الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزّة العزّة والإباء.. إشتدّي أزمة تنفرجي

فتحي الحبوبي

2012 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


غزّة الصامدة منتصرة اليوم على إسرائيل بفضل صواريخها "العبثيّة" التي أصبحت تطال عمق تل أبيب من فرط عبثها . وكذّبت بذلك ادعاءات محمود عبّاس صاحب السلطة الكارتونيّة بالضفّة الغربيّة، وهو الذي لم يستح من وصف صواريخ المقاومة بأنّها كارتونيّة. غزّة اليوم، رغم مئات الشهداء ورغم الدمار الهائل الذي لحقها جرّاء العدوان الذي أطلق علية العدو الصهيوني "عامود السحاب" ، تعيش اللحظة التاريخية المفصليّة المناسبة لفكّ الحصار عنها ورفعه في غير ما رجعة. ولا يتحقّق ذلك -بداهة- إلّا بموقف شجاع رسمي وشعبي موحّد للعالمين الإسلامي والعربي، يسنده موقف أوروبّي داعم وقوي، رافض للحصار الهمجي البربري الظالم على شعب أعزل أمام جلاّد متوحّش لم يعرف له التاريخ مثيلا. فلا نيرون ولا هولاكو ولا جنكيز خان و لا هتلر ولا بول بوت ولا صدّام ولا القذّافي ولا بشّار (الأب والابن)، ولا حتّى جوزيف ستالين الذي سمّي بالشيطان الأكبر لإعدامه لأكثر من 50 مليون روسي، قد يكون أتى من الجرائم الفظيعة ما أتته دولة إسرائيل اللقيطة ،المسخ، منذ أن زرعها الغرب كالسرطان في جسد الوطن العربي الوهن.
من المفارقات أن نسجّل حتّى الآن، أنّه رغم الحراك الشعبي في كافة أصقاع العالم، ورغم الزيارات الإستعراضيّة لبعض الوفود الرسميّة، ومنها الوفدين التونسي والمصري، أنّه لا ينطبق على غزة وسكّانها اليوم سوى ما قاله الشاعر وقد أسمعت لو ناديت حيّا ولكن لا حياة لمن تنادي".
ذلك أنّ المجتمع الدولي الرسمي والمجتمع المدني غير الرسمي في شبه غيبوبة عمّا يجري، و صمت النظام العربي يشبه، لا بل يزيد ،عن صمت القبور، والوعي الأخلاقي لساسة إسرائيل لمّا يفق بعد، لاسيما وقد عزّزت غيابه المواقف الأمريكية البهلوانية التي تصبّ -على الدوام- في خانة اللامنطق واللاأخلاق واللاوعي، لا بل والإستخفاف أيضا بحقوق الشعوب، المعادية بطبعها للإحتلال، المناضلة و التوّاقة أبدا إلى الإنعتاق والحريّة.
لذلك فإن العيون لتدمع وتذرف دما سخيّا ساخنا. وإن القلوب لتحزن وتنفطر دهورا طويلة من الزمن لما تشاهده من مآس لا تنتهي لشعب يستغيث و لا من مغيث له. ويصرخ صرخات اليائس من أمّة "كانت خير أمّة للناس". فهل من غيور على ما بقي من الشرف العربي؟ وهل من حام- يا أصحاب الحميّة- لأهل غزة الأباة من هذا الكائن الممسوخ المغتصب، الموغل في الوحشية؟. وهل من رادع لآلة دماره الحربية المستوردة من الولايات المتحدة الأميركية، قامعة الشعوب في افغانستان والعراق ولبنان والسودان وفيتنام وكوريا وليبيا وسوريا وغيرها؟
إن المضحك المبكي اليوم ، أن يراهن بعض الساسة العرب على أمريكا ويعتبر أن الحل السحري لقضيّة العرب المركزية إنّما هو بيدها كليّة. وتبعا لذلك فمن البديهي عدم رفع العصا في وجهها. لا بل وطاعتها إلى درجة الخنوع والذلّة. ولكن هيهات منّا الذلّة نحن العرب الأقحاح، كما ردّد ذلك الحسين شهيد كربلاء وسيّد الشهداء ورمز الثورة على الطغاة في الفكر الشيعي.
غزّة بالقطع لن تركع. وقادة حماس لن يصيبهم الذعر والهلع والوهن، ولن ينكسروا، مهما قتلوا أبناءهم كما فعلوا مع "محمود الزهار"، ومهما شرّدوا أطفالهم وعذّبوا أسراهم وشنّعوا بأجساد أبطالهم المضمّخة بالدماء وسحلوها، ومهما قطعوا الغذاء والدواء عن السكان وأغرقوهم في ظلام بهيم. فهم ما داموا أصحاب حق مبين، ويؤمنون ويأملون في بارقة أمل تتراءى لهم في الأفق، رغم تواطؤ المتواطئين وخيانة الخائنين وطعنات وظلم ذوي القربى- وهو أشدّ مضاضة- ومهما طال بهم النفق فإنّهم سيخرجون يوما إلى النور، ومهما طال ليلهم فالصبح حتما سينجلي. وإنّ غدا لناظره قريب.
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر هكذا قال للإستعمار الفرنسي الغاشم، شاعر تونس الفذّ أبو القاسم الشابّي، وهكذا بالقطع، سيستجيب الإحتلال الإسرائيلي البشع لإرادة غزّة الصامدة ، الشامخة الأبيّة، رغم المحن والكروب والتواطؤ والمؤامرات والداء والأعداء. أرادت ذلك اسرائيل الصهيونية وأمريكا المتصهينة أم أبتا . إنّنا نعيش اليوم اللحظة التاريخية المفصليّة لرفع الحصار نهائيا عن غزة ورفع الغبن وفسخ العار والشنار من غير ما رجعة عن الأمة العربية التي كانت مجيدة في حقبات خلت من تاريخها. فصبرا جميلا ياغزّة، يا درّة الأوطان وزهرة المدائن الصامدة .
المهندس فتحي الحبّوبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا غزيزي
لقمان الحكيم ( 2012 / 11 / 24 - 08:58 )
ياغزيزي كفاكم مدحا لغزتكم فان سكانها المغلوبين على امرهم والموجودين بين مطرقة اسرائيل وسندان خماس بل حماس المتحمسة للحكم تحت يافطة شرع الله لن يتحرروا حتى ان تحرروا من اليهود


2 - الطفل المدلل
لقمان الحكيم ( 2012 / 11 / 24 - 09:04 )
فلسطين هي ذالك الطفل المدلل الذي لا احد يستطيع ان يرفض له طلب فلسطين مستعمرة من طرف الجميع من طرف الساسة العرب والمسلمين وكل الاجناس فلسطين هي اجندة من لا اجندة له فلسطين هي الان شبه دولتان فاي منطق هذا المهم عند ساستها هو الحكم والتسلط ليس الا كفاكم مدحا فمدحكم يزيد الطفل تدللا وادلالا

اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث