًا لِكُلّ شىءٍ وَهُدىً وَرَحمَةً وَبُشرى للمسلمين" 89 ٱلنحل.
"ٱللَّه نَزَّلَ أَحسنَ ٱلحديثِ كِتَـٰـبًا مُتَشَـٰـبِهًا" 23 ٱلزمر.
هذا ٱلقول هجره قوم ٱلرسول وٱتبعوا ما قاله شيوخ ٱلسَّلف. وقد ظنُّوا أنّ للرسول حديث أخر يبيّن لهم ما لم يبيّنه ٱللَّه فى كتابه. وجمعوا ذلك ٱلقول فيما يسمّى "كتب الصحاح". ويقوم ٱلسَّندُ فى تلك ٱلكتب على قول منقول من شخص إلى أخر عبر أجيال وبواسطة سمع كلٍّ منهما.
وإلى ٱليوم يظنُّ شيوخ ٱلقوم أنّ كتب تلك ٱلسنّة. ومعها كتب ٱلفقه وٱلتفسير. هى ما شرعه ٱللَّه. وأشركوا تلك ٱلكتب مع كتاب ٱللَّه (كتاب الله وسنّة رسوله). وجعلوها حاكما على ٱلقرءان تُبطل ٱلقول فيه (تنسخه فى لغوهم). وفيهآ أنّ ٱلقرءان ليس بيانا لكلِّ شىء. وأنّ ٱلسنة هى ٱلتى تبيّن.
ٱلجاهلون لا يدرون أنّهم جاهلون. ويظنُّون أنّهم علمآء شرع ودين بما يتعبّدون. وهم لا يدرون أنّ ٱلقول منه ما هو علم يعرّف حقًّا. ومنه ما هو كذب وتخريص. وأنّ للحقِّ أجنحة (أبعاد) ثلاثة ورباع وخماس وتزيد:
"ٱلحَمدُ لِلَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمـٰـوٰتِ وٱلأَرضِ جاعِلِ ٱلمَلَـٰۤـئِكَةِ رُسُلًا أُوْلِىۤ أًجنِحةٍ مَّثنَىٰ وثُلَـٰـثَ ورُبَـٰعَ يَزيدُ فِى ٱلخَلقِ مَا يَشَـاۤءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىءٍ قَدِير" 1 فاطر.
وأنَّ للعلم بٱلحقِّ شعآئر ثلاثة:
"ولا تَقفُ ما ليسَ لَكَ بِهِ عِلم إنَّ ٱلسَّمعَ وٱلبَصَرَ وٱلفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَـٰۤئِكَ كان عنه مَسئولا" 36 ٱلإسرآء.
فلا حقّ من دون أجنحة (أبعاد). ولا علم ولا عالم من دون ٱلشعآئر ٱلثلاثة.
ٱلحقَّ ٱسم للَّه وبه خلق ٱلسّمَـٰوٰت وٱلأرض:
"وهو ٱلَّذى خَلَقَ ٱلسَّمٰوٰتِ وٱلأرضَ بٱلحقِّ ويومَ يقولُ كُن فيكُونُ قَولُهُ ٱلحقُّ" 73 ٱلأنعام.
"فَذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلحَقُّ فَمَاذَا بَعدَ ٱلحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصرَفُونَ" 32 يونس.
وللحقَّ شأن كلّ يوم:
"يَسئَله مَن فى ٱلسَّمٰوٰت وٱلأرض كلَّ يومٍ هو فى شَأنٍ" 29 ٱلرّحمٰن.
فمَن يعبد ٱللَّه لا يقفُ قولا من دون قيام له على شعآئر ٱلسمع وٱلبصر وٱلفؤاد. وهى شعآئىر أىّ قول يعلّم ويعرّف حقًّا فى وقت من ٱلأوقات. ومن دون ٱجتماع لهذه ٱلشعآئر فٱلقول عنه باطل وقآئله ضآلّ وشرعه باطل.
ومّن يوثن على قول هلك لا شأن جديد له. ويضعف ويهلك بما وثن عليه.
وفى ٱلقرءان وصيّة ٱللَّه لعبده ٱلإنسان بشرع ٱتحادىّ من ٱلدِّين (دستور لحكم فيدرالىّ):
"شَرَعَ لكم مِّن ٱلدِّين ما وصَّىٰ بهِ نوحًا وٱلَّذىۤ أوحينآ إليكَ ومآ وصَّينا بهِ إبرٰهيمَ وموُسَىٰ وعيسىٰۤ أن أقيمواْ ٱلدِّين ولا تَتَفرَّقواْ فيهِ كَبُرَ على ٱلمُشركينَ ما تدعوهم إليهِ ٱللَّهُ يجتبىۤ إليه مَن يشآءُ ويهدىۤ إليه مَن يُنيبُ" 13 ٱلشُّورىٰ.
ومَن عمل بٱلوصية عَبَدَ ٱللَّه فٱرتفعت مكانته. ومَن لم يعمل بها فسق وضعف فٱنخفضت مكانته.
فهل عبد قوم ٱلرّسول ٱللَّهَ فيما وصى وشرع؟
وهل يعبدونه ٱليوم بما يطلبون من طغوى لشرع وثنىٍّ ورثوه من دون شرع غيرهم؟
وهل يعبدونه وهم يتبعون ما وصفوه بقولهم "سنّة للرسول"؟
ما جمعه شيوخ ٱلسلف يقوم على ٱلسمع وحده: (عن فلان.. عن.. عن.. أنّ فلان سمع النبي يقول..). وهذا ما يعبدون تربية وتعليما وتشريعا. وكلّ ما جُمع يخالف ٱلحقَّ وٱلقول عنه. ويخالف وصيّة ٱللَّه ٱلذى يعلم ويُوصى وقوله ٱلحقُّ.
فهل فى هذا ٱلجمع سمة علم وعالم؟
وهل مَن يتبع هذا ٱلمجموع بٱلسَّمع وحده عالم أم جاهل؟
ٱلوصف بكلمة "علم" للقول وبكلمة "عالم" للقآئل. يقوم على ما جآء فى وصيّة ٱللَّه لعبده ٱلإنسان. وهو ما يطلبه ٱلبحث ٱلعلمىّ فيما يعلنه علمآؤه من قول. وكلّ قول لشخص لا يقوم على شعآئر ٱلسمع وٱلبصر وٱلفؤاد. هو قول باطل قاله جاهل مهما كان شأنه فى قومه. ومَن يتبعه جاهل مهما كثر تعظيمه وتفخيمه بقول ٱلباطل. وهذا هو حال شريعة ٱلقوم وحال شيوخها وحال أتباعها.
لم يكتفِ ٱللَّهُ بوصية ٱلشعآئر ٱلثلاثة. بل بيّن لعبده ٱلإنسان أنّ ما علم به فى وقت مضى لا يغنيه فى وقت حاضر:
"كُلُّ شَىءٍ هَالِك إلا وجهَهُ لهُ ٱلحُكمُ وإليهِ تُرجَعُونَ" 88 ٱلقصص.
ومَن يعبده لا يجعل من علمه "صنما". ولا يوثن عليه ينسخه ويجدد نسخه وكأنّ ٱلحقّ ثابت لا حركة فيه. بل يسير فى ٱلأرض ينظر ليعلم بٱلحقِّ وحركته. ويحنف عمَّا علم به فيما مضى. ولا يتوقّف عن ٱلنظر وٱلعلم وٱلحنف إلا بموته.
فما جُمع بوسيلة ٱلسمع وحده. باطل لا حقّ فيه ولا علم ولا علمآء. وقلوب عابديه تعمى عمَّا شرع ٱللّه ووصَّى به نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومآ أوحىۤ إلى محمّد. ليقيموا ٱلدِّين معا ولا يتفرّقون أحزابا وشيعا.
وبما وثن عليه ٱلعابدون. تركوا ٱلقرءان مهجورا. ولم يتخذوا رسول ٱللَّه أسوة حسنة فيما كتب من شرع معروف لحكم ٱتحادىّ فى يثرب. ولم يستطيعوا قبوله. ولم يرضوۤا إلا بقبلة ٱلجاهلين!! وٱلسبب أنّهم مسلمون كَرهًا قلوبهم ظلومة جهولة. لا يعلمون بٱلسبيل إلى ٱلإسلام طَوعًا. ويعبدون ما بأنفسهم من مناهج وشرع للباطل. يظنون أنّها مناهج وشرع للحقِّ. ويطلبون حكما بشرع باطل وثونوا عليه يحرسوه وينسخوه. وبه يتسمَّى شيوخهم بٱسم ٱلعلمآء وهم أجهل مَن ٱلأرض وأكثرهم كفرا بجهلهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س