الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الوطني ... من جبهة منتفعين إلى عقيدة معطلة

حسين عبد المعبود

2012 / 11 / 24
حقوق الانسان


الحزب الوطني .. من جبهة منتفعين إلى عقيدة معطلة
عندما نتحدث عن الحزب الوطني وأعضائه لا نقصد كل من انتسب إلى الحزب الوطني ، لأنه لم يكن حزبا بالمعنى السياسي للكلمة ، ولكن عبارة عن جبهة منتفعين تبعهم البسطاء من الناس اتقاء لشرهم وأذاهم ، أو طمعا في الحصول على وظيفة للولد أو البنت ، أو النقل من وظيفة إلى أخرى ، أو من قسم إلى قسم بذات الجهة طمعا في دخل أكبر وميزات أفضل ، أو تسهيلا لتركيب عداد كهرباء أو عداد مياه ، أو استعادة رخصة قيادة قد تم سحبها أو استخراج رخصة تسيير موتوسيكل بعد أن ساءت أحوال البلاد والعباد بسبب السياسات الفاشلة للحزن الوطني الذي أفسد كل شيء واحتكر كل شيء ، فما كان أمام البسطاء إلا استخراج كارنيهات تثبت انتماءهم للحزن الوطني خوفا وطمعا .
ولكن نقصد كل من يفكر بطريقة الحزن الوطني حتى لو كان محسوبا على حزب أو تيار معارض، وهي عدوى مكتسبة من رموز الحزن الوطني ، ومن كل من انتفع بسبب انتمائه للحزن وهم كثير كان الحزن سببا في حصولهم على أشياء ليس للمعارضين حظ فيها مثل : رخصة لمستودع دقيق ، تصريح دقيق لمخبز ، ترخيص مستودع لتوزيع اسطوانات البوتاجاز ، ولنرصد معا هذه الرخص والتصاريح سوف نجد أن معظمها ما لم تكن جميعها تم منحها لأعضاء الحزن الوطني المنحل .
ولأن جبهة المنتفعين هذه استمرت في الحكم طويلا تحت اسم مستعار هو الحزن الوطني الاسم البديل لحزب مصر العربي الاشتراكي الذي كان يضم كثيرا من الانتهازيين من أعضاء الاتحاد الاشتراكي العربي ، والذين هرولوا إلى الحزن الوطني بعد أن أعلن الرئيس السادات رئاسته لهذا الحزب ، وهذا يؤكد انتهازيتهم ، فهم أعضاء في كل حزب للسلطة أيا كانت !! ولا انتماء لهم سوى مصالحهم الشخصية ، وإلا فبماذا نفسر انتماءهم الدائم لحزب الحكومة فقط ؟!! من : الاتحاد الاشتراكي زمن عبد الناصر ، إلى حزب مصر زمن السادات ، إلى الحزن الوطني بمجرد إعلان السادات نيته عن تشكيل حزب باسم الحزب الذي أسسه الزعيم الشاب مصطفى كامل ، مع ملاحظة أن هناك فرق بين الحزب الوطني الذي أسسه مصطفى كامل لتوحيد جهود المصريين للدفاع عن مصر ، وبين الحزن الوطني الذي أسسه السادات وورثه مبارك وعصابته لسرقة مصر ، أي أنهم حكموا مصر لأكثر من أربعين عاما أسسوا فيها للاستبداد الذي أنتج الفساد ، والظلم والطغيان الذي يقتل المواهب ويقضي على المبادرات ويكمم الأفواه ويسكت الأصوات ، وهذا منهج الحزن الوطني المنحل .
وكلنا يعلم أن الحزن الوطني زور كل الانتخابات التشريعية أخرها انتخابات التاجر الطبال ، وجعل رئاسة الإعلام للقوادين والراقصين أخرهم راقص في فرقة ، فأي تشريع يرتجى من مجالس تم احتكار مقاعدها بانتخابات مزورة ؟ وأي قيم ترتجى من إعلام ترأسه الراقص والقواد ؟ ودائما كان المجلس سيد قراره ، أي أن السلطة المخولة بسن القانون ومتابعة تطبيقه هي التي تضرب بالقانون عرض الحائط بتغطية إعلام مضلل ومبرر ، مما أدى إلى فوضى مقننة وتسيب مسموح به وانتهازية مبررة ، أي لا قانون ولا قيم ، فشاعت الفهلوة بديلا عن القانون ، وصار النفاق سلم الوصول بديلا عن الجد والاجتهاد حتى أصبح أسلوب الحزن الوطني وطريقة تفكير أعضائه منهجا أثر كثيرا في الكثير منا خاصة الذين يتولون مناصب إدارية .
أي أن الحزب الوطني لم يعد الانتماء إليه رغبة ورهبة للحصول على مغانم غير مستحقة ولا خوفا من النظام فقط ، بل نمط حياة وطريقة تفكير وأسلوب في التعامل مع المعطيات يضمن استمرار النظام الحاكم حتى لو سقط بعض رموزه لضمان الحصول على ميزات واستمرار استنزاف خيرات الوطن ونهب ثرواته ، وهذا يفسر لنا ما نشعر به من أن الثورة لم تغير من الأمر شيئا بل قد يشعر البعض أن الأمور قد ساءت أكثر من ذي قبل ، ولو دققنا النظر لتبين لنا أن مفاصل الدولة في يد أهل الثقة من رجال الحزن الوطني المنحل تحول الحزب بداخلهم إلى عقيدة أي نمط حياة وطريقة تفكير وأسلوب للتعامل مع المواقف لتأثرهم بالدولة المركزية ، فهم ليس لديهم رؤى وغير قادرين على المبادرة ولا مؤهلين للتعامل مع الأزمات ، لأنهم دائما في انتظار الوحي من قياداتهم ، فلا بد من استبعادهم وتطهير المؤسسات منهم ومن عقيدتهم الفاسدة لنبدأ في جني ثمار الثورة بعد أن تكون قد امتدت من الميادين إلى الدواوين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد


.. حريق يلتهم خياما للاجئين السوريين في لبنان




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية في أ


.. السعودية تدين استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب ال




.. ماذا ستجني روندا من صفقة استقبال المهاجرين غير الشرعيين في ب