الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحراك الشعبي حدد مسبقا ملامح البرنامج الوطني المطلوب ان تتم على اساسه المصالحة السياسية الفلسطينية :

خالد عبد القادر احمد

2012 / 11 / 24
القضية الفلسطينية


من وجهة نظري, ان مكونات بناء الخلل في الواقع الفلسطيني تتمثل في وجود جدلية تفاعل تاريخية مستمرة بين عامل ونتيجته,
1- اما العامل فهو التواصل التاريخي الدائم لاحتلال وسيطرة اجنبية وحشية على الواقع الفلسطيني, بلغ مستوى وحشيتها ان اجبرت مجتمعنا على التخلي عن هويته الايديولوجية الوطنية واحلت محلها التعريف الاستعماري ( الفيدرالي ) اساسا لبنية ايديولوجية وتوجهات سياسية لا وطنية
2- الخضوع والقبول الفلسطيني للتعريف الايديولوجي السياسي الاستعماري بديلا عن هويته الايديولوجية الوطنية الطبيعية, فمحتوى التعريف ( فيدرالي ) للذات الفلسطينية, يعني انها جزء من الذات الاستعمارية التاريخية, عرقيا وروحيا. الامر الذي عكس نفسه سلبا على منهجية وحدة التوجه القومي الفلسطيني, على شكل تعددية سياسية انقسامية اصولها عرقية طائفية, انهكت الفاعلية المفترضة للدور لواقعة المواطنة الفلسطينية كاساس للبنية الايديولوجية الوطنية ومعزز لوحدة التوجه القومي الفلسطيني السياسي والحضاري,
فالفسطينيون في حقيقة ذاتهم الموضوعية الطبيعية التاريخية, هم قومية مستقلة, داخل تكوينها تاريخيا دم وثقافات عرقية متعدد, وهو امر طبيعي يحدث في ولكل القوميات, غير ان القوميات الاخرى تاريخيا نالت فترات استراحة من السيطرة الاجنبية, ادارت خلالها نفسها بنفسها, وادركت خلالها تخوم علاقتها بالاطراف الاجنبية, وهو ما لم يتوفر للقومية الفلسطينية, بحكم موقع فلسطين الجغرافي كملتقى تقاطعت عليه اطماع التوسع الاستعماري الامبراطوري التاريخي وسيطرتها, مما كان يعيد نعزيز دور الانقسام العرقي الثقافي في الذات الفلسطينية, جراء سياسة استعمارية مقصودة الهدف,
ان حالة الانقسام الفلسطينية الراهنة هي صورة من صور حالة الانقسام العرقي الطائفي التاريخية في مجتمعنا, حيث كان لكل صورة منها عنوانها العرقي السياسي الطائفي المميز, اما اليهودي او المسيحي او الاسلامي, وجميعهم اجرم وارتكب افظع الاعمال الوحشية بحق الشعب الفلسطيني واجبره على تغيير دينه ولغته وولاءه العرقي الطائفي السياسي,
الى هذا الاصل وهذه المكونات تعود حالة الانقسام الفلسطينية الراهنة, وشعاراتاتها الطائفية نازعت دائما شعار الاستقلال الوطني وغيبته واجهضت فاعليته وهي انهكته في الحلقة الاستمارية الصهيونية الراهنة منذ اطلق بلفور وعده المشئوم, ولذلك تفشل دعوات المصالحة السياسية كمدخل لاستعادة الوحدة الوطنية, طالما ان احد اطرافها او كلهم ذي ولاء طائفي سياسي بديلا عن ولاء المواطنة السياسي,
ان شعارات فلسطين حرة عربية اسلامية او حرة عربية مسيحية او حرة اسرائيلية يهودية, هي عدو فلسطين الاول, طالما غابت المواطنة الفلسطينية كاساس موضوعي لبناء ايديولوجي يظهر الولاء السياسي الفلسطيني الوطني, ولذلك تفشل كل محاولات المصالحة بين فصائل العمل الوطني الفلسطيني, كما فشلت قبل عام 1948م وجرتنا الى الهزيمة فيه, وها هي تؤسس لفشل حوار المصالحة السياسية الراهنة الضرورية حيث يستمر الانقسام الفلسطيني على مفترق اما الاتجاه نحو الدولة الاسلامية كهدف للتحرر او الاتجاه نحو الدولة الديموقراطية العلمانية,
ان قراءة خطاب الاحتفال السياسي بانتصار ( الصمود العسكري ) في غزة في وجه العدوان الصهيوني عليها, يلاحظ انه لم يعد يطرح فقط المقاومة المسلحة كمنهجية مختلف عليها داخليا, بل تعمق الخلاف بطرح مقولة المقاومة المسلحة ( الاسلامية ) كما يطرح الان قادة حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي, وقوى الاسلام السلفي السياسي الفلسطينية الاخرى, وها هو منذ وصلت حركة الاخوان المسلمين في مصر في الوصول للسلطة, نكص عن اتفاقية الدوحة وطرح اعادة التفاوض على الشروط السياسية للمصالحة, وهو يستثمر الانتصار الراهن من اجل تعزيز شروطه السياسية ليس ضد الكيان الصهيوني, بل ضد حليفه في النضال حركة فتح ومؤسسة الشرعية الفلسطينية التي لا نقول انهما خاليتان من العيوب والخلل, لكنمها على الاقل تاخذان الى درجة ما ولاء المواطنة الفلسطينية ل ( فلسطين ) بعين الاعتبار وتعتبرانهه صاحب الحق الوطني في ( فلسطين ), ولا تعرفانها باعتبارها ارض وقف ديني ليس من حق الفلسطيني تقرير مصيرها ( بل من حق من استعمرها تاريخيا ) تقرير هذا المصير, وهو منطوق خطاب قوى الاسلام السياسي الفلسطينية, ولكن لماذ نقول كل ذلك:
في تعقيب يشكر عليه الاخ محمد ناصر على مقالنا السابق بعنوان _ قراءة في ( انتصار ) غزة _ يقول _ (المطلوب برنامج حد أدنا يتوافق عليه الجميع إن لم يستطيعوا بوضع تصور تكتيكي تقوم عليه الأستراتيجية القادمة على طريق النضال السوي للفلسطينيين ), والمشكلة في هذا الجزء من التعليق, ليس فقدان الصوابية ولا الاتجاه فهما متوفران فيه وبالصورة الوطنية السليمة, لكنه يطرح مطلب برنامج حد ادنى ينوافق عليه الجميع, اي بالضبط اعادة التفاوض الذي تطرحه قوى الاسلام السياسي الفلسطيني وعززت مطلبه بعد العدوان على غزة, علما ان حركتي فتح وحماس قتلتا موضوع المصالحة السياسية تفاوضا ونقاشا وتوقيع اتفاقيات, وعلما ان ابطالنا اسرى الحرية اطلقوا رؤيتهم الوطنية الخاصة بهذا الموضوع من داخل معتقلاتهم, فلم يؤخذ بها وعلما ان الحراك الشعبي الفلسطيني الاخير تضامنا مع غزة, حدد ملامح ( المنهاجية ) الوطنية المطلوبة, وهي قطعا تعكس ملامح برنامج وطني يتحسس ضرورته ويتوافق عليه الموقف الشعبي,
في مقالنا المشار اليه قلنا ان الشعب الفلسطيني اتفق دائما مع المبادرة الوطنية واختلف حول المبادرين, وهذا احد مؤشرات السلامة السياسية الذي تصر فصائلنا على تجاهلها وعدم الاخذ بها نزولا تحت ضغط اطماعها الفئوية الضيقة,
ان حركتي فتح وحماس ليست بحاجة للتفاوض من اجل التوافق, بل يجب عليها اعتماد شعارات الحراك الشعبي والاخذ بارادته ومطالبه, والمتمحورة حول:
1- الاخذ بكافة اشكال المقاومة ومحورها المقاومة ( الوطنية ) المسلحة, ورفض انفراد كل فصيل بشكل واسلوب ( خاص به ) من المقاومة ومحاولة فرضه على الواقع الفلسطيني. وهذا كما يحمل رفضا للمقاومة السلمية والتفاوضية, فانه ايضا يحمل رفضا للمقاومة المسلحة الطائفية,وهو ايضا يرفض المقاومة الطبقية, لكنه في المقابل يقبل منهجية تدويل الصراع و والصراع في مؤسسات الشرعية الدولية, وهو يطالب في نفس الوقت بشفافية التمثيل السياسي الفلسطيني ( للمواطنة الفلسطينية ) لا لاجزاء منها,
2- ان شرعية التمثيل السياسي الفلسطيني لم ولا تنطوي على حق التنازلات الدستورية, ولا ولن تمنح للمثل السياسي للشعب الفلسطيني حقا في تقديم مثل هذه التنازلات الدستورية, لا لعدو ولا لحليف, ففلسطين وطن القومية الفلسطينية, وقوميتنا تبعا لذلك ترفض الاعتراف بالكيان الصهيوني وحقه في الوجود والعيش بسلام, لما يحمله ذلك من تنازلات دستورية للعدو, وهي ايضا ترفض نفي صفة الوطن عن فلسطين والقول بانها ارض وقف ديني, يهودي او مسيحي او اسلامي, وبالتالي فان على القيادة الفلسطينية مراجعة والانسحاب من كل الاتفاقيات والالتزامات التي عقدها وقدمها ممثل الشرعية الفلسطينية لاطراف اخرى وتنطوي على تنازلات دستورية فلسطينية, ولا نقصد هنا الكيان الصهيوني فقط بل وخصوصا الاطراف ( العربية ) التي لم تكن اكثر من طعنة في الظهر دائما
3- ان البندين السابقين يحددان بوضح ان مرحلية النضال الفلسطين لا تعني الاقتسام السياسي للجغرافيا الفلسطينية, كما طرحته الجبهة الديموقراطية واخذ به اليمين الانهزامي في حركة فتح ومنظمة التحرير, بل يعني مرحلية البناء السياسي, مثال فض التنازع مع الاردن على تمثيل الشعب الفلسطيني والذي انتهى الى قرار فك الارتباط, والذي تعيد الان حركة حماس ومن خلال مفاوضات وقف اطلاق النار ( منحه لمصر الاخوان المسلمين ), ويعني ايضا مرحلية بناء المقاومة المسلحة تعبويا وتقنيا وصولا الى حرب التحرير الشعبية,
4- ان البنود السابقة تحدد ملامح اطراف وشركاء ومهمة مقولة السلام بالمعنى الوطني الفلسطيني, فطرف التفاوض هو هيئة الامم المتحدة, المسئول الاول عن خلق القضية الفلسطينية واهدار حقوقنا الوطنية, اما مهمة السلام فهي انهاء كامل حالة الاحتلال الاحلالي الصهيونية في فلسطين واستعادة القومية الفلسطينية كامل استقلاليتها وسيادتها القومية على كامل تراب فلسطين التاريخية
5- اعادة صياغة منظمة التحرير الفلسطينية بما يتناسب واداء المهمات المشار اليها سابقا الى جانب العودة لابداء احترامها الذي يفتقده الشعب الفلسطيني منها وتجسيد ذلك تعبويا في المهمة الوطنية الفلسطينية,
6- تطوير الاداء السياسي للقيادة الفلسطينية باتجاه ونحو منهجية حل مشاكل تطوير نضال التحرر الفلسطيني لا التخلص من عبيء القضية ونضال التحررعبر التسويات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر