الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مرسى بين كرسى البابوية و كرسى الرئاسة
شريف الغرينى
2012 / 11 / 26العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الموضوع من البداية، من وجهة نظر الإخوان، لم يكون سوى استخدام الثورة والأساليب المدنية فى الإقتراع، للوصول إلى دولة ثيوقراطية (حكم إلهى) ، فالدولة الدينية لا تعنى الحكم الإلهى، لأن الحكم الإلهى يبدأ بالوحى والرسالة، وينتهى بعد تمامهما، فالنبى أو الرسول، يقوم بدور الناقل لأحكام الله وشريعته فى أرضه ، والمترجم الأمين لأحوال السماء وأخبارها والحامل للواء القدسية، وبالتالى فإن قراراته لا تتأتى من عنده، فهولا ينطق عن الهوى، ولذلك وجبت طاعته وأقصى ما تستطيع عمله حينئذ كمواطن عادى، هو الإجتهاد فى فهم النص حتى يمكن لك الإجتهاد فى الطاعة ، ولكن بعد أن يلقى النبى أو الرسول الحامل للرسالة والمنهج والكتاب، ربه ، تبدأ الدولة الدينية ويبدأ الحاكم أى كان اسمه – خليفة، سلطان, ملك, أو رئيس- فى إدارة البلاد لصالح الشعب ، ويكون ذلك برؤية بشرية على خلفية شرعية تزاوج بين فقه الحكم والمبدأ الشرعى و فقه الواقع، وهذا ما فعله الخلفاء الراشدون، وما أثبتته سيرتهم ، ومن ذلك نستطيع أن نعرف أن الحكم الإلهى هو ذلك النوع من الحكم الذى ترى فيه بوضوح، أن قرارات السلطان أو الملك أو حتى الرئيس محصنة وغير قابلة للنقض تذرعا بالسماء والقدسية ، وباستعراض الوضع الراهن نجد أن الإخوان قد سخروا بنا وتركونا نرفض الرصاصة ونتحسب لها، وهم فى الواقع يعدون لنا صاروخا، فما كنا نخشاه لم يقع، بل وقع للأسف ما لم نكن نصدق أنه سيحدث يوماً ، فليتها كانت دولة دينية وكفى، ولكنها ستكون دولة حكم إلهي.. المدهش والذى يجعل الأمر غريبا اليوم هو استخدام وسائل مدنية لإختيار الحاكم الإلهى ، فالدستور وتعدد السلطات واستقلالها، لا يمكن أن يتماشى مع أى حكم إلهى ولا يمكن أن يسمح بوجود حاكم بأمر الله ، لذلك أعتقد أن ما يحدث من شد وجذب حول اللجنة التأسيسة ومواد الدستور بالنسبة للإخوان ليس إلا لعب ولهو وهم يعرفون ذلك جيداَ، ويضحكون على ما يحدث كلما خلو إلى شياطينهم، ويعرفون أن هذه المهزلة لن تصل بأحد إلى شىء على الإطلاق، ويعرفون أيضا أن الموقف برمته ليس إلا مضيعة محسوبة للوقت وإلهاء للقوى السياسية المعارضة، حتى يتمكن الحاكم الجديد بأمر الله من توطيد سلطانه و بعدها سيتم تنفيذ منهجا ودستورا خاصا بهم، معد سلفا، وبالطبع سيتطلب الأمر استخدام وسيلة أخرى لإختيار الحاكم، والتى أعتقد أنها لن تكون مثل ما إعتاد عليه الناس فى ديمقراطيات العصر الحديث، ولا كما يحدث فى إيران، ولن تكون بيعة لخليفة أو غيرها من الطرق المعهودة على مر التاريخ الإسلامى، بل ستشبه إلى حد كبير طريقة تجليس البابوات فى العقيدة المسيحية !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك
.. واحدة من أبرز العادات الدينية لديهم... لماذا يزور المسيحيون
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. تجنيد اليهود المتشددين قضية -شائكة- تهدد حكومة نتانياهو