الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ستراتيجية التشخيص وايديولوجيا النجاح ( الفصل الاخير )

عادل امين

2012 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


ولكي تنهض الأمة من واقعها المتفاقم فلابد من أيديولوجيا جديدة تصلح كمشروع بديل تجمع في خارطتها كل الفلسفات بمكوناتها:( القيادية والأدارية ) المؤهلة والتي نبعت من خضم معانات الأمة ووسطها لتشكل بالتالي الأنموذج الامثل في تحديد الادوار القيادية والادارية في منظومة العمل السياسي والمدني وكل المرافق والميادين الأخرى التي تنضوي في أطار هذين الشقين
ورغم ان كلمة ( مشروع ) تحتمل الكثير من المعاني في تعريفاتها ، فمنها مما هو غير مشروع في حقيقته فالسياسة بشكل عام ايضا تسمى مشروع وكل مشروع بحد ذاته في العلم السياسي يقصد به كل افكار او ايديولوجيا تسعى ( للهيمنة ) ... إلا أننا بصدد طرح وتطبيق دراسة بديلة لواقع حال متأزم لن تخرج بطبيعتها عن المشروع في مسوغاته الاسلامية
لأنه حتى المشروع يمكن ان يتحول الى غير مشروع في سيره ومنهاجه حتى لو كان يحمل شعاراً ومؤمناً اسلامياً كما هو الحال الواقع للأفكار والتوجهات الأسلامية المتعددة التي بين ايدينا كما نرى في العالم الاسلامي ، ورغم أن هذا ليس شرطاً في العمل السياسي بطبيعة الحال ( من وجهة نظر علمانية ) ألا أننا نتحدث ضمن حالة اسلامية قد أقرت دستورياً في ( دين الدولة ) لن نخرج في تحركنا عن المسوغات في اطار الاسلام الاصيل
أن السلطة السياسية تنتقل في حالة الثورة نتيجة لحركة اجتماعية ثورية ، والحركة الاجتماعية يمكن تعريفها بصفة عامة بأنها مطلب مشترك لجماعة من الناس يعملون بشيء من الاستمرار لتحقيق أو تطوير تغيير في بعض أو كل أوجه النظام أو الترتيب السياسي القائم في ظل مجموعة من الأفكار التي توضح عدم الرضا على الوضع القائم وتبرر الحاجة إلى التغيير وتصف الطريق إلى العلاج (1)
كما هو واجب على كل الاختصاصيين والخبراء والكفوئين من مثقفين واكاديميين بكل اصنافهم وفق هذا المضمار الذين يعتبر حالهم كما هو متصور اكثر احساساً ومعانات ومرارة لضروف وأشكال المأسي التي تمر على الوطن والمجتمع والامة ، كذلك هو أمر متعب في حال نهضتهم وتصديهم في تقديم الخبرات والمشورة والأرشاد لأيجاد البدائل الصحية الصحيحة الناجحة من اجل دفع الضرر والقضاء على الفساد والمفاسد التي ألحقت بالبلاد من غيرهم باقي طبقات وشرائح المجتمع
ذلك ان التفاوت النسبي في الفهم والثقافة المتراجعة او المحدودة والتربية العصرية المتأثرة بالأفكار الدخيلة على المجتمع والأختلافات والدوافع والولاآت الخارجية والترسبات الفكرية والمادية التي ترشحت كنتيجة للافكار الغربية المندسة قد تؤدي بمجموعها الى وجود حالة التقاعس في عموم المجتمع مما يتطلب جهود كبيرة وجبارة لتوعية المجتمع وأعادة الثقة وجهد جهيد وطاقات كبيرة ووقت غير معلوم لتجنى الثمار كنتيجة لتلك الجهود والطاقات المبذولة
كثيرة هي الدوافع والحوافز التي يمكن للانسان ان ينطلق منها في مسيرته ونهضته التقدمية في خياراته ، ولكن لن يوجد من شعار اسمى وأرقى من شعار ( الوطنية ) ذلك الشعار الذي طالما كان يمثل نشيد الانتماء والرابط الاكثر قوة بين كل الاجيال الذي لا يقبل الشك بين الانسان ووطنه للانطلاق في الميادين السياسية فهو يحمل في طياته ومعانيه اكثر وأبعد من ( مسمى ) الوطنية ، انه يضم الشعور بالمسؤولية نحو كل ما ينضوي في أطار الوطن - انه يضم مجموعة من اختلاجات - المعانات والبؤس والحرمان بتشكيلة مادته الاساسية - فهو الشعار الذي تندرج في طياته ومعانيه الكثير من المباديء لكافة المستويات الانسانية والروحية والاجتماعية لتشكل بمجموعها الممتزج نقطة مضيئة مشرقة في النفوس كانت المحفز الاول الاكثر صدارة في محركيتها ، وليس ما يذهب أليه البعض من ( اللادينية ) من ان الوطنية - ملاذ الحمقى - او كما يصفها بعض العلمانيين - الوطنية هي ( ملاذ الانتهازيين والافاقين ) ان هذا اجحاف بحق الوطنية اجحاف وعدم معرفة بماهية الوطنية ، قد تكون ترجمة الوطنية بمفهومها العام في الشارع العربي او الاسلامي مغلوطة شكل أسائة فادحة في استعمالاتها مما اعطى هؤلاء المنظرين صورة مشوبة بررها لهم مسبقاً سوء الاستعمال - لكن هذا لن يؤثر او يغير الصورة الحقيقية للوطنية - لأنها الشعار الوحيد الذي لن توقفه الحدود ( حدود العرق او حدود الدين او حدود الطبقية ) انه اطار كبير يجمع بداخله كل تلك الصور والجميلة
تجدر بالمتصدين ان تكون نصب اعينهم الروح الحقيقية للوطنية لتعكس بالتالي انموذج صحيح وحقيقي في ترجمة هذه الروح على ارض الوطن - كما يمكن وكما دأب جميع الثوار والمحررين ولمراحل عصرية تأريخية متتالية ان يعملوا وفق تجارب واحداث تأريخية في استعراضها ليحملوا من معانيها وصورها الصالحة ومبادئها النبيلة ويحذوا حذوها للخوض في غمار السياسة من اجل أحداث تغيير جذري لتركيبة نظام الدولة في عملية انتاجية جديدة تجمع بين الموروث التأريخي النبيل ومن تجاربه وبين الحالات والتطورات العلمية والتربوية والسياسية والقيادية بأيديولوجيا وافكار عصرية جديدة - منها توعية المجتمع توعية صحيحة وتحريره - تحرير العقل الانساني من قيود التبعية من قيود الرجعية من قيود الولاآت الاخرى - ضمن مكتسبات ثقافية وتعليمية جديدة وتعليمه وأحاطته بكل ما يحيط به من مشاكل وهموم ومعانات سياسية ووطنية ومصاريعها الجغرافية والاقليمية بعيداً عن الصراعات الطائفية والاجتماعية الطبقية
بأستعراض كل المواجهات والظواهر الحالية والسابقة وعكس ان الحالة الاسلامية الحقيقية بتطبيقاتها الانموذج والاطروحة المثلى في قيادة الشعوب نحو الرخاء والسعادة فضلاً عن التقدم الذي سيلحض مع هذا التطبيق وهذه الايديولوجيا الجديدة في كل الميادين والمحاور العلمية الاخرى في التأسيس لرسم نظام ديمقراطي اسلامي مستديم مستقلاً بعيداً عن ما يسمى ( بالتنوير ) على الطريقة العلمانية واللادينية في طرازها التأسيسي الذي يعتبرونه عصر الانفتاح والنهضة ما ان انفكت سياسة الدول الاوروبية عن الكنيسة وفك الرباط الديني بين العمل السياسي للدولة وبين دور الكنيسة وتدخلاتها في الشأن السياسي - ان ما نراه من وجهة نظر اكثر ادراك ان العلم هو الاساس ( فصواب العمل مقترن بالعلم الذي قاد أليه ذلك أن العمل بلا علم أمر فيه خلل ) (2)
ولكي تدرك هذه المفاهيم والمعاني : لابد من التأسي بالنظم السابقة واخذ العظة والعبر فتكون بمستوى تجريبي تمكنت من تشخيص عللها - السلبية والايجابية على السواء لينهض من جديد بأطروحة اسلامية جديدة صحيحة قد اختزلت كل التجارب التأريخية السابقة فألمعت بمسيرتها وتطبيقها - فكانت النتاج والعصارة الحقيقية لذلك الاختزال والتشخيص وايديولوجيا ناجحة بفلسفة اسلامية جديدة متطورة مواكبة للتطور العلمي والثقافي والانساني .





(1) د . كمال الاسطل - محاظرة في النظرية السياسية
(2) د . جاسم سلطان - النهضة .... من الصحوة الى اليقضة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإيراني يحتفل بيومه الوطني ورئيسي يرسل تحذيرات جديدة


.. زيلينسكي يطلب النجدة من حلفائه لدعم دفاعات أوكرانيا الجوية




.. الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة 14 جنديا جراء هجوم لحزب الله الل


.. لحظة إعلان قائد كتيبة إسرائيلية عن نية الجيش اقتحام رفح




.. ماذا بعد تأجيل الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية؟