الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن والهوية : مقارنة في سيمولوجيا البناء الثقافي بين العرب والإنجلوسكسون

وليد مهدي

2012 / 11 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


(1)

الانجلوسكسون الجرمان وشعوب الغال السلتيين ( الكلتيين ) ، جذور من يسكنون الدانمارك و المانيا وبريطانيا وفرنسا وعموم " الغرب " الاوربي ، هذه الاقوام كانت تعيش حياة بربرية متخلفة في حين كانت روما اكبر امبراطورية في العالم بدايات الالف الميلادي الاول ..
هذه الشعوب كانت من اكثر الامم تاخراً في التاريخ قياساً بالرومان الايطاليين والاغريق اليونان الذين شكلوا الحضارات قبلهم في حوض البحر المتوسط وشمال افريقيا وبلاد الشام ومصر ، وقياساً ايضاً بالعرب الذين صنعوا الحضارة الاسلامية ..

وجه الشبه التاريخي بين البرابرة الجرمان والانجلوسكسون والغاليين السلت من جهة , والعرب من جهة اخرى هو انهم جميعاً اقوام اسسوا لحضارة دينية مسيحية على انقاض الحضارتين الاغريقية الوثنية والرومانية الوثنية التي تحولت في فترة متاخرة لمسيحية توحيدية ..

والعرب اقوام اسسوا لحضارة دينية اسلامية على انقاض وموروث الحضارتين البابلية الاشورية في العراق وسوريا والفرعونية المصرية والفارسية الايرانية ، وايضاً الثقافة الآشورية كانت وبفترة متاخرة من عهودها تحولت الى ديانة توحيدية مسيحية بعد الغزو الروماني للعراق والشام ..
بالتالي , برابرة اوروبا واعراب الصحراء كليهما اسس لحضارة دينية موائمة لانماطها الماضوية القديمة ، لكن ، على انقاض حضارات مدنية " اصيلة " ..
الاسلام هو تمدين لقيم الصحراء ، والمسيحية كانت في اوروبا تمديناً لقيم البربرية الموروثة في اوروبا الغربية القديمة ( بغض النظر عن كون الاسلام والمسيحية ديانات سماوية ) ..
البرابرة الجرمان هم من اسقط العظيمة روما .. واخذوا محلها في التاريخ ..
العرب هم من اسقط فارس ( وريثة المدنيات الشرق اوسطية القديمة ) واخذوا محلها في التاريخ ..
نحن لا نتحدث عن " اعراق " , لا نتكلم عن جيناتنا الوراثية في شريط الــ DNA ..
نحن اليوم نتحدث عن الموروث الحضاري الثقافي , الحافظة الثقافية للامم ، التي لو قمنا بتشريحها تاريخياً لوجدنا فيها " لا وعي جمعي ثقافي " يرجع بجذوره الى الحضارات المدنية الاولى في ارض ما بين النهرين ووادي النيل واثينا القديمة وروما ..

هذا ما سنجده في الاعماق الثقافية العميقة والتي لا نشعر بتاثيرها في ثقافتنا المعاصرة الا عبر رموز ثقافية معقدة ، يمكن العودة لمنهج دراسة هذه الرمزية semiology حسب الفلسفة البنائية وما بعد البنائية وعموم منجزات مفكري وباحثي وفلاسفة ما بعد الحداثة ودراساتهم لعلم الانسان ( الانثروبولوجيا ) ، وهو ليس موضوع اليوم لنتعمق فيه ..
ما يهمنا هو جانب آخر ، السطح الثقافي وما فيه من رمزية وعلاقتها باهم القضايا والمشاكل الاجتماعية السياسية المعاصرة ..
فالوعي الثقافي العربي الشائع يقوم بترجيح القيم التي حلت في العصر العربي الاسلامي من التحول الثقافي قبل 1400 سنة على قيم المجتمع الانتاجي والصناعي الحديث ..
الغرب ، وبفعل الثورة الصناعية وما انتجه المجتمع الصناعي من تحولات اجتماعية فرضت نفسها كحتمية تاريخية تمكن من الخروج من تناقض " المدنية الدينية " التي عانت منها اوربا في العصور الوسطى الكنسية حين كانت الكنيسة تحكم ، ولا تزال الامة الاسلامية تعاني منها اليوم ممثلة بالنظم السياسية ذات الطابع الديني – المدني خصوصا في دول ما بعد الربيع العربي والجمهورية الاسلامية في ايران ..
فالمجتمع الاسلامي لم يتحول الى مجتمع صناعي بعد , ومن السخف تصور امكانية اصلاحه بانتقالة تاريخية الى مجتمع " ديموقراطي " ما بعد صناعي دون المرور بمرحلة المجتمع الصناعي ...!!
(( لان قيم الثقافة الانتاجية الصناعية يبقى محلها فارغ في مسار تطور المجتمع ما يؤدي الى سهولة اضطرابه وانهياره في الفوضى كما يمكن ملاحظة هذا في اكثر المجتمعات العربية انفتاحاً في لبنان وتونس ))
ما يريده جل المثقفين العرب هو تمدين المجتمع دون دراية بماهية التحولات الثقافية التي تجري عبر التاريخ والتي تتبع مسارا طبيعياً في التحول الاجتماعي لا يمكن تجاوز خطواته ومراحله بتفكير طوباوي رومانسي كما يفعل الليبراليين العرب اليوم الذين تصوروا ان سقوط الانظمة الديكتاتورية سياتي بالقوى الليبرالية عبر صناديق الاقتراع ...
ما يحدث هو اكمال المسار الطبيعي لتحولات تاريخ الحضارة الاسلامية كما حدث سابقا مع اوربا ما قبل الصناعة ..
لن يصبح للديمقراطية موطيء قدم حقيقي وفاعل في المجتمع الاسلامي ما لم تتبدل انماط العلاقات القبلية والقروية البدائية القديمة ( علاقات الانتاج البدائي ) بعلاقات جديدة يتميز بها المجتمع الانتاجي والصناعي الحديث ..
هنا نكون قد استللنا المشكلة التاريخية العامة في المجتمع الاسلامي :
تاخر التحول للمجتمع الصناعي كي تحل محلها علاقات انتاجية اكثر حداثة

(2)

نحن العرب بانتمائنا الثقافي انما أخلاف لاولئك الاسلاف الذين سكنوا الصحراء ، القيم التي نحملها هي امتداد لقيم الصحراء في المدينة ..
ثقافتنا هي ثقافة صحراء تحولت للمدنية ، ليست بثقافة مدنية اصيلة كتلك التي كانت في بابل وطيبة وروما القديمة ..
مدننا التي تمدنت بعد الاسلام ، تمدنت وفق نظام جديد من مدنية دينية صحراوية الاسس وليست بثقافة مدن اصيلة كانت في العصور الفرعونية والبابلية البائدة قبل الميلاد ..
( اوربا الغربية الجرمانية تمدنت بعد المسيحية بنفس الكيفية مع فوارق طبعاً ، ومدنيتها الحديثة خلقها التحديث الديني البروتستنتي الذي احل الربا بعد تطور التكنولوجيا الانتاجية وخلق بداية الفجر الراسمالي )
ولعل هذا من اهم اسباب التناقض التي يعيشها العرب والمسلمون بصورة عامة تجاه كل ما هو مدني عصري ، هناك دوماً صعوبة في استيعاب الحديث لان قيم الاجتماع القبلية الجذور وان بدت مدنية في بعض المناطق من الشرق الاوسط مثل الشام ومصر وبعض مناطق شمال افريقيا و العراق ، لكنها تبقى ذات طابع " ابوي " يجعل من الذكر المخلوق الاساس في المجتمع وتحتل الانثى فيه المرتبة ربما " تحت " الثانية ..
( المرتبة الاولى والثانية في المجتمع الاسلامي علاقة تناقض هيجلية بين الاب والابن ناتي عليها بعد قليل )
اشكالية معالجة الثقافة العربية – الاسلامية لدى الباحثين الاجتماعيين في العالم الاسلامي تتمثل في ظرورة الالتفات الى تقليل شان ذكورية المجتمع ، على الرغم من اعترافهم بانها مشكلة ، لكنهم لم يدركوا بعد بانها المشكلة " الاساسية " التي لو حلت يمكن لكل المشاكل الاخرى ان تحل بيسر ..
لن تحل المشكلة في العالم الاسلامي حتى يتم تغيير نظرة هذا المجتمع للانثى ، لان الانثى هي الفيصل بين المدنية الاصيلة وبين تلك المنحولة غير الكاملة ..
وكل معالجة اجتماعية لا تاخذ بالاعتبار قضية ذكورية المجتمع المفرطة وكيفية تحرير المرأة هي معالجات عقيمة لان الجذر الحقيقي لمشكلة تخلف العالم الاسلامي هو عدم الالتفات للانثى وكل المشاكل الاخرى عبارة عن حلقات متتابعة نتيجة هذه المشكلة لا اكثر ...
التخلف العلمي ، التخلف السياسي ، التحجر العقائدي .. كلها مشاكل ستزول بيسر فيما لو تغيرت نظرة المجتمع للانثى ورفع تسلط الذكر المطلق عليها ..
وهنا نجد الفرق بين المجتمعات الغربية وجذورها الثقافية وبين المجتمع العربي الصحراوي الجذور ..
صحيح ان الانثى لم تكن حرة لدى اؤلئك البرابرة الجرمان اسلاف هؤلاء الغربيين اليوم ..
لكنها لم تكن بلا قيمة كما هي في مجتمعات الصحراء التي كانت تستسهل قتلها وهي رضيعة ..
هذا يرجعنا للفقرة الاولى , علاقات المجتمع الانتاجي لا يمكنها اعتبار الانثى وضيعة ، وهي جزء بارز وهام فيها مع انها لم تاخذ محل المساواة الكاملة مع الرجل حتى في مجتمع كامل التفتح مثل المجتمع الفرنسي ، لكنها بكل الاحوال افضل حالا من سواها في بقية المجتمعات ..
وهكذا , نكون قد استللنا المشكلة الاولى الاساسية :
ذكورية المجتمع

(3)

يسمي العرب انفسهم باسماء ابنائهم ...
فيما يسمي الانجلوسكسون انفسهم باسماء الآباء !!
العربي ابو علي , او ابي محمد ..
الغربي هو المستر أي . بي . طومسون او السيد جي . آر .سمث , باسم جده او ابيه !!
اللغة العربية تكتب من اليمين الى اليسار , الانجليزية من اليسار لليمين ..
الحروف العربية متواصلة متصلة في الكلمة الواحدة , الحروف الانجليزية تستعمل اليوم كما كانت اللاتينية منفصلة في الكلمة الواحدة ..
وبمنهج تفكيكي تحليلي جذري وشامل لعلاقة التضاد الواضحة هذه في الثقافتين , فان التنادي بتطبيق المنهج الغربي في العلمانية والتحديث السياسي هو كلام غير مسؤول ولا يمثل الا الذروة في الجهل المعرفي والعلمي الذي تتميز به عموم النخب الثقافية في الفضاء الثقافي العربي التي تحب القراءة وتكره " التفكير " ..
فاللغة العربية كرموز جوهرية في الثقافة تعكس " العائلية " التي تمزج الحروف في الكلمة الواحدة ، تصهرها ..
( كذلك اللغة الصينية وتوابعها الكورية واليابانية ) ..
بل حتى الراقصة الشرقية تؤدي حركاتها كقطعة من مجموعة مفاتيح تتحرك في تناغم بالتركيز على اجزاء معينة من الجسد ، فيما الراقصة في الغرب تكاد ان تؤدي حركة كلية في جسدها كله ..
الرقص في الشرق يحمل دلالة الثقافة العميقة التي تعتبر من الفرد جزء من منظومة كلية يؤدي دوره الهام فيها ، في الغرب يؤكد هذا الفن ، كما تفعل الحروف اللاتينية والانجليزية الحديثة بان الفرد هو اساس تشكل المنظومة الكلية ..
وهذا فارق جوهري بيّن وواضح في الثقافة لا تتم مراعاته على الاطلاق حين يلجأ المثقفون الى تعمية المنهج السياسي الديمقراطي في الغرب ليشيع في العالم الاسلامي بلا علمٍ ولا هدىً ولا كتابٍ منير !
وهنا نضع الاصبع على مشكلة جوهرية جديدة :
طبيعة الانتماء الثقافية للمجتمع ، الهوية الفردانية في الغربindividuality Identity
، والهوية الكلانية العائلية في الشرق بصورة عامة Holistic Identity..

(4)

العربي حين يسمي نفسه باسم ابنه , فهو يمارس نوعاً من الانسياب الغيبي نحو المستقبل ضمن قالبه الثقافي الجمعي العميق الذي يقدس التناسل والتكاثر والزواج والجنس ..
هي مواريث المجتمعات الزراعية الاولى في حضارات وادي الرافدين ووادي النيل مع اننا لم نلمس في تلك المجتمعات تسمية الاب باسم ابنه , لسبب بسيط :
انها كانت مجتمعات تقدس الجنس وتعتبره جزء من دينها ..
حين تحول الجنس الى تابو محرم ، تحولت رمزيته الثقافية الى هذا الانسياب التاريخي ، وفق الذكورية المفرطة ، و الذي ينبه لمسالة جوهرية في مجتمعات الصحراء القديمة والمجتمع الاسلامي الحديث شبه البدوي وشبه المدني :
التكاثر ضروري جداً ، خصوصاً إنجاب الذكور ..
الفلاسفة والانبياء والشعراء والحكماء غالباً ما يمسكون بخيوط الوعي الجمعي الكلي للامة ، وقد ادرك النبي محمد هذه الغاية الجمعية حين صرح بحديثه المشهور :
تناسلوا تكاثروا فإني مباهٍ بكم الامم يوم القيامة
(( ولعله اكثر الانبياء إلحاحاً بطلب انجاب الولد المذكر دون ان يفلح في ذلك ، ويمكن لمس هذا الهاجس لدى النبي محمد حين نقرا كثرة الايات التي تتحدث عن الاعجاز المنتظر لانجاب الولد ولو بلغ من الكبر عتياً ، وهو يفسر كثرة زيجاته التي شوهها الاسلام الاموي والعباسي واخرجها وكانها كانت بدوافع جنسية صرفة لا تناسلية ، محمد النبي كان اكثر ارتباطاً بالوعي الجمعي الكلاني المنساب نحو التسلسل والامتداد الذي اتضح جلياً في قصص بني اسرائيل القرانية و مضى فيه طريقه العلويون من ابناء فاطمة بنت محمد وتجلى ذروته في المذهب الامامي الاثني عشري المتسلسل في شجرة تاريخية مقدسة من الائمة الذكور ))
و هو ما نلمسه معكوساً لدى الانجلوسكسون , المقدسين للفردانية والذاتية لدرجة ان انسيابهم الثقافي ، التيار التاريخي الجارف لتطور ثقافتهم ، يجري باتجاه الفردانية المطلقة التي تتراجع للاصول لا للفروع ...
للاباء , لا للابناء ..!!
اقلال النسل ( تحت طائل العقلانية ) ، التسمية باسم الاب والجد
بالتالي ، المشكلة العرضية الهامة هي نتاج تراكم كل المشاكل السابقة التي ذكرناها عن طبيعة التخلف الانتاجي الصناعي وذكورية المجتمع والهوية العائلية ، هذه المشكلة الجديدة هي تناقض هيجلي اصيل بين :
الجنس sex ..
( بما في الكلمة من تجرد ومعنى ثقافي معاصر وما تشكله من مشكلة جوهرية اساسية في حياة الفرد الشرقي )
وبين :
التكاثر وتحديد النسل
(( فالصين بلغت ما بلغته في عالم اليوم من مدنية وتطور كبير بعد العام 1980 حين فرض تحديد النسل بصرامة ..))

(5)

التناقض اصيل في طبيعة الاشياء كما قال هيجل , الاشكالية هي ان الثقافة العربية لا تزال ترفض قبول التناقض كونها حدية ارسطية سكولائية حتى لو كان المثقف ليبرالياً او تقدمياً اشتراكيا او شيوعيا في الافكار , يبقى الاطار الذهني الذي يستعمله هو اطار ارسطي سكولائي لا يقبل التناقض ابداً ..
فالمثقف العربي بوعيه الظاهر اصولي ماضوي , يتدرج بدرجات في هذه الاصولية بين الليبرالية كاقل درجة ، فالليبرالي مهما يكن ، يحمل في صميم لا شعوره الفردي قيم وتاثرات من البيئة حتى لو ادعى الانسلاخ الكلي منها ، وبين الاصولية المتعصبة الدينية والقومية كذروة في وضوحها ..
هذا المثقف نفسه , في باطن اللاوعي الجمعي العميق الكلاني لا الفرداني انما يستقي رموزه الثقافية من دائرة وعي تاريخي ينجرف نحو الغيب , نحو المستقبل بما يتناقض مع اصوليته الحالية المحلية بفعل الظرف التاريخي الذي يعيشه ..
العربي واضح الاصولية ويستطبن الامل بمستقبل افضل رغم ذلك في اعماق لا وعيه المقدس للابناء القادمين ..
الانجلوسكسوني بوعي متناقض معكوس , ظاهرياً هو منفتح وغير متعصب ، لكنه في اللاوعي الجمعي الباطني العميق يستقي رموزه الثقافية ( الثيمات او الايقونات ) من تيار جارف باتجاه الماضي ..والدليل .. هو الدعم اللامحدود من قبل الوعي الثقافي الغربي لاسرائيل .. هذه الدولة الماضوية الدينية التي يحكي نصف الكتاب المسيحاني المقدس عن تاريخها كامة اساسية في العالم ..

(6)

منذ وعد بلفور في 1917 ، لم يعد هذا " الغرب " مصدراً موثوقاً للتنوير في وعينا الجمعي الاسلامي كما كان في القرنين التاسع عشر والثامن عشر ، رغم ان جل الليبراليين العرب لا يزالون يعقدون عليه الامال ، لكن الوعي الجمعي العام ادرك بان هذا الغرب لم يعد محل ثقة ..
فهذا الغرب اليوم يؤكد هويته العميقة الجذرية في لاشعور مواطنيه ، الصهيو – مسيحية ، لانها اساس تشكله على مر التاريخ ، رغم انكار المثقفين العرب لهذه الحقيقة بسبب جهلهم العلمي الانثروبولوجي وتسطحهم " المعرفي " الشائع ..
مع ذلك ، الوعي الجمعي الاسلامي وعبر تماسه المباشر بقضايا الصراع مع الغرب يدرك بصورة او باخرى بان هذا الغرب مزيف التنوير ..
هذا " الغرب " ينحاز بشكل غريب ، " هذا الغرب " مدعي العلمانية والحداثة ، لمفهوم الدولة الدينية في اسرائيل ..!!
يحن بالقلوب الخافقات بمجرد ذكر اسرائيل وعاصمتها " القدس – اورشليم " ..
فالوعي الجمعي الظاهري للشعوب في الغرب حداثي علماني ، لكن ، ماذا عن اللاشعور العميق المتشكل عبر مراحل التاريخ في الخافية الجمعية وكون التوراة اليهودية جزء من الكتاب المقدس ؟
ماذا عن حقبة الصراع الصليبي الاسلامي وحالة النفور من كل ما هو مسلم ؟
الا يشكل صمت الشعوب الغربية على العدوان الذي تمارسه حكوماتها الاطلسية اذعاناً وقبولاً بواقع الهوية اليهودية – المسيحانية اللاشعوري العميق ؟

نحن الحداثيين لسنا ضد اي دين او هوية مهما تكن ، لكن ، لم يعد بإمكاننا ، ولا ينبغي علينا البتة اقتباس النموذج السياسي الغربي الذي يدعونا هذا الغرب اليه ، فهذا النموذج ، بات اليوم مثار شك وتساؤل اكثر منه مصدرا من مصادر المدنية والحضارة ، فضلا عن ما قدمناه قبل قليل باننا " نحن " مختلفون عنهم , الغربُ غرب .. والشرق شرق ، وكلنا في الهم شرقُ ...~

- للحديث بقية -








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ الرائع وليد مهدي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2012 / 11 / 22 - 11:51 )
شكرا لبحثكم وجهدكم التنويري الكبير .مقالتكم بحق تعتبر مجموعة مقالات في واحدة .كل جزء من المقالة يستحق ان يكون مقالا لوحده .انا ابصم على مقالتكم بالعشرة (والتعبير منقول عن الزميلة فؤاده العراقية ) . ومقالتكم تبين فشل المشاريع الليبرالية والماركسية في مجتمعاتنا لانها تمثل استنساخ قائم على حرق المراحل للتشكيلة الاجتماعية والاقتصادية .كثير من الاجابات وجدتها عندك وهو ماسيسهل نشر مقالي القادم عن تاثير البروتستانتية في الراسمالية .ختاما تقبل تحيات صديقكم المحب ابو الخلود .وعلى المودةنلتقيكم .


2 - شكر
عبد الله خلف ( 2012 / 11 / 22 - 15:15 )
مقاله جميله و تنويريّه , أشكرك كل الشكر ؛ أستاذ | وليد , و لك خالص تحياتي .


3 - النور
Almousawi A. S ( 2012 / 11 / 22 - 19:35 )
كل التقدير لهذة الجهود الكبيرة والمثمرة وحبذا لو يطلع عليها من يتوهم ان النور والمعرفة بعيدة عن تاريخنا وحضاراتنا وهي حصرا للغرب وان الاستغناء عنا وهذا ما تحاول اسرائيل اثباتة بين حين واخر ممكن جدا فنحن كم لا حاجة لة ولا نفع بة حتى وصل الامر الى التقييم حسب العدد اي اسير اسرائلي مقابل اكثر من الف فلسطيني فما ارخص اسلوبهم وتجاوزاتهم التي بلغت حتى المقارنة بعدد القتلى من الاطفال والدفاع عن ماركس كيهودي بدلا عنة كانسان ومفكر فسلمت لنا عقلا نيرا ومفكرا ومبدعا من اجل مستقبل جيل يفخر بما يقدمة لخير البشرية دون شعور بالنقص والعوق الفكري وانتظار لملمة سقط المتاع للانبهار بما لا نملكة مما هو معلب جاهز للاستخدام واسمح لي القول ان المسيحية كاليهودية والاسلام جاءت من ولاجل الانسان ولا يوجد دين خاص كما يقول العنصريون في اوربا بانها ارض اليهودية والمسيحية فقط وان التطور مناط باسلوب وطبيعة العلاقات الانتاجية وكذلك استقلال المرأة اقتصاديا ظمانة اكيدة لمجتمع سليم ومستقر
دم بوافر الصحة


4 - صعبة
نيسان سمو ( 2012 / 11 / 22 - 19:53 )
من الامور الصعبة يا اخ وليد هى ان ترى الحقيقة ولكنك لا تستطيع استيعابها ! ولكن الاصعب من ذلك عندما يتم تفسيرها لك وبالشكل التفصيلي ومع هذا لا ولا تستوعبها وحتى لا تقبلها .. كلام جميل وحقيقي وواضح ولكن الصعوبة كيف سيدرك هذا المتأخرون في الادراك ؟؟ في كلمة سابقة لي قلت حتى الماركسي العربي والاسلامي دكتاتوري ولا يمكن التحاور او الاختلاف معه لأن مورث الدكتاتورية يحمله وبإفتخار وها انك تؤكد مقولتي تلك .. شكر على هذا الطرح الجميل والاختصار المفيد .. تحية وتقدير


5 - الرفيق ابي الخلود مع التحية
وليد مهدي ( 2012 / 11 / 23 - 15:05 )
شكرا لمرورك الهاديء كالنسيم ايها الرفيق

اتمنى ان تتلاقى و تتلاقح افكارنا في مشروع مشترك يا صديقي قريبا

دمت بهذه العفوية وكل هذا العطاء


6 - الصديق عبد الله خلف مع التقدير
وليد مهدي ( 2012 / 11 / 23 - 15:07 )
شكرا لتواصلك الدائم ايها الغالي

وتحية لك من الاعماق


7 - رفيقي الموسوي مـــع خالص الود والاحتــرام
وليد مهدي ( 2012 / 11 / 23 - 15:11 )
اشكر مؤازرتك الدائمة يا عمي وتاج راسي

نعم

يكاد ان يكون ماركس آخر انبيائهم الذين قتلوهم

مع ذلك

نتمنى ان الواعين المثقفين في اسرائيل نفسها سيستفيقون يوماً لاجل شرق عظيم وجديد خالي من العنصرية خصوصا بعدما اثبت لهم التاريخ ان بنات محمد خلف رجالا ...

دمت بالف خير وعافية ايها العزيز


8 - الاستاذ نيسان تمو مع فائق الود
وليد مهدي ( 2012 / 11 / 23 - 15:15 )
شكرا لمرورك والتعليق سيدي الكريم

في الحقيقة

لا تتعب نفسك لماذا لا يهتمون ولا يدركون

هناك مسائل تاريخية الاشكالات ومنها هذا التخلف الحضاري الذي نعاني منه

نحن ننتظر فقط فرصة تاريخية تستدعيها عوامل تحول جديدة في الاقتصاد والسياسي لتعيد الشرق وبابل العظيمة لسابق مجدها التليد

والحديث ذو شجون يا سيدي

دمت بالف الف خير


9 - سيميائيات البناء الفوقي موضوع ضخم
سعيد زارا ( 2012 / 11 / 23 - 23:10 )

رفيقي وليد لك التحية العطرة

موضوع ضخم و معقد يستدعي توطئة منهجية توضح عناصر البناء الفوقي المراد مقارنتها سيميائيا لدى التشكيلات الاجتماعية التي ارتقى فيها العرب و الانكلوساكسون.
كعنصر الفن مثلا و الحقوق الخ....
اما اللغة رفيقي فهي ليست من البناء الفوقي.

و معذرة

و للنقاش بقية.


10 - اللغة حافظة المحتوى الثقافي
وليد مهدي ( 2012 / 11 / 25 - 14:22 )
رفيقي الغالي
تحية لك وشكرا لتعليقك

لا ادري ما اقول لك ؟

اللغة حسب الانثروبولوجيا الحديثة اهم وعاء حاوي للثقافة

الفن والحقوق كلها ترميزات مستوحاة باختصار في اللغة

سنناقش هذا سوية في المقال القادم

الف الف شكر لك

اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة