الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شرقاً عبر المحيط ..

وليد مهدي

2012 / 11 / 25
الادب والفن


(1)

اطفئت الاضواء ..
ومضى من كان حاضراً الى بيته ..
لم يتبق احد , إلا انا ..
الحفلة انتهت وبقيت وحيداً مع حسيس هذه الحشرات في الحديقة ..
مع تلك اللسعة الباردة لنسائم نوفمبر ..

ذلك الطعم اللاذع لكاسٍ كنت ارتشفه ..
اتامل بقايا تلك النار التي " كانت " ..
ذلك الجمر الخابي الذي يذكرني بما كان عليه قلبي ..
لطالما تسائلت لماذا ؟
لما يجب علينا في النهاية ان نقولُ وداعاً ؟
ان نترك هذا العالم بما فيه من بهجة وضجة لنقول له وداعاً ؟

كنتِ مميزة بين كل اؤلئك الحظور ..
تلك العينين
ذلك البريق القادم من حيث الشمس تشرق ..
حيث المحيطات في الشرق تتنهد كما هي انفاسك
..
لستُ متشائماً.. لكنني

ادرك منذ تلك اللحظة ان تعارفنا الاول سيؤدي بنا الى مغامرة عاصفة ،
سرعان ما تنتهي بان نقول وداعاً في النهاية ..
ها نحن اليوم نترك كل شيء للقدر

(2)

نعم ..
الحب ليس كافياً لنعيش سعداء في هذا العالم , الحب جزءٌ من سعادتنا ..
نخطيء حين نعتبره كلها ..

نعم , يعيدنا كما الاطفال انقياء اصفياء ..
بنفس الوقت , يغشينا بذلك الفرح الغامر فلا ندرك خبايا الايام ..
الحبُ برعمٌ يحتاج ان نرعاه ..
ان نبذل الكثير من اجله كي يستمر ..
يحتاج منا ان نواجه الحياة لاجله باقصى ما نستطيع ..
ان نبذل كل شيء لكن إلا الحب ..
نستعد دوماً لفقد اي شيء إلا الحب ..
لماذا يجب ان نحمي الحب ؟

لانه يبقينا دافئين في شتاء حياتنا الطويل هذا ..!!
قليلو الحظ هم اولئك الذين يفرطون في حبهم ويستسهلون خسارته ..
لانهم سيضطرون في النهاية للبحث عن الدفئ باشياء اخرى تزيد من حياتهم تعقيداً :

الاكثار من المال والولد ..
الاكثار من الخمر ..
الاسراف في الجنس ..

انصحك ان لا تفر طي في حبك لو شعرت بانه حقيقي وصادق ..
حتى لو لم اكن هذا انا هو حبيبك ..


(3)

لستُ ابالغ لو اخبرتك باني اعبدك ..
وبحق , لا ادري بماذا ازيد على ذلك ؟
فقد احببت قبلك مرات ..
اسكرتني ، حد الثمالة ، من افاعي الانوثة قبلك العشرات ..
لكن الافعى التي في داخلك شيء آخر ..
تلك البيضاء التي ترشفُ السم ولا تشرب الدماء ..
هي المرة ُ الاولى التي تشفيني فيها انثى مثلك ..

المرة الاولى التي تشفيني افعى ولا تمرضني كالسابقات ..
ربما اخطا شوبنهاور حين اعتبر الانثى مصدراً للشر ..
ليست الانثى شر ، هي الامينة على سر الحياة ..
نعم ، في داخل كل انثى افعى ، هي التجسيد الحقيقي لانوثتها ..
هي عطشى دوماً ان تعض لدرجة انها احياناً تعض نفسها ..
حتى انها تذوي ذابلة كاوراق الخريف ..

أليست الافعى هي رمز الشفاء والحياة ؟
او ليست هي التي سرقت سر الخلود من جلجامش ؟
الانثى تسرق منا الخلود لكنها في المقابل تهب لنا كل شيء ..
الانوثة ، هذا السر اللاهب الحارق ..
بنار تلك الانثى التي في عينيك اتوضأ
احلق في السماء مثل طائر ناري ..
اتهاوى في هضاب ثلجك الناصع مثل شهب ..
اتناثر شررا يملا الارجاء برائحة شوق الالف عام ..

(4)

فلا تخافي ..
اتركي هذه الافعى طليقة في احضاني ..

هي ترياقُ جرحي ..
شهقتي ولهفتي الحارة تلك ، هي التي تبقيني رجلا ..

تلك الانياب المنغرزة في اوصالي ، هذه الحراشف الملساء الناعمة
تعيد صهر كياني , تمنحني الفرصة كي اتغير ، كما لا تقدر عليه اية حادثة اخرى في حياتي ..
الحب لا يعطى بالسؤال ..

لكن ما اساله ان تحطمي كل شيء في كياني ..
احيلي كل شيء الى رماد ..
الى دخانٍ اسود كلون شعرك ..

فانا يا سيدتي من كل قلبي اشتهي ان تقتليني
ان تصهريني كما الفولاذ الاحمر ..
كي اصبح آخر ..

كي اخلق من جديدٍ بين عينيك وشفتيك ..
وهل في الكون نارٌ مثلك احلى ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انت تبحث عن الحب الذي يقود للاستقرار
كفاح جمعة كنجي ( 2012 / 11 / 25 - 23:44 )
انت تبحث عن الحب الذي بقود للاستقرار بكل جوانب الحياة . قرات منتصف ا لثمانينات من القرن الماضي مقابلة لفانيسيا ردكريف قالت فيها (العائلة تعيد الى توازني) فصخب الحياة والعمل ومشاكله انساه لحظة دخولي الى البيت ومقابلة عائلتي.اتمنى لك الخير استاذ وليد مهدي دُمت على حبِ ابدي تحياتي الصادقة


2 - الزميل الاستاذ كفاح جمعة
وليد مهدي ( 2012 / 11 / 28 - 09:33 )
شكرا لك ولتعليقك سيدي الكريم

امنياتي لك بالمثل

تقبل اصدق واسمى التحايا

اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار


.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها




.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع


.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض




.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا