الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الساعات تدق

طالب جانال

2012 / 11 / 24
الادب والفن


كيف أسترعي انتباهكم
للمرارات الجوهرية التي تتمخض
تحت لساني
وتلك الأجراس المفعمة بالشك
لا تُقرَع إلا وقت الزوال .
كلما سمعت دقات الساعة
تحثني على الانقضاء
هاجت عقاربي
و ماج الرقاص بالعثة
تنخر أعمدتي في قاحلة الحكمة
وتدعوني لأطوي أصابعي
على ما تقوض من أصوات أمعنت في الخرس
و أحصي ما يلزمني جَرْساً حتى نهاية الطريق
كأن أستميح مائدة خيباتي عذراً
و ألملم رقاعي
ماضياً بحشرجات مجهولة النسب
نحو صومعة
ستكتبها في سجل الرمال
ذات قرار و قدر
معاولي الواعدة .
*
مع إن الوحدة منسوجة بإحكام
في عالم القلب السفلي
حيث لا " آه " يكفي قلة رفقتي
ولا زاد يبطش بصراخ الديدان
إلا إنني أقعُ مصادفةً
على زواحف تائهة ، تشبهني
تتباهى بتقرن الأحلام
و تتشدق بباع الساعات الطويل
في المضي ، بخطوات ساقطة سهواً
من أقدام النازحين
صوب جهنم الغد ، و بئس الطريق .
*
رغم الأزمنة المجيرة لحساب الساعات
فما من زجاج يثنيني
عن مقتي لملمس الأرقام
ما دمتُ موقناً إنها : ستتحطم !
لستُ متوافقاً مع الكوارتز
و لا الرمل الغابر
و لا أطيق سماع دبيب العقارب
ضد ذوات التدوير
و لو بأكثر الأصابع حذاقة
وعشرتي مع العدادات على أسوأ ما يرام .
أما أبغض ما يُبغضني :
فان الفسفور
لا يتوهج إلا في الظلمة
وفي الحروب
بمنتهى الجمال ، والسطوع .
*
عندما تحتلك الساعات المقررة
تباعاً
وفق التقويم الشرقي
يتدلى حبل سري
من اللانهائي
حتى سرة روحي
فأتوضأ لمعاكسة القبلة
في صلاة مختلة لا يدرك مغازيها
سوى الرب !
لا أركعُ للتاريخ ، و لا أسجد
و لا أنبش رفاتاً قسرية
فقط !...
أمام الموسيقى السارحة
لرأس الرجاء الصالح
أحشرج ، خشوعي المطبق .
*
مساء لا متوافق
نهار مضاد
أتواطأ مع العناكب ، طويلة السيقان
على أطراف أصابعي ، لاقتناص اللذة .
خيوطنا الدبقة لن تتشابك
رغم وشائع الرجفة
و رغم أمناء السجل المدني
الثموديين ، بفوانيسهم الهرمة
يخنسون على هامش الصيحة
يتآمرون بليل لا يكل
و لا يمل
لإبرام مغزل أوفر حظاً
في درأ الوهن عن الأصابع
و إتاحة نكاح زمني
يتشهاه الوبر مع العجائز
في حفل الأنوال الحجرية
لإراقة حرير القز
و سفك أوراق التوت
أمام عتبة ساعات
جنت عقاربها
و راح دورانها الغاشم
يهتك صمتي
و يشق غشاء بكارة وقاري
بصَئْيٍ شهواني سافر .
*
في ثالثة النكبات الهجرية
الأزمنة لا تليق بساعاتها
و لا العربات بقصد السبيل .
لا آخرة تستعيرها المسافات
في احتدام المحطات و اندلاع المراجل
سوى الأثافي الضيقةُ
بي ، و بالسكارى الحائرين .
ليس لهذا الصفير الشحيح
ما يجود به ، سوى الرحيل
فأُسْتَحَثُ على البوح ببخاري
بوجه السكك ، إذ تستفيق رمالها
و توشك أن تجرني
بقضي
و قضيضي
نحو غرق هانئ ، وسعيد .

طالب جانال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة


.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية




.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي