الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقف إطلاق النار

يوسف غنيم
(Abo Ghneim)

2012 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



أعلنت الرئاسة المصرية عن التوصل لوقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية يقوم على مبدأ الهدوء مقابل الهدوء ويترتب عليه الإلتزامات التالية :-
• توقف إسرائيل الهجمات البرية والجوية والبحرية على قطاع غزة .
• توقف إسرائيل سياسة الإغتيالات .
• تتوقف إسرائيل عن الإجتياحات لأراضي القطاع .
• تلتزم المقاومة بوقف إطلاق الصواريخ والهجمات الحدودية من القطاع .
كل طرف يدعي أنه إنتصر بالمعركة ويحاول تسويق الإنتصار لجمهوره لتبرير قرار وقف إطلاق النار نتنياهو إدعى أن إسرائيل حققت اهدافها بالكامل فقد تمكنت من تدمير مخزون الصواريخ ودفعت المقاومة إلى كشف إمكانياتها التسليحية ، كما تمكنت من تصفيت العديد من القيادات العسكرية الميدانية إضافة إلى إغتيال أحمد الجعبري أهم القيادات العسكرية لحماس والذي إستطاع من خلال علاقاته بسوريا وإيران وحزب الله من تطوير إمكانيات المقاومة .
حماس من جانبها تقدم الإتفاق على أنه ثمرة لصمود المقاومة التي إستطاعت ضرب العمق الصهيوني .
الواقع السياسي يشير إللى المعطيات التالية :-
حدد الكيان الصهيوني منذ البداية أنه لا ينوي إسقاط سلطة حماس في غزة للعديد من الأسباب وهي :-
• إسقاط سلطة حماس يعني خلق فراغ أمني في غزة سيدفع بقوى جديدة لإشغاله ، والقوى المرشح لذلك الجهاد الإسلامي أو فتح ونظرا لما يشكله الجهاد الإسلامي من خطر جدي على الكيان نتاج موقفه المبدئي من الصراع مع الإحتلال ومن التسوية لا يمكن إفساح المجال له لإشغال هذا الفراغ أما إشغال حركة فتح لهذا الحيز سيؤدي إلى إعادة الشرعية إلى السلطة في رام الله لتمثيل فلسطيني الضفة والقطاع مما يسهل عليها مخاطبة العالم بصوت واحد مجردة إسرائيل من ذريعة إزدواجية التمثيل الفلسطيني وعدم وجود جهة فلسطينية واحدة يمكن الحديث معها .
إذا لم يكن هدف الحرب الإسرائيلية إسقاط سلطة حماس بل إضعافها إلى مستوى يمكنها من الإستمرار بحكم غزة والسيطرة على أداء القوى الأخرى وهذا ما صرح به نتنياهو بالمؤتمر الصحفي الذي أعقب الإعلان عن وقف إطلاق النار لذا لا يمكن لحماس الإدعاء أن إستمرارها بالسلطة من إنجازاتها في الحرب .
وكما إن إدعاء حماس عبر رئيس مكتبها السياسي بأن المعركة هي مقدمة لمعارك قادمة مع الكيان الصهيوني لا تستند إلى أي حقيقة نظرا إلى التالي :-
• تحالف حماس الحالي مع قطر وتركيا ومصر حيث تقوم هذه الدول بدور العراب للمشاريع الإمبريالية بالمنطقة ولن تقدم على تزويد المقاومة بتجهيزات عسكرية الأمر الذي يتطلب من حماس الإعتراف أمام الشعب الفلسطيني بأن التهدئة مقدمة لتسويات مع الإحتلال تبدأ بغزة وتنتهي بالضفة الغربية .
• لعبت مصر دور رئيسي في التهدئة إنطلاقا من دورها المحوري في معسكر الإعتدال العربي الذي يستجدي إسرائيل لقبول المبادرة العربية التي تقوم على الإعتراف والتطبيع مع الإحتلال مقابلة إقامة دولة فلسطينية مطبعة مع الإحتلال .

لقد ساهمت مصر بالوصول إلى هذه الهدنة لتحقيق التالي :
1. إعفاء النظام الرسمي من تحمل تبعيات العدوان الإسرائيلي أمام الجماهير العربية .
2. إفساح المجال أمام الإمبريالية في تنفيذ مخططها في سوريا بعد حالة التفاعل العام في الشارع العربي المندد بالموقف الأمريكي المنحاز بشكل كلي لإسرائيل .
3. ضبط أيقاع الضفة الغربية الذي أخذ منحى تصاعدي بفعل العمل الشعبي المقاوم .
إذا كانت المقاومة قد إنتصرت على الكيان كما تحدث مشعل ورمضان شلح فهل يقدم لنا الإثنين أية ضمانة بتمكين المقاومة من التسلح من جديد لضمان الصمود مرة أخرى في حال عدوان الإحتلال على جماهير شعبنا ؟ وهل ستقوم قوى المقاومة في غزة بضرب عمق الكيان مرة أخرى إذا إعتدى الإحتلال على الفلسطينيين في الضفة الغربية أو الشتات ؟
المؤشرات العامة تشير إلى أن حماس بشكل خاص تحاول تحريك الوضع السياسي المتعثر للإفادة من نتائج "الربيع العربي " الذي أوصل الإخوان المسلمين إلى السلطة متحالفين مع الإمبريالية الأمريكية وهذا ما يفسر الهالة الكبيرة التي أعطاها مشعل لدور الرئيس المصري في إبرام الصفقة
.ما يمكننا الإشاده به موقف الشعب الفلسطيني من العدوان الصهيوني على غزة فقد توحد خلف المقاومة كخيار إستراتيجي و أبدى الإستعدادية والجهوزية لتقديم إستحقاق إلتزامه بخيار المقاومة بقوافل الشهداء والجرحى والمعتقلين وتحمل تبعيات التدمير الممنهج للأحياء الفلسطينية في القطاع وهذا ما يشير إلى أن أي خيار لأي من القوى لا يرق إلى حجم التضحيات لن يمر أبدا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله خلال الس


.. عاجل | الجيش الإسرائيلي يحذر: مطار بيروت سيكون هدفا في هذه ا




.. الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء أحياء في ضاحية بيروت الجنوبي


.. إعلام إسرائيلي: الهجوم الأخير على الضاحية الجنوبية لبيروت سي




.. النرويج.. مظاهرات تضامنية مع لبنان في أوسلو ضد العمليات الإس